ان حسن الخلق هو الدين كله. ولهذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه لم وانك لعلى خلق عظيم. قال ابن عباس على دين عظيم. معنى هذا ان الانسان كلما كان خلقه عظيما كلما كان دينه عظيما. وكلما كان خلق الانسان كلما كانت فطرته سليمة. ولهذا نجد الناس الذين اسلموا لما تتأمل في احوالهم تجد منهم سابقات في حسن الاخلاق. ولهذا قال صلى الله عليه واله وسلم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق. حسن الخلق مبناه على امور الامر الاول حسن خلق مع الله عز وجل. وهو اعظم انواع حسن الخلق. وجامع حسن الخلق مع الله اتباع امره ونهيه. مما يدل على تعظيمه وتوقيره ايه ونصرته دينه وامره ونهيه. والاخلاص له سبحانه وتعالى. فحسن الخلق مع الله قائم على امرين. اخلاص العبادة لله عز وجل وتعظيمه ومراقبته جل وعلا في كل صغيرة وكبيرة. ثم يلي ذلك حسن الخلق مع النبي صلى الله عليه واله وسلم. وحسن الخلق مع النبي صلى الله عليه واله وسلم يكون بامرين الاول تعذيره عليه الصلاة والسلام وذلك بنصرته ونصرة سنته. وذلك لا يتأتى الا بالاتباع. وحسن الاقتداء والامر الثاني تعظيمه صلى الله عليه وسلم وتوقيره التعظيم والتوقير اللائق به عليه الصلاة والسلام دون قصور الى حد المعاملة كمعاملة عامة الخلق او احادث الخلق ولا غلو الى حد معاملته كمعاملة الخالق سبحانه وتعالى. وهذان الامران جاء ذكرهما في اية واحدة في قوله عز وجل انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا وبالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. وتسبحوه بكرة واصيلا. فتعزروا هو مشترك في نصرة الله عز وجل ودينه ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه. وتوقروه اي النبي صلى الله عليه وسلم وايضا يدخل فيه توقير الله عز وجل وتعظيمه. وتسبب هذا خاص بالله عز وجل. وهذه الاية بهذه الطريقة التي ذكرها الله عز وجل تبين لنا اهمية معرفة ما لكل من الحقوق فان ذلك هو والطريقة الامثل لحسن الخلق. فليس حسن خلق مثلا مع الزوجة ان الانسان يكون مطواعا لها في كل شيء. وليس حسن الخلق مع الوالدين ان الانسان يكون مطواعا لوالديه. في المحرم. وليس حسن الخلق ان يكون الانسان مع اميره مطواعا له في المحرمات انما طاعته في المعروف وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. يلي هذا حسن الخلق مع الناس. حسن الخلق مع الناس قائم على امرين احدهما اللسان وهو في جهة الايجار قول الخير لهم. وفي جهة الشلب كف الشر عنه. ولهذا قال صلى الله عليه لمن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا. او ليصمت. وقال في جانب السلب المسلم من سلم المسلم من لسانه ويده. الجانب الثاني من جوانب حسن الخلق مع الناس لين الجاني وهذا يشمل البشاشة في الوجه والليونة في اليد والسلامة في الصدر فان لين الجانب يشمل الجوانب الظاهرة والباطنة كلها وقد يقول قائل كيف لانسان ان يرتقي الى حسن الخلق؟ قد نرى انسانا دينا من اهل الصف الاول بذيء الخلق كأن يكون سبابا سريع الغضب شتاما غير مؤد للحقوق ولهذا ايها الاخوة الدين لا يكتفى فيه بمجرد العبادة. لان عليه الصلاة والسلام كان من مقاصد بعثته اتمام مكارم الاخلاق. ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفي في امر الزواج بمجرد الدين والديانة. حتى ذكر الامر المخصوص من الدين وهو الخلق. فقال اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. وقال صلى الله عليه ان لم تنكح المرأة لاربع وذكر منها لدينها فاظفر بذات الدين. وذات الدين هنا تشمل الدين التعبدي والدين التعاملي. بدلالة حديث اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. فعلى هذا ينبغي للانسان ان يجاهد نفسه حتى يكون عظيم الخلق وحسن الخلق لا يتأتى ايها الاخوة حسن الخلق لا يتأتى القيل والقال وانما بالمجاهدة. كما قال صلى الله عليه وسلم الحلم بالتحلم وقال ومن يتصبر يصبره الله. وقال ومن يستعفف يعفه الله وقال الله جل في علاه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ومن اعظم مجاهدة الانسان نفسه على حسن الخلق حتى مع العدو البغيض. قال جل وعلا ولا اجرمنكم شنآن قوم اي بغظكم لقوم ولا يجرمنكم شنئان قوم اي بغظكم لقوم على الا تعدلوا. اعدلوا هو اقرب للتقوى. ولهذا نجد ان النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم مسجد واصحابه رضوان الله تعالى عليهم جاهدوا انفسهم على المعاملة ليس بالمثل كما هو قاعدة كثير من الناس اليوم وميزان كثير من الناس اليوم وانما جاهدوا انفسهم على المعاملة بالتي هي احسن اقوم طيلة اكثر من عشر سنوات في مكة يدافعون صائلة العدو وبغيهم وظلمهم وعدوانهم وسبهم وشتمهم بالعفو والصفح. وهذا كله من باب اظهار اخلاق المسلمين تأمل ان الكافر يسب ويشتم ويحقر ويضرب ويظلم ويجد في المقابل حسن المعاملة. سواء كان عبدا لسيده او كان اخا لاخيه او كان ابنا لابيه او كان زوجة لزوجها او كان الاب لابنه وهكذا. هذا امر عظيم. ولو تأملنا في حال امة الاسلام لوجدنا ان اكثر جعل الناس يدخلون في دين الله عز وجل افواجا افواجا انهم كانوا يرون ان المسلمين الاخلاق العظيمة التي تبهر العقول وتذهب الالباب وتجلب المشاعر و تذهب وغر الصدور. وهذا امر والله يجده الانسان العاقل من خلال قراءة التاريخ فان الدين لا يمكن ادخاله الى قلوب الناس بالسيف لا يمكن انك تقنع انسان بان هذا الدين حق بالقوة ولكن من احسن ما يمكن ان تدخل الناس في دين الله عز وجل حسن خلقك. كان الرجل كما قال الصحابي الجليل انس وغيره يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يراه ومن ابغض الناس اليه فاذا ما رآه صار من احب الناس اليه لاي شيء للطلاقة وجه وبشاشتي وجهه صلى الله عليه وسلم وحسن كلامه وحسن آآ معاملته ومعاشرته وحسن تعامله عليه الصلاة والسلام حتى مع عدائه. هذه المقدمة احببت ان اذكرها بين يدي هذه الرسائل العظيمة التي الفها الشيخ وفقه الله وكأنه يتحدث عن حالنا فينبغي علينا ان نقرأها ولنعمل بما فيها رجاء ان يبلغنا واياكم مراتب المتقين. نعم