الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين قال المؤلف رحمه الله تعالى باب فسخ الحج الى عمرة. نعم. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال اهل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بالحج. وليس مع احد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة وقدم علي ابن وقدم علي من اليمن فقال اهللت بما اهل به النبي صلى الله عليه وسلم فامر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ان يجعلوها عمرة. هم. فيطوفوا ثم يقصروا ويحلوا الا من كان معه الهدي فقالوا ننطلق الى منى وذكروا احد وذكروا احدنا يقطروا وذكروا احدنا يقطر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو استقبلت من امري ما استدبرت ما اهديت ولولا ان معي الهدي احللت وحاضت عائشة فنسكت المناسك كلها غير انها لم تطف بالبيت. فلما طهرت وطافت بالبيت. قالت يا رسول الله تنطلق بحجة وعمرة وانطلق بحج فامر فامر عبدالرحمن بن ابي بكر ان يخرج معها الى التنعيم اعتمرت ثم فاعتمرت بعد الحج. نعم جميل. اقرا اللي بعده واللي بعده وعن جابر رضي الله عنه قال قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقول لبيك بالحج فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلناها عمرة. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. قال قدم رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم واصحابه صبيحة رابعة فامرهم ان يجعلوها عمرة فقالوا يا رسول الله اي الحل؟ قال قال الحن كله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. الكلام على هذه الاحاديث الثلاثة في جمل كثيرة من المسائل تربو على ست وعشرين مسألة واستأذنكم عن درس الالفية اليوم لانني لان عندي بعظ الاعمال فنقتصر ان شاء الله على هذه الستة وعشرين فائدة من فوائد هذه الاحاديث ان فيها مشروعية رفع الصوت بالاهلال. فيها مشروعية رفع الصوت بالاذلال. والاهلال اصله رفع الصوت اصلا ثم استعمل في الاهلال بالتلبية استعمالا شائعا. ويعبر به عن الاحرام ففيه دليل على مشروعية رفع الصوت بالنسك. المسألة الثانية ان قلت اوليس رفع الصوت بالنسك دليل على جواز التلفظ بالنية اذا قال الانسان لبيك حجا او لبيك عمرة. اوليس هذا من الادلة الدالة على جواز التلفظ بالنية فلما تنكرون علينا اذا قال القائل اللهم نويت ان اصلي اللهم رويت نويت ان اتصدق اللهم نويت ان اتوضأ. وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بالاهلال لبيك حجا لبيك عمرة. الجواب ان هذا ليس من قبيل التلفظ بالنية في صدر ولا ورد وانما هو من باب الاخبار بالنسك. فهو ذكر شرعه الله عز وجل عند ارادة الدخول في الاحرام فهو كلفظة الله اكبر اذا اردت ان تدخل ان تدخل في الصلاة. فهل يقول القائل بان المصلي اذا قال الله اكبر يكون قد تلفظ النية؟ الجواب لا. الجواب لا. وكذلك اذا اراد الانسان ان يدخل المسجد. فما الذكر المشروع في حقه؟ اللهم افتح ابواب رحمتك فهل قوله هذا دليل على جواز التلفظ بالنية؟ الجواب لا. فكذلك النسك في الحج والعمرة شرع قبل الدخول فيه ذكر معين فهو كالتكبير وكسائر الاذكار التي يفعلها الانسان قبل الشروع في بعض التعبدات. فهو لم يقل اللهم ثم نويت ان احج متمتعا اللهم نويت ان احج قارنا لا وانما قال لبيك عمرة لبيك حجا فهذا من باب الاهلال بالنسك وهو ذكر شرعه. الشارع قبل البدء في الدخول في مناسك الاحرام فهو من جملة الاذكار المشروعة في هذا الموضع. فلا يجوز الاستدلال بهذا على التلفظ بالنية. وانما نبهت على هذا لان من الناس من استدل بهذا على جواز التلفظ بها واستدلاله خطأ. ومن المسائل ايضا قول جابر رضي الله عنه اهل النبي صلى الله عليه وسلم بالحج. هذا يستدل به من قال ان حجة النبي صلى الله عليه وسلم الوداع كان افرادا. يقول بان حجة النبي صلى الله عليه وسلم كانت افرادا. وقد احنا سابقا بان صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم انما كانت قرانا. فكيف نجمع بين قولنا قرانا وقول جابر هنا في هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم بالحج فان من اهل بالحج وحده فانه مفرد وليس بقارن. اقول لقد اختلفت عبارات اهل لقد اختلفت عبارات الصحابة رضي الله عنهم في بيان نوع النسك الذي اذل به النبي صلى الله عليه وسلم. فمنهم من قال اهل بحج وعمرة ومنهم من من قال اهل بالحج بالعمرة ثم بالحج. ومنهم من قال اهل بالحج وحده. فاذا صارت اقواله كم؟ ثلاثة اقوال. فمنهم من قال حج متمتعا ومنهم من قال حج قارنا ومنهم من قال حج مفردا. وفي كل واحدة من هذه الاقوال دليلها. وقد بينا وجه الجمع سابقا ولله الحمد وهي ان القول الحق الذي ثبت عن جمع كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو ان النبي صلى الله عليه وسلم حج قارنا. فقول من قال بانه حج قارنا هذا لا اشكال فيه ولكن الاشكال في قول من قال بانه حج مفردا او متمتعا. وقد بينا لكم سابقا ان من قال بان حجة النبي كانت فانه لا يقصد التمتع الخاص الذي يكون ثمة تحلل بين عمرته وحجه. اذ اتفق الجميع بان النبي صلى الله عليه وسلم واصل من عمرته محرما الى حجه وليس ثمة تحلل بينهما. فاذا ليس التمتع المثبت في لسان بعض الصحابة بصفة حجة النبي عليه الصلاة والسلام هو التمتع الخاص وانما التمتع العام. والقران يصدق عليه انه تمتع عام وقد بينت لكم سابقا وصف القران بانه تمتع. فصار التمتع ينقسم الى قسمين. تمتع خاص وعلامته تحلل بين عمرته وحجه ولما استغربوا سيأتينا في بعض الفوائد سبب استغرابهم ان شاء الله. لكن ابكد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصر عليهم وامرهم مشدد عليهم حتى اطاعوه. لم هذا التشديد؟ ولما هذا الامر انما هو اي اي الحل كله كما سيأتينا. اي الحل كله. وهل حل رسول الله؟ الجواب لا. بل بقي على احرامه حتى انتهى من مناسك حجه فاذا لا يمكن ان يقصدون به ان يقصدوا به التمتع الخاص. وانما يقصدون به التمتع العام وهو القران. واما قول من قال بانه اهل بالحج فانهم لا يقصدون به انه افرد الحج. وانما لم يأت باعمال زائدة على اعمال المفرد فان اعمال القارن لو تأملت هذا وجدتها تماما هي اعمال المفرد وانما يزيد على المفرد في امرين فقط في الاهلال وفي وجوب الهدي. واما ما عداها من الاعمال فانها اعمال المفرد. فمن قال حج متمتعا فانما يقصد به التمتع العام لا الخاص ومن قال حج حج اهل بالحج لا يقصد به الافراد وانما يقصد به اعمال المفرد وبذلك تتآلف الادلة ولا يكون بينها شيء من التناقض او الاضطراب كعادتها ولله الحمد والمنة. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على مشروعية فسخ الحج الى العمرة بشرطه ان فيه دليلا على جواز بسخ الى العمرة بشرطه ان فيه دليلا على جواز فسخ الحج الى العمرة بشرطه اذا كتبتم هذه الفائدة فانتبهوا لي. وهي ان من جاء الى مكة فلا يخلو من ثلاثة احوال. اما ان يكون قد ساق الهدي واما ان يكون قدر عفوا اما ان يكون قارنا واما ان يكون مفردا واما ان يكون متمتعا. فالكلام في هذه المسألة ليس على من حج متمتعا من حج متمتعا هذا لا شأن لنا به وجزاه الله خيرا. وانما الكلام في القسمين الاخيرين في من حج او حجة مفردا. هؤلاء لا يخلون من حالتين اما ان يكونوا قد ساقوا الهدي معهم من بلادهم واما لا فان كانوا قد ساقوا الهدي فانهم يحرمون من هذا الفسخ. فيطوفون للقدوم ويسعون للحج ثم ينتظرون اليوم الثامن حتى يذهبوا الى منى ثم يذهبوا بعدها الى عرفة وهم على احرامهم ولا يجوز لهم ان يتحللوا حتى يرموا جمرة العقبة فاذا رموا جمرة العقبة جاز لهم التحلل. واما قبل ذلك فلا. والعلة في ذلك انهم ساقوا الهدي. وهذا لا نعلم فيه بين اهل العلم رحمهم الله. فكل من ساق الهدي سواء اكان قارنا او مفردا. مفرد ويسوق الهدي؟ نعم فاذا افرد وساق الهدي فلا يجوز له ان يفسخ. وكذلك اذا قرن وساق الهدي فلا يجوز له ان يفسخ. اذا هذه فائدة ليست في المتمتع وليست في القارن والمفرد اذا ساقوا اذا ساقوا الهدي وانما هي في قارن والمفرد اذا لم يسوقوا الهدي. فجاءوا الى مكة وقرن بعضهم وافرد بعضهم وليس مع احد منهم هدي فهؤلاء يشرع في حقهم اذا طافوا وسعوا قبل اليوم الثامن طبعا فيستحب لهم ان يقلبوا من قران وافراد الى تمتع. فيجعل طوافهم السابق وعمرتهم السابقة عمرة تمتع لانهم طافوا بنية القدوم وسعوا بنية الحج. فاذا فرغوا من السعي فليقلبوا نيتهم من طواف قدوم الى طواف عمرة ومن سعي حج الى سعي عمرة فيا يجوز لهم بعد ذلك ان يتحللوا. لانهم لم يسوقوا الهدي هذا هو ما حصل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما حجوا معه. فانهم حجوا على ثلاثة اقسام. منهم من كان متعة وهذا لا اشكال فيه لانه سيتحلل اصلا. ومنهم من كان قارنا ومفردا ومنهم من ساق الهدي ومنهم من لم يسق الهدي فاما من ساق الهدي فقد منعه النبي صلى الله عليه وسلم من ان يتحلل حتى ينحر هديه. واما من لم يسق الهدي فانهم لما طافوا وسعوا امرهم ان يتحللوا بالتقصير ويجعلوها عمرة. وهل النسك ينقلب؟ الجواب نعم النسك ينقلب اختيارا من المفضول الى الفاضل. وينقلب اضطرارا فقط من الفاضل الى المفضول فايهما افضل التمتع ولا القران؟ التمتع. فاذا يجوز لك ان تقلب نسكك من القران الذي هو المفضول لانك ما سقت الهدي الى التمتع وهو الفاضل اختيارا. واذا حججت مفردا ولم تسق الهدي فيستحب لك ان تقلب نسكك من الافراد الذي هو المفضول الى التمتع الذي هو الفاضل. فمن حج قارنا او مفردا ولم يسق الهدي فالافضل في حقه ان رخاء احرامه بعد الفراغ من طوافه وسعيه بالتقصير. ويجعلها عمرة ثم يستمتع بالحل كله حتى يجيء يوم الثامن ثم يقول لبيك حجا ويكمل حجه مع اخوانه الان الاشكال ما هو؟ هو ان الصحابة استغربوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما امرهم بالاحلال وجعلها عمرة امر سأذكره لكم في الفوائد ان شاء الله. انما الذي يخصنا في هذه الفائدة هو انه يستحب يستحب ويشرع للانسان اذا كان مفردا او قارنا ولم ولم يسق الهدي. يجوز له في شرع له ان يتحلل من من هذه العمرة اجعلها عمرة تمتع ويتحلل الحل كله. ومن المسائل ايضا ان قلت ما حكم هذا الفسخ ما حكم هذا الفسخ؟ اي فسخ اقصد؟ ها الحج الى العمرة في حق من؟ المتمتع. اذا لم هذا هو محل طبح فينا الان ما حكم هذا الفسخ؟ الجواب اختلف العلماء فيه على قولين رئيسيين انتبهوا لهما. القول الاول منعه وهو قول الجمهور. قالوا لا يجوز اصلا. لا يجوز اصلا ان يقلب نسكه من افراد الى تمتع. ولا من قران الى تمتع وان لم يسق الهدي. وانما هذا كان من الاحكام الخاصة بمن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجته فقط واما في عموم الامة فلا وهو قول الجمهور ولكنه قول مرجوح. بل الصواب هو القول الاخر وهو جوازه وانه لا بأس به. واما والخصوصية بالصحابة فانها دعوة غير مقبولة. فان قلت ولماذا؟ فاقول لان المتقرر في القواعد ان ما ثبت في حق واحد من الامة فانه يثبت في حق الامة تبعا الا بدليل الاختصاص. واين الدليل الذي يخصص اصحاب رسول الله هذا الفسخ وهذا التحلل. فحيث لا دليل يدل على تخصيصهم به فالاصل ان من بعدهم من الامة شركاء معهم في جواز هذا التحلل فهمتم هذا؟ ثم اختلف الذين قالوا يجوز. اهو من بعد الاستحباب ام من باب الوجوب؟ فاذا قلنا بالاستحباب فان القارن يخيران بعد الفراغ من طواف من الطواف والسعي. فان شاءوا ان يستمروا على احرامهم فلهم ذلك. وان شاءوا ان يفسخوا فلهم ذلك فاذا الامر على التخيير والندب. لكن طائفة من اهل العلم كابن عباس والامام ابن القيم وغيرهم قالوا لا بل يجب عليه ان يفسخ ولا يجوز له ان يبقى على احرامه ما دام لم يسق الهدي قالوا لان النبي صلى الله عليه وسلم امر الصحابة والامر يقتضي ماذا؟ الوجوب. فامرهم امرا شديدا مغلظا واكد عليهم فيه الفينة بعد الفينة. وهذا لا يقال في امر الندب. وانما يقال في في امر وجوب فاذا صار القول صارت المسألة على قوله. والاقرب عندي في هذه المسألة هو ما اختاره ابو العباس ابن تيمية وهو ان هذا الامر بالتحلل واجب في حق الصحابة وسنة مؤكدة في حق من بعدهم هذا القول هو القول الذي تؤيده اصول الشريعة. ان هذا الامر بالفسخ انما هو انما كان واجبا في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واما من بعدهم من الامة فانما هو سنة مندوبة في حقهم. فان قلت اعطنا دليلا يدل على بيننا وبينهم اعطني دليلا يدل على الفرقان بيننا وبينهم. فاقول الفرقان هو الذي ساذكره لكم في سبب استغراب الصحابة. لما امرهم بالتحلل. وهو ان نقول وفقكم الله وانتبهوا لما اقول لقد كان الجاهلية يظنون ويعتقدون ان العمرة في اشهر الحج من افجر الفجور. هذه لوثة جاهلية وعقيدة جاهلية يعتقدون ان انه لا يجوز ابدا ان يعتمر الانسان في اشهر الحج. وانما لا يجوز في شهور الحج التي هي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة لا يجوز فيها العمرة مطلقا وان العمرة فيها من افجر فجور الشرع الديني واسلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا تزال تلك اللوثة باقية في القلوب لانهم توارثوها خالفا عن سالف فلما طافوا وسعوا وهم في اشهر الحج امرهم بالتحلل استغربوا قالوا اي الحل يا رسول الله؟ قال كله فقالوا اينطلق احدنا الى منى وذكره يقطر؟ اي انه متحلل وقد اعتمر في اشهر الحج لما ناقشوه؟ لان ذلك كان قد قد استقر في قلوبهم من تلك العادات الجاهلية التي ورثوها عن قريش لان العمرة في اشهر الحج من افجر الفجور. فلما فلما علم رسول الله بان تلك اللوثة لا تزال موجودة في قلوبهم لم يكتفي بان يأمرهم امرا مخففا بل شدد عليهم وغلظ فيه حتى يطيعوه ليذهب ويغسل من قلوبهم هذه اللودة الجاهلية. وهل تلك اللوذة الجاهلية في من بعدهم؟ الجواب لا. فصارت واجبة في حقهم لتعلق علة غير موجودة في الامة من بعدهم وهي تلك اللوثة اما نحن فلا نزال ولله الحمد والمنة نعتمر في اشهر الحج ولا يخالط قلب احدنا شيء من هذا الاعتقاد. فلما لم كن شيء من هذا الاعتقاد في قلوبنا صار الفسخ جائزا في حقنا لفوات العلة التي من اجلها وجب في حق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اراد ان يغسل قلوبهم من تلك اللوثة الجاهلية التي ورثوها. وانتم ان الانسان بعد هدايته واستقامته ربما لا يستطيع ان يتخلص من كل ما كان قد ورثه عن ابائه واجداده من والتقاليد والسلوم والاعراف لا سيما العرب فانهم يجعلون سلومهم وعاداتهم وتقاليد ابائهم واسلافهم كانها دين يدان به ليس من السهل التخلي عنه وليس من السهل تركه. والرسول صلى الله عليه وسلم ارسل مبلغا شريعة الله في هذا الصنف من المخلوق من الخلق وهم العرب الاشداء في عاداتهم وتقاليدهم. مدري فهمتموني؟ فاذا يحق لنا ان نقول ان هذا الامر والتجديد انما كان لعلة قد انطوت عليها قلوبهم اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يغسلها الغسلة المطلقة من قلوبهم وقد افلح صلى الله عليه وسلم ونزح فيها. لما اطاعوه ولذلك لم يورثوها لابناء اهم ولم يورثها ابناؤهم لمن بعدهم من الامة وقد زال هذا الامر. لو لم يؤكد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لكان ذلك الاعتقاد الجاهلي لا يزال متوارثا الى يومنا هذا. فحق لنا ان نقول بان هذا الامر امر ايجابي في حق من؟ في حق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لي وجود هذه العلة القلبية واللوذة الجاهلية التي اراد ان يطهر قلوبهم ويغسلها منها. واما في حق من بعدهم من الامة فانما هو على امر الندب والاستحباب لعدم وجود هذه الا واختار هذا القول فاهل الدين والاسلام ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وهي من المسائل التي خالفه فيها تلميذه العلامة ابن القيم الذي اوجب الفسخ على الصحابة وعلى من بعدهم من الامة متابعة لابن عباس قال ابن القيم وانا الى قول ابن عباس اميل منه الى قول شيخنا يقول وانا الى قول ابن عباس اميل منه الى قول شيخنا ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على جواز تعليق الاحرام احرام الغير فيجوز لك ان تقول احرمت بما احرم به الشيخ محمد. وان كنت لا تعلم لا تعلم حينها ما احرم به عين تعلمه قبل البدء في الطواف. فان علي ابن ابي طالب لما قدم من اليمن رضي الله عنه قال اهللت ما اهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم مع انه لم يأته الى الان ولم يعرف حقيقة نسكه. فلما جاءه عرف حقيقة النسك قبل الطواف. فاخذ العلماء من ذلك انه لا بأس على الانسان ان يهل بما اهل به فلان وان لم تكن عين ماء وان لم يكن يعلم عين ما اهل به شريطة ان يعرفه قبل البدء في الطواف. ومن الفوائد ايضا اخذ العلماء منه الاحرام مطلقا. لكن يجب ان يصرفه قبل البدء في الطواف. كقوله لبيك نسكا هل حدده بتمتع او قران او افراد؟ الجواب لا. ينعقد احرامه بذلك. لكن شريطة ان يصرفه الى واحدة من هذه الانساك قبل ان يبدأ في الطواف. فتلك المسألتان اخذها العلماء من هذا الحديث. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على حرص العالم على ازالة ما ترسب في في القلوب من امر الجاهلية فلا ينبغي ان يسكت العالم عن هذه اللوذات الجاهلية. لا سيما من نشأ بين الاعراب فيصل. انتبه لهذا فان طلاب العلم بين الاعراب عليهم واجب ليس على الحظر. لانهم يجدون من مخالطتهم لهؤلاء الاعراب ويعرفون من عاداتهم وسلومهم واعرافهم ما لا يعرفها الحاضرة. فاي اعتقاد جاهلي رأيتموه يخالف شيئا من الشريعة فلا تسكتوا عنه مجاملة للعدالة والتقاليد بل عليكم ان تجتمعوا وان تشددوا على انكاره وبيان وجه انكاره والاستدلال على بطلانه الفينة بعد الفينة حتى تخرجوا حتى تخرجوا هذا الاعتقاد الجاهلي من قلوب الناس. وهذه وظيفة العلماء وطلبة العلم. ولذلك لما كسبت الشمس قال الناس ان كسبت الشمس لموت ابراهيم هذا ليس بصحيح. فالحوادث الارظية لا تكون سببا للحوادث سماوية هذا اعتقاد مرفوض. هل سكت رسول الله عن هذا الاعتقاد ولا صححه؟ الجواب بل اقبل على تصحيحه. بل سيأتينا فائدة الان وهي ان من مقاصد الحج وانساكه مخالفة امر الجاهلية في امور ستأتي بعد قليل ان شاء الله. فعلى العالم وطالب العلم ان احرص الحرص الكامل على ان يحاول ان يخرج تلك الرواسب الجاهلية واللوثات التي ورثها الناس من وعادات اسلافهم وتقاليدهم اذا كانت مخالفة للشرع. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هنا وهذا من اوجب الواجبات على طالب العلم. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على ان حل المتمتع بعد الفراغ من عمرته انه الحل الكامل. فهذا التمتع عفوا فهذا الحل الذي يتمتع به المتمتع او من فسخ الى التمتع انه الحل الكامل فلا يحرم عليه شيء من محظورات الاحرام مطلقا. فيلبس ما شاء رأسه كما شاء ويتطيب كيفما شاء ويجامع نساءه كيفما شاء. الحل كله كما في حديث ابن عباس قالوا قل حلي يا رسول الله. قال الحل كله ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على ان الحج من مقاصده مخالفة عادات الجاهلية فان هناك انساكا شرعها الله عز وجل واصل تشريعها مخالفة الجاهلية وما كانوا عليه من الاعتقاد والعادات المخالفة للشرع والذي هذا منها فالعلة التي جعل النبي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بالفسخ الى عمرة ويشدد عليهم انما هو لمخالفة عادات الجاهلية من قولهم بان العمرة من افجر الفجور. وكذلك شيء اخر وهو الوقوف بعرفة فان الجاهلية كانوا يرون بان الذي يقف بعرفة انما هم غير من كان من غير الحمس. يعني من لم يكن من قريش فاما قريش فانهم اهل الحرم وسدنته وقادته فانما يقفون في يوم عرفة في مزدلفة. ولا يخرجون من الحرم انما الذي يخرج من الحرم بقية العرب. فهل وافقهم رسول الله هنا؟ الجواب لا. ولذلك لما خرج من منى ظن بعض الناس انه يقف بالمزدلفة كعادة الجاهلية فلما تجاوز من مزدلفة الى عرناء الى عربة قالوا ما بال هذا الرجل؟ تجاوز جمعا وهو من قريش اذا من مقاصد الحج ومناسكه مخالفة ايش؟ مخالفة عادات الجاهلية ومخالفة تلك السلوم والاعراف التافهة التي ورثها الاخلاف عن الاسلاف وهي مخالفة للشريعة. بل واضف الى هذا. لقد كان من عادات الجاهلية اذا جاءوا من عرفة وباتوا انهم لا يخرجون من مزدلفة لرمي الجمرة الا بعد ان تشرق الشمس وتخرج اطراف اشعتها من من جبال لمنى حتى كان قائلهم يقول اشرق ثبير وهو الجبل الذي تخرج منه الشمس. كيما نغير اي كيما نرمي الجمرة نغير على الشيطان يعني. كيما نرمي الجمرة. وخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما صلى الفجر في المزدلفة جاء الى المشعر الحرام دعا حتى اسفر جدا ثم نظر الى منى قبل طلوع الشمس. من باب مخالفة الجاهلية. فاذا من مقاصد الحج ومناسكه في مخالفة الجاهلية. وليس هذا في الحج فقط. بل لو رأيته في الزكاة في الصدقات في الصلوات في السجود في الركوع زدت ان الشريعة دائما تحرص في تعبداتها على مجانبة ما كان من عادات الجاهلية وهذا يدلنا على اصل كبير يقول كل ما كان من كل ما كان موصوفا بانه من الجاهلية فمحرم. متى ما وصف الشارع شيئا بانه من الجاهلية فاعرف انه مباشرة حرام. فمن الاشياء التي يعرف بها تحريم الشيء وصفه بانه جاهلية كقوله يا ابا ذر انك امرؤ فيك جاء هلية لما افتخر على بلال وقوله صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امري الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والمياحة على الميت بالنجوم او كما قال صلى الله عليه وسلم. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ثنتان من الجاهلية الفخر بالاحساب الطعن في الانساب فكل امر وصف بانه جاهلية فاعرف مباشرة بانه حرام. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على جواز استعمال لفظة لو في تمني الخير الذي فات الانسان. فاذا فاتك خير وقلت لو فعلت كذا فانه لا بأس عليك في هذا الاستعمال. لقوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من امري ما استدبرت لما اهديت فهمتم؟ فان قلت وكيف نجمع بين هذا وبين قوله؟ فان اصابك شيء فلا تقل له اني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا. الجواب ان لو استعمالان عفوا لها ثلاث استعمالات استعمال محرم واستعمال واستعمال مشروع واستعمال جائز. اما الاستعمال الممنوع ففي امرين الامر الاول فيما لو استعملها الانسان متسخطا بها على القدر لو اني ما مررت من ها هنا لما اصابني الحادث. لا وانني فعلت كذا وكذا لما اصابني ذلك الامر. فمن استعمل لو في التسخط على القضاء والقدر فقد استعملها في الاستعمال المحرم. والوجه الثاني من الاستعمال المحرم ان يستعملها متطلعا بها الى فعل المعصية. كقول ذلك الرجل في حديث ابي كبشة الاماري في من رآه يخبط في ماله خبطة عشواء ولا يتقي فيه الله. قال لو ان لي مثل مال فلان لفعلت فيه كما فعل. فهو يتمنى الحرام يرى انسانا ينفق ماله في الحرام ويقول هو لو ان لي مثل مال فلان لفعلت فيه مثل الذي فعل فهما في الوزر سواء فخذان الاستعمالان محرما فيما لو استعملتها متسخطا بها على القضاء والقدر او استعملتها متطلعا بها الى الحرام. لكن اذا استعملها الانسان متطلعا بها الى الخير او متحسرا على خير فاته فهذا استعمال مشروع وليس بزائغ ممنوع لو اني ذهبت معهم الى الحج لفزت فوزا عظيما. لو اني حفظت القرآن في صغري لفزت فوزا عظيما ليتني كنت معهم لما خرجوا الى الجهاد. ليتني كنت معهم لما حضروا الدرس اوزار الشيخ الفلاني. فهذا استعمال جائز مشروع لا بأس به لانك انما تستعمله متحسرا على خير فاتك. ولربما اذا علم الله من قلبك الصدق في هذا التحسر على ذلك الخير الذي فات ان يعطيك اجر من باشره لقوله فهما في الاجر سواء في الرجل الذي رأى رأى ذا مال رأى ذا مال ينفق ماله في الخير وهو معدم. فقال لو ان عندي مثل مال فلان لفعلت فيه مثل فعل قال فهما في الاجر سواء. فكل من تمنى الخير تمنيا صادقا واعجزه عن فعله شيء من الاعذار فله اجره ولله الحمد واما الاستعمال الجائز فهو استعمالها في ضرب الامثلة. اذا استعمال ممنوع وهو على وجهين واستعمال مشروع وهو في تمني الخير واستعمال جائز في ضرب الامثلة كقول ما رأيك لو ان رجلا طلق امرأته ثلاثا وهي حائض ايقع ساقه او لا؟ انا استعملت هذه اللفظة لكن في ضرب مثال وهذا لا بأس به ولعل ولعل المسألة اتضحت ان شاء الله فقوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من امري ما استدبرت في اي نوع استعملها في تمني الخير الذي فاته. ومن ايضا ان فيه دليلا على ان التمتع افضل الانساك. او نقول استدل به من قال استدل به من قال قال بان التمتع افضل الانساك. وقد بينت لكم سابقا ان الافضلية في هذه الانساك الثلاثة ليست هي الافضلية المطلقة وانما مطلق الافضلية. فالتمتع افضل في حال والقران افضل في حال اخرى والافراد افضل في حال اخرى. فالافراد افضل في حق من اعتمر في اشهر الحج بعمرة مفردة رجع منها الى اهله واراد ان يهل بالحج من عامه فالافضل له ان يهل مفردا. والقران افضل في حق لمن ساق الهدي من بلده. فان لم يكن قد ساق الهدي ولم يعتمر في اشهر الحج فالافضل له في هذه الحالة القران عفوا فالافضل له في هذه الحالة التمتع. والنبي صلى الله عليه وسلم انتبهوا لي. والنبي صلى الله عليه وسلم وعسى ان توفقوا في الجواب والنبي صلى الله عليه وسلم انما امر بالفسخ الى التمتع من؟ من لم يسق الهدي. لكن لو الهدي لكان القران افضل في حقه فمن لم يسق الهدي هم الذين امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقلب النسك من قران الى افراد. فالاستدلال بهذا الحديث على افضلية التمتع مطلقا استدلال فيه نظر وانما الراجح ما فصلته لك. ومن المسائل ايضا ان فيه مشروعية تطييب الخواطر. وما اجمل هذه العبادة! والله اني لاحبها كثيرا. مني لغيري وغيري الي فيستحب للانسان الا يكون جاف المشاعر. فان من ليس عنده مشاعر فهو كالدب سواء فهو والدب سواء. فاذا انكسر خاطر احد انت تستطيع ان تجبر خاطره. فاجبر الخواطر جبر الله خاطرك. والله يجبرن الله خاطرك وانت في احوج ما تكون الى من يجبر خاطرك. فالنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى انزعاج قلوبهم من الامر بالتحلل طيب خواطرهم بقوله لو اني استقبلت من امري ما استدبرت لاحللت ولما سقت الهدي. فطيب خواطرهم وجبرها. لان المسألة عظيمة فيها مخالفة وتقاليد واعتقادات فطيب خواطرهم. فيا طلبة العلم طيبوا خواطر الاخرين. لا سيما اذا كان المكسور خاطره ضعيف من ضعفاء الناس. فليس من القوة ولا من الفتوة ان تكسر خاطر من كان ضعيفا. فالزوج يطيب خاطر زوجته. والاب يطيب خاطر اولاده ذكورا واناث. والسيد يطيب خاطر غلامه وخادمه. وكذلك الكفيل ايضا يطيب خاطر مكفوله ولذلك يعجبني انسان يعجبني انسان. كفل احد العمالة الوافدة فدائما اذا رن عليه فاذا هو قد خزن رقم العامل بقوله كفيلي هذا من تطييب الخواطر ويريها العامل احيانا يقول شوف مخزن رقمك بكفيلي يراها وينجبر خاطره وتهدأ غربته يذهب انزعاجه ترى تطييب الخواطر شيء عظيم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا ها ان نطيب خواطر الضعفاء كاليتيم فنمسح على رأسه والمرأة فنعطيها حقوقها اليها وان نصبر على ما يصدر علينا منها. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب خواطر الصحابة بتلك الكلمة التي شدت من ازره بل وهناك وجه اخر من التطييب وهي ان عائشة لما فرغت من الحج وحصل لها في اوله ما حصل من الحيض الذي منعها ان تكون متمتعة وقلب من تمتع الى قران من الافضل الى المفضول قلب اضطراب قالت يا رسول الله اويرجع صويحباتي بحج وعمرة ولا ارجع الا بحج. فطيب خاطرها. مع انها كانت قارنة والقارن له اجر العمرة. لكنها ارادت عمرة مفردة اعمال مستقلة لان عمرة القران تدخل في اعمال الحج. فطيب خاطرها في الليل وامسك الجيش هو عفوا وامسك الحجاج اجمعه حتى يذهب بها اخوها عبدالرحمن الى التنعيم وتهل وتطوف وتسعى وانتم تعرفون انه قد قال ثلاث ساعات الى اربع ساعات لا سيما اذا كان الانسان يمشي الى التنعيم ثم يأتي الى البيت. لم كل هذا التأخير بالناس؟ من باب تطيب الخواطر يا اخي تطييب الخواطر هذا والله عبادة عظيمة. اياك ان تتسبب في نزول دمعة من احد من الناس اياك لا تتسبب في نزول دمعة زوجتك ولا دموع اولادك اياك ان يبيت احد منقهرا من فعلك او متظلما امام الله عز وجل من بعض تصرفاتك اياك يا اخي لا تستغل قوتك وضعفهم. فالله عز وجل اقدر عليك من منك عليه. ابو مسعود الانصاري كان يضرب خادما له وكان غاضبا جدا فنادى صوت من ورائه اعلم ابا مسعود اعلم ابا مسعود قال فلم اميز الصوت من شدة الغضب فالتفت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام. قال هو حر لوجه الله يا رسول الله. قال اما انك لو لم تفعل لسفعتك النار لا تستغل قوتك انت نعم الزوج انت لك الكلمة لكن لا تستغل قوتك انت الاب نعم لكن لا تستغل قوتك. انت المدير نعم لكن لا تستغل قوتك انت الملك نعم لكن لا تستغل قوتك من تحتك يحتاجون الى من يجبر خواطرهم ويأخذ بايديهم الى بر الامان ويطيبوا نفوسهم ويشرح صدورهم بالكلام الطيب وان لم يسعف المال فليسعف النطق. الاحوال من الناس من لا يحتاج الى درهم ودينار ولكن يحتاج الى كلمة طيبة تبقيه سعيدا يومه كله فاعلموا يا اخواني اننا نتعامل معه اناس لهم مشاعر لهم نفسيات يحزنون كما نحزن يغضبون كما نغضب فتعامل مع الناس لا على انهم بقية اثاث بيت ابوك يا اخي هؤلاء لهم لهم يعني لهم مشاعرهم ولهم انسانيتهم يجب عليك ان تتحمل وان تصبر وان تطيب الخواطر. طيب خاطر الناس. طيب خواطر الناس. والله يحبك الناس والله من من اشرح والله لتكونن يعني من احب الناس من احب الناس للناس ان تطيب خواطرهم. والله الناس ترى ما تسعهم بدرهمك ولن تسعهم بدينارك. وانما تسعهم يا اخي بتطييب خواطرهم وحسن اخلاقك معهم طيب خواطر الناس لا يحزن عليك احد لا يحزن من اجلك احد ولا يبكي من اجلك احد ولا ينقهر من اجلك احد اتق الله فيهم وتعبد لله عز وجل بهذا التطيير. المهم فهذا الحديث فيه جانب من هذا الجانب الادبي الاخلاقي العظيم رائع رائع ولو اعتدت هذا الامر فلربما يكون تطييب خاطر فقير او مسكين او يتيم ربما يكون هو الحسنة والتي توجب لك ان تفتح لك ابواب الجنة وانت ما تدري يمكن صلاتك صيامك قيامك لليل ما يوجب لك الجنة لكن لم يرضي الله في ارضه منك الا هذا التصرف الذي جعل الله عز وجل يضحك من فوق سبع سماواته لك ومن ضحك الله له ادخله الجنة هذي قاعدة من ضحك الله له ادخله الجنة هذا يوجب رضا الله عز وجل عنك الى ان يدخلك الجنة بسبب تلك الابتسامة التي بسبب تلك الانقلاب التي حصل قلبت حزنا الى سرور بتطييب الخواطر. قلبت ضيقا الى فرج بتطييب الخواطر قلبت غما غما الى انفراج بتطييب الخواطر. طيب خواطر الناس. كلمة طيبة صدقة الكلمة الطيبة صدقة بعض الناس ثور ثور بمعنى الكلمة يعني. وانا وانا قاصدها بعض الناس ثور يتعامل مع الناس كأنهم حجر يلعن ويسب ويشتم ويتكلم واذا زعلوا قالوا ايش فيكم زعلتوا؟ يا اخي نحن اناس لنا مشاعر ولنا احاسيس ولنا يا اخي لنا انسانيتنا اتق الله اتق الله في نفسك وطيب خواطر الناس. ومن المسائل ايضا فيه ان العالم لابد ان يصيبه شيء من مكابدة ازالة العقائد الفاسدة. وان الناس لن يستسلموا للمصلحين في بداية الامر فلا بد من المكابدة ولابد من مجاهدة الناس. فاياك ان تمل من الناس من اول مرة تصلح عقائدهم فيها اذا لم يستجيبوا لك بل كرر وواصل واجتهد وكابد واحتسب الاجر في الصبر حتى يستسلم لك الناس وتستسلم لك قلوبهم اياك ان يغلبك اصحاب العادات الفاسدة او العقائد المنحلة. واياك ان تيأس منهم او تمل من تكرار دعوتهم وتغيير الطرق عرض الخير عليهم نوع الطرح اجتهد ابذل اصبر واحتسب. النبي صلى الله عليه وسلم كابد من ذلك الشيء والذي ذكر في هذا الحديث واحد منها فقط. الحل كله؟ نعم. ذكر احدنا يقطر؟ نعم. كل ذلك من باب المكابدة والاصرار الذي لا بد ان يواجهه الداعية في دعوة الناس. فانك اما ان تدع تأمر الناس بان يتركوا شيئا من شهواتهم وهذا شيء اسير لابد فيه من مجاهدة ولابد فيه من مكابدة وصبر واحتساب اجر. او تدعو الناس الى ان يتركوا شيئا من عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها وعن ابائيهم واسلافهم وهذا امر عسير على الناس يحتاج الى صبر ويحتاج الى كد ومجاهدة ومكابدة احتساب اجر وطول نفس واعلم ان العاقبة لك وان الناس سيستسلمون بين يديك لكن هي في البدايات فقط يستعظمون ذلك الامر ثم مع كثرة سوف ينكسر الحجر ولذلك لو جئت بماء يقطر كل يوم قطرة على اقوى حجر لحفظها فلتكن دعوتك كهذه القطرات سوف تحفر في قلوبهم حفرة الخير باذن الله. لكن عليك بالصبر واحتساب الاجر. شوف كيف فاز الرسول النبي الصلاة والسلام وافلح بدعوته الصبر مكابدة احتساب الاجر تنويع الطرح كثرة الطرق عدم الملل هكذا ينبغي ان يكون الداعي اما والله ودعوتهم دعوتهم دعوتهم ولم يستجيبوا لي هذا ما هذا لا يصلح ان يكون داعية فالصبر الصبر وابشر بالخير سوف تجد من المسائل ايضا انا طولت عليكم الحقيقة كم جلسنا ستة وربعين يكفينا شرايكم نكمل المساء؟ هي ستة وعشرين مسألة طيب والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد