قل هذه سبيلي. الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الخامس من سلسلة مجالس المحاسن التي نستطلع فيها محاسن الشريعة التي بها صلاح كل جيل وقبيل في كل زمان ومكان. وعنوان هذه الحلقة هو حسن العشرة وهو موضوع ذو صفة اجتماعية مهمة جدا نحتاج اليها اذ الانسان ايها الكرام مدني بطبعه قد جبل على معايشة الخلق ومعاشرة الاخوان ولذلك نتساءل لماذا تنحل كثير او لماذا نسمع بانحلال كثير من الروابط الاجتماعية تسمع باخوين صاحبين عاشا دهرا طويلا متصافيين. ثم يبلغك انهما افترقا وتباغض تسمع باخوة تحدروا من صلب رجل واحد وخرجوا من رحم امرأة واحدة ثم اذا بهم يبلغون المحاكم في اه خصوماتهم تسمع بزملاء عمل يجمعهم سقف واحد في العمل وبينهم من البغضاء والشحناء ما الله حتى لا يتحول المكان الى مجموعة من التحزبات بل تسمع بجماعة مسجد من المساجد يقع بينهم من التحريش ما لا يليق بذلك المكان الذي ينبغي ان يكون محلا للتآلف. ما السر في ذلك ايها الكرام؟ انه راجع الى سوء العشرة فمن الناس من يوفق فيكون حسن العشرة حتى لكأنما هو مغناطيس. يجلب النفوس اليه. ومن من يكون فظا غليظا شرسا في معاملته حتى لكأنما هو قنفذ. يخشى الناس ان ان يصيبهم منه الشوك. هذا الحال لذلك كان من توفيق العبد ان يحرص على حسن معاشرة الخلق وقد ادب الله تعالى عباده المؤمنين بذلك وقال كونوا عباد الله اخوانا انما المؤمنون اخوة اراد الله تعالى من عباده المؤمنين التآخي والتآلف والتواد والتحاب والتراحم وامتن عليهم بذلك فقال سبحانه والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم نبيه صلى الله عليه وسلم قال ناصحا لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوان المسلم اخو مسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرئ من الاثم ان يحقر اخاه المسلم النصوص الشرعية القرآنية والنبوية متوافرة متكاثرة على تعزيز الرابطة المجتمعية واشاعة المحبة بين المؤمنين مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وفي هذه العجالة ايها الكرام ساشير الى جانبين من جوانب العشرة او حسن العشرة احدهما ما يتعلق بالعشرة المجتمعية بين الاصحاب والاخوان والثاني ما يتعلق باخص من ذلك وهو العشرة الزوجية ينبغي للمؤمن ان يكون هينا لينا لطيفة مؤلفا ليس بفض ولا غليظ. كما قال الله تعالى واصفا نبيه عليه الصلاة والسلام فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ان الاقوال والتصرفات التي يتعاطاها الانسان مع محيطه آآ المجتمعي هي التي آآ تكسب المودة والمحبة ينتج عنها حسن العشرة. فمما ينبغي للمؤمن في باب حسن العشرة ان يتصل البشاشة وطلاقة الوجه فان هذه لا تكلفه شيئا. ان هي الا اسارير في الوجه يطلقها فيبتسم حينما يلقى اخاه هذه الابتسامة هي مفتاح المودة. بعض الناس تلقاه مقطب الوجه عابس الجبين لا يشعر السرور عند لقيه فعود نفسك ايها المؤمن ان تكون بشوشا وان تكون طلق الوجه ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق. ربما بعض الناس لم يعتد على هذه العادة الحميدة. لكن بامكانه ان ان يتعود ان هذا لا يكلفه الا ان يطلق بعض العضلات. في محياه فيتهلل