وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب فقبضته ملائكة الرحمة في قرب تلك الارض هذه الروايات التي فيها ان الله تعالى قال لارض الصلاح تقاربي ولارض السوء. تباعدي وفيه انه نأى بصدره وهذا فيه صدق رغبته في التوجه الى جهته الى بلاد الصلاح حيث كان يزحف الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الامام النووي رحمه الله وفي كتابه رياض الصالحين وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في من كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن اعلم اهل الارض فدل على راهب فاتاه فقال انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ فقال لا. فقتله فكمل به مئة. ثم سأل عن الم اهل الارض فدل على رجل عالم فقال انه قتل مئة مئة نفس فهل له من توبة؟ فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق الى ارض كذا وكذا فان بها اناسا يعبدون الله تعالى فاعبدوه الله معهم ولا ترجع الى ارضك فانها ارض فانها ارض سوء. فانطلق حتى اذا نصف الطريق اتاه الموت فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب انه انه لم يعمل خيرا قط فاتاهم ملك في صورة ادمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الارضين فالي فالى ايهما كان ادنى فهو له فقسوه فوجدوه ادنى الى الارض التي اراد فقبضته ملائكة الرحمة متفق عليه. وفي رواية في الصحيح فكان الى القرية الصالحة اقرب اقرب بشبر فجعل من اهلها وفي رواية في الصحيح فاوحى الله تعالى الى هذه الارض ان تباعد والى هذه ان تقربي وقال قيسوا ما بينهما فوجدوه الى هذه اقرب بشبر فغفر وفي رواية ثناء بصدره نحوها. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث الذي تضمن هذه القصة العظيمة قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن عالم فدل على راهب اي عابد. فسأله هل لي من توبة؟ فقال لا فكمل به المئة ثم سئل عن اعلم اهل الارض هذا اه يشير الى ان الرغبة في التوبة ما زالت قائمة في قلبه وفي المرة الثانية لم يسأل عن عالم فحسب بل عن اعلم اهل الارض تدل على عالم وهو البصير بدلالات الوحي العالم بشرع الله عز وجل فسأله عن مئة نفس قتلها هل له من توبة فقال ومن يحول بينه وبين التوبة اليس هناك شيء يمنع بينه وبين التوبة فانه كل من تاب تاب الله عليه ولو كان من الكفر فما دونه من باب اولى ثم بعد ان فتح له الباب بان له توبة وان التوبة لا يمنعها ذنب مهما عظم ولا يكبر عليها خطأ مهما جل اشار اليه بما يصلح حاله في المستقبل فالتوبة تصلح الماضي لكن هو بحاجة الى اصلاح المستقبل ايضا فاشار اليه بالانتقال الى ارض الصلاح والى ارض الخير وترك ارض الفساد والسوء فاخبره عن ارض فيها عباد صالحون فوجهوا الى الارتحال اليها فمن صدق توبته وفرحه بهذا الباب الذي فتح له رحل الرجل لكن وافته المنية في الطريق فلما قرب وفاء قربت وفاته نزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ملائكة الرحمة باعتبار ما قام في قلبه وما عمل لاجله من التوجه الى الارض الصالحة ليتحقق له تمام التوبة وملائكة العذاب باعتبار ما كان من عظيم الجناية التي حصلت منه بقتل مئة نفس فاختصمت الملائكة واختصام الملائكة اختلافها في انفاذ امر الله عز وجل ارسل الله تعالى ملكا بصورة انسان ليقضي بينهما وهذا فيه اختصام الملائكة والملائكة تختصم في هذا وتختصم في غيره من الاعمال لكن هذا صورة من اختصام الملائكة في الاعمال ويفصل الله تعالى بينهم. ففصل الله بينهم بهذا الملاك الذي جاءهم على صورة ادم فقال قيسوا ما بين البلدتين او الجهتين الجهة التي ذهب منها والجهة التي صار اليها. فقالوا فوجدوه الى قرية الصلاح اقرب يسير الى جهة الصلاح في هذه الحالة التي بلغ فيها من نزع والاحتضار ما بلغ وفيه ان ان ذلك القياس كان من دون هذا في بعض الروايات انه قياس دون هذين الامرين دون التقارب ودون النأي بالصدر. و جمع هذه الروايات ان كل ذلك حصل. فنأى بصدره واوحى الله الى الارض ان تقاربي. فقيس ما بين الجهتين فكان الى جهة الصلاح اقرب منه الى جهة الفساد هذا الحديث فيه فوائد كثيرة من ابرزها انه ما من ذنب الا وهو تحت المغفرة والتوبة وقد قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا وقد قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فسبحان من تتلاشى الذنوب امام مغفرته جنب رحمته سبحانه وبحمده وعفوه فلذلك ينبغي ان يعلم ان جميع الذنوب تحت المغفرة وفيه ان الانسان اذا اراد ان يسأل ويستفتي فينبغي له ان يتوجه الى اعلم من يعرفه بالشريعة علما وليس عبادة فالعابد قد يكون اعبد الناس واصلح الناس لكن ليس عنده معرفة باحكام الشريعة فليس الشأن في صلاح العمل فقط بل لابد من رسوخ العلم فان رسوخ العلم هو الذي يهدي الى السبيل وهو الذي يدل الى الحق وفي ان التوبة من تمامها ان يغادر الانسان ويفارق ارض الفساد وان يغير من حاله ليس فقط بقلبه بل لابد من عمل. ولهذا عمل هذا الرجل بالانتقال ووجه الى الانتقال الى ارض الصلاح وفيه ان الانسان يتأثر بالمحيط الذي حوله. فالصحبة الطيبة تعينك على الخير وتشجعك على البر تدلك على تلا فيما مضى من سيء العمل اما الصحبة سيئة فهي لا تزول فهي لا تزيدك الا شرا وفسادا وسوء وفيه ان الانسان اذا توجه الى الصالح يسر الله له بلوغ غايته ولو لم يصل فهذا مات دون ان يصل لكنه لما صدق في قلبه وتوجه بالممكن من عمله بلغه الله منازل الصالحين فقبضته ورأى ملائكة الرحمن بتيسير الله لما علم منه الصدق وهذا صدق قول الله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله فكل من قصد الى عمل صالح وحيل بينه وبين العمل الصالح لم يصل اليه لمانع خارج عن اختياره وليس في مقدوره فان الله تعالى فيبلغه ما قصد ويوصله الى ما اراد من الاجر والثواب بفظله ورحمته ومن فوائد هذا الحديث ان توبة القاتل مقبولة توبة القاتل عمدا مقبولة وقد اختلف العلماء رحمه الله في توبة القاتل عمدا هل تقبل او لا؟ لشدة ما ورد من الوعيد فيها. قال الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب فالله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. ذكر الله اربع عقوبات في من قتل مؤمنا متعمدا ولهذا قال بعض اهل العلم انه لا توبة لمن قتل مؤمنا عمدا لان الله عز وجل قد وعده بهذا العذاب العظيم واعد له جهنم آآ غلظ العقوبة واثبت له الغظب وهذا يدل على انه لا توبة له وبهذا قال ابن عباس وجاء عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم لكن الثابت عن ابن عباس اشهر ما ثبت واصح ما ثبت عنه انه رحم الله ورضي عنه كان يرى ان القاتل عمدا لا توبة له وهذا خلاف ما عليه جماهير العلماء من ان توبة القاتل مقبولة. فالقتل فيه ثلاثة حقوق. الحق الاول لله وهذا داخل تحت التوبة الحق الثاني للمقتول وهذا لا يمكن ان يتدارك انما يتدارك في الاخرة بين يدي الله عز وجل الحق الثالث للورثة ورثة الدم وهذا لا سبيل للافتكاك منه الا بالدية او بالقصاص فهذه ثلاثة حقوق تترتب على قتل عمد فمن قال انه لا توبة له قد يريد التوبة في حق الله وقد يريد التوبة في حق المخلوق للمقتول لان المقتول لا سبيل للخلاص من حقه اذ انه فات ولا يمكن ان يعوض بشيء واما ورثة الدم فان التوبة من حقهم بان يسلم نفسه من يقتص منه من اهل اه الدم والراجح ان التوبة مقبولة واذا صدق العبد في التوبة الى الله تعالى فانه يتحمل عنه حق المقتول ويعوضه يوم القيامة فانه يأتي يوم القيامة المقتول قد اخذ قاتله فيقول ربي سل هذا فيما قتلني وهذا يدل على عظم القتل ويا اخوان الناس يتصورون القتل بعيد لكن الواقع ان القتل من اقرب ما يكون حصولا عندما يفقد الانسان السيطرة على نفسه غضبا ولا يخفى عليكم الحوادث التي نسمعها وهي كثيرة يختلف على خمس ريالات فيخرج سكين ويطعن آآ مقابله ويذهب وتنتهي القضية بحادثة قتل في خمسة ريالات وفيما دون ذلك احيانا في اختلاف على مزاحم دور او ما اشبه ذلك تحصل مثل هذه المشاحنات ولذلك ينبغي اعادة الامر وتكرار التنبيه الى خطورة قتل النفس فينبغي للمؤمن ان يتريث في هذا وان يتجنب اسباب آآ الانفعال والقتل اسأل الله ان يرزقنا واياكم التوبة الصادقة وان يعيننا واياكم على طاعته