قل هذه سبيلي على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله اله وصحبه اجمعين. مرحبا بكم معشر الاخوة والاخوات ومن بلغ في هذا المجلس من المجالس الايمانية. التي نستحيي فيها جذوة الايمان في نفوسنا ونمسك بالكتاب ونتعاهد ما امر الله تعالى ورسوله في هذه السلسلة التي اطلقنا عليها سلسلة المحاسن وفي هذا المجلس التاسع سوف نتحدث عن حسن الاسلام. الاسلام هو الوصف الذي يصفنا جميعا كما قال ربنا عز وجل هو سماكم من قبل وفي هذا. ولكن اهل الاسلام ليسوا على درجة واحدة فيه. فمنهم من اسلم وحسن اسلامه ومنهم من هو دون ذلك. وحري بالموفق ان يسعى للحصول على اعلى المراتب. كما ان الطالب يسعى للحصول على اعلى درجات والمعدلات. وكما ان الموظف يسعى للحصول على احسن التقديرات في ادائه الوظيفي. بل كما ان صاحب الحساب في المصرف والبنك يسعى لتحصيل الارصدة العالية. فحري بكل مسلم ان يحقق القصف الاعلى من الاسلام. فيكون مسلما قد حسن اسلامه. وقد قال الله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه الى الله وهو محسن. فدل ذلك على ان الدين يتفاوت. وان الناس ليسوا فيه سواء بل هم متفاضلون فيه. وحسبك ايها الموفق بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن ونحن نتحدث عن الحسن. قال الاحسان ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك هذا هو التدين الحق. هذا هو التدين الراقي. التدين النقي. التدين الصرف. الذي ليس فيه شائبة ان الله كانك تراه. بمعنى ان تصدر منك العبادات لله تعالى. وانت منجذب اليه. مشتاق اليه تعلق به حافز حافزك وباعثك هو محبته والتأله له سبحانه. هذا هو معنى ان تعبد الله كانك تراه فان لم تبلغ هذه الدرجة الراقية فما دونها. فان لم تكن تراه فانه يراك فاذا شعرت بان الله تعالى يراك وانك بمسمع منه ومرأى وانك تحت رقابته انضبطت اعمالك واديت عبادتك على الوجه الاكمل. بل المؤمن في الواقع يتنقل بين هذين المقامين. بين مقامي ان تعبد الله كأنك تراه ومقام فان لم تكن تراه فانه يراك. ما احرانا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ دوما ان نجدد هذا الشعور. ونحن في مسيرنا الى الله تعالى. ونحرص على ان نضبط صلواتنا ودعائنا وسائر عباداتنا بهذا الشعور. فان النية تقلب العادة الى عبادة. كما ان غياب النية يحول العبادة الى عادة. النية ايها الكرام اشبه ما تكون في هذا التيار الكهربائي الذي يسري في الاجهزة. فاذا بهذه القطع البلاستيكية والمعدنية تتحول الى نافعة اذا بهذه المصابيح تضيء وبهذه المكيفات تبرد او تسخن وهكذا سائر الادوات بسبب سريان الكهرباء فيها. كذلك النية اذا سرت في القلب فانها تجعل من اعمالك زاكية طاهرة مباركة ويترتب على ذلك زيادة الثواب والاجر. ومما مثل به النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم في لحسن الاسلام حديث عد من جوامع الكلم. بل قد عده ابو داوود وغيره من العلماء من الاحاديث الاربعة التي يدور عليها الاسلام الا وهو حديث من حسن المرء تركه ما لا يعنيه. وقليل منا من يفكر معنى هذا الحديث. من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. انك اذا صرفت ذهنك ارحت بالك من التعرظ لما لا يعنيك صفر قلبك وكثير من مشاكل الناس اه قضاياهم ترجع الى تطفلهم على ما هم في عافية منه. تجد الانسان يتجسس ويحاول ان يتعرف على امور هو في غنى عنها. فيسأل عن احوال قال الناس ويحاول ان يدخل انفه ويدس انفه فيما لا يعنيه. فينشأ عن ذلك جهد عبء ورهق هو في عافية منه. فتأمل دوما في هذا الحديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه اذا عوفيت فاحمد الله فان العافية لا يعدلها شيء. وانما تنفتح عليك ابواب المشاكل القلق والازعاج بسبب تتبعك وتفتيشك وملاحقتك لامور انت في غنى فانظر فيما يصلح شأنك فابحث عنه. وما لا شأن لك به فاعرض عنه. اذا كان شيئا لو علمت ما استطعت ان تغير فيه شيئا فاعرض عنه ولا ترهق به ذهنك. اذا لم تستطع شيئا فدعه جاوزه الى ما تستطيع. فهذا المعنى ايها الكرام جدير بالتأمل. وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام تركه ما لا يعنيه. تغافل عن الامور التي لا شأن لك بها. ولا تقحم نفسك في اقوال افعال ولا تزاحم في امور انت في عافية منها واحمد الله تعالى على العافية. تطبيقات هذا الحديث كثيرة جدا لو تأملها الانسان في حياته الاجتماعية والوظيفية المحلية والاقليمية والعالمية شيء لا يعنيك ولا يد لك فيه ولا تستطيع ان ان تزيد فيه وتنقص فاحمد الله تعالى على العافية وكله الى اهله ايضا مما يدل على حسن الاسلام. بل هو اعظم من اعظم تطبيقات الاسلام. الحديث المتفق عليه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم المسلم يعني المسلم حقا من سلم المسلمون من لسانه ويده اي والله هذه حقيقة الاسلام ان يعافى الناس منك كما تعافى منهم. فمن سلم المسلمون من لسانه لسان هو الذي يكب الناس في النار على وجوههم او على مناخرهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وهل كبوا الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. فاذا سلم الناس من لسانك فانت في في خير عظيم ربما يتكئ الانسان على اريكته يتفهق يمنة ويسرة ويتخوض في عرض فلان وعلان وقال فلان وفعل فلان الى اخره. ثم يكون خصماءه يوم القيامة. قد تطلق الكلمة في حق امرئ مسلم ثم لا تلقاه الا في القيامة. ثم انى لك في ذلك الموقف ان يعفو عنك؟ انه يطلب حسنة من حسناتك. او يتمنى او ان يلقي عليك سيئة من سيئاتك. فليسلم المسلمون من لسانك ايضا من يدك فلا تعتدي عليهم بجناية ولا تمد يدك الى اموال وحقوقهم احفظ نفسك. ولهذا انشد الشافعي رحمه الله ابياتا حسنة جميلة. ينبغي ان يرددها المؤمن دوما اذا شئت ان تحيى سليما من الاذى وحظك موفور وعرضك صين لسانك لا به عورة امرئ فكلك عورات وللناس السن وعينك ان ابدت اليك معايبا فصنها وقل يا عين للناس اعين اذا اطلقت بصرك او لسانك او يدك في حقوق الناس تأكد تماما انك ستقابل بمثل ذلك واشد هذا في الدنيا ناهيك عن الاخرة. فعود نفسك ايها المؤمن وانت ايتها المؤمنة الا يطال الناس منك ضرر ابدا. كن سليم القلب عثر اللسان نقي آآ الازار لا تتلطخ بشيء من القاذورات ولا ينالك شيء من حقوق الناس فيكون خصماؤك يوم القيامة. اعقل لسانك عن الغيبة عن النميمة عن القذف عن الشتيمة. لا كفه لا بما يرضي الله تعالى. بالكلم الطيب من التسبيح والتهليل والتحميد والذكر الحسن. كلما حدثتك نفسك ان تنهش في اعراض الناس فتذكر قول الله تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ان يأكل اخيه ميتا فكرهتموه. اذا هممت ان تمارس هواية ما يسمى التنكيت على الاخرين. فاذكر قول الله يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خير منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك اولئك هم الظالمون. اذا هذا من حسن الاسلام. ان يكون الانسان مسددا في اقواله وافعاله ولا يبدر منه ما يشين. بل لا يعرف عنه الا الذكر الحسن. فانك تسمع احيانا عن بعض الموفقين يقال فلان والله لا لا يذكر في مجالسه احدا. فلان اذا ذكر احد في مجلسه يعني منع المتكلم ان ان ينام من غيره. ويقول مجالسنا مطهرة عن الغيبة والنميمة. هذه الامور ايها الكرام تحصل بالتعود وبالدربة وبالمجاهدة وقد قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. واختم ايها الكرام بوصية نبوية هي مؤداها حسن الاسلام حقا حينما قال رجل النبي صلى الله عليه يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك. قل لي في الاسلام قولا لا اسألك عنه احدا بعدك. اجابه النبي صلى الله عليه وسلم بجواب مختصر سديد. قال قل امنت بالله ثم استقم قل امنت بالله ثم استقم. وهذا مصداق قول الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. تتنزل الملائكة الا تخافوا يعني حال الاحتضار ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون. نزلا من غفور رحيم. ثم قال ولا الحسنة ولا السيئة. ليس معنى الاية ان الحسنة والسيئة ليست سواء هذا امر معروف. ان الحسنة ما هي كالسيئة مقصود ولا تسهو الحسنة ولا السيئة يعني ان الحسنات ليست سواء بل هناك حسنات عظمى وهناك دون ذلك والسيئات ليست سواء فهناك سيئات كبرى وهناك لمم. اذا هذه هذا الجواب النبوي جامع فيه خير كثير وهو ان تقول امنت بالله فتجعل خبيئة قلبك سريرتك مطوية على هذا الكنز الثمين. وهو الايمان بالله تعالى. فتكون محبة الله وخوفه ورجائه والتوكل عليه هي نبغ قلبك دوما ثم استقم. ما معنى استقم؟ الاستقامة ندعو بها في كل ركعة. من من ركعات صلاتنا وربما لن تحدثنا انفسنا بمعناها. الست تقول في في الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم. هذه هي قاعدة وهي ان تمتثل اوامر الله وان تجتنب مناهيه. ولا تعوج يمنة ولا قال عمر رضي الله عنه اي لم يروغوا روغان الثعالب. هل رأيتم يوما مشية الثعلب؟ الحصني ما يسميه الناس عندنا الحصني. الثعلب اذا مشى يمشي هكذا. يأخذ ذات اليمين يأخذ ذات الشمال. لا يسير على طريق مستقيم لهذا قال عمر رضي الله عنه مشنعا ومبشعا في في من؟ اه لم يستقم؟ قال لم يروغوا روغان الثعالب يعني بمعنى ان الانسان ينصب وجهه لدين الله عز وجل كانما رفع له علم فسار اليه فيمتثل الله ويجتنب نهيه. فان زل او اخطأ قام من عثرته واستغفر الله وواصل مسيره. حينما الحياة ايها الكرام يا ايتها الكريمات وفق هذه الخطة واننا نسير الى الله عز وجل وان خطانا وان اقوالنا مكتوبة وان افعالنا مسؤول عنها حينئذ ننضبط ويحسن اسلامنا ونحمد العاقبة. فنسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا حسن الاسلام وان يهدينا لاحسن الاقوال والافعال وان يجنبنا اضدادها والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد قل هذه سبيلي الى الله على