وجهه بالسرور. فاذا لقي الناس في هذا الوجه انشرحت له صدورهم. والنفوس مجبولة على حب من احسن اليها من ذلك ايضا وقد تكلمنا عليه سابقا حسن المنطق بان ينتقي الانسان الالفاظ اللطيفة الجميلة المحببة التي تأسر القلوب عند حديثه مع الناس. ان من الاصدقاء والزملا من يستخدم اسلوبا آآ جاف في الحديث مع اصحابه بناء على الثقة كما يقول او كما يعبر اهل مجتمعنا امياله من باب امياله يرى انه لا بأس ان يسدد بعض الكلمات المحددة والمدببة الى اخوانه لكن هذه في الواقع تحفر واثرا في النفس وان قابلها صاحبك بشيء من آآ الابتسامة وغير ذلك لكنها ربما اصابت مقتلا الى شيء من الجفوة والقطيعة مما ينبغي للانسان ان يبذله ليحقق حسن العشرة مع اه اخوانه ابداء الشكر والثناء وعدم فاذا احسن اليك احد فقابله بالشكر. والثناء عليه ولا تكن كنودا جحودا. اه بعض الناس حينما تسدى اليه خدمة لا يرفع بذلك رأسا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تقدروا ان تكافئوه فادعوا له حتى تظنوا انكم قد كافئتموه. ماذا يضيرك ايها الاخ ان تقول لصاحبك؟ جزاك الله خيرا ونحوها من العبارات اللطيفة. او حتى ان تبعث له برسائل في هذا الصدد. لتعبر فيها عن مودتك وشكرك لما اسدى اليك ولا تكن جحودا لا تعرف معروفا وتكتم الفضل ونحو ذلك ايضا من اعظم اسباب آآ بقاء المودة وضدها يؤدي الى آآ ضدها ايضا الحسد عافانا الله واياكم فان من الناس من يكون مسكونا بالحسد فيتمنى زوال النعمة عن اخيه وصاحبه ولا يفرح له بنعمة الله وفضله. وهذا لا ريب انه من اعظم اسباب القطيعة. فمن كان مسكونا بالحسد فانه يتأذى داخليا ويؤذي غيره خارجيا فبئس الحسد صفة. والذي ينبغي للانسان ان يحمد الله تعالى على ما اتاه من فضله. وان يغبط غيره اه ليس معها حسد اي يتمنى حصول الخير له كما حصل لاخيه والحسد يذهب الحسنات او يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. فعلى الإنسان اذا كان يجد في نفسه شيئا من ذلك ان يسارع باثناء مادته وحسمها وعدم ابقاء شيء منها يتلجلج في ضميره بل نحمد الله تعالى على ما اتاه وعلى ما دفع عنه من الاذى يعني يفرح لاخيه بما حباه الله تعالى من نعمه فان ذلك اجدر ان يؤتى مثله. وفي الحديث انظروا الى من هو اسفل منكم. ولا تنظروا الى من هو اعلى منكم فذلك احرى الا تزدروا نعمة الله عليكم. ايضا ايها الكرام ومما ينبغي ان يوطن للانسان نفسه في للخلق الكرم والبذل وآآ صنائع المعروف والا يكون ممسكا آآ بخيلا اه قاتورة بل عليه ان يعود نفسه على البذل ولو قل على الكرم ولو بشيء يسير مما بين يديه لكن لا ولا يمسك فان الكرم والبذلة والعطاء والمن تترك اثرا حميدا في نفوس الناس. فهذه صفة حميدة ثم عليه اذا صنع ذلك ان يحذر من المن فان الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. من الناس من يبذل المعروف صاحبه لكنه يؤذيه بعد ذلك بكثرة المن وذكر مواقفه معه فهذا مما يفسده اجعلوا الامر عكس مراده. من اسباب حسن العشرة ايها الكرام الصبح عن الزلات والعفو وقبول المعابير وعدم التأنيب والعتب. وهذا مهم جدا في العلاقات الاخوية بين زملائي والاصحاب اذا كان الانسان كثير العتب يعني ما نسميه الشره