يقول السائل جاء في عدة احاديث ان الله جل وعلا خلق خلق خلقا للجنة واخرين للنار. وقال هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون. فان كان كذلك فلما يعذبون اذا كان الله عز وجل قدر عليهم كونا ان يكونوا من اهل النار ولا خروج لهم عن ارادته الكونية. يعني هذا تصور ان الله قال هؤلاء للنار ها جبرا. لا الله عز وجل من قال هؤلاء للنار جبرا علم الله سبحانه ان هؤلاء يعملون بعمل اهل النار. فمن عدله وحكمته انه ما اخذه مباشرة وادخلهم النار تركهم حتى يعملوا وتقام عليهم الحجة. فالله لا يعاقب العباد بناء على علمه وانما يعاقبهم بناء على اعمالهم الواقعة. واعمالهم الواقعة لا تخرج لا تخرج هذه الاعمال عن علم الله عز وجل لان علم شامل عند اهل السنة والجماعة خلافا للمعتزلة. فلما يقول الرب عز وجل هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار هذا خبر عن علم الله سبحانه تعالى وساضرب لكم مثال لو قال المدرس قبل امتحان الفصل النهائي انا اعلم من الممتازين واعلم من الراسبين فهل سنترك المذاكرة والاجتهاد ولا نذاكر ونجتهد؟ هو المدرس يخبر عن علمه فلما يخبر المدرس العلمي لا ويقول لكم ترى ابشركم انا كتبت في الدفتر عندي من الاول ومنو الثاني ومنو الثالث وكتبت منو الراسب بعد هل سنترك الدراسة لا والله ما نترك الدراسة. نجتهد لماذا؟ لماذا نجتهد؟ لاننا نعلم ان المدرس يخبر عن علمه. فعلم المدرس ليس سببا في تكاسلنا ولا في تخاذلنا بل هو داع الى الاجتهاد. طيب اذا كان علم المدرس كذلك فعلم الله جل وعلا الذي لا يطرأ عليه خطأ لا يجعلنا نحن نتكاسل ولهذا قال النبي اعملوا فكل ميسر لما خلق له. الله يسر لنا يختار الظلالة الله يسر له الله يقدر يمنعه. الله سبحانه وتعالى ما يقدر يمنع المشركين من الشرك. يقدر ولا ما يقدر؟ يقدر الكفار من الكفر ولا ما يقدر؟ لماذا لم يمنعهم؟ لانه لو منعهم ايش قالوا؟ قالوا جبر الله جبرنا ما عندنا اختيار غصبا علينا امنا ولهذا قال عز وجل ان نشأ ننزل عليه من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين. تبي نجبرهم درهم مثل ما فعل في بني اسرائيل ها واذا نطقنا الجبل فوقهم كأنه ظله جاب الجبل فوق رؤوسهم خذوا ما اتيناكم بقوة ما تاخذون نزلوا الجبل على راسكم خلاص. الله قادر لكنه سبحانه وتعالى لا يجبر العباد. اي نعم هو سبحانه وتعالى يكرم من شاء وهذا من كرمه سبحانه وبمن اخلص في قلبه وكان في قلبه ميل الى الحق فان الله يعينه ولا شك. يعينه ويوفقه لذلك الله يعين من يشاء ويوفق من يشاء ويترك ويخذل من يشاء الى نفسه الامارة بالسوء والى نفسه المعتدة بنفسها خله. فلذلك نقول هذه الاحاديث فريق في الجنة وفريق في الشعير ليس الا خبرا عن علم الله عز وجل