قد يصب ليلة القدر وفي هذا وفي هذا القول ايضا وفي هذا القول اي انها في رمضان رد على من قالوا بانها رفعت اصلا من الامة. لا في رمضان ولا فان قلت وما القول الذي يجمع بين هذه الادلة كلها فاقول اعلم ان مجموع الادلة يدل على شيء وافرادها يدل على شيء اخر فمجموع الادلة الصحيحة يدل على ان هذه الليلة في العشر الاواخر الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. عندنا اليوم شرح ثلاثة احاديث حديث ابن عمر في صحيح الامام البخاري في عفوا في الصحيحين ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اورو ليلة القدر في المنام في السبع الاواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارى رؤياكم قد تواطأت في السبع الاواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الاواخر وعندنا الحديث الثاني حديث في الصحيحين ايضا من حديث ابي سعيد الخدري قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الاوسط من رمضان حتى اذا كانت ليلة احدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج في صبيحتها من اعتكاف كافيه قال من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الاواخر فاني اريت هذه الليلة ولكني انسيتها. ولقد رأيتني في صبيحتها اسجد على ماء وطين. ولقد رأيتني اسجد على ماء وطين في في صبيحتها التمسوها في العشر الاواخر والتمسوها في كل وتر. قال ابو سعيد فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوقف المسجد فابصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته اثر الماء والطين صبيحة احدى وعشرين والحديث الثالث ما في الصحيح ايضا من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم تحروا ليلة القدر في السبع الاواخر من رمضان. فهذه الاحاديث الثلاثة سيكون محط درسنا اليوم في شرحها. ان شاء الله تعالى والكلام عليها في جمل من المسائل المسألة الاولى ان في هذه الاحاديث دليلا على عظم شأن الرؤيا في الاسلام وان منها ما يكون حقا واقعا وقد ذاكرت وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جملا من الاحاديث في شأن الرؤيا وانها جزء من ست واربعين جزءا من النبوة وانه لم يبقى من النبوة الا الرؤيا الصالحة يراها الرجل او ترى له. وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم بالمبشرات وقد قسم العلماء الرؤيا الصالحة الى عدة اقسام. فمن الرؤى الصالحة ما يسمى بالرؤى التبشيرية. وهي ان يبشر الانسان بشيء من الخير اما بقبول عمل واما بخير ينتظره من خيري الدنيا والاخرة ونحو ذلك على ما يفتح الله على قلب من يعبرها والقسم الثاني الرؤى التحذيرية الرؤى التحذيرية وهي ان يتم فيها شيء من التحذير والتخويف او الترهيب والقسم الثالث الرؤى الاخبارية الدلالية. وهي ان يكون قد ضاع من الانسان شيء مثلا. ثم دعا الله عز وجل فوجده فاري مكانه في الرؤيا وكالرؤيا التي يراها المسحور في مكان سحره. كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مكان سحره الذي سحره به يهود في بئر صفتها كذا وفي بئر صفتها كذا وكذا. في بئر صفتها كذا وكذا فهذه انواع الرؤى الصالحة ومن الفوائد ايضا ان في هذه الاحاديث دليلا على على جواز الاستناد للرؤيا في الامور الوجودية في الامور الوجودية وعلى ما لا يخالف دليلا ولا قاعدة شرعية كلية. فلا بأس على الانسان ولا حرج عليه اذا رأى مكان دابته التائهة في الرؤيا ان يستدل بالرؤيا على مكانها. يعني على مكان وجودها ولذلك استدل النبي صلى الله عليه وسلم على على ليلة القدر بهذه الرؤيا. فشأن ليلة القدر اصله ثابت سنة ولكن تحديد عينها رؤيا وحدد في الرؤيا. فلا بأس ان يستند الانسان على امر الرؤيا في ما يتعلق الوجودية لكن شريطة الا يخالف دليلا ولا قاعدة شرعية كلية ومن المسائل ايضا اجمع اهل السنة على ان الرؤيا لا شأن لها في التشريع فلا تحقوا ما ابطله الشرع ولا تبطلوا ما احقه الشرع. فليست الرؤى محلا لاستنباط الاحكام الشرعية ولا تغيير شيء قد استقرت به الادلة الشرعية وانما هي من باب ما يستأنس به فقط خلافا لبعض المذاهب الضالة البدعية الذين يجعلون من اصل تشريعهم ومما يأخذون منه معتقداتهم الرؤى كالصوفية وغيرهم ومن الفوائد ايضا ان فيه دليلا على قاعدة عند ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تقول اتفاق الرؤى منزل منزلة اتفاق الشهادات فاذا اجتمع عدد من المؤمنين ورأوا رؤيا واحدة فاتفاق رؤاهم منزل منزلة اتفاق الشهادات فكأنهم يشهدون بهذا الامر. ولذلك اذا مات احد المؤمنين من العلماء او الصالحين او العباد واتفق اهل البلدة او طائفة من اهل الايمان على رؤيته انه من اهل الجنة. وانه قد ختم له بخير فاننا نرجو له ان كون من اهلها فهذا لا بأس ولا حرج فيه واذا سرق شيء من البلد واتفقت واتفق كثير من اهل البلد على رؤيا ان السارق فلان. فلا بأس ان تكون من جملة القرائن التي يتهم بها ويحقق معه بسببها. لان اتفاق الرؤى منزل منزلة اتفاق الشهادات ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على ان المشروع في حق من رأى رؤيا صالحة ان يعرضها على عالم ناصح كما عرظ الصحابة رؤاهم على النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فيبحث الانسان عن عالم ناصح صالح يعرض عليه هذه الرؤيا لعل الله عز وجل ان يلهم ذلك المعبر تعبيرها الحق ومن ومن الفوائد ايضا انه لا بأس بعرض الفاضل رؤياه على المفضول فان النبي صلى الله عليه وسلم عرض رؤياه على الصحابة وهو الفاضل وهم المفضولون ولا بأس ولا حرج في ذلك ومن المسائل ايضا ان فيها دليلا على ان ليلة القدر قد يتم كشفها لبعض الصالحين بالرؤيا وانه لا بأس من الحرص على تلك الليلة التي رأى انها ليلة القدر. فيكون حرصه على تلك الليلة احرص من غيرها مع عدم تفويت احياء غيرها فهذا قد يحصل لبعض الصالحين. ومن الفوائد ايضا اختلف العلماء فيما لو رأى رجل النبي وفي هذا القول رد على من قال انها تدور في ايام العام كله وهو قول منسوب لبعض الصحابة كابن مسعود وبعض السلف. فانه لما سئل عن ليلة القدر قال من يقم العام يصب ليلة صلى الله عليه وسلم وامره بامر فهل يجب عليه تطبيق الامر النبوي المنامي ام لا يجب على خلاف بين اهل العلم والقول الاقرب ان شاء الله انه اذا كان يخالف الامر اذا كان الامر المنامي. يخالف امره في اليقظة فلا جرم ان تقديم الشرع اولى بالاعتبار من تقديم هذه الرؤيا نكون بهذه المخالفة نجزم بان من رآه ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم اذ انه اذ ان من رآه في المنام على الصفة المنقولة الينا فكأنما رآه في اليقظة. ولا يمكن اذا كانت الرؤيا حقا اذا كانت الرؤيا حقا ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم يأمر في الرؤيا بما يخالف الشرع فاذا حدثنا احد بانه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وامره بترك شيء من الفرائض الدينية الشرعية فاننا نعلم ان من رآه ليس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز معارضة امره في اليقظة على امره المنام واما اذا كان لا يتعارض مع شيء من امر النبي صلى الله عليه وسلم التشريعي فانه لا بأس بامتثاله ولا حرج ولكن لا يجب لان الوجوب حكم شرعي يفتقر الى الى دليل شرعي كأن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يأمره بان يعطي فلانا صدقة او يأمره بان يراجع حفظه من القرآن او يأمره بان يتوب من الذنب الفلاني فهذا امر بما يتوافق مع الشرع. فلا بأس بامتثاله لكن لا من باب الوجوب لان الوجوب لابد فيه من دليل شرعي. ولا يكتفى على الايجاب بالرؤية المنامية. هذا هو الحق الذي يظهر لي في هذه المسألة ان شاء الله تعالى ومن الفوائد ايضا ان فيه ان فيها دليلا على عظم ليلة القدر في في الشرع. وانها من اعظم الليالي التي تمر على الانسان في عامه فان قلت وما فضلها؟ فاقول لها عدة فضائل من فضائلها انها الليلة التي نزل القرآن فيها جملة واحدة من الله عز وجل الى بيت العزة في السماء بما قال الله عز وجل انا انزلناه اي القرآن في ليلة القدر ومن فضائلها ان من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وارضاه ومن فضائلها انها تعدل انها خير عفوا مو بتعدل انها خير من عمل الف شهر وهو بما يعادل ثلاثا وثمانين سنة واربعة اشهر وان من الخطأ ان نقول انها تعادل عمل ثلاث وثمانين واربعة اشهر لان الله يقول خير ولم يقل تعادل فهي خير من عمل الف شهر فان قلت ولماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم فنقول لقد اختلفت عبارات اهل العلم رحمهم الله تعالى في بيان العلة والسبب فمن اهل العلم من قال بانها ليلة تكتب فيها اقدار العباد السنوية. ويستدل على ذلك بقول الله عز وجل فيها فيها اي في ليلة القدر. يفرق كل امر حكيم والمتقرر عند اهل السنة ان التقدير السنوي من جملة انواع الكتابة القدرية. فيكون فصل قضاء الناس في هذه السنة من الاحياء والاماتة الغنى والفقر والرزق والصحة والمرض كله يفصل للناس به هذه الليلة فسميت قدرا لانها ليلة يكتب فيها القدر ومن اهل العلم من قال سميت بذلك لانها ليلة نزل فيها اعظم الكتب قدرا وهو القرآن فلانه انزل فيها القرآن وهو اعظم الكتب قدرا سميت بليلة القدر ومن اهل العلم من قال بانها سميت ليلة القدر لعظم قدر من يحييها عند الله عز وجل فانما يعده الله عز وجل لمن احياها من اهل الايمان. فتقبل الله عز وجل منهم اجر ما انها اجور العظيمة ترفع صاحبها مراتب وقدرا عظيما عند الله عز وجل فسميت ليلة القدر لانها ترفع مقدار من احياها عند ربها عز وجل ومن اهل العلم من قال بانها سميت ليلة القدر لعلو منزلتها عند الله هي في ذاتها والاقرب عندي ان ذلك كله صحيح لانها حكم وعلل لا تنافي بينها. والمتقرر في قواعد الاصوليين ان الحكم اذا علل بعلتين لا تنافي بينهما حمل عليهما كما عللنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي بانه مات في بلد لم يصلى عليه فيه ولان له شأنا عظيما في الاسلام فحملنا صلاته على تلك العلتين جميعا فالقول الاقرب ان شاء الله هو انها سميت ليلة القدر لذلك كله مجموعا ومن الفوائد ايضا ان فيه دليلا على ان هذه الليلة في رمضان فالادلة المذكورة تدل على ان هذه الليلة في رمضان في غيره كما سيأتي بيانه والرد عليه ان شاء الله فاذا الحق الحقيق بالقبول بل حكي اجماعا ولكن في الاجماع نظر لثبوت المخالف ان هذه الليلة في رمضان ولا شك في ذلك ومن الفوائد في ايضا ان في ان في هذه الاحاديث دليلا على انها من جملة الليالي التي اخفاها الله عز وجل ولم يطلع على تعيينها احدا فهي من جملة ما اخفاه الله تبارك وتعالى اصالة وقولنا اصالة حتى نثبت ان الله قد يكشف عينها بالرؤيا او بالمكاشبة او بالالهام لبعض الصالحين لكنها بالاصالة من الليالي التي اخفاها الله تبارك وتعالى فان قلت وما الحكمة الشرعية في اخفائها فاقول لقد لقد ذكر العلماء رحمهم الله تعالى جملا من العلل كلها علل صالحة. من ابرز ما ذكروا ان الله عز وجل اراد ان يتبين الصادق في طلبها والحريص على ادراكها من غيره فان من صدق في طلب شيء اجتهد فيه اجتهد في طلبه. الاجتهاد العظيم ومما ذكروا ايضا حتى يدفع الكسل عن النفوس فيما لو عينها اكتفاء باحيائها عن احياء وقيام غيرها من من الليالي فحتى تبقى النفوس في نشاط دائم اخفاها الله عز وجل اذ كل ليلة يقوم في قلب العبد انها ليلة القدر فيدفعه ذلك الى المواصلة في العطاء والتعبد. لكن لو ان الله عز وجل عينها في ليلة من العشر لاكتفى كثير من الكسالى بقيامها دون غيرها كما ترون ان كثيرا من الكسالى الان انما يحرصون على قيام ليلة السابع والعشرين مع انه ليس ثمة دليل ينص عليها بخصوصها كما سيأتي بيانه ان شاء الله فكيف ولو عين الدليل؟ الصحيح هذه الليلة او غيرها بخصوصه لا جرم ان النفوس تحتاج الى ما يدفعها ويبعثها على العمل. فهذا الاخفاء مصلحته الشرعية مواصلة العمل وعدم الانقطاع والفتور والكسل ومن الحكم والعلل ايضا ذكروا ان الله اخفاها حتى تكثر اجور الامة فانه لو عينها وقامها الانسان لكتب له اجرها ولكن يحرم من اجر تفويت غيرها واحيائه. فحتى تكثر حتى يكثر واجرك ويستمر اخفاها الله عز وجل عنك ليكون ذلك ادفع لك لتقومها كل ليلة من ليالي العشر فتحوز الاجر العظيم والثواب الجزيل الكثير من الله عز وجل وكل هذه علل وحكم مقبولة ولا تنافي بينها فيحمل الاخفاء عليها جميعا ومن فوائد هذه الاحاديث اختلف الذين عينوا وجودها في رمضان هل تدور في رمضان كله ام في جزء منه؟ والقول الحق هو ما دلت عليه هذه الادلة من ان هذه ليلى مخصوصة بالعشر الاواخر من رمضان فلا تمر على الامة لا في العشر الاول ولا في العشر الوسطى وانما في العشر الاواخر فهذه الاحاديث الثلاثة تدل على رجحان هذا القول رجحانا لا مزيد عليه واختلف الذين قالوا انها في العشر الاواخر. اهي ليلة معينة ام منتقلة على قولين رئيسيين فمنهم من قال بانها ليلة متنقلة بين ليالي العشر. فتارة تكون ليلة احدى وعشرين. وتارة تكون ليلة ثلاث وعشرين او خمس وعشرين او سبع او تسع وعشرين فلا تلزموا ليلة تمر في كل عام وانما الله عز وجل يتولى اختيارها وليلتها الخاصة بها في هذا العام ومن اهل العلم من قال لا بل هي ليلة معينة والذين قالوا بالتعيين في ليلة خاصة اختلفوا. ايضا. اي ليلة هي فمنهم من قال ليلة احدى وعشرين لحديث ابي سعيد عندنا فاستدلوا به في قوله صلى الله عليه في قول ابي سعيد فوقف المسجد فابصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته اثر الماء والطين صبيحة احدى وعشرين. ومن اهل العلم من عين ثلاثا وعشرين ومن اهل العلم من عين خمسا وعشرين ومن اهل العلم من عين سبعا وعشرين والقول الحق في هذا كله عندي والله تعالى اعلى واعلم ان الاحاديث في هذا يجب الجمع بينها. اذ كل قول يدل عليه دليله والمتقرر عندنا ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن وان اعمال الدليلين اولى من من اهمال احدهما ما امكن وان الاصل ان اعمال الكلام مقدم على اهماله وانه لا يجوز القول بالترجيح او النسخ ما دام الجمع ممكنا كل هذه الادلة تدل على هذا القول على رجحانه. فنحن نقول بانها في العشر الاواخر. هذا اول طرف من القول الراجح وقد دل عليه مجمل الادلة كما ذكرت لك واذا نظرت الى العشر الاواخر وجدت فيها ليالي وتر وليالي شفع فجاءتنا ادلة اخرى تقول التمسوها في العشر الاواخر وهذا اول القول ثم قال والتمسوها في كل وتر. اذا هي في العشر يقينا وفي اوتارها من باب التأكيد هذا القسم الثاني او الشطر الثاني من القول الراجح ثم جاءتنا ادلة تدل على انها في السبع في الاوتار السبع من العشر الاواخر اكد والاوتار السبع من العشر الاواخر تبدأ من ليلة ثلاث وعشرين. اي لسبع بقينا فاكدوا الاوتار انتبه قلت فاكد الاوتار ثلاث وعشرون وخمس وعشرون وسبع وعشرون وتسع وعشرون فيمر عليك في اوتار السبع الاواخر اربع ليال فاذا صار القول الصحيح مكون الى الان من ثلاث جمل انها في العشر الاواخر يقينا. وانها في اوتاره تأكيدا. وانها في السبع الاواخر كل شوي ايش يؤكد وان ارجى ليالي السبع ليلة سبع وعشرين فلو تأملت هذا القول لوجدته متسقا يعمل يعمل الادلة كلها فالادلة التي دلت على انها من انها في العشر الاواخر هو قولنا انها في العشر الاواخر يقينا والادلة التي دلت على انها في اوتارها هي قولنا وهي في الاوتار تأتي انتبه والادلة التي دلت على انها في السبع الاواخر قلنا وفي السبع من الاوتار اكدا والادلة التي تدل على انها في سبع وعشرين قلنا واحرى ليالي الاكدية سبع وعشرون فهل بقي عندنا شيء من الادلة لم نعمل به؟ الجواب لا ويجمع ذلك كله ان الانسان ينبغي له ان لا يفرط شيئا في شيء من هذه الليالي لا في اشفاعها ولا في اوتارها في اول وترها ولا في ثانيها ولا في ثالثه وقد دل على كونها منتقلة حديث ابي سعيد الذي في الباب الذي في الباب. قال صبيحة احدى وعشرين فدل ذلك على ان الله اختار ان تكون ليلة القدر في تلك السنة احدى وعشرين. وفي رواية من حديث ابي سعيد هذا صبيحة ثلاث وعشرين. فهذا محمول على سنة اخرى. وقوله صلى الله عليه وسلم في السبع الاواخر دليل على ان ها ايضا تنتقل. وقد اقسم ابي ابن كعب رضي الله عنه على انها في السبع على انها ليلة سبع وعشرين فنقول صدقت اذ قد وافقت اذ قد وافقت عندك في هذه السنوات انها ليلة سبع وعشرين اذا هو قد وفي سنن ابي داوود من حديث معاوية رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين ولكنه مضطرب مرفوعا وانما يصح موقوفا فنقول نعم اذ كل واحد من الصحابة قد وافق ليلة القدر في ليلة وتر من الاوتار. فقال انها ليلة القدر. ولا يقصد انها لا تكون في غيره لثبوت الادلة ها لثبوت الادلة في بذلك. لانها كانت في غير ما حدده ذلك الصحابي المعين فاذا ايها الاخوان القول الصحيح هو كما يلي. ان ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان يقينا. وانها في اوتار العشر