ثقل على الاخرين اذا كان آآ لا يدمح كما يقال ولا يقيل العثرة فان الناس تتحاشاه. اما اذا كان الانسان يقبل المعابير ويلتمس المعابير يحمل صاحبه على احسن المحامل فان هذا يدعو الى محبته والقرب منه. من اداب المجتمعية ايضا التي ينبغي ان يتحلى بها الانسان وهي من اللطائف عدم مواجهة الانسان بما يكره لا ان ينافقه لا لكن لا يشبهه بما يكره بما يكره جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه ثياب فيها صفرة. صفرة شديدة وهذا مما لا يليق بلبس الرجال وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لبس الاصفر والمعصفر. فلما ادبر الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لو قلتم له ان عنه هذه الصفرة. وكان بابي هو وامي يكره ان يجبه الانسان بما يكرهه لذلك ينبغي للانسان ان يتلطف في ايصال ملاحظته لاخيه ايضا ايها الكرام وهي من اعظم اسباب استبقاء المودة. وعدم التفطن لها يؤدي الى القطيعة والخصومة. ان يكون الانسان على قدر كبير من الحياء وترك التبدل والاسفاف وكثرة المزاح بعض الاصحاب اه يحصل بينهم نوع من سقوط الكلفة الشديد الى درجة انه اه يتخوض في ما لا يليق في العبارات والدناءات التي لا تزال تتراكم حتى تؤدي الى قطيعة اه مستديمة ومن اعظم ما يقع ذلك في اجواء المزاح. والمزاح كما قيل كالملح في الطعام فقده لا يصيغ الطعام وزيادته تؤدي الى اجساده. فينبغي للانسان في مزاحه مع اخوانه ان يلتزم بالحدود النبوية في المزاح. كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح اصحابه. ويداعبهم لكن دعابة خفيفة لطيفة. تجمع بين وصفين انها لا كذب فيها ولا فحش مرة مثلا قال امسك احد اصحابه من من ورائه وجعل ينادي عليه وهو في السوق من يشتري العبد ييسر للعبد وقد صدق فالناس كلهم عباد الله تعالى. فجعل هذا الرجل يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اذا يا رسول الله تجدني كاسدا. يعني لا احد يشتريني. هذه مداعبة لطيفة. من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي اراد ان يحمله آآ على الجهاد قال ان حاملك ان حاملوك على ولد الناقة وظاهر العبارة توهم بانه سيحمله على اه يعني اه الصغير من الابل. القعود وهي لا تحمل الرجل. قال ما عسى ان مع ابي ولد الناقة. فقال وهل يلد الابل الا النوق؟ فهو وان كان بعيرا فهو ولد الناقة وكذا لما قالت آآ له الماء العجوز ادعوا الله ان يجعلني من اهل الجنة. قال انه لا يدخل الجنة عجوز فلما استنكرت ذلك قال الم تسمعي قول الله تعالى انا انشأناهن انشاء فجعلناهن ابكارا عربا اترابا يعني ان المرأة لا تدخل بصفتها عجوز ولكن تدخل بصفتها آآ الحسنة وهكذا لهذا نقول ايها الكرام ينبغي للاخوة ان يبتعدوا عن الاسفاف في المزاح الذي يؤدي الى اغار الصدور واثارة الشحناء فاذا انفض السامر وذهب كل الى بيته اخذ الشيطان يفتن في الذروة ايها الغارب ويذكر كل واحد بما قال فلان. ولعله قصد كذا. اراد كذا. ثم يجمع الكلمات المتقاطعة والمنثورات ويضم بعضها الى بعض ليكون منها خيالا كاذبا ونسيجا يعني وهميا يؤدي الى القطيعة بين بين الاخوة ايضا مما ينبغي ان يتحلى به المؤمن في معاملته ومعاشرته