الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين. اما بعد قال الامام النووي رحمه الله في في كتابه رياض الصالحين وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة رواه البخاري. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما لعبدي المؤمن اي ليس لعبد المؤمن اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا اي اذا توفيت من صافه ومن احبه من قريب ولد او والد او صديق او غير ذلك ممن يحبهم ويكون بينه وبينهم ود في الدنيا ثم احتسبه اي انه صبر على تلك المصيبة وهي من اعظم المصائب فان من اعظم المصائب ان يفقد الانسان من يحب في هذه الدنيا سواء كان والدا او ولدا او كان صديقا او قريبا او محبوبا فان اعظم الفرقة بين الناس في الدنيا هي الفرقة بالموت فلا رجاء للقاء بعدها الا يوم القيامة ولذلك كانت من اعظم المصائب ورتب الله تعالى على ذلك من الاجر ما هو مذكور في هذا الحديث حيث قال صلى الله عليه وسلم ما لعبدي المؤمن اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة ما لعبد مؤمن من جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا الا الجنة الجزاء والثواب على هذا الصبر هو الجنة التي قال الله تعالى فيها اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. والجنة اسم لدار النعيم الكاملة التي اعدها الله تعالى لعباده الصالحين فجزاء الصابرين الجنة وهذا جزاء عام للصبر في كل احواله وصوره لكن كلما عظمت المصيبة كان الجزاء في الجنة اعظم قد قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب في هذا الحديث من الفوائد عظيم اجر الاحتساب وهو ان يرظى بالمصيبة ويؤمن الاجر من الله تعالى وفيه ان اعظم ما يصيب الناس من المصائب في الدنيا فراق احبتهم بالموت فانها مصيبة عظيمة يستوجب صبرا وتقتضي رضا بقضاء الله تعالى فانه ما من انسان الا وسيموت كما قال الله تعالى كل نفس ذائقة الموت فاذا تذكر الانسان ان هذا الطريق طريق مسلوك وليس فيه استثناء لاحد كان ذلك من معينات من المعينات على الصبر في هذا الحديث ان من شرط الجزاء المذكور ان يكون الصبر من المؤمن فانه اذا صبر الانسان من غير اهل الايمان على ما اصابه لم يكن له بذلك اجر لا شك ان ذلك فضيلة لكن الاجر لا يكون الا بالنية والاحتساب انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. وهذا الذي لا يؤمن بالله ليس عنده نية صالحة تؤهله لمثل هذا الجزاء وهذا الاجر فالجزاء مرتب على الايمان الذي تحصل به مصيبة الموت مع الاحتساب هذا الذي رتب عليه الجزاء بالجنة في هذا الحديث وفيه من الفوائد ان الاحتساب كما انه يخفف المصاب في الدنيا يدرك به الانسان عظيم الاجر في الاخرة. فان الاحتساب في الدنيا يريح الانسان ويعطيه راحة وطمأنينة وسكونا ورظا لكن اضافة الى هذا الذي ينزل على قلبه من السكينة والطمأنينة بالاحتساب في الدنيا له اجر في الاخرة وهو اجر عظيم جزيل وهو الجنة وهذا الحديث دال على فضيلة الصبر على الاقدار المؤلمة. والصبر كما ذكرنا في اكثر من مرة انه على انواع ثلاثة صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة. ولابد للانسان من هذا الصبر فانه لا ينفك من قدر مؤلم في نفسه او في اهله او في ماله او في من يحب فاذا صبر ظفر بتيسير الله تعالى وتهوين المصيبة في الدنيا واما في الاخرة يدرك الجزاء العظيم والاجر الكبير انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ومن ذلك ان يعطيه الله تعالى الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها وان يفرغ علينا وعليكم صبرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد