وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء لم ليبلوكم ايكم احسن عملا. ولان قلت انكم مبعوثون من بعد الموت. ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحر بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له القائل سبحانه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي قال لحبه معاذ رضي الله عنه اوصيك يا معاذ لا الا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اما بعد معشر المؤمنين والمؤمنات ومن بلغ ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون بل ان الله تعالى خلق الكون برمته لهذا الغرض النبيل الشريف وتحقيق هذه الغاية كما قال تعالى فحكمة الخلق معشر المؤمنين والمؤمنات ومدار الابتلاء على العبادة وعلى حسن العبادة وكمالها وتمامها والعبادة يرعاكم الله لها معنيان. معنى باعتبار ذاتها ومعنى باعتبار مفرداتها اما العبادة باعتبار ذاتها فهي كمال الخضوع وكمال وكمال المحبة لله تعالى وهي مزيج امرين من التذلل والخضوع لله تعالى والمحبة له سبحانه واما باعتبار مفرداتها فهي كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة واما حسن العبادة الذي نحن بصدده فالمقصود به كمالها وتمامها بحيث تقع على الوجه المرضي للمعبود فتأملوا ان الله سبحانه وتعالى قال ليبلوكم ايكم احسن عملا. ولم يقل ايكم اكثر عملا فان المحبوب الى الله تعالى هو حسن العبادة اثنى الله تعالى على ابراهيم عليه السلام فقال واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما. لقد استحق ابراهيم عليه السلام الامامة باتمام العبادة وفسر النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة الاحسان التي هي اعلى مراتب الدين بقوله ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فجعل صلى الله عليه وسلم الاحسان دائرا بين حال الطلب وحال الهرب فقوله ان تعبد الله كأنك تراه هذه مرتبة الطلب كون العابد مشتاقا الى الله عز وجل متوجها اليه منجذبا اليه ان تعبد الله كأنك تراه فان لم يطق ولم يبلغ هذه المنزلة العالية نقله الى ما دونها فقال فان لم تكن تراه فانه يراك وهي مرتبة الهرب والخشية والشعور برقابة الله تعالى ايها المؤمنون ايتها المؤمنات قد شرع الله لعباده اسبابا يتوصلون بها الى حسن العبادة وحقق نبيه صلى الله عليه وسلم ذلك جامعا بين حقيقة التعبد ويسر العبادة. فحري بالعاقل اللبيب والحازم الرشيد ان يتفطن للحكمة فلا تعزب عن باله وان يعتني بحسن عبادته حتى جميع كينونته كما امر سبحانه خيرته من خلقه سيد المتعبدين سيد المتعبدين وخاتم النبيين والمرسلين ان يقول قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وربما بلغ المرء بالعمل المتقن الحسن الجميل ما لم يبلغه غيره بخلافه من العمل الكثير. ربما ادى عبادة يسيرة على وجه صحيح فاق ثوابها كثيرا من العبادات التي تؤدى على غير الصورة الحسنة وساذكر لكم على عجالة ثمانية اسباب باذن الله تعالى تكون سببا لحسن العبادة مستوحاة من الكتاب والسنة ما اعظم هذه الاسباب ايها الكرام الاخلاص لله تعالى. وما ادراك ما الاخلاص! الاخلاص هو لب الدين وخلاصة دعوة المرسلين والسلم الرفيع الذي يتفاوت العباد في درجاته. وهو المعدن النفيس الذي يتنافس الصالحون في تحقيقه والتخلص من شائباته فلا تنعقد عبادة الا به. ولا تزكو الا باستصحابه. وقد تكاثرت ادلة الكتاب والسنة على واستحبابه ومن ذلك قول الله تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق نعبد الله مخلصا له الدين فلا لله الدين الخالص. وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين قال تعالى قل الله اعبد مخلصا له ديني. وقال ايضا واقيموا وجوه وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين. وقال ايضا فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وقال ايضا هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين. الحمد لله رب العالمين وقال في سورة البينة وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء بل بين اثر الاخلاص في زكاة العمل وتضاعف اثره. فقال سبحانه لا خير في كثير من نجواهم. يعني ما يتناجى الناس ويتسامرون به ويتحدثون في مجالسهم الا في ثلاث لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ثم قال ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما وفي الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه وقال النبي صلى الله عليه وسلم ايها الناس اياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله ما شرك السرائر؟ قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس اليه فذلك شرك السرائر كان السلف الصالح رحمهم الله شديدي الحرص على نقاوة العمل وصحة التدين وتخليصه من جميع شوائب الشرك وعوالقه وجوادبه والرياء بجميع صوره واشكاله. ولهم في هذا مقامات ومقالات قال حماد بن زيد رحمه الله كان ايوب السختياني رحمه الله ربما حدث بالحديث يعني من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبكي ويقول مموها يقول ما اشد الزكام ما اشد الزكام. يظهر انه مزكوم لاخفاء البكاء وعن محمد ابن واسع رحمه الله قال ادركت رجالا كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه. لا تشعر به امرأته. ولقد ادركت رجالا يقوم احدهم في الصف فتسيل دموعه على خده لا يشعر به الذي الى جانبه وعن ابن وعن ابن ابي عدي رحمه الله قال صام داوود رجل من الصالحين صام داوود اربعين سنة اربعين سنة لا يعلم اهله وكان خزازا يشتغل بالخز يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشاء فيفطر معهم وليس مراده رحمه الله انه كان يصوم الدهر اربعين سنة. بل مراده انه يصوم الصوم المشروع في تلك المدة الطويلة. وكل هذه لا يعلم به اهله. كل ذلك من حرصهم رحمهم الله على اخفاء العمل وقال سفيان الثوري رحمه الله بلغني ان العبد يعمل العمل سرا فلا يزال الشيطان حتى يغلبه في العلانية ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب ان يحمد عليه. يعني يحب ان يستجلب الثناء والمدح والاطراء من الناس فينسخ من من العلانية ويثبت في الرياء اجارنا الله واياكم فهذا اعظم الاسباب هذا اعظم الاسباب وهو تحقيق الاخلاص لله تعالى في العبادات ويحتاج من كل واحد منا الى نظر وتمعن وممارسة ومجاهدة ومراقبة ومحاسبة حتى تزكو النفس يسلم وجهه لله لا يلتفت لاحد سواه ان وجدت في نفسك انصرافا والتفاتا الى مدح المادحين فاعلم ان في تدينك خلل وان خدش نفسك اه دم احد من الناس فاعلم اه في امر عبادتك فاعلم ان في نفسك خلل اجعل وجهك لله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن وهذا ينقلنا ايها الكرام الى السبب الثاني وهو المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فانه من اعظم اسباب العبادة ذلك ان يجعل المتعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم امامة. يجعله امامة ويتخيله امامه وكلما هم بعمل من الاعمال سأل نفسه ماذا لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المقام؟ اي شيء يصنع ثم استنار بهدي السنة في كل ما يأتي وما يذهب هذا امر عظيم وهو يمثل الشق الثاني من الشهادتين. فلا ان كان قولنا اشهد ان لا اله الا الله يدل على الاخلاص فان قولنا واشهد ان محمدا رسول الله يدل على المتابعة. يقول ربنا عز وجل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وقال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال سبحانه وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. ولهذا عظم خطر البدع وهي الاحداث في الدين. فلا يحل لاحد ان يظيف الى دين محمد صلى الله عليه وسلم ما يستحسنه عقله او يروق له دون بينة ودليل قال نبينا صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد آآ هو في الصحيحين وقال صلوا كما رأيتموني اصلي. وقال في شأن المناسك خذوا عني مناسككم وقال ابن مسعود رحمه الله ورضي الله عنه اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة نتأمل هذه الحكمة فان كلام ابن مسعود يشبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم. يقول رضي الله عنه اجتهاد في سنة خير من اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة. فتجد