للخلق بسلامة الصدر وحسن الظن يستبطل سوء الظن بالاخرين. تعامل مع الناس على ظاهرهم. لا تسيء الظن حينما ترى امرا او حدثا فتحمله على محمل سيء او اه تفسره تفسيرا سلبيا. خذ الامور على ظاهرها وببساطة ولا تحاول ان اه تتكلف امرا لا وجود له. كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى اه اصحابه ان يأتي الرجل يحدثه عن الرجل. يقول فاني احب ان اخرج اليكم وانا سليم الصدر وانا سليم الصدر. فاحرص ايها المؤمن على سلامة صدرك لجميع المؤمنين لا تدع في نفسك ما يتلجج فيه. فان وقع في نفسك شيء من ذلك فبادر بالتخلص منه ومما جرى في هذا انه تلاحى مرة ابو بكر وعمر رضي الله عنهما فانصرف كل منهما الى بيته فلما بلغ عمر رضي الله عنه بيته يعني اسف ثم قصد بيت ابي بكر ليعتذر اليه. فوجد ابا بكر قد سبقه الى النبي صلى الله عليه وسلم الشاهد من هذا ان عمر رضي الله عنه لم يشأ ان يدع للشيطان مجالا ليوسع الخصومة والخلاف. فتطول وتعرض تتعمق وتمتد بل رأى ان يبادر لحسب هذه المادة وكثير من الناس تنشأ الخصومة بينه وبين صاحبه ثم تمتد لسنين. حتى لربما امتدت الى الموت وحينئذ يفوت الفوت ويأسف ان وقع منه ذلك وربما كان هذا من ذوي قرابته ورحمه الذين يجب ان يصلهم. فلهذا يا كرام من احسن ما يوفق اليه العبد اذا وقع في نفسه شيء على اخيه ان يبادر تفريغ هذه المادة. ليس بالعتب قبيح ولكن بالعتب الجميل. لانه كما يقال وقد احيانا تطبق على غير وجهها. يقول الناس العتاب صابون القلوب. لكن العتاب الذي هو صابون القلوب هو العتب الجميل. العتب اللطيف اما العتب القبيح فانه ليس صابونا. بل هو مزيج تدنيس للقلب. يعني يأتي يعني يلقي ما في نفسه فيزيد الامر سوءا هذا لا يثمر. لكن ائت صاحبك بنية الاصلاح. وقل يا اخي هذه ركضة شيطان زلة وهفوة لسان. ولا ينبغي لنا ما بيننا اكبر من هذا. فان كنت اخطأت عليك فاء العذر والسموحة كما نقول وان كنت اخطأ اخطأت عليه فانت في حلم. ينتهي الامر يرفع هذا الملف ويتجاوز الانسان هذا الموقف. اما اذا كان الانسان من طبعه الوجد يعني ان يحفظ المواقف ويحقد فهذا يؤذيه ويفرق ما بينه وبين الناس حتى يبقى وحيدا منفردا منبوذا. اما من عود نفسه على ان يستفرغ هذه المادة من خاطره ولا يدعها تؤذيك انه باذن الله تعالى يوفق ويستبقي المودة ايضا من اسباب حسن العشرة معشر المؤمنين والمؤمنات ومن بلغ التواضع التواضع وعدم التكلف. ينبغي ان تتضع لاخوانك. ولا تشعرهم بالتفوق عليهم. او اه اه انك في مستوى اه احسن منه. كن متضعا مع اخوانك في منطقك ومجلسك. وفعلك وايثارهم وتقديمهم الى غير ذلك. ومن قرأ في سير المتواضعين وجد كيف انعقدت القلوب على محبة المتواضعين وبغض المتكبرين عود نفسك على التخلق بهذا الخلق الكريم ايضا وهو مهم جدا ايها الكرام. وعدمه من اعظم اسباب القطيعة الانفعال والغضب. ان كثيرا مما يفسد العلاقات بين الاخوة والاخوات هو الانفعال والغضب وعدم التحكم به فتجد الانسان لموقف من المواقف ينفعل ثم يلقي بالكلام جزافا غير موزون. وربما تصرف تصرفا غير لائق. وكما هي الحال بمن كسر الجرة. فان رأبها ممتنع. فلهذا ينبغي للانسان ان يتذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجل حين اتى اليه وقال اوصني قال لا تغضب. فردد مرارا قال لا تغضب اذا وقع من اخيك شيء فاياك ان تعطي ردة فعل مباشرة اكظم غيظك كما قال الله والكاظمين الغيظ حتى تبرد سورة الغضب في نفسك ثم تحدث فانك ان تحدثت في حال غضب يعني اتيت بما تندم عليه وفهت بما تتمنى ان لم يكن قد صدر منك اه ايضا من من الامور التي اه تؤدي الى حسن العشرة بين المؤمنين التزاور التزاور والتواصل ولهذا جاء في الحديث وجبت محبتي للمتزاورين في والمتجالسين في والمتبادلين في وقد قال قبل ذلك هو المتحابين في. فاسس علاقاتك على هذا الاساس المتين. ان يكون لله عز وجل تكون زيارة لله وبذلك لله ومحبتك في الله. وهكذا فان هذا يعطيها بعدا عميقا لا ينقطع الى يوم الدين. الم يقل الله تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون. واختم هذا المتعلق بالعلاقات المجتمعية بامر مهم جدا. الا وهو الحذر من الوشاة والنمامين فان مما يؤدي الى فساد العلاقات بين المتحابين هو ان يدب نمام واشم يحب السعاية فينقل الكلام بين المتحابين فيفسد ما بينهم اياك ان تقبل خبر فاسق بنبأ او نبأ نبأ هذا الفاسق تبين فاذا اتاك من ينقل لك كلاما فقل له اما وجد الشيطان بريدا غيرك اما وجد الشيطان بريدا غيرك؟ يعني لما انتدبت لهذه المهمة؟ وثق ان الذي ينقل لك ينقل عنك احذر من هذا الصنف من الناس ولا تدعهم اه يفسدون بنيانك ويدمرون اه عمرانك هذه الحزمة من الاداب ايها الاخوة والاخوات آآ تؤدي باذن الله تعالى الى تقوية اللقمة والرابطة المجتمعية فينشأ مجتمع متحاب متآلف كريم علاقاته المجتمعية راقية ورفيعة بذوق وادب ولا تكون منحطة متدنية يعبر عن المودة فيها بما ليس صوابا من الاقوال والالفاظ النابية والمزاح الثقيل وغيرها والجانب الاخر الذي آآ ينبغي ان يولى اهمية كبيرة اتكلم عليه بايجاز العشرة الزوجية. اذ ان الصق الناس بك ايها الانسان هي زوجك التي قال الله لك هن لباس لكم وانتم لباس لهن لهذا ايها الاخوة اسس الشرع الحنيف العلاقة بين الزوجين على ركنين عظيمين. احدهما يتعلق بالزوج ابتداء والثاني بالزوجة. اما الزوج فقد قال الله تعالى وعاشروهن بالمعروف. فلما كان للرجل صفة الولاية والقوامة فان الله تعالى امره بان يعاشرها بالمعروف. وهذه العبارة المحكمة الجامعة لانواع الفضائل لا يمكن ان نحدها بكلمات قليلة لكنها تدل على ان يعامل الزوج زوجته بما ترى به العرف الصالح من الاكرام والاحترام وبذل النفقة الواجبة المنطقة السليمة وغير ذلك ان كثيرا من الزيجات انفضت بسبب بذائة الزوج احيانا في الفاظه حتى ان من الازواج من يلعن زوجته ويلعن اهلها ويسبهم. ما ذنبهم؟ الا انك غضبت على زوجتك تؤذيها بما يقدح في دينك ذمتك هذا لا ريب انه من سوء العشرة ومن الازواج من يقتر على اهله وقد امر الله بالنفقة دون اذلال او اذلال ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف يجب ان يبذل النفقة الواجبة دون من ولا اذى ولا تقتيل ولا مماطلة فان هذا خالص حق الزوجة كما امر النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. فاذا اكرم زوجته اكرمته واذا حشمها حشمات. واذا احسن اليها احسنت اليه. وهذا مجرب عند بعض الموفقين. الذين عاملوا نساءهم معاملة كريمة فقابلناهم بالمثل. كما ان العكس بالعكس وهو ان من الرجال من يكون فظا غليظا فتقابله المرأة بمثل ذلك لانها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء ولم يقل استوصوا بالرجال. لان للرجل من القدرة والتحكم بعواطفه ما ليس للمرأة كما ان له من القوامة ما ليس لها فهي ضعيفة بالنسبة اليه فيجب الله تعالى فيها اما واجب الزوجة هي لزوجها وبه تحصل العشرة بالمعروف فهي طاعة في غير معصية الله بان لا تنشز على عليه ولا تتكبر عن طاعته تأملوا كيف قال الله تعالى في هذه المسألة يقول الله عز وجل والصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن؟ ومعنى نشوزهن يعني ترفعهن عن طاعتكم. واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. ان الله كان عليا كبيرا. فارشد الله تعالى الى ان الواجب من جهة الزوجة ان تطيع زوجها بالمعروف. وان لا تجعل من نفسها ندا له. فان هذا يكسر رجولته ويحمله على ظلمها لكن المرأة اذا عاملته بانوثة وبلطف وبانقياد وسلاسة رحمها واشفق عليها ورق لها وآآ عاملها تعاملا كريما. اما اذا كانت الزوجة آآ تقف في وجهه تعانده وتلاسله تدخل معهم في سجلات كلامية لها اول وليس لها اخر فانها توغر صدرها عليه ويؤدي ذلك الى سوء العشرة بينهما. لكن ان هي اطاعته وقالت انا لا اخرج عن نظرك يا ابا فلان. آآ انت كذا وكذا وقالت له كلاما طيبا فان هذا فكانما تقوده بسلك من حرير واذا جرى منها ذلك فقد امره الله تعالى ان يحسن اليها. فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. ثم ذكرهم الله تعالى باسمين عظيمين جليلين من اسمائه. فقال ان الله كان عليا كبيرا. يعني لا يحملك تعاليك عليها على ظلمها فالله تعالى هو العلي ترى انك اكبر منها فتكسرها فان الله تعالى هو الكبير. ففي هذا موعظة بليغة لهذا معشر المؤمنين والمؤمنات علينا ان نحيل بيوتنا الى جنات وارثة. وان نحيي حياة سعيدة. لماذا يعيش الانسان في منزله وكأنه في التوت كانه في كأنه في سجن. هذا حرمان. هذا عمرك تقضيه بين هذه الجدران مع هذا المخلوق الذي ساقه الله اليك وخطبتها من اهلها. فعش معها حياة طيبة سعيدة واصطلح واياها فان الامر كما قال الله والصلح خير. واعلموا يرعاكم الله ان هذه الكلمة المحكمة والصلح خير تعني معنى دقيقا. اذ الصلح ليس معناه ان يأخذ الانسان جميع ما يرى انه حق له. كلا الصلح هو ان يتنازل الانسان عن بعض حقه في سبيل تحصيل باقي. هذا هو الصبح. يعني ان فيه نوع من التفاوض والتنازل لتصل الى حل توفيقي. اما اذا كان كل من الطرفين يريد ان يستوعب حقه كاملا فان هذا لا يحصل به التواؤم فلتكن هينا لينا قابلا المراجعة والمفاوضة لتحيا حياة سعيدة. وليتنفس ابناؤك وبناتك في جو نقي بعيد عن التأزيم الحرج والشدة فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا جميعا لاحسن الاخلاق واحسن الاعمال فانه لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيء الاخلاق وسيء الاعمال فانه لا يصرف سيئها الا هو والحمد لله رب العالمين قل هذه سبيلي على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان