وفيه طيب خلق الصحابة وسرعة استجابتهم للنبي صلى الله عليه وسلم. حيث ان الرجل لما سمع هذا التعريض من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة قال فله اي ذلك احب يا رسول الله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد روى الامام البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم صوت خصوم بالباب عالية اصواتهم خصوم اي قوم يختصمون عند الباب اي باب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واذا احدهما اي احد الخصمين يطلب من صاحبه ان يضعان يستوظع الاخر سمع احدهما واذا احدهما يستوظع يستوظع الاخر او ويسترفقه اي يطلب منه الرفق في ما يخاصمه فيه من حق فقال قالت رضي الله تعالى عنها في خبر هذين ان النبي صلى الله عليه وسلم سمعه على هذه الحال والاخر يقول والله لا افعل والله لا افعل يعني يحلف الا يضع عنه شيئا من الحق الذي يخاصمه فيه والا يرفق به في ذلك الحق قال والله لا افعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اين المتألي الا يفعل المعروف اين المتألي على الله الا يفعل المعروف اين المتألي؟ اي الحالف على الله مقسم به جل في علاه الا يفعل المعروف وهو ان يرفق به او ان يضع عنه هذا المقال من النبي صلى الله عليه وسلم هو انكار على من صدر منه هذا القول ولم يوجهه اليه صلى الله عليه وسلم وقد يعلم من هو من باب عدم توجيه الملامة على صاحب المقالة استدعاء له ان يستجيب الى ما اقتضته هذه الكلمة من حثه على الا يحلف على الا يضع او الا يرفق فقال الرجل لما سمع هذه المقالة يا رسول الله فله اي اي اي ذلك احب اي ان له ما شاء مما طلب من من الاسترفاق او او الوضع من الدين الذي عليه و هذا الرجل الذي عليه الحق طلب امرين اما ان يظع عنه بان يخفف ما عليه من دين او يرفق به ومن الرفق به ان يحسن المطالبة ومن ذلك ان ينظره فان الله تعالى امر بانذار المعسر في قوله جل وعلا وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا بان تظعوا الحق الذي لكم عليه وانت وان تصدقوا فهو خير لكم فالله جل وعلا ندب من له الحق على غيره اذا لم يتمكن من السداد ان يضع عنه الحق ان يضع عنه بعض الحق او ان يسقطه بالكلية ولذا قال وان تصدقوا بوضع الكل وعدم المطالبة بشيء فهو خير لكم. اي خير في الحال والمآل في الحال ما انفقتم من نفقة فالله تعالى سيخلفها وفي المآل فان الله تعالى يتجاوز عن العبد يوم القيامة. قد جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رجلا كان يداين الناس ان يعاملهم بالدين وكان يقول لفتيانه اذا جاء ليقتضي حقا من احد ان كان معسرا فتجاوزوا عنه لعل الله ان يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه وفي هذا في الصحيحين وفي رواية مسلم من حديث حذيفة قال الله تعالى انا احق بذلك منك الله اكبر انا احق بذلك منك اي احق بان اظع عنك واتجاوز عن سيئاتك كما فعلتها ذلك مع الخلق فالله تعالى يكون لك كما تكون للناس. فمن كان ذا احسان مع الخلق كان الله تعالى له محسنا فالله لك كما تكون للناس ولهذا ينبغي للانسان ان يحرص على بذل الخير. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد فيه جواز المطالبة بالحق ولو افضى ذلك الى رفع الصوت لان النبي لم لم ينكر رفع الصوت عليهما وفيه ايضا ان لصاحب الحق مقالا فله ان يطلب بكامل حقه. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه ذلك وفيه ان المطالبة بذلك في المسجد ليست مما ينهى عنه فان باب النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتح على المسجد ومطاردة الانسان بالدين الذي له على غيره في المسجد ليس مما يدخل فيما نهي عنه من امور الدنيا التي تكون في المسجد وفيه انه لا غظابة على الانسان ان يطلب من صاحب الدين ان يضع عنه او ان يمهله وان يرفق به فانه ليس من المسألة المذمومة اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم اقر السائل وفيه ان الحلف على ترك الخير مما ينهى عنه وينكر على صاحبه حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على وجه الانكار اين المتألي على الله الا يفعل المعروف والمعروف هنا يشمل كل ما امر الله به ورسوله على وجه الوجوب او على وجه الاستحباب يا رسول الله له اي ذلك احب؟ اي الذي يحبه من الاسترفاق او الوضع وهذا من كمال استجابتهم لله ورسوله رضي الله تعالى عنهم وفيه ان الانسان يشفع في الديون في قضائها اه اه العفو عن المعسر او الانظار او التنزيل وان هذا لا غظاظة في هذا سيد الورى صلى الله عليه وسلم شفع عند صاحبه بحق ان الا يحلف على ترك الخير. وهذا ندب له الى ان يقبل ما عرض عليه صاحبه. من النقص او او الرفق بالتأخير والانذار فينبغي للانسان ان يحرص على التوسط في الخير والسعي في الاصلاح فان ذلك مما يؤجر عليه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اشفعوا تؤجروا ولا فرق وفي ذلك بين ان تتحقق الغاية والمطلوب من الشفاعة او لا؟ اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتبعنا هدي نبيك والزمنا سنته واحشرنا في زمرته وصلى الله وسلم على نبينا محمد