الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم جملا مما تثمره لنا هذه القاعدة سلوكيا. اذا علمنا ان الاعمال بالخواتيم فما الذي ينبغي سلوكيا ان نفعله حتى نقرن العلم بالعمل اقول هذا يثمر لنا ايماننا بان الله عز وجل جعل علق الاعمال بالخواتيم يثمر لنا جملا من الامور مسلكي الامر الاول انه ينبغي للعبد ان يعيش بين الخوف والرجاء وقد اجمع اهل السنة على ان الاصل استواؤهما الا اذا اقتضت مصلحة ترجيح احد الجانبين على الطرف الاخر كما قال الله عز وجل عن عباده المؤمنين ويدعوننا رغبا اي رجاء ورهبا اي خوفا. ويدعوننا ان يعبدوننا فكل عبادة لا بد ان تبنى على ثلاثة اركان. على الخوف والرجاء والمحبة. على الخوف والرجاء والمحبة. وذلك لان العبد اذا عبد الله عز وجل بالمحبة فقط تزندق كما هو حال الصوفية. واذا عابد الله عز وجل بالرجاء وحده فقط امن من مكر الله كحال المرجئة واذا عبد الله عز وجل بالخوف فقط قنط وايس من روح ورحمة الله كحال الوعيد الوعيدي فاذا لا يستقيم طيران العبادة الى الله عز وجل. الا اذا كان العبد مستجمعا في حال تعبده بين محبة الله اي ان الذي يحمله على فعل العبادة حبه لله. وخوفه من عقاب الله ورجاءه فيما عند الله فهذه القاعدة تربينا على ذلك. فان قلت وكيف؟ نقول لان العبد اذا كان من اهل الطاعة فانه لا توصله طاعته الى مرتبة الامن اذ هو يعلم ان الاعمال الخواتيم. واذا كان من اهل المعصية فلا تحمله معصيته ان تاب منها على القنوط من رحمة الله لعلمه بان الاعمال بالخواتيم. ومما تثمره هذه القاعدة كذلك. كثرة الدعاء بصدق النية واللجأ واعظام الالحاح والرغبة بين يدي الله بحسن الخاتمة. اكثر من هذا الدعاء. اكثر من دعاء الله عز وجل للثبات انتبهوا لهذا الدعاء اكثروا منه في سجودكم وفي ادبار صلواتكم وفي ثلث الليل الاخر فان مسألة الثبات يحتاجها الانبياء. الانبياء يحتاجون الى الثبات. كيف لا وقد قال الله عز وجل عن خيرهم وافضلهم وخاتمهم ولولا انثب بتناك. لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. اذا كان هذا يقال في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بحق في حق الواحد منا؟ فعلينا ان ندعو الله عز وجل دائما وابدا بالثبات وحسن الخاتمة ومما يثمره ايضا عدم الاغترار بالعمل وان كثر. وعدم المنة به على الله عز وجل. كما قال الله عز وجل ولا تمنن تستكثر. اي كلما استكثرت من الطاعات والتعبدات فاياك ان تستشعر مقام المنة علينا. فنحن من وفقك من اخذ بناصيتك ونحن من يسر لك سبيل الهدى والطاعة. فمهما كثرت اعمالك فان ايمانك بان ان العمل الذي عليه الاعتماد هو ما يختم لك به يجعلك لا تغتر بهذه الاعمال وتسأل الله عز وجل ثبات عليها ومنها ايضا عدم الركون الى طول انقضاء العمر في الطاعات. عدم الركود الى انقضاء العمر في الطاعات فاياك ان تقول انا عبدت الله سبعين سنة. انا كنت اسجد لله ثلاثين سنة. انا ما فاتتني الجماعة كذا وكذا من السنوات انا ما تخلفت عن درس الشيخ من كذا وكذا. انا قضيت حياتي مؤلفا معلما موجها داعية اياك ان تقول هذا الكلام. فاياك ان تغتر بطول انقضاء عمرك لانك وان طال عمرك في الطاعة فانك لا تدري عما سيختم لك به ومن الاثار ايضا محاولة تصفية الباطن. والحرص على تنقيته فان الباطن محط نظر الرب. وعليه مآل خاتمتك وحسابك يوم القيامة. ولذلك قال الله عز وجل يوم تبلى السرائر فاذا لا تسرن سريرة الا والله عز وجل راض عن وجودها في قلبك. وقد قد اجمع العلماء على ان الاحكام في الدنيا على الظواهر والسرائر تبع لها. وان الاحكام في الاخرة على ضرائر والظواهر تبع لها. فحاول جاهدا ان تنقي سريرتك في كل عمل. وان تحاسب نفسك اشد محاسبة الشريك الصحيح لشريكيه. والا تغفل عن مكنون ما يحمله قلبك من المقاصد والبواعث والنوايا اذ محط وعملك النهائي عليها. ومحط حسابك يوم القيامة عليها. فاذا ينبغي اذا قصرت في اعمال الظاهر ان لا الصراط في اعمال الباطل فلا اعلم عالما قال بالتقصير في اعمال الباطل. لكنهم يدعون الى الاقتصاد والتوصل والتقليل من اعمال الظاهر والا تغالي فيها او تكثر منها لكن اعمال الباطل. لا يدخلها الاقتصاد فمهما استطعت ان تكثر من الخوف فاستكثر ومهما استطعت ان تستكثر من الرجاء فاستكثر ومهما استطعت ان تستكثر من الرغب الى الله عز وجل باخلاصنا فاستكثر اياك ان تقول الاخلاص مبناه على الاقتصاد والوسطية. الرجاء لا اعمال الباطن يطلب الاستكثار منها واما اعمال الظاهر فان مبناها على الاقتصاد والاعتدال والوسطية. فاذا محط نظر الرب هو القلب كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى لا ينظر الى صور ولا الى اجسادكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. ومن ما يثمر له ايضا هذه القاعدة ان الحساب ان تعلم ان تعتقد اعتقادا جازما ان الحساب حقيقة ليس على ما تظهره للناس. وانما علامات سره فيما بينك وبين الله عز وجل. فالحساب حقيقة وابتداء انما يكون على السرائر. كما ذكرت لكم قبل قليل ومنها ايضا كثرة الدعاء كثرة دعاء الله عز وجل بحسن الخاتمة واظن اني ذكرته في الفائدة