بعض المبتدعة ربما بذل الاموال واقام السرادقات وفعل الافعال الكثيرة لكن على غير سنة يذهب عمله هباء منثورا ردا عليه. وربما عمل الموفق بعمل قليل لا غرم فيه وافق السنة فنال بذلك الاجر الكثير وبناء عليه فلا يحل لاحد ان يستحسن بدعة. ولا يروق له حدث. بل عليه ان يطيب نفسا وان يقر عينا بما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم اما السبب الثالث من اسباب حسن العبادة رزقنا الله واياكم ذلك فهو اداؤها مع الخوف والرجاء لابد ان تتكيف النفس تكيفا ايمانيا اثناء اداء العبادة ذلك ان كثيرا من المتعبدين يجرون عباداتهم على وجه العادة يأتي احدنا الى الصلاة ويكبر ثم يذهب عقله في اودية الدنيا ويطوح يمنة ويسرة. ولا يتذوق معنى العبادة ان مما يشعرك بحسن العبادة ان تحقق هذا الحال. وهو الخوف والرجاء. هذا هو حال المؤمنين الذين اثنى الله تعالى بقوله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا هذا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ تكيف ايماني بديع ومعادلة نفسية دقيقة تتحقق بها العبودية المطلقة فالخوف والرجاء كجناحي الطائر. يطير بهما العابد الى ربه ومولاه وقد وصف الله سبحانه وتعالى حال العباد الصادقين فقال والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم انهم الى ربهم راجعون فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية فعن عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله في هذه الاية والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله قال لا يا ابنة ابي بكر يا بنت الصديق ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل وفي لفظ عند الترمذي لا يا بنت الصديق. ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون الا تقبل منهم ارأيتم ايها الكرام ان من الناس من اذا عمل عملا صالحا ادل على الله به. وكأنما هو يمن به على ربه. كما وقع للاعراب الذين كانوا حديث في عهد باسلام قال الله تعالى قالت الاعراب امنا. قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوبكم الى ان قال الله تعالى يمنون عليك ان اسلموا. قل لا تمنوا علي اسلامكم. بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين يقول ابن كثير رحمه الله في معنى هذه الاية اي يعطونا العطاء وهم خائفون وجلون الا يتقبل منهم. لخوفهم ان يكونوا قد قصروا في بشرط للاعطاء وهذا من باب الاشفاق والاحتياط وقال سبحانه وتعالى عن خليله ابراهيم وابنه اسماعيل حال رفعهما القواعد من البيت وهما يقومان بعمل جليل شريف يبقى اثره الى يوم القيامة. ماذا قال ربنا؟ تقبل منا انك انت السميع العليم يقول ابو الدرداء رضي الله عنه وهو من فقهاء الصحابة لان استيقن ان الله تقبل مني صلاة واحدة احب الي من الدنيا وما فيها ان الله يقول انما يتقبل الله من المتقين قارنوا هذا بحالنا ايها الكرام. نحن قد صلينا هذه الصلاة المفروضة. هل احد منا خطر بباله او دار بخياله قبلت صلاته ام لا اننا نؤدي هذه الركعات ثم ننصرف ونحن غير مبالين لا نشعر بان هذه الصلاة ربما قبلت وربما ردت وقد قال ربنا عز وجل انما يتقبل الله من المتقين. لهذا كان علينا ان نستنبت هذا الشعور في قلوبنا وان نؤدي العبادات ونحن بين الخوف والرجاء. رجاء ان يتقبل الله والخوف ان ترد السبب الرابع من اسباب حسن العبادة الخشوع والاخبات وانشراح الصدر وهذا حال خاص بمنزلة الثمرة لمن لما قبله. فمن حقق الخوف والرجاء اثمر له ذلك الخشوع وانشراح الصدر ونحوها من الاوصاف يصطبغ به المؤمن ظاهرا وباطنا فيسكن قلبه ويظهر على اساريره وجوارحه في جميع عباداته تأملوا قد افلح المؤمن ما تعريفهم الذين هم في صلاتهم خاشعون. هذا اخص اوصافهم. سل نفسك انت من هؤلاء؟ انت تخشع في صلاتك بقلبك وجوارحك وقال في الدعاء انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين فكان يصحب دعاءهم خشوع لله وتضرع وقال سبحانه ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا ان رحمة الله قريب من المحسنين. ربما ندعو الله كثيرا لكننا قد لا ندعوه بهذه الكيفية الايمانية الراقية التي هي من اعظم اسباب قبول الدعاء ولهذا كان عمر رضي الله عنه يقول اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء فاذا الهمت الدعاء الهمت الاجابة وقال في الزكاة والنفقات ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا. هذا حالهم وهم يتصدقون. يعني يتصدقون لا يستخفهم اشر او بطر او شعور بمنة فان ذلك من اسباب ردها لهذا كانوا يضرعون الى الله سبحانه وتعالى في قبول النفقات. فلهذا اه اثنى الله تعالى على من كان كذلك ايضا ايها الكرام وهذه مهمة جميلة من اسباب حسن العبادة المداومة المداومة عليها وهذه خصلة من اخص خصال المتعبدين الموفقين الذين اثنى الله تعالى عليهم بقوله المصلين. من الذين هم على صلاتهم دائمون وكثير من الناس تدركه رقة او تأخذه تأخذه سره فيقبل ثم يمل وينقطع حتى ان الله تعالى عتب على السابقين الأولين فعن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ما كان بين اسلامنا وبين ان عاتبنا الله بهذه الاية الم يأن للذي امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الا اربع سنين وقد تضمن تضمنت الاية ان نعي على اهل الكتاب فانه قال ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم طول الامد يسبب الفتور عن العمل تقسو القلوب لهذا علينا ان نتفطن ايها الكرام الى الحرص على هذه الخصلة وهي المداومة. قد قال الله لنبيه واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. العبادة ليست دورة مكثفة. يعني يمضيها الانسان ليحصل على شهادة انه اجتاز العبادة مشروع العمر باكمله فينبغي للانسان ان يوطن نفسه على عبادة الله حتى تصبح سجية له قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو بن العاص يا عبد الله لا تكن مثل فلان. كان يقوم الليل فترك قيام الليل مع ان قيام الليل من المستحبات لكن ينبغي لمن وفقه الله تعالى واذاقه حلاوة قيام الليل الا يدعه وان يحافظ عليه فانه شعار الصالحين كما قال ربنا عز وجل تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا. شيء سكن في قلوبهم هون عليهم ان يهجروا لذيذ المنام ودفء الفراش وعنها ايضا رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا عمل عملا اثبته وكان اذا نام من الليل او مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة لانه بابي هو وامي كان يوتر باحدى عشرة ركعة. فاذا غلبه نوم او مرض كما يجري لسائر بني ادم قضاه من النهار شبعا عشرة ركعة ولهذا قال ربنا عز وجل وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا وعن وعن ابن ابي حرملة قال اخبرني ابو سلمة انه سأل عائشة رضي الله عنها عن السجدتين اللتين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما بعد العصر قالت كان يصليهما قبل العصر ثم انه شغل عنهما او نسيهما. فصلاهما بعد العصر ثم اثبتهما. وكان اذا صلى صلاة اثبتها وقال في المداومة على الدعاء يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي. وما اكثر هذا فينا تجد المرء يدعو يدعو ثم يقول في خاطره وربما فاه بها لسانه دعوت فلم يستجب لي. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في رواية عند مسلم لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل يا رسول الله من استعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم ارى يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء اياك اياك يا عبد الله ان تدع الدعاء. ثق تماما ان كل دعوة تدعوها فانك تغنم فيها ففي الحديث ما من عبد يدعو الله في الارض بدعوة الا اعطاه بها احدى ثلاث خصال اما ان يعجل له دعوته. واما ان يدفع عنه من الشر مثلها. واما ان يدخرها له احوج ما يكون اليها وعن شداد بن اوس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا الكلمات تفضل اذا كنز الناس الذهب والفضة. انظر الناس الان كيف يكنزون الارصدة والاموال والعقار الى اخره. اذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات. قال في اولهم اللهم اني اسألك الثبات في الامر الديمومة من اعظم المقاصد من عميق من عميق فقه السلف اه رحمهم الله قول الحسن البصري رحمه الله اذا نظر اليك الشيطان فرآك مداوما في طاعة الله عز وجل بغاك ثم بغاك رآك مداوما من لك ورفضك؟ واذا رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك اذا ايها المتعبد ايها الناسك اذا اردت ان تحسن عبادتك وتتقنها داوم عليها وحافظ عليها واقض ما فاتك منها السبب السادس من اسباب حسن العبادة الاستعانة بالله عز وجل عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيده يوما ثم قال يا معاذ والله اني لاحبك اني لاحبك فقال له معاذ بابي انت وامي يا رسول الله. وانا والله احبك قال اوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولهذا اوصى معاذ رضي الله عنه الصنابحية واوصى السنابحي بذلك ابا عبد الرحمن. واوصى بها عبد الرحمن عقبة عقبة بن مسلم رواة الحديث. لهذا قيل هذا حديث مسلسل بالوصية. وانا اوصيكم بما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقولوا اللهم اعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده. اياك ان تعتمد على كد يمينك وعرق جبينك انك هذا بمجهودك بل قل هذا من فضل ربي. الى هذاني ربي. اللهم اعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك اما السبب السابع من اسباب حسن العبادة وهو اليسر وترك التكلف والتعنت في العبادة فقد وصف الله كتابه باليسر فقال ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ وامتن على نبيه باليسر فقال ييسرك لليسرى ولاجل ذا ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين الا اخذ ايسرهما ما لم يكن اثما وجعل دينه دين الاسلام وشريعته عنوان اليسر والسماحة. حتى عقد الحافظ الرباني ابن رجب فصلا في رسالته الماتعة المحجة في سير الدلجة جمع في جملة حسنة من النصوص الدالة على يسر هذه الشريعة كقول الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ما جعل عليكم في الدين من حرج قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا انما بعثتم ميسرين. ولم تبعثوا معسرين. اه اه احبوا الدين الى الله الحنيفية السمحة الى اخره ايها الكرام علينا ان نعي هذه الخصلة عود نفسك دوما على ان تعد تؤدي العبادة وانت مرتاح مطمئن القلب تشعر بلذتها وبانسها لا تؤدي العبادة وكانما هي عبء على كاهلك تريد ان ان تلقيه كما يقول بعض الناس. دعونا نصلي نزرع همه هذا يدل على عدم الحفاوة في الصلاة لكن كل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة. فاذا اقبلت على عبادة من من عبادات فتهيأ نفسيا وتكيف واورد على قلبك من المعاني الجميلة ما يجعلك تتذوق هذه العبادة مثلا اذا اردت ان تدخل في الصلاة تصور انك ستقف بين يدي رب رحيم رحمن عزيز قدير يستجيب الدعوات ويحقق الحاجات قدميك وصوب بصرك الى موضع سجودك. وضع يدك اليمنى على اليسرى واستشعر معنى هذا الوقوف وان الله اكرمك به. واذا ساجدا فتذوق هذه النعمة. ان الله تعالى حرم ابليس من نعمة السجود ومن بها عليك تسجد لله وهكذا ادر في بالك وفي قلبك جميع المعاني التي تجعلك تتذوق طعم العبادة. حينما تتصدق على احد لا تشعر بان هذا غرب او انها ظريبة ولكن اشعر بانه فضل الله عليك افاضه عليك ومن به عليك وانك تجود بما جاد به عليك وانك صرت سببا والرفق بالاهل والفقير والمسكين وغير ذلك يتمكن الموفق عند كل عمل من الاعمال ان يحيل العادة الى عبادة والكلفة الى متعة في شيء من الايرادات القلبية والخطرات الايمانية فيحصل بذلك على اعلى الدرجات قد يصف الرجل الى جنب الرجل كتفه الى جنب كتفه. كلاهما يصليان صلاة واحدة. وبينهما بعد المشرقين. هذا قلبه يدور حول العرش وذاك قلبه في اودية الدنيا هذا قد ملأ قلبه من الحب والخوف والرجاء واستشعر كرم العبادة وفضل الله تعالى عليه ان جعله مسلما حنيفا واضل كثيرا ممن يملأون اركان الكرة الارضية هذا هندوسي وهذا بوذي وهذا يهودي وهذا نصراني وانت انت دون ان تقدم طلبا سابقا اختارك الله ان تكون مسلما حنيفا هذه المعاني ايها الكرام اذا اكثر الموفق ايرادها على قلبه انتعش قلبه انتعش ورقص طربا واحس بنعمة في العبادة ولذة المناجاة. ولهذا صار يستر عن هؤلاء الموفقين اه من الصالحين. عبارات تنم عما يجدون في في عباداتهم كما يقول احدهم انه لتمر بي الساعات. اقول ان كان اهل الجنة في مثل ما انا فيه الان انهم لفي عيش طيب ويقول اخر والله لو يعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه من طيب العيش لجالدونا عليه بالسيوف يخيل لبعض السدج والبسطاء ان اصحاب الاموال الطائلة والمراكب الفارهة والقصور الفاخرة انهم يعيشون في غاية النعيم وما علم المسكين ان النعيم انما يكون في القلب شيخ الاسلام ابن تيمية لما اودع السجن قال ما يصنع اعدائي بي؟ انا جنتي وبستاني في صدري. انا رحت فهي معي لا تفارقني انا سجني خلوة ونتي سياحة وقتلي شهادة فما يصنع اعدائي بي هذه المعاني ايها الكرام ينبغي للمتعبد ان يستحضرها دوما فان هذا الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدنيا واختم بالسبب الثامن من اسباب حسن العبادة الا وهو اداء كل عبادة في وقتها المناسب فان هذا من توفيق الله وقد عقد المقريزي رحمه الله فصلا ماتعا في كتابه تجريد التوحيد المفيد في مقامات المتعبدين. اه وذكر فيها اصناف المتعبدين وسلوكهم وان حظهم اوفرهم حظا واحسنهم حالا هم الموفقون فقال فافضل العبادات قال عن الصنف الرابع افضل العبادة العمل على مرضاة الرب سبحانه واشتغال كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته. ثم ظرب امثلة فقال فافضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد وان ال الى ترك الاوراد من صلاة الليل وصيام النهار بل من ترك اتمام صلاة الفرض كما في حال الامن. ولهذا شرع الله صلاة الخوف والافضل في وقت حضور الضيف القيام بحقه والاشتغال به والافضل في وقت السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء. والافضل في وقت الاذان ترك ما هو فيه من الاوراد اشتغال باجابة المؤذن والافضل في اوقات الصلوات الخمس الجد والاجتهاد في ايقاعها على اكمل الوجوه مبادرة اليها في اول الوقت والخروج الى المسجد وان بعد والافضل في اوقات ضرورة المحتاج. المبادرة الى مساعدته بالجاه والمال والبدن والافضل في السفر مساعدة المحتاج واعانة الرفقة وايثار ذلك على الاوراد والخلوة. والافضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب يعني جمع القلب والهمة على تدبره والعزم على تنفيذ اوامره اعظم من جمعية القلب اه من من جاءه كتاب من السلطان على ذلك. يعني اراد ان يمثل بانك اذا قرأت القرآن احتفي به وتدبر اعظم من من حفاوتك من كتاب او خطاب وردك من السلطان لان من اوحى بهذا هو ملك الملوك سبحانه. فحري ان تحتفي به اعظم من اي شيء والافضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر الى غير ذلك هذا المعنى معنى ينبغي ان نلتقطه وان نعيه والا يقول احدنا لا اريد احد يعكر علي ترتيبي فعلي اه تعودت عليه لا اذا طرأ طارئ وعرض عارض فانه يجعل المفضول فاضلا فاشتغل به ونوع العبادات ولا تكن اسيرا لقوالب واوضاع معينة. الا فيما اوجب الله تعالى. اما ابواب الطاعات والبر فانظر ما هو الانسب في تلك اللحظة. وفي ذلك المقام فانك بهذا تحصل اعلى المقامات واستمع الى هذا الحديث العظيم حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما وكان ابو بكر حاضرا هل منكم احد اطعم اليوم مسكينا قال ابو بكر انا قال هل منكم احد اصبح اليوم صائما قال ابو بكر انا قال هل منكم احد عاد اليوم مريضا قال ابو بكر انا قال هل منكم احد اتبع جنازة؟ قال ابو بكر انا. الى اخر الحديث هذا هو السلوك الشرعي ان يبحث الانسان عن ابواب الخير المختلفة ويضرب في كل شيء بسهم ولا يتقيد بوضع معين بل كل خصال الايمان باب مشروع له يتنقل بين اه حدائقه اليانعة ويقطف من ثمارها. ولا يرتهن معينة تأسره وتمنعه من بلوغ الخير ايها الكرام ايتها الكريمات ما احوجنا الى حسن العبادة التي ندبنا الله تعالى اليها كما استهللنا هذه الكلمة قوله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق واحسن الاعمال فانه لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئ الاخلاق وسيء الاعمال فان لا يصرف سيئها الا انت والحمدلله رب العالمين