تأكيدا. وانها في السبع الاواخر من الاوتار اكدا وان احرى ليالي الاكدية ليلة سبع وعشرين. هذا هو الاقرب عندي وهو القول الذي يعمل الادلة كلها ومن الفوائد ايضا كم رقمها عندكم هذي الفائدة ومن الفوائد ايضا ان قلت وهل لليلة القدر علامات تعرف بها فنقول لهم فنقول نعم لها علامات اثنائية وبعدية. لا قبلية وذلك في عدة امور من هذه العلامات وهي علامة بعدية. وهي اقوى العلامات التي ثبتت في الادلة الصحيحة. وهي ان الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها لما رواه مسلم من حديث ابي بن كعب مرفوعا انها اي الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها وفي رواية اخرى في صحيح مسلم وامارتها ان تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء. لا شعاع لها وقد وصفها احمد في مسنده في رواية قال مثل الطست ولاحمد من طريق ابي عون عن ابن مسعود نحوه وزاد صافية ومن العلامات ايضا وهي علامة اثنائية. اي اثناء ليلة القدر. انها ليلة طلقة لا حارة ولا باردة يعني انها معتدلة الجو وذلك لما رواه ابن خزيمة من حديث ابن مسعود مرفوعا ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ومن علاماتها ايضا وهي علامة اثنائية. اي في اثناء الليلة انها ليلة صافية بلجة. مستنيرة كأن فيها قمرا منيرا اي في السماء وذلك لما رواه احمد من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنهما مرفوعا انها اي ليلة القدر. صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ومن علاماتها الاثنائية ايضا سكون الريح وذلك لحديث عبادة السابق وفيه ساكنة صاحية ومن علاماتها ايضا انه لا يرمى فيها بكوكب وقد ضعف بعض اهل العلم هذه العلامة لشيء من الضعف في حديثها. ولكن الاقرب فانها من جملة علاماتها ان شاء الله. وذلك لحديث عبادة السابق وفيه ولا يحل لكوكب ان يرمى به في ولا يحل لكوكب ان يرمى به فيها ومن علاماتها الاثنائية ايضا ان القمر فيها يكون مثل شق جفنه مثل شق جفنه والجفنة معروفة وذلك لما رواه مسلم عن ابي هريرة قال تذاكرنا ليلة القدر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ايكم يذكر طلع القمر مثل شق جفنه قال العلماء وهذا فيه اشارة الى انها تكون في اخر الشهر. لان القمر لا يكون كذلك اي على هذه الصفة. الا عند طلوعه في اخر الشهر به جملة صالحة من علاماتها ومن فوائدها ايضا ان هناك علامات لا اصل لها في المنقول الصحيح ابدا. يذكرها بعض اهل العلم ولكن لا دليل عليها وما ثبت فيها ان ثبت فانه يعتبر ضعيفا لا تقوم به الحجة فمما ذكروه ان الاشجار تسجد على الارض في ليلتها وهذا لا اصل له ولا يصح مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومما ذكروه ايضا ان الكلاب لا تنبح في ليلتها وهذا لا نعرف لا نعلم له اصلا صحيحا ومن ذلك ايضا ما ذكروه من ان البحار المالحة تكون في ليلتها حلوة وهذا من قول ولكنه لا يصح ابدا ومنها ايضا ان الملائكة فيها تصافح الناس من اهل الايمان. وهذا لا اصل له ايضا ومنها ايضا ان الحمير لا تنهق في هذه الليلة لكثرة الملائكة وتنزلها على اهل الايمان واندحار الشياطين. وهذا ايضا لا اصل لا اصل له فلا ينبغي قبول مثل هذه العلامات التي لم تبنى على ادلة يحتج بها عند العلماء لان الامر غيب والمتقرر عند العلماء ان الامور الغيبية مبناها على التوقيف ومن المسائل في هذه الاحاديث ايضا. ان قلت هل فضلوا هذه الليلة مقصور على هذه الامة ام كان عاما لكل امة هل من قبلنا كانوا يعرفون ليلة القدر؟ ام ان ليلة القدر من خصائص هذه الامة؟ فنقول في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله وتعالى ومبنى الخلاف على تعارض الادلة في الظاهر فان هناك ادلة تدل على تخصيص هذه الامة بهذه الليلة العظيمة المباركة ومنها ومنها ادلة تدل على انها كانت معروفة في الامم قبلنا كحديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل ليلة القدر تثبت اذا مات النبي ام ترفع بموته فقال لا بل هي باقية الى يوم القيامة. فاثبت ان لهم ليلة قدر لا تموت في تشريعهم بموت نبيهم وهذا الحديث رواه الامام احمد وسنده صحيح وبما ان الادلة فيها شيء من التعارض في الظاهر فلا بد ان نجمع بينها بقاعدة من قواعد الجمع العشر المعروفة وبالمناسبة قد انتهيت قبل امس من رسالة فيها شرح هذه القواعد العشر اسميتها رسالة في شرح القواعد التي تزيل التعارض بين الادلة اي تعارض يأتيك بين الادلة انظر فيه القاعدة الاولى. صلح الحمد لله ما صلح انتقل للقاعدة الثانية فلن تمر على القاعدة العاشرة الا وتجد الحل لهذا التعارض باذن الله عز وجل هي اغلب ما يفك التعارض بين الادلة. وهذا على حسب السبر والتقسيم والبحث الطويل ان هذه القواعد العشر لا يقف امامها اي شيء من التعارض وما نطبقه الان على هذا الفرع في الجمع بين الادلة التي تدل على ان ليلة القدر محصورة في هذه مقصورة على هذه الامة وبين الادلة التي تدل على انها معروفة في كل امة هو يجري على قاعدة اختلاف الحال وهي من اوسع قواعد الجمع وهي اننا نحمل الادلة الدالة على ثبوت ليلة القدر في الامم قبلنا على ثبوت اصل مسماها يرحمك الله ونحمل الادلة الدالة على تخصيص ليلة القدر بهذه الامة على تظعيف اجرها وثوابها فلا تعارض بين الادلة حينئذ فكان في فكانوا في السابق يعرفون شيئا اسمه ليلة القدر. ولكن لم تكن ليلة القدر في فضلها وثوابها كليلة القدر في هذه امة فالذي اختصت به هذه الامة ليس اصل ثبوت ليلة القدر. وانما الذي اختصت به هذه الامة ما هو؟ ها تضعيف الاجر وكثرة الثواب. وهذا القول تتآلف به الادلة ويجتمع شملها وهو وهو القبر وهو القول الاقرب عندي ان شاء الله تعالى ومن الفوائد ايضا ايها الاخوان ان قلت هل فضل هذه الليلة مقصور على من نوى قيامها تعيينا او من كشفت له او اذا مرت من غير علم الانسان ثبت له اجروها ولو لم ينوي قيامها بعينها افهمتم السؤال ان قلت هل فضلها مقصور على من كشفت له وعلم عينها ونوى قيامها بخصوصها؟ ام يثبت فظلها وثوابها لكل من وافقها ولو لم ينويها تعيينا؟ الجواب لا جرم ان ثوابها ثابت لمن قامها ايمانا واحتسابا سواء اعلم انها ليلة القدر او كشفت له بنوع من انواع الكشف او لم يعلم مسألة العلم بعينها من عدمه لا تأثير له في ثبوت فضلها اذا قام الانسان بشرط فضلها وهو قيام ليلتها. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يقم ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر فاشترط للمغفرة وثبوت هذا الفضل القيام. فاذا قام الانسان هذه الليلة فقد ثبت له فضلها سواء اعلم عينها او لم يعلمه كشفت له او لم تكشف له. وهذا من نعمة الله عز وجل اذ لا يكلف الله نفسا في تشريعه لا وسعها فاذا كان الله عز وجل يشترط لفضلها تعيينها فلابد ان يكشف لنا. فلما اخفاها هذه الليلة كأنا علمنا انه لا يطلب في ثبوت اجرها وثوابها تعيينها انتوا معي ولا لا شو القول الراجح في المسائل الاخيرة ما شاء الله ومن الفوائد ايضا لقد نقل الامام النووي والحافظ رحمهما الله تعالى الى استحباب كتم الاخبار بالرؤيا اذا كشفت للانسان والا يخبر بها احدا فقالوا يستحب لمن رآها كتمها ايكتم هذه الرؤيا وعللوا ذلك بعدة علل. العلة الاولى ان انكشافها لك يعتبر كرامة من الله. والاصل المتفق عليه اخفاء الكرامة. حتى لا يدخل الانسان في شيء من الغرور او العجب بالنفس ومنها ايضا من الحكم في كتمها حتى لا يكون سببا لفتور غيره وتقاعسه وكسله لان الناس اذا علموا انك رأيت ان ليلة القدر هي الليلة الفلانية. فربما قاموها وكنت سببا في عدم قيامهم بغيرها والامر الثالث انه ابعد عن انه ابعد عن العجب بالنفس. بل ومنهم من علل انه ابعد عن الحسد فانك قد تحسد على هذا الفضل العظيم. في انكشاف ليلة القدر لك في انكشاف ليلة القدر لك فحتى تقي نفسك من هذه حتى تقي نفسك وغيرك من هذه المفاسد قالوا لا يخبر بها احدا فان قلت وهل ما اختاروه هو القول الراجح فاقول والله تعالى اعلم ان القول الاقرب في هذه المسألة هو جواز الاخبار في حالتين الحالة الاولى فيما لو وافقك غيرك في هذه الرؤيا لانها حينئذ تكون متوزعة على الجميع وعلى هذا يستدل بحديث ابن عمر ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اروا ليلة القدر في المنام فاخبروا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الرائي جماعة اخبروا بها فاذا اتفقت انت وجماعة على الرؤيا في ليلة معينة ثم تم الاخبار على وجه المجموعة فلا بأس