قاتلهم الله انى يفكون. فهؤلاء ما اغنى عنهم جمال المنظر. ولا حسن اللفظ لان قلوبهم خاوية. ولذلك قال يحسبون كل صيحة عليهم. لان قلوبهم فزعة. واخبر الله تعالى في كتابه عن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين. ومن اتبع باحسان الى يوم الدين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين. اما بعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى صوركم. ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الامام مسلم في صحيحه فيه خبر نبوي في غاية الاهمية ينبغي للمؤمن ان يعتني به. يقول صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. هذه الجملة المختصرة في هذا الحديث كيف اثبت فيها النبي صلى الله عليه وسلم نظرا ونفى نظرا. فقال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى صوركم. النظر المنفي هنا ونظر المحبة وليس نظر الادراك فالله تعالى لا تخفى عليه خافية هو بكل شيء بسيط يرى عباده وهو محيط به سبحانه وبحمده لكن الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لا ينظر اليس محط العناية؟ والمحبة والاجر والمثوبة في الصور والاشكال. انما محط العناية والمحبة المثوبة هو ما في القلوب من الاعمال ولذلك قال ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم ابتدأ بذكر القلب ثم ذكر الثمرة وهو العمل فان العمل تابع للقلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان ابن بشير في الصحيحين الا وان في الجسد مضغة اذا احد صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله فاخبر صلى الله عليه وسلم عن ان الله ينظر الى القلوب اولا وما المنظور اليه في القلب هل المنظور اليه في القلب هو المضغة؟ لا. انما المنظور في القلب هو ما عمر القلب من محبة الله وتعظيمه المنظور اليه في القلب هو التقوى ولذلك قال صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا وليس يصل الله جل وعلا من عمل انساني شيء انما يصلهما في قلوب العباد من تقوى ومحبة وتعظيم. لذلك يقول الله تعالى من متقربين اليه بالذبائح لن ينال الله لحومها. ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ولهذا كان النظر الى القلب لانه محل التقوى. والتقوى هي وصية الله للاولين والاخرين. وهي اشرف ما عمر القلوب وهي اصلح ما صلحت به الاعمال ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اذا صلحت هذه المضغة صلح الجسد كله وصلاح جسد بصلاح ما يصدر عن. ولهذا قال واعمالكم لان العمل ثمرة القلب. ولما قدم القلب لانه اذا كان عمل بلا فلا فائدة لا ينفع القلب لا ينفع العمل اذا كان مجردا عن النية. فلهذا ينبغي للمؤمن ان يعتني بقلبه وان يعلم ام ان جمال الصورة وحسنها وبهاؤها لا يغني شيئا عند الله تعالى اذا كان القلب خاويا من التقوى والايمان واذا كان العمل متأخرا عن طاعة الرحمن الله تعالى ذكر عن قوم بهاء صورتهم وجمال منطقهم لكنه قال في اخر الاية قاتلهم الله انى ينفقون. يقول جل وعلا واذا رأيتهم في المنافقين واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم. وان قولوا تسمع لقولهم منظر جميل بهي وكلام يسرق الاسماء. لكن ماذا عن ما وراء ذلك كأنهم خشب مسندة. الخشب اذا كان مسندا يعني لا ينتفع منه. فلا فائدة فيه ولو كان اجمل ما يكون واثمن ما يكون من الخشب ما دام انه مسند لم يستعمل في بناء ولا في اثاث فلا فائدة فيه كأنهم مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو من قوم اهلكهم وكانوا من احسن الخلق منظرا. قال وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا يعني اكثر اموال والبس ومتاع ورئية يعني ومنظرا. كانوا ذوي جمال في المنظر. لكن هذا لم يغنهم عند الله شيئا. اذا كان الامر وكذلك اذا كان الحال كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم اعمالكم ما الذي يفيده الحديث؟ هل يفيد اهمال المظهر؟ الجواب لا. ان الله يحب ان الله جميل يحب الجمال. لكن ينبغي للمؤمن ان يعتني اول ما يعتني بجمال قلبه نحن الان اذا اردنا ان نذهب الى لقاء او اجتماع او مناسبة تجد الواحد يعتني بمنظره بان لا يكون هناك ما يشين في ثوبه او في آآ بدنه او في وجهه لئلا يقع الناس لئلا يقع نظر الناس على ما يكره ملك فكيف بالقلب الذي هو محل نظر الرب؟ اليس بحاجة وعناية الى ان نلتفت اليه؟ وان نخلصه من الشوائب بلى والله العاقل مهمته في الدنيا اصلاح قلبه. اعظم وظيفة في الدنيا هو هي اصلاح القلب. فاذا صلح القلب صلح العمل واذا صلح القلب رضي الله تعالى عن العبد فان اكرمكم عند الله ان اكرمكم عند الله اتقاكم التفاضل بالتقوى والتقوى محلها القلب بقلوبنا بتطهيرها من الشرك. بتطهيرها من البدعة بتطهيرها من الفسق. بتطهيرها من الافات بتحليتها بمحبة الله وتعظيمه والتعبد له جل وعلا بالخوف والرجاء وسائر المعاني القلبية والتوكل والاخبار والخشية سائر المعاني القلبية التي بها صلاح العبد. واذا طاب قلبك صلح عملك ثم اذا طاب قلبك هنئ عيشك الا بذكر الله تطمئن القلوب. فينبغي للمؤمن ان يحرص على اصلاح قلبه وتزكيته لانه محل نظر الرب ولان بصلاحه تصلح الدنيا وتطيب الاخرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد