من النسخ الجواب لا نسخ فيها. ولا اعلم احدا من اهل العلم رحمهم الله تعالى قال بان شيئا من المناسك الثلاثة من سوخ. بل بل كلها لا لا تزال محكمة. فمن حج قرانا فان قلت او لم يفرح ابن عباس برؤيا ابي جمرة هنا؟ فنقول نعم لكنه ليس فرح اثبات حكم لم يكن ثابتا شرعا وانما هو فرح استئناس بموافقة الحق بموافقة الحق حجه متقبل وكذلك من حج تمتعا او افرادا ومن المسائل ايضا ان قلت وهل حج التمتع مكروه بقوله في الحديث وكأن ناسا كرهوها؟ هل حج التمتع مكروه؟ الجواب ليس بمكروه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وصلنا في شرح احاديث عمدة الاحكام من ادلة من الادلة اللي في الى كتاب الحج ووقفنا اظن والله اعلم عند حديث ابي جمرة نصر ابن عمران الضبعي نبدأ في شرحه ان شاء الله عن ابي جمرة نصر بن عمران الضبعي نصر ابن عمران الضباعي قال سألت ابن عباس عن المتعة اي متعة الحج فامرني بها وسألته عن الهدي فقال فيه جزور او بقرة او شاة او شرك في دم قال وكأن ناسا كرهوها فنمت فرأيت في المنام كأن انسانا ينادي حج مبرور. ومتعة متقبلة فاتيت ابن عباس رضي الله عنهما فحدثته فقال الله اكبر سنة ابي القاسم صلى الله عليه وسلم الكلام على هذا الحديث العظيم في جمل من المسائل المسألة الاولى ان قلت ما المقصود بالمتعة الواردة في الحديث؟ ما المقصود بالمتعة؟ الجواب المقصود بها اي حج التمتع وهو ان يحرم الانسان بالعمرة اولا فاذا تحلل من اعمالها احرم بالحج في عامها. اي في العام فيجمع بين الحج والعمرة بنسكين منفصلين في عام واحد. هذه هي وسيأتي الكلام عليها وعلى احكامها في الاحاديث التي سنشرحها فيما بعد ان شاء الله تعالى المسألة الثانية ان قلت وهل وقع او نقول؟ وما هي انساك الحج؟ ان قلت وما هي انساك الحج الجواب اجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على ان انساك الحج ثلاثة تمتع وقران وافراد وهذا لا نعلم فيه نزاعا بين اهل العلم رحمهم الله تعالى وتفاصيلها سوف تأتينا فيما بعد ان شاء الله المسألة الثالثة ان قلت وهل وقع في هذه الانساك شيء من النسخ؟ ان قلت وهل وقع في هذه الانساك الثلاثة شيء من في ذاته فمن حج تمتعا فقد ادى ما عليه. وقد اجاز النبي صلى الله عليه وسلم هذا النوع من الانساك بل امر به اصحابه لما حجوا معه فانهم لما طافوا بالبيت وبالصفا والمروة امرهم ان يقصروه ويجعلوها عمرة ثم يهلوا بالحج في اليوم الثامن فتكون لهم متعة وما امر به الشارع فانه لا يعتبر مكروه. فانه لا يعتبر مكروها واما ما نقل عن بعض الصحابة كعمر بن الخطاب وغيره من اهل العلم رحمهم الله تعالى فانما يقصدون شيئا اخر ولا يقصدون به كراهية النسك في ذاته. كما سيأتي تفصيله فيما بعد ان شاء الله تعالى فالذي نخلص من هذا هو ان التمتع ليس بمكروه في قول عامة اهل العلم باعتباره نسكا من الانساك الثلاثة ومن المسائل ايضا ان قلت وما صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم اذا؟ وما صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم اذا فنقول لقد اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في صفة حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنهم من قال حج متمتعا ومنهم من قال قارنا ومنهم من قال مفردا. والقول الحق في هذه المسألة والذي عليه اكثر اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم انه حج قارنا انه حج قارنا ولو نظرنا الى الخلاف المنقول عن اهل العلم. في هذه المسألة لوجدناه اقرب ما يكون الى الخلاف اللفظي لكن لابد من تحقيق المسألة كما حققها ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وبيان ذلك ان نقول بعد ان تضعوا الاقلام الذين قالوا بان النبي صلى الله عليه وسلم قد حج متمتعا والذين قالوا بان لا يتعارض مع قول من قال بانه حج مفردا ولا يتعارض هذان القولان مع من قال بانه صلى الله عليه وسلم حج قارنا فان قلت وكيف هذا؟ اقول اما قول من قال بان النبي صلى الله عليه وسلم قد حج قارنا فهذا لا اشكال فيه مطلقا لانه ورد عن ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قد حج قارنا. فاذا بقينا في اشكال من حجته بانها تمتع او افراد فالذين قالوا بانه حج متمتعا لا يقصدون به التمتع الخاص وانما يقصدون به التمتع العام. والقران يدخل في مسمى التمتع العام. فان قلت وكيف هذا اقول ان الذين قالوا انه حج متمتعا ان كانوا يقصدون انه التمتع الذي تحلل من عمرته فهذا لم يحصل من النبي صلى الله عليه وسلم اجماعا بل لا يزال على احرامه بعد الطواف والسعي الى ان ذبح هديه وحذق شعره فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حل تحللا تمتع خاص بين العمرة ثم عاد واهل بالحج مرة اخرى لم يقع من النبي عليه الصلاة والسلام باتفاق الصحابة. بل جميع من وصف حجته صلى الله عليه وسلم وصف لنا بانه لا يزال على احرامه بل لما قيل له لم حل الناس من عمرتهم وانت لم تحلل من عمرتك؟ قال اني لبثت رأسي وقلدت هدي فلا احل حتى الحق. ولما ولما امر اصحابه بان يقصروا بعد ان طافوا وسعوا ويجعلوها عمرة. كانهم استثقلوا ذلك وقال لو اني استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة. فاذا الذين قالوا انه حج متمتعا لا يقصدون به التمتع الذي يقتضي احلالا كاملا بين العمرة والحج فاذا لماذا وصفوا القران بانه تمتع؟ نقول نعم لان القران يدخل في مسمى التمتع العام. لان التمتع ينقسم عندنا الى قسمين الى تمتع عام والى تمتع خاص. فالتمتع الخاص هو ذلك هو ذلك التمتع الذي يتم الاحلال فيه من العمرة بعد الانتهاء من اعمالها ثم يستأنف احراما جديدا لاعمال الحج. هذا يسمونه التمتع الخاص ولما سمي هذا تمتعا؟ قال لانه كان مأمورا بسفرة خاصة للعمرة وسفرة خاصة للحج فاجاز له الشارع ان يجمع سكين في سفرة واحدة. اذا تمتع بسقوط احد السفرتين. تمتع بسقوط احد السفرتين وهناك علة اخرى وهو انه تمتع بهذا الاحلال الفاصل بين عمرته واعماله واعمالها وبين حجه اعمالنا فهو يتمتع بكل ما كان حراما عليه لما كان محرما بالعمرة. فله ان يحلق شعره وله ان يقلم اظفاره وله ان يلبس المخيط ويتحلل ويترفه. اوليس هذا تمتع؟ فاذا التمتع الخاص فيه تمتعان؟ الاول انه بسقوط احدى السفرتين والتمتع الثاني انه تمتع بالاحلال التام بين عمرته وحجه فان قلت وكيف يوصف القران بانه تمتع؟ نقول هو متمتع من جهتين ايضا. الجهة الاولى انه سقطت عنه احدى السفرتين والتمتع والتمتع الثاني انه سقط عنه احد اعمال النسك. اذ طواف عمرته هو طواف حجه. وسعي عمرته هو سعي حجه واما المتمتع تمتعا خاصا فعليه سعيان سعي لعمرته وسعي لحجته وعليه طوافان طواف لحجه طواف لعمرته. واما القارن فطواف واحد يكفيه لعمرته وحجه. وسعي واحد يكفي لحجه وعمرته. اذا دخل اعمال العمرة في اعمال الحج فترفغ بسقوط احدى اعمال احدى النسكين لقول لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ان طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يجزئك عن حجك وعمرتك اذا صار المتمتع تمتعا خاصا ها يوصف بانه متمتع من وجهين. والقارن ايضا يوصف بانه من وجهين على ما فصلت اذا الذين قالوا فالذين قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حج متمتعا لا يقصدون به التمتع الخاص وانما يقصدون به التمتع العام. اذا حلينا هذه المعضلة طيب بقينا في اشكال وهو من قال بان النبي صلى الله عليه وسلم قد حج مفردا بيان الاشكال ان نقول او بيان حل الاشكال ان نقول وانتبهوا معي ما اعمال المفرد؟ طواف واحد؟ وسعي واحد ها؟ اليس كذلك؟ لو انك نظرت ففي اعمال القارن لوجدتها بعينها اعمال المفرد تماما الا انه يختلف عنه في الاهلال فالمفرد قال لبيك حجا. واما القارن فقال لبيك عمرة وحجا وكذلك في وجوب الهدي. فالقارن يذبح الهدي والمفرد لا يذبح. فهذان العملان هما ما اختلف فيه القارن عن المفرد. اذا اعمال القارن هي بعينها اعمال المفرد. فالذين قالوا انه حج مفردا لا يقصدون به انه اهل بحج فقط. اذ جميع الواصفين لاهلال النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ذكروا ان النبي صلى الله عليه وسلم اغل بالحج والعمرة فجمع بينهما فلا يقصدون بقوله انه حج مفردا اي باعتبار الاهلال ونوع النسك. وانما يقصدون به باعتبار اعمال النسك فاعمال القارن هي بعينها اعمال المفرد. فالقارن مفرد باعتبار الاعمال. ومتمتع باعتبار الترفه فالقارن مفرد باعتبار الاعمال. ولكنه متمتع باعتبار الترفه. فاذا صار القارن صار القران يوصف بانه قران اصالة وقد يوصف بانه تمتع وقد يوصف بانه افراد. فالذي قالوا بانه تمتع انما يقصدون به التمتع العام. والذين قالوا بانه افرد انما يقصدون به الاعمال. والذين قالوا بانه قال يقصدون به حقيقة بيان النسك الذي اهل به فهل يبقى بين عبارات الصحابة على هذا التخريج اي نوع خلاف؟ الجواب لا. اذا تبين لنا ان الخلاف بينهم يقرب يكون خلافا لفظيا. واختار هذا القول ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن المسائل ايضا ان قلت واي الانساك افضل؟ ان قلت واي الانساك افضل الجواب اختلف العلماء رحمهم الله تعالى على عدد الانساك. فمنهم من قال التمتع افضل ومنهم من قال ان القران افضل ومنهم من قال ان الافراد افضل ولكن ولكل استدل بدليل. ولكن القول الصحيح هو التفصيل. لان الحق في هذه المسألة هي ان التفضيل بين بين هذه الانساك لا ينبغي ان يكون هو التفضيل المطلق. وانما مطلق التفظيل باعتبار حالة من دون حالة فهو التفظيل المقيد للتفظيل المطلق. وبناء على ذلك فالافراد افضل في حال دون حال. والتمتع افضل في حال دون حال والقران افضل في حال دون حال. واختار هذا القول ابو العباس ابن تيمية رحمه الله. فان قلت ومتى يكون هذا افضل قال وهذا افضل وهذا افضل. الجواب كما يلي اذا ساق الانسان هديا من بلده او اشتراه في الطريق قبل احرامه. فان الافضل له في هذه الحالة ان يحج قارنا فالافضل لمن ساق الهدي ان يكون قارنا. ولذلك رجح النبي صلى الله عليه وسلم نسك القران لانه قد ساق الهدي فقد ساق مائة ناقة من مكة الى المدينة. ارسلها الى مكة. ولذلك علل صلى الله عليه وسلم اختيار القران وعدم التحلل بقوله اني قلدت هديي ولبدت رأسي فلا احل حتى حق فاذا ادلة من قال بان القران افضل انما هي محمولة على من ساق الهدي فان قلت ومتى يكون الافراد افضل؟ نقول الافراد افضل في حق من افرد عمرة في اشهر الحج باعمال وسفرة خاصة فاذا اعتمر الانسان في شوال مثلا ثم رجع الى دبيرة اهله واراد ان يحج من عامه فالافضل له ان يحج مفردا وهذا باتفاق الائمة الاربعة وهذا باتفاق الائمة الاربعة. ولو انه اعتمر مثلا في شهر ذي القعدة ثم رجع من عمرته الى دويرة اهله ثم اراد ان يحج في هذا العام فالافضل له ان يحج مفردا. فاذا الافراد افضل في حق من افرد اعمال عمرتي بسفرة خاصة في اشهر الحج. بل من اهل العلم من قال لا تخص العمرة باشهر الحج. بل لو اعتمر ولو في غير اشهر الحج في هذا العام فالافضل له ان يحج مفردا هكذا قال بعض اهل العلم رحمهم الله تعالى فادلة من قال بافضلية الافراد انما هي محمولة على من افرد العمرة باعمال وسفرة خاصة. معي يا اخوان طيب فان قلت ومتى يكون التمتع افضل؟ الجواب اذا عدم الوصفان السابقان وهما الا يكون قد ساق الهدي والا يكون قد اعتمرا عمرة مفردة في اشهر الحج ففي هذه الحالة يكون التمتع له افضل. وكما قلت لكم انفا ان هذا القول تتآلف به الادلة ويلتم لغة فلا ينبغي ان ننظر في التفضيل بين الانساك بنظرة التفظيل المطلق وانما بنظرة التفظيل المقيد حتى حتى يجتمع اشملوا الادلة ولا يكون بينها شيء من الاختلاف او التنافر. واختاره ابو العباس ابن تيمية الله تعالى وانزل له الاجر والمثوبة ومن المسائل ايضا في هذا الحديث دليل على مشروعية الاستئناس بالرؤى الصالحة في هذا الحديث دليل على مشروعية الاستئناس بالرؤى الصالحة. فاذا رأى الانسان رؤيا بنفسه او رؤية له. وكانت وكان ظاهرها الصلاح في شرع للانسان ان يستأنس بها وان يحمد الله عز وجل عليها. فان الادلة دلت على ان الرؤيا صالحة جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان ينبأ يرى الرؤيا الصالحة فتأتي كفلق الصبح ولم يبق من المبشرات الا الرؤيا الصالحة يراها الرجل او ترى له ومن المسائل ايضا اعلم ان ان الرؤى انواع اعلم ان الرؤى التي يراها الانسان في منامه انواع الاول الرؤية التبشيرية. وهي ان يرى الانسان في منامه ما يسره او يرى له لا يوجب سروره وغبطته وفرحه وهي التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم بالمبشرات الثانية الرؤيا التحذيرية. وهي التي يراها الانسان فيوجب له رؤيته وحذرا اما من معصية يعملها فيرى رؤيا تحذره من الاصرار او الاستمرار عليها او ان يرى رؤيا او ان يرى رؤيا تفسر له بالتحذير من عدو يتربص به او من انسان نريد به شرا او من حادث سيقع عليه فيأخذ اهبة الاستعداد والحيطة عملا بهذه الرؤيا الثالثة الرؤية الدلالية وهي التي يرى الانسان فيها شيئا يهتدي به الى شيء اخر كأن يحتار عالم بين اقوال قد تكافئت ادلتها. مثلا فيدعو الله عز وجل بان يريه الحق في منامه اذا رأى رؤيا صالحة فربما هذه الرؤيا تدله او ترجح عنده احد طرفي الادلة. ولا ينبغي الاعتماد المطلق عليها ولكن هي من باب الاستئناف لا الإعتماد والإعتظاد او ان يضيع للانسان شيء ثمين عليه فيدعو ربه فيرى مكانه وعلى ذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم من سحره. ومكان سحره. فهذه رؤيا دلالية. وهي نعمة من الله عز وجل النوع الرابع الاضغاث. وهي عبارة عن مزيج يراه الانسان لا يضبطه ولا يستطيع ان يكمل قصته بسبب كثرة الخلط فيه كما قالوا وهي كما قيل وهي كما قيل كما قال بعض اهل العلم انها اكثر ما تكون من حديث النفس وهي ان يحدث الانسان نفسه بالشيء فيراه في منامه الرابع وش قلنا الناس الخامس عفوا الخامسة الرؤى التي تكون من الشيطان وهي الرؤية التي توجب حزن الانسان وغمه وغمه فيبقى ليالي ضائق الصدر بسبب هذه رؤيا فهذه غالبا ما تكون من الشيطان. والرؤيا من النجوى. التي تدخل تحت قول الله عز وجل انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا فلا ينبغي للانسان ان يتحدث بها ولا ان يقصها على احد وانما يستعيذ بالله عز وجل منها ومن شرها ابصقوا عن يساره ثلاثا وان توضأ وقام وصلى فهو نور على نور. واما الرؤيا الصالحة فانه يشرع ان يحدث بها من يحب وان يعرضها ايضا على عالم ناصح. والله اعلم. ومن المسائل ايضا في هذا الحديث دليل على مشروعية عرظ الرؤى الصالحة في الظاهر على عالم ناصح عارف بتعبير الرؤى وليحتط الانسان لا سيما في هذا الزمان على من يعرض رؤياه عليه لكثرة من يتخبطون في تفسير او تعبير الرؤى في هذا الزمان ومن المسائل اي عفوا ولذلك ابو جمرة نصر ابن عمران عرض رؤياه على ابن عباس وهي هو عالم ناصح ومن المسائل ايضا اجمع اهل السنة على ان الرؤى ليست مصدرا للاحكام الشرعية استقلالا فلا يجوز للانسان ان ينفي ما ثبت شرعا او يثبت ما لم يثبت شرعا بمجرد رؤيا فالرؤى لا تصلح ان تكون معتمدا ولا برهانا. ولا طريقا لاثبات شيء من الاحكام الشرعية. فلا اجابة بمجرد رؤيا ولا كراهة بمجرد رؤيا ولا تحريم ولا ندب بمجرد رؤيا ولا اباحة بمجرد رؤيا لا يجوز للانسان ان يتهم احدا بشيء مما تترتب عليه شيء من الاحكام بمجرد رؤيا كأن يتهم احدا بانه زنا لمجرد رؤيا. او يتهم احدا بانه اغتابه لمجرد رؤيا او يتهم احدا بالسرقة لمجرد رؤيا. فلا ينبغي ان يجعل الانسان الرؤى مصدرا يبني عليها شيئا من الاحكام كأن يختار انسان قولا في مسألة ثم يسأل ربه ان يدله على الطريق الصحيح فيسمع في منامه هاتفا يقول فتوكل على الله انك على الحق المبين. ثم يقوم مستبشرا بهذه الرؤيا اتراه اثبت شيئا بمجرد رؤيا؟ الجواب وانما انست قلبه وشرحته صدره وقوت غلبة ظنه بالحق او بان ما اختاره هو الحق ومن المسائل ايضا فيه دليل على وجوب الهدي في حج المتعة كما قال الله عز وجل فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي وقوله فمن تمتع يدخل فيه التمتع بالاعتبارين التمتع العام الذي هو القران والتمتع الخاص فكلا هذين النسكين فيه هدي ودليل هديه هذه الاية ولان النبي صلى الله عليه وسلم حج قارنا وذبح الهدي وقال لتأخذوا عني مناسككم ومن المسائل ايضا ان قلت وما معنى قول ابن عباس شرك في دم. ان قلت وما معنى قول ابن عباس شرك في دم فنقول اي سبع بدنة او سبع بقرة. فان المتقرر عند العلماء ان البدنة تجزء عن سبعة في بابين. في باب الاضحية والهدي. وكذلك البقرة تجزئ عن سبعة في هذين البابين ايضا لما في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم البقرة عن سبعة والبدنة عن سبعة والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. ومن المسائل ايضا ان قلت وهل ذكر ابن عباس لها بهذا الترتيب يفيد شيئا ان قلت وهل ذكر ابن عباس للهدي بهذا الترتيب يفيد شيئا فاقول نعم يفيد ترتيب فافضل الهدي بدنة كاملة. ثم بقرة كاملة. ثم غشاة كاملة ثم بعد ذلك تأتي يأتي الشرك في الدم فترتيب ابن عباس لها يفيد افضلية ذبح الهدي على على هذا الترتيب. كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فانه كان هديه البدن. اي الابل. فهو افضل ما يضحى به وافضل ما يهدى لله عز وجل وهذا الترتيب يدل عليهما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنه. فهو افضل ما يتقرب به الى الله عز وجل لوفرة لحمها وكبر حجمها. وغلاء ثمنها ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة. ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا اقرن. ومن المسائل ايضا فيه دليل على مشروعية التكبير عند الامر الذي يتعجب منه او عند عند الامر الذي يسر الانسان. فاذا سمعت امرا وتعجبت منه او سمعت امرا وفرحت به فمن المشروع لك ان تقول الله اكبر فلما سمع ابن عباس هذه الرؤيا واعجبته وادخلت السرور على قلبه قال الله اكبر فان قلت وما علة التكبير هنا ما علته؟ لما اختير التكبير بحد ذاته؟ ما الحكمة من اختيار التكبير عند الامر المتعجب منه الجواب لان الامر المتعجب منه انما تعجبت منه لانه عظيم عندك فلعظمه تعجبت والامر الذي يسرك ها امر تحبه نفسك وتقبل عليه. فناسب ان تذكر نفسك باعظم محبوب واعظم اعظم شيء فتقول الله اكبر يعني اكبر من هذا الامر عظمة واعظم من هذا الامر عندي محبة واذا سمع الانسان شيئا من الامور التي توجب النقص او العيوب فان السنة له ان يقول سبحان الله. ولذلك وضع التكبير في طريق السفر على ذلك. فاذا صعد الانسان جبلا او تلا فمن المشروع له ان يقول الله اكبر لان النفس تتجوف للامر ايش؟ العلي فتعظم عند العلو. ولذلك تجد ان الملوك وعلية القوم انما يطلبون العلو دائما فناسب لك ان تكسر جماح نفسك بتذكيرها بان ثمة ما هو اعظم واكبر وهو الله عز وجل واما النزول فانه يوجب النقص. فانه يوجب النقص. اليس كذلك فناسب ان تسبح ربك فتقول عند النزول سبحان الله اي انت يا ربي متعال ومتنزه عن هذا النقص الذي انا فيه الان ففي حال تعظيم النفس كبر وفي حال وجود النقص سبح وهذا خير من التصفيق ايها الاخوة. فان التصفيق عادة جاهلية. كما قال الله عز وجل وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية فاما تصفيق التعبد فهو بدعة. واما تصفيق العادة فان تركه او لا سدا لذريعة المشابهة ولانه لا خير فيه. ولان استبداله بالتسبيح او التكبير افضل. لانه يتضمن اعلاء كلمة الله عز وجل واحياء ذكره والتذكير بعظمته ووجوب تنزيهه ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على ان من الناس من يبقى في قلبه شيء من الحرج بسبب عاداته الجاهلية قبل ان يتوب منها فلا تظنن ان الانسان بمجرد توبته من عادة جاهلية ان هذا انه سيتحرر قلبه منها التحرر المطلق لا لا تظنن ذلك بل قد يبقى في قلبه شيء من الحرج. ولذلك لا بد ان يترفق الدعاة بمن عنده شيء من هذه العادات الجاهلية وان يهتموا به اهتماما خاصا. وان يبادروا بالتصحيح والمتابعة متى ما صدر منه شيء من هذه العادات الجاهلية والا يتعجلوا عليه والتربية الطيبة كفيلة بان تجتث هذه العادة الجاهلية مع مرور الزمن. وكثرة النصح والوعظ والتذكير لكن لا ينبغي ان يظن الانسان ان صاحب العادة الجاهلية التي مضى ردح من الزمان وهو يقاربها انه في يوم وليلة يتحرر باطنه منها قلبا وعقلا. لا. فان قلت وما الذي جعلك تقول هذا الكلام اقول الذي جعلني اقوله هو ان الجاهليين قبل فتح مكة وقبل البعثة كانوا يرون العمرة في اشهر الحج من الفجور حتى ان الصحابة بقي فيه في قلوبهم شيء من هذه العادة التي ورثوها عن ابائهم اسلافهم فلما امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد الطواف بالبيت وبالصفا والمروة لما امرهم بالاحلال ويجعلوها تعاظموا ذلك وقالوا اونتمر في اشهر الحج يا رسول الله؟ اذا بقي فيه شيء في قلوبهم شيء من هذه العادة. ما طابت يعني ما طابت نفوسهم باستقبال هذا الامر النبوي بسبب هذه البقايا والشظايا التي بقيت في قلوبهم رظي الله عنهم. فاصر عليهم رسول الله ان يفعلوا حتى قالوا يا رسول الله او يأتي احدنا منى وذكره يقطر منيا؟ يعني متحلل الحل الكامل معتمر فاستعظموا ذلك فاصر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استجابوا. فزادت هذه العادة. فاذا قوله ابي جمرة في قوله وكأن ناسا كرهوها اي كرهوا المتعة لانها تتضمن عمرة في اشهر الحج. كرهوا نسك التمتع انه يتضمن ماذا؟ عمرة في اشهر الحج. فكأن هذا يشير الى بقاء بعض تلك او بقاء شيء من اثار تلك العادة التي يصعب تطهير القلب منها التطهير الكامل. فمن الناس مثلا من اكون مدخنا في اول امره فاذا من الله عز وجل عليه بالتوبة. فلا تظنن انه سيغفل قلبه عن هذه العادة الغفلة المطلقة ومن الناس كذلك من يكون معتادا على بعض العادات والسلوم والاعراف كالحلف بغير الله عز وجل. ومضى عليه ردح من الزمان وهو يقول والنبي والكعبة والعيش والملح. فلا تظنن ان لسانه بعد توبته سينقلب. مئة وثمانين درجة. بل لا بد ان يبقى شيء على جوارحه او في قلبه من تلك الشظايا والبقايا. من هذه العادات الجاهلية فينبغي على الدعاة ان يترفقوا به قليلا وان يتصوروا منه صدور شيء من ذلك حتى لا يفاجئوه بالانكار القوي فيكون ذلك سببا في انتكاسته وعودته الى الوراء. والى حوره بعد كوره وهذه وصية للدعاة جميعا. لا سيما كبار السن الذين نشأوا وهم صغار على تلك العادات ويرونها من اهم المهمات بل بعضهم يراها اعظم من بعض الدينيات الشرعيات. فربما تجده يهمل في بعض الشرعيات ولا يهمل في عاداته وتقاليده وسلومه واعرافه فليس من السهل على الدعاة ان يجتثوا ذلك الامر جملة وتفصيلا في وقت يسير. بل يحتاج الامر الى تذكير والى مناصحة والى تبيين والى صبر والى ترفق والى طول زمان على التربية وان شاء الله طول الزمان كما اوجب استقرارها طول الزمان سيوجب انقشاعها باذن الله عز وجل. لعلنا نكتفي بهذا القدر. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ثم ننتقل للالفية