ولا حرج في ذلك استدلالا بهذا الحديث الامر الثاني اذا كان في الاخبار مصلحة خالصة او راجحة. فانه لا بأس بها ايضا. كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو فرد بتلك الليلة اصحابه في قوله ولقد رأيتني اسجد على ماء وطين في صبيحتها وذلك لجلب مصلحة لامته حتى يحرصوا على قيام هذه الليلة. فاذا الاصل ان يكتمها الانسان الا في حالتين اذا كان قد رآها جماعة واخبروا بها فتوزع الامر على المجموع واذا كان في الاخبار بها مصلحة خالصة او راجحة فانه لا بأس بالاخبار بها لان الدين مبني على تقرير المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها وبناء على ذلك فاطلاق افظلية السرية والكتمان كانه فيه نظر والراجح هو ما ذكرته لك ان شاء الله ومن الفوائد ايضا ان قلت هل فضل هذه الليلة مقصور على المصلين فقط ام يشملهم وغيرهم الجواب كل من احيا هذه الليلة بالذكر وانواع التعبدات فيثبت له اجرها ان تقبل الله عز وجل منه سواء اكان احياها بالصلاة او احياها بالدعوة الى الله عز وجل. او احياها بالتعليم. او احياها بالذكر او احياها بقراءة القرآن. او احياها بطلب العلم او احياها باي نوع من انواع من انواع الاحياء. لكن اعظم ما تحيا به هذه الليلة القيام ولا جرم في ذلك ويعجبني ما قال الامام الضحاك في هذه المسألة فانه قال لهم اي للحائض والنفساء والمريض والعاجز عن الصلاة والمسافر والمقيم ونحوهم قال لهم في ليلة القدر نصيب. كل من تقبل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر قال لهم في ليلة القدر نصيب. كل من تقبل الله عمله سيعطيه الله نصيبه من ليلة القدر كونوا للنفساء حظها وللحائض حظها وللمريض حظه وللمسافر حظه وللمقيم حظه وللعاجز عن الصلاة حظه اذا احياها بما يفتحه الله عز وجل عليه من الاحياء ومن الفوائد ايضا استحباب ان فيها دليلا على استحباب احياء هذه الليلة بكل انواع الطاعات لا سيما الدعاء لحديث عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله ارأيت ان علمت ليلة القدر اي ليلة هي فما اقول فيها؟ فقال قولي اللهم اعن انك عفو تحب العفو فاعف عني. اخرجه النسائي باسناد جيد وقد كان كثير من السلف يستحبون احيائها بالدعاء على احيائها بالصلاة. لان النبي صلى الله عليه وسلم ما دل عائشة على الصلاة وانما دل على الذكر والدعاء ولكن هذا دليل على استحباب احيائها بكل مقدور عليه من الطاعة. ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر الاخير من رمضان شد مئزره واحيا ليله وايقظ اخره قالت واحيا ليله واطلقت هذا الاحياء والاصل بقاء المطلق على اطلاقه وكل وقت عمرته بنوع طاعة فقد احييته. وكل وقت عمرته باي نوع من انواع الطاعات فقط احييته ولا يلزم من ذلك عملا ولا يلزم من ذلك عمل او طاعة معينة ومن فوائد هذه الاحاديث ان فيها دليلا على استحباب موافقتك لليلة القدر وانت معتكف. لان النبي صلى الله عليه وسلم في ابي سعيد قال لهم وقد كانوا اعتكفوا معه العشر الاوسط قبل ان يعلم بها. قال من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الاواخر. فاني هذه الليلة فاستحب لاصحابه ان توافقهم ليلة القدر حال كونهم معتكفين لان مجرد الاعتكاف احياء لان مجرد الاعتكاف احياء. فما بالك اذا صاحبه الصلاة والذكر والتهجد وقراءة القرآن وانواع من الطاعات فلا جرم ان موافقتها وانت معتكف خير لك من موافقتها وانت غير معتكف ومن الفوائد ايضا استحباب طلب هذه الليلة والحرص عليها والسؤال عنها وتحري ما يرى فيها من المنامات استحباب طلب هذه الليلة والسؤال عنها والتفقه فيها ايضا وتحري ما ذكر فيها من المنامات. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال فالتمسوها ثم قال فليتحراها وكان يعتكف العشر الاوسط يتحرى هذه الليلة ظنا منها ان ظنا منه انها في العشر الاوسط حتى اوحي اليه انها في العشر الاواخر فعلى المسلمين ان يتحروها والا يهملوها ومن الفوائد ايضا ان فيها دليلا على استحباب مباشرة اعضاء السجود للارض. وعدم وظع حائل بين جبهتك والارظ حتى وان كان في الارض طين او ماء. واخذنا هذا من قوله ابي سعيد فابصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته اثر الماء والطين ومن فوائد هذه الاحاديث ان رؤيا الانبياء حق. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رؤياه هذه في حديث ابي وقعت على ما ورؤية فكان يرى الرؤيا فتأتي مثل فلق الصبح على نفس ما رآها به ومن الفوائد ايضا استحباب بقاء اثر السجود على الانف والجبهة وعدم المبادرة بمسحه ذلا وتواضعا لله عز وجل واظهارا للافتقار اليه. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يبادر بمسح الماء والطين من جبهته. مع انكم تعلمون انه كان اذا سلم لم يستقبل المأمومين الا بعد ان يقول استغفر الله ثلاثا اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام. ومع ذلك التفت وراء الصحابة اثر الماء والطين في جبهته فيستحب للانسان ان يبقي هذا الاثر لانه اثر عز له ولانه اثر عبادة والعلماء يستحبون بقاء اثر العبادات من اجل ذلك استحب الشارع قاء الدم على ثياب وبدن الشهيد والا يغسل لانه اثر عبادة. واستحب بعض الفقهاء الا يتنشف الانسان. بعد وضوءه او غسله اذا لم يكن ثمة ضرر عليه لانه اثر عبادة. لانه اثر عبادة ومن الفوائد ايضا ان فيها دليلا على اثبات الكرامات وقد اجمع على ذلك اهل السنة والجماعة. فان انكشاف ليلة القدر في الرؤية نوع ها نوع كرامة والكرامات وضوابطها وقواعدها مذكورة في غير هذا الموضع ومن الفوائد ايضا انه لا ينبغي تعطيل المساجد في الامطار والوحل ما لم يشق على الناس الخروج فيه. والا فالاصل هو الصلاة في المسجد ساجد فلا ينبغي ان يترخص الناس عن الصلاة في بيوت الله لادنى طارئ من وحل او طين او ماء او مطر ومن فوائد هذه الاحاديث ان فيها ردا على من زعموا من اهل العلم رحمهم الله ان ليلة القدر قد ارتفعت عن الامة اصلا ويستدلون على ارتفاعها الارتفاع المطلق بما رواه البخاري في صحيحه. ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليخبر الناس بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان اي اختصموا. فرفعت فقال صلى الله عليه وسلم اني خرجت لاخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت. وعسى ان يكون خيرا. فقالوا قوله فرفع الدليل على انها لم تبقى في الامة ففي هذه الاحاديث رد على اصحاب هذا القول فان قلت وكيف نجمع بين الادلة التي تثبت وجودها والادلة التي تثبت انها رفعت فنقول ان الجمع بينهما على على مقتضى قاعدة اختلاف الحال. وهو ان الذي رفع ليس اصلها وانما العلم بعينها الذي رفع ليس ليس هو اصل ليس هو اصلها وانما الذي رفع العلم بالتعيين الذي كان يريد ان يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم افهمتم هذا مثل قول اهل السنة نثبت اسماء صفات الله بلا كيف. ليس المقصود نفي اصل الكيفية وانما نفي العلم بهذه الكيفية. فاذا قوله رفعت لا يقصد ارتفاعها اصالة وانما ارتفاع العلم بتعيينها الذي كان يريد ان يخبر به اصحابه وان ارتفاع الخير بسبب الملاحاة والخصومة لدليل على ان من من اسباب ذهاب بالخيرات عن الامة كثرة الخصومة بينها ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى الا اوتوا الجدل. فكم من الخيرات والبركات التي ارتفعت عن هذه الامة بسبب لكثرة الخصومة والجدل فيها فرفع تعيين ليلة القدر بسبب انه تلاحى فلان وفلان اي اختصموا وتنازعوا. فالحذر الحذر ايها الاخوان من التنازع والخصومة. كم جلسنا نشرح طيب نكمل باقي شوي ومن المسائل ايضا ان قيل ما الافضل؟ اليلة القدر ام ليلة الاسراء فنقول ان هناك ادلة تدل على فضل ليلة الاسراء وهناك ادلة تدل على فضل ليلة القدر. فالادلة فيها شيء من التعارض في الظاهر ونزيل هذا التعارض على مقتضى قاعدة اختلاف الحال وما اروع واعظم هذه القاعدة وذلك ان الادلة الدالة على فضيلة ليلة الاسراء محمولة على الفضيلة في حقه هو بخصوصه صلى الله عليه وسلم فليلة الاسراء وما اعطي فيها من الكرامات والمنازل العظيمة العالية اعظم عنده من ليلة القدر ونحمل الادلة الدالة على فضيلة على فضيلة ليلة القدر اي على فضيلتها باعتبار امته. ففظل ليلة فليلة القدر افضل باعتبار الامة وليلة الاسراء الاسراء افضل باعتباره هو صلى الله عليه وسلم. ولعلنا نكتفي بهذا القدر في شرح هذه الاحاديث الثلاثة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين