قل هذه سبيلي على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم. معشر الاخوة والاخوات ومن بلغ في هذا المجلس السادس بحمد الله تعالى. من سلسلة مجالس المحاسن التي نسلط فيها الضوء على جانب من محاسن الشريعة الاسلامية في جوانب متعددة من حياته بحمد الله. وحديثنا في هذه الليلة عن جانب لطيف سوف ننفض عنه الغبار اذ بات الحديث عنه شحيحا مع شدة اهميته وتعظيم الله تعالى له ورسوله صلى الله عليه وسلم الا وهو حسن الجوار وحق فقد قال الله عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى اليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل. فتأملوا يرعاكم الله كيف قرر الله تعالى هذا الحق باعظم الحقوق الذي هو حقه سبحانه وتعالى بعبادته و حق الوالدين وبقية الحقوق الشرعية فحقه سبحانه وتعالى ان يعبد. وحق الجاري ان يحسن اليه. فقد قال وآآ وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى اي الجار الذي تربطك به علاقة قرابة فيجتمع في له حقان والجار الجنب الذي لا تربطك به صلة قرابة المتأمل في نصوص الشريعة الاسلامية يجد ان الله سبحانه وتعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم قد وجه العناية بشأن الجار من جانبين اما بالامر بالاحسان اليه واما بكف الاذى عنه. ونحن ايها الكرام بتنا نعيش في زمن تحلحلت فيه كثير من الروابط. وقد كان الناس ويدرك هذا المخضرمون منكم آآ الى وقت ليس بالبعيد بينهم وبين جيرانهم من الالفة والمودة والصلة ما يبهج النفوس. كان الناس فيما مضى بيوتهم متقاربة. يحسن بعضهم الى بعض. يتفقد بعضهم بعضا يأنس بعضهم ببعض يعرف كل جار ما يجري لجاره. وال بنا الحال في هذه الازمنة ومع طغيان المادية الحديثة واللهات والسعار حول جمع الحطام الى ان يصبح الناس اشبه ما يكون بجزر متناثرة تجد المبنى فيه العديد من الشقق لا يعرف بعضهم بعضا. ربما سكن الشخص السنة والسنة ثم ارتحل من المكان لا يعرف جيرانه ما اسمه. وربما نزل الرجل بالحي ومكث فيه بضع سنين لا يربطه بجيرانه رابط. ان هذا لا يتفق مع مقاصد الشريعة. فالمتأمل في نصوص الشريعة يجد عناية فائقة بتقوية الآصرة الاجتماعية. ففي الحديث المتفق عليه ان النبي ان من حديث ابن عمر وعائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه. عجبا والله حتى ظننت انه سيورثه اي انه يبلغ حق الجار حق اصحاب الفروض المقدرة اصحاب العصبات فيكاد او يظن النبي صلى الله عليه وسلم ان جبريل سيورث الجار ومن صور الاحسان الى الجار ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم ابا ذر؟ فقال له يا ابا ذر اذا طبخت مرقة فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك. اين هذا في هذا الزمان؟ لقد بات الناس في هذا الزمان لا يأبه بعضهم ببعض ولا يدفع بعضهم الى بعضنا الطعام وربما يستنكفون. لقد سادت ثقافة التكلف بين البيوتات المتجاورة فما عاد الجار آآ يقدم على مثل هذه الخطوة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر اذا طبخت مرقة فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك. ان مثل هذه الخطوة التي هي الاطعام لكفيلة ان تدفئ العلاقة الاجتماعية بين الجيران. فان طعم استطعام الانسان من ماء من من جاره يجعل ذلك مدعاة لمحبته ومودته وكذلك ايضا جعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك شرطا في الايمان. فقال من كان يؤمن بالله واليوم اخر قال مرة فليحسن الى جاره وقال مرة فلا يؤذي جاره. فدل ذلك على ان امر الجار تعتوره اه قضيتان اولاهما الاحسان اليه بنفعه وايصال البر والخير اليه. والثانية بكف الاذى عنه. وكلاهما له صور متعددة ينبغي ان يكون الجار بالنسبة لجاره ابا ثانيا بحيث يسد مسده فيما لو غاب فيقضي حوائج اهله ويرعى ابناءه ويحسن اليهم ويتفقدهم فضلا عن ان يكف اذاه عنه فلا ينبغي ان يقع بين الجيران من صور الاذى والمضايقة ما يؤدي الى الفرقة فبعض الجيران قد يؤذي جاره باخراج النفايات الى جوار منزله. بعضهم قد يؤذي جاره برفع الاصوات المزعجة. بعضهم قد يؤذي جاره بصبيانه واطفاله. فيلحق آآ بيت الجار من الاذى ما لا يجوز بين المسلمين. لذلك ايها الكرام ايها الكرام كان آآ من محاسن الشريعة الاسلامية ان اعتنت بهذا الجانب رعته رعاية تامة. حتى ان ابى هريرة رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعن جار جاره ان يغرس خشبة في جداره. وفي لفظ ان يغرس خشبه في جداره او خشبه في جداره. ثم قال ابو هريرة ما لي اراكم عنها معرضين؟ والله لاضربن بين اكتافكم يعني اظهروا هذه السنة وابرزها. فلا يجوز للجاري اذا كان ملاصقا لجاره ان يمنع جاره من ان يضع خشبة على جداره. ويقاس على هذه القضية جميع صور النفع. فاذا اراد الجار من جاره ان يستطرق ان ان يوصل له معروفا فلا يمنعه من ذلك. فان هذا من اعظم اسباب الصلة والقربى. وكذلك لا يختص ايها الكرام فيما بين الرجال. بل بين النسوة بل ان الامر بين النسوة ادعى للصلة. اذ النساء هن اه قعيدات البيوت فالتواصل بينهن اه يكون من مما يؤسس لهذه الصلة الوثيقة. قال النبي صلى الله عليه وسلم يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة جارتها ولو فرسنا شاة يعني حتى الطعام اليسير الذي بمنزلة الكراع من الغنم او غير ذلك من اللحم لا تمنعها اياه بل لتقدمها له لقد كان الناس ايها الكرام الى عهد قريب بينهم من الالفة والتواد اعني الجيران. ما لا يجدون حرجا ان يطلبوا فهم من بعض فربما ارسلت ربة البيت احد ابنائها او احد بناتها الى جارتها لتطلب منها شيئا من طعام لا يرون في ذلك حرجا بل يرون ان هذا من التكافل. اما الان فقد سادت رح الكلفة فيما بين الناس علينا ان نجدد هذه الاواصر. وان نفشي روح المحبة بين الجيران. ولا ريب ان اعظم الوسائل للاتصال بين الجيران بيوت الله عز وجل. فان المسجد هو سرة الحي فاذا اجتمع الناس في المسجد ورأى بعضهم بعضا وتفقد بعضهم بعضا غاب فلان حضر فلان اه مرض فلان فلانا آآ الى اخره كان هذا آآ سببا لمعرفة حال بعضهم بعض. بعضا. ينبغي كان الاب في ما مضى اه اذا رأى على اولاد جاره ما يريبه من سوء خلق او غير ذلك عاملهم كما يعامل ابناءه امرهم ونهاهم وزجرهم ورباهم. ولا يشعر بالحرج. اما في هذه الازمان فقد استنكفت النفوس. وصار كل واحد يتحرج ان يأمر بمعروف او ينهى عن منكر يتعلق بابناء جاره حتى لا يختش نفس جاره. هذا من الخطأ بل ان من كمال الجيرة الصحبة الصالحة ان تشعر انهم كابنائك. وتحسن اليهم كولد واذا رأيت فيهم ما يريبك تقدم اليهم بالنصيحة والموعظة اللطيفة فانهم استجابوا كان بها والا اخبر اباهم ووليهم بهذا الامر ليتداركهم. فان هذا من اعظم الامور. والامر لا يتعلق بالاولاد فقط بل بالاولاد واهل البيت وكل ما ينبغي ان يكون بين المؤمنين من صور التعاون على البر والتقوى. فحري بنا معشر المؤمنين والمؤمنات ان نعيد لهذا الجو الاليف الانيس الذي يزرع المودة والمحبة اذكر قبل نحو عشرين سنة حادثة جرت في هذه المنطقة لعامل بسيط كان سباكا وكان يقطن في غرفة وسط حي من الاحياء. فذهب الى بلاده في زيارة ثم عاد لما عاد قام اهل الحي جميعهم كلهم كل واحد يدعوه ليلة ويجمع اهل الحي على عشاء عشاء بسيط غير متكلف. حتى مر على جميع بيوتات الحي هذا هذه المظاهر الايمانية الجميلة. هذه المظاهر الاجتماعية لا توجد الا عند عند اهل الاسلام. واننا لنخشى ان تنحسر وان تذهب امام هذا الزحف المادي من تأمل في حياة المجتمعات الغربية والشرقية وجد تفككا. ووجد وحشة فيما بين الناس. لكن اهل الاسلام لا يليق بهم ذلك. بل الواجب ان ينشأ بينهم من صور الروابط الاجتماعية. والاحسان والتقارب وكف الاذى وبذل الندى ما يعزز الاصرة الاجتماعية لتبلغ اعلى المراتب. وقد جاء في حديث صحيح ان شاء الله تعالى ان خير الجيران عند الله خيرهم لجاره حري بنا معشر المؤمنين والمؤمنات ومن بلغ ان نعيد النظر في علاقاتنا الاجتماعية وان نتفقد جيراننا وان اليهم وان نتلطف بهم فان هذا من محاسن الشريعة الاسلامية هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قل هذه سبيلي على بصيرة انا ومن تبعني وسبحان انا الميم