امام السلف وقائدهم وقدوتهم هو محمد صلى الله عليه واله وسلم. كيف كان حاله في رمضان؟ مع انه عليه الصلاة والسلام لم يكن منشغلا عن ربه في غير رمظان ولا في لحظة. فحياته كلها ذاته كلها لله تبارك وتعالى انطبقت عليه الاية انطباقا كليا تاما قل ان ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين فاذا كانت هذه حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في غير رمظان فكيف برمظان يصور لنا بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم حال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رمضان كان اذا دخل رمظان شد مئزره تأملوا معي شد مأزره وايقظ اهله ولم ينم على فراشه صلوات ربي وسلامه عليه وانا اتأمل في حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم في رمضان ما اهتديت متى كان ينام عليه الصلاة والسلام وغالب ظني انه ما كان ينام كما انه من المنصوص عليه انه ما كان يأكل ويشرب. يواصل اليوم باليومين واليومين بالثلاثة حتى لا ينشغل بالمباحات في ليالي رمضان عن الطاعات فكذلك كان لا ينشغل بالنوم وقد قال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم له يا رسول الله انا نريد ان نواصل فانك تواصل يعني نوصل اليوم باليومين ما ننشغل بالاكل والشرب والفطور ما الذي يقوله بعض الناس اليوم اذا لم يجد امامه الوانا من الطعام يسب ويشتم وربما طلق وفعل وفعل قالوا يا رسول الله انا نريد ان نواصل كما تواصل قال اني لست كهيئتكم اني ابيت عند ربي فيطعمني ويسقيني ومعنى يطعمني انه يجعل في من قوى الاطعام ما لا احتاج معه الى المطعومات التي انتم تطعمونها ولذلك ايها الاخوة حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم شيء عظيم في رمضان تأملوا معي انه كان يخلو بربه في الاعتكاف مع انه عليه الصلاة والسلام من شغل عن ربه قط وهو المتمثل لامر الله عز وجل فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب فكان عليه الصلاة والسلام كلما فرغ من عبادة انصب واشتغل بجوارحه في عبادة اخرى اذا انهى الفرض دخل في النفل. اذا انهى واجبا دخل في اخرى. هكذا كان حياته الصلاة والسلام. واما قلبه والى ربك فارغب. فهذه في كل احوالها قلبه لم يكن ملتفتا ولا راغبا الا الى ربه تبارك وتعالى وقد رأى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم حبيبهم وخليلهم صلى الله عليه وسلم. وامامهم على هذه العبادة العظيمة. التي كان بعضهم يريد ان يجاري النبي صلى الله عليه وسلم فيها فكان يتعب كما يقول حذيفة قمت الى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فافتتح البقرة فقلت يركع بها عند المئة فجاوزها فقلت يركع بها عند المائتين فجاوزها فقلت يختم بها الركعة فختمها حتى دخل في النساء؟ فقلت يركع بها فختمها حتى دخل في ال عمران فختمها ثم ركع في ركعة واحدة يقرأ هذا كله وهو من تقدم من الله وعد له غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لكن هناك مرتبة من مراتب العبودية التي اثنى الله بها عليه قد وصلها. فاوحى الى عبده ما اوحى نال هذه المرتبة العظيمة مرتبة العبودية الحقة الكاملة لكنه عليه الصلاة والسلام لسمو نيته وكمال همته وعظيم ارادته وجميل ثنائه على ربه لم يرد ان يقف عند هذه المرتبة فاراد مجاوزتها فقام من حتى تفطرت قدماه فقالت عائشة وغيرها يا رسول الله اوتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك قال افلا اكون عبدا شكورا يعني مرتبة فوق العبودية. يجمع بين كونه عبدا لله حقا وشاكرا لنعم الله صدقا لذلك نجد في حياة الصحابة من العبادات ما يتعجب منها المرء لكن اذا علمت وتيقنت ان امام وقدوتهم هو سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه فلا يستغرب ذلك لان هؤلاء التلامذة كانوا بتربية ذلكم الامام العظيم والنبي الكريم والرسول الخاتم صلوات ربي وسلامه عليه ولذلك ايها الاخوة كان النبي صلى الله عليه واله وسلم والصحابة يجتهدون في رمظان ما لا يجتهدون في غيره. كان اذا جاء رمظان كان من الريح المرسلة وكان اجود ما يكون اذا لقيه جبريل في رمضان يدارسه القرآن. كان عليه الصلاة والسلام كثير الدعاء حتى كان من عظيم دعائه اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ولهذا جاء ان عائشة ام المؤمنين قالت يا رسول الله ارأيت ان رأيت ليلة القدر فما اقول قال قل اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني كان كثير من السلف على هذا الحال