جريمة اللواط من اعظم الجرائم وابشعها ومن اقبح الذنوب واسوأها لقد عاقب الله جل جلاله فاعليها بما لم يعاقب به امة من الامم جريمة تدل على انتكاس الفطر وعلى طمس البصائر وعلى ضعف العقول وعلى رقة الديانة وهي علامة الخذلان وسلم الحرمان لم يبتلي الله بهذه الكبيرة احدا قط قبل قوم لوط ما سبقكم بها من احد من العالمين ولهذا عاقبهم عقوبة لم يعاقب بها امة قبلهم من الامم جمع عليهم انواعا من العقوبات لقد قلب عليهم ديارهم وخسف بهم ورجمهم بالحجارة من السماء وطمس اعينهم وعذبهم عذابا مستمرا ونكل بهم نكالا لم ينكل بمثله امة من الامم من قبل شوفوا يا اخي وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الارض تميل منها وتنشق تنشق الارض وتخر الجبال هدا وتهرب الملائكة الى اقطار السماوات والارض اذا شاهدوها خشية نزول العذاب على اهلها فيصيبهم معهم الله جل جلاله يقول لعمرك هذا قسم بحياة النبي صلى الله عليه وسلم. لعمرك انهم لفي سكرتهم لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون فاخذتهم الصيحة مشرقين فاجعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم حجارة من سجيل. ان في ذلك لايات للمتوسمين. وانها لبسبيل ليست لهم وحدهم ولكنها بسبيل مقيم لكل من يفعل مثل فعلهم ويتجرأ مثل جرائتهم القرآن الكريم قارن تعالوا قابلوا معي بين جريمة الزنا وجريمة اللواط في الخطاب القرآني الله جل جلاله يقول ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. الزنا فاحشة من الفواحش ان دل حديث عن اللواط قال اتأتون الفاحشة فجاء بالة تعريف الذي تجعل هذه الجريمة كانها تستغرق الفاحشة كلها وتستوعبها من جميع جوانبها وكأنه لا فاحشة غيرها. اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين اتاتون الخصلة التي استقر فحشها عند كل احد فهي لزهور فحشها غنية عن ذكرها فلا ينصرف الاسم الى غيرها القرآن الكريم وصف قوم لوط باوصاف بل انتم قوم مسرفون ثلث الاعراف بل انتم قوم عادون سورة الشعراء بل انتم قوم تجهلون سورة النمل مجموع هذه الاوصاف الاسراف والعدوان والجهالة. انما تدل دلالة بينة جلية انهم كانوا مصابين بفساد العقل وانحراف الفطر وتجاوز الحدود التي ترتضيها الفطر السوية والعقول السوية ان الله جل جلاله اكد على هذا المعنى بقوله ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث انهم كانوا قوم سوء فاسقين وسماهم مفسدين قال ربي انصرني على القوم المفسدين. وسماهم ظالمين. انا مهلك اهل هذه القرية ان اهلها كانوا ظالمين فتأمل من عوقب بمثل هذه العقوبات ومن اطلقت عليه مثل هذه المذمات لما حاول خليل الرحمن ان يجادل ملائكة الرحمن في تعذيبهم ان فيها لوطا واخبى يجادلهم يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء من ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود بل لو تأملت في احوال الحيوانات وسائر المخلوقات لا ترى هذه اللوثة وهذا الانحراف في شيء من خلق الله تعالى من الحيوان لا ترى قردا ينزو على قرد من جنسه ولا حمارا ينزو على حمار من جنسه. لان هذا مما الفطر التي خلق الله عليها الاحياء جميعا عن فهو انحراف عن هداية الله تعالى وفطرته ابن القيم رحمه الله له تعبير جميل وفي كل منهما يشير الى الزنا واللواط فساد يناقض حكمة الله في خلقه وامره فان في اللواط من المفاسد ما يفوت الحصر التعداد ولان يقتل المفعول به خير له من ان يؤتى. فانه يفسد فسادا او يفسد فسادا لا يرجى له بعده صلاح ابدا يذهب خيره كله وتمص الارض ماء الحياة من وجهه ماء الحياء من وجهه فلا يستحي بعد ذلك لا من الله ولا من خلقه وآآ النصوص المنقولة في هذا عن اهل العلم كسيرا لكن ونرى نرجع الى الخطاب القرآني المتعلق بهذه الجريمة. لقد تكرر ذكر قصة نبي الله لوط في بواضع شتى من كتاب الله عز وجل. سورة الاعراف هود الحجر الانبياء الشعراء العنكبوت الصافات القمر. زكرت هذه القصة في كل هذه السور. ومرة تأتي على نحو مفصل ومرة تأتي على نحو مجمل وفي كل سورة ايحاءاتها ومقاصدها وتأثيراتها ودلالاتها سورة الاعراف ولوطا اذ قال لقومه اتأتون الفاحشة ما بها من احد من العالمين انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل انتم قوم مسرفون وما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون فانجيناه واهله الا امرأته كانت من الغابرين. وامطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين. سورة الحجر قال فما خطبكم ايها المرسلون؟ قالوا انا وصلنا الى قوم مجرمين الا ال لوط انا لمنجوهم اجمعين الا امرأته قدرنا فانها لمن الغابرين. فلما جاء ال لوط المرسلون قال انكم قوم منكرون. قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون واتيناك بالحق وانا لصادقون. ثم وراه الله جل جلاله من خلال ملائكتي فاسري باهلك بقطع من الليل واتبع ادبارهم ولا يلتفت منهم احد وامضوا حيث تؤمرون وقضينا اليه ذلك الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين. وجاء اهل المدينة يستبشرون. قال ان هؤلاء ضيفي كيف لا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون. قالوا اولم نهك عن العالمين؟ قال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين والانبياء في اممهم اباء لهم. كما ان ازواجهم امهات لهم لعم هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون فاخذتهم الصيحة مشرقين وجعلنا عليها سافلها وامطرنا عليهم حجارة من سجيل ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم. وطم الايات القرآنية في مختلف المواضع الذي تكرر فيها ذكر هذه القصة في كتاب الله عز وجل لتؤكد على هذه المعاني على بشاعة هذه الجريمة وعلى شدة العقوبة التي صبها الله على اصحابها وعلى انها بسبيل مقيم. وان ربك لبالمرصاد لوط عليه السلام ابن اخو سيدنا ابراهيم. سيدنا ابراهيم عمه. ان لعنات الله سبحانه وتعالى تنزل على مرتكبي هذه الفاحشة ففي الحديث الصحيح. رواه الترمذي وابو داود وابن ماجة. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به في ثقافتنا الادبية تحدث الشعراء عن التنديد بهذه الفاحشة. ابن الورد يقول من قال بالمردي المرضي جمع امرك اللي ما لوش لحية. الشاب الصغير قبله تنبت له اللحية وكانوا يولعون بالاطفال قبل ان انبت لهم لحى. من قال بالمرد فاحذر ان تصاحبه. فان فعلت فثق بالعار والنار ثم قال بضاعة ما اشتراها غير بائعها بئس البضاعة والمبتاع والشاري بضاعة ما اشتراها غير بائعها بئس البضاعة والمبتاع والشاري يا قومي صار اللواط اليوم مشتهرا ذائعا من غير انكار ذنب به هلكت من قبلنا امم والعرش يهتز منه هز اكبار جنات عدن على اللوطي قد حرمت. الله اكبر. ما اعصاه للبارئ انها تعنن على اللوطي قد حرمت. الله اكبر ما اعصاه للباري اختلف اهل العلم عندنا في عقوبة هذه الجريمة ليس هذا وقت التفصيل في عقوبتها. العقوبة كما تعلمون تحتاج دولة اسلامية وشوكة ليس هذا المقام الحديس عن التفصيل الفقهي في خلاف اهل العلم في العقوبات. ما بين انه انها كجريمة الزنا. فرق بين الزنا البكر والزاني المحصن هذا الجلد وهذا الريب. ومنهم قال لا هذه افحش واعظم اعظم فيقتل بكرا كان ام ثيبا وابو حنيفة قال بالتعزير. قال هذه لا تبلغ مبلغ الحد. فعلى كل حال يعني انا اؤكد ان الحدود والعقوبات لا مدخل فيها لاحاد الناس. ولا هادي مرضوها الى الدول زات الشوكة والقوة والمنع. نحن فقط نشير اليها من باب التغليز تغليز امر هذه الفاحشة وتفحيش امرها ليعلم الناس انه امام منكر عزيم وامام امر تكال السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. يبقى نختم بما بدأنا به ان ذنبا لواط من اعظم الذنوب يغضب رب العباد. فاحشة يضيق بها الفضاء. تعج لها السماء يعج هالبلاء يحن بها البلاء فهي سوء مآل وداء عضال وقبح افعال انتكاس في الفطرة مفسدة للرجولة ظلم للمرأة وشدة وهذا التحزير المجتمع الاسلامي منها. ولا يحملهم على هذا الا الظلم والبغي والعدو والاسراف وان يتحول الشخص الى عبد لاهوائه وشهواته. ارأيت من اتخذ الهه وهواه افانت تكون عليه وكيلا. ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا. ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا