الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول قل هل هذه العبارة صحيحة؟ اوصيك بوالدي خيرا يا الله. الحمد لله رب العالمين وبعد. هذه المقالة فيها تفصيل لا بد منه فان كان يقصد انه يوصي الله عز وجل حقيقة الوصية المعروفة المعهودة عرفا وشرعا فان هذا من قلة الادب مع الله عز وجل. لان المتقرر ان ان الوصية من جملة احكام التكليف. والله عز وجل لا يدخل في مسمى من يكلف بهذه الوصية. فلا ينبغي ان يقال في مقامه هذا الامر اذا كان من باب الوصية الحقيقية شرعا وعرفا. ولكن لا نظن السائل يقصد هذا المعنى لا في صدر ولا ورد. فان المؤمن من ان يقصد ذلك لانه يعلم ان ربه عز وجل خارج عن دائرة التكليف وصية انما يحتاجها الانسان اذا كان داخلا في دائرة التكليف. فالله عز وجل قد اوصانا في كتابه بوصايا كثيرة لاننا داخلون في دائرة تكليفه ونبيه صلى الله عليه وسلم قد اوصانا بوصايا كثيرة لاننا داخلون في دائرة التكليف فلا يوصى الا من هو داخل في دائرة التكليف ولكن كما ذكرت في اول هذه الفتيا ان السائل لا يمكن ان يقصد هذا الكلام مطلقا. ولكن من باب احقاق الحق والتفصيل في الاجابة فقط. واما المعنى الثاني وهو الذي اظن السائل يقصده. وهو انه اخرجها مخرج الدعاء فاذا كانت من باب الدعاء فلا بأس بها ولكن اللفظ لا يقر. فلا يقال فلا يدعو الله فلا يدعى الله عز وجل بلفظي اوصيك يا الله في كذا وكذا حتى وان كان يقصد صاحبها الدعاء. فانه وان كان جائزا باعتبار كونه دعاء الا ان الفاظ والدعاء لابد ان تكون مناسبة لائقة بجلال الله عز وجل وعظمته وكبريائه. فليقتصر الانسان على دعاء الله عز وجل ان يحفظ والده من كل شر وان يعافيه من كل بلاء ومرض. وان يكون عونا له ان يكون معه بمعيته الخاصة ونحو هذه الالفاظ التي لا تتضمن سوء ادب مع الله عز وجل. فاذا اذا كان الانسان يقصد قتل وصية التي يصدق عليها وصف الوصية فهذا لا يجوز في مقام الله عز وجل ان يخاطب الله به تبارك وتعالى وان كان يقصد بها الدعاء فهذا لا بأس به ولكن لفظ اوصيك لا يجوز دعاء الله عز وجل به لان المتقرر العلماء ان الاصل في باب الدعاء الحل الا اذا اشتمل على الفاظ لا تليق بمقام الله تبارك وتعالى والله اعلم