الصغير والكبير من المسلمين. كيف لا وقد قرن الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بنفسه هي ايات كثيرة ان امنوا بي وبرسولي. ولم يقبل الله تبارك وتعالى من اقوام زعموا الايمان به حتى يتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل ان حق النبي صلى الله عليه وسلم من اعظم الحقوق على بعد حق الله تبارك وتعالى. واذا كان الانسان يعرف لمن احسن اليه قدر احسانه وللجيران حقوقهم ولاصحاب حقوقهم وللاولاد حقوقهم وللوالدين حقوقهم فان حق النبي صلى الله عليه وسلم فوق ذلك واعظم ذلك. الغاية ما يصل اليه الوالدان انهما سببا في اطعام والشراب. وفي ايصال بعض الخير للانسان. اما النبي صلى الله عليه فانه اخذ بنواصينا ويرشدنا ويهدينا الى جنة الخلد الى حيث السعادة الابدية كما قال عليه الصلاة والسلام ان مثلي ان مثلي ومثلكم كمثل رجل او قد نارا فاذا بالهوام والفراش تتهافت فيه. واني اخذ بحجزكم امنعكم من ان تقعوا في النار. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك لما فهم الصحابة الاجلاء رضوان الله تعالى عليهم هذا الامر العظيم كانوا يقولون في افعالهم كما في الحروب في غزوة احد وغيرها يا رسول الله لا ترفع فانه ربما يصيبك سهم اغر. ويقول احدهم نحن دون نحرك يا رسول الله. وصدري دون صدرك يا رسول الله. وهكذا كانوا يدافعون ويذبون عن النبي صلى الله عليه وسلم بالسنتهم في شعرهم وبمقالاتهم في كتاباتهم حتى انه كان خبير رضي الله تعالى عنه اسيرا عند المشركين في مكة فقال له ابو سفيان وهو يومئذ كان كافرا قال له اتتمنى ان تكون بين اهلك وبين ظهراني اهلك ومحمد صلى الله عليه وسلم عندنا نصيب منه ما نريد. فقال رضي الله تعالى عنه والله ما تمنيت ان يكون عند اهلي اصبح بين ظهرانيهم امنا وان محمدا صلى الله عليه وسلم ليشاك بشوكة. هكذا علموا وعرفوا قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم اولا يكفي المرء ان يعلم قدر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا قال عنه ورفعنا لك ذكرك لا يقبل الله عز وجل الشهادة بالتوحيد ما لم تكن مقترنا بشهادة ان محمدا رسول الله يقول عليه الصلاة والسلام لو كان موسى ابن عمران حيا ما وسعه الا ان يتبعني. والله جل وعلا اخذ العهد والميثاق على الانبياء السابقين. وهم من هم في الفضل وهم من هم في المنزلة عند الله؟ لان بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليكونن من اتباعه كما قال الله عز وجل وان اخذ الله ميثاق النبيين اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه. قال اخذتم على داركم يسرين؟ قالوا اقررنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين. محمد صلى الله عليه له حقوق علينا. ووالله ان الانسان يتعجب كيف يطرف للمسلمين طرفة؟ ويرمش للمسلمين عينا وتدعو لهم المائل والمشارب وهو عليه الصلاة والسلام. يتكلم في عرظه ليلا ونهارا صباحا ومساء ممن ينتسبون الى الاسلام زورا وبهتانا يهتكون عرظه في اهله يتكلمون في نفسه صلوات الله وسلامه عليه. لو كان ذلك من الكفار لم يكن مستغربا اذ الكافر عليم ورسله عدو لله وعدو للرسل وعلى رأسهم خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن يتكلم في رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء يدل على الاهانة او يدل على التحقير وغير ذلك من سخرية فهذا الذي يتعجب منه الانسان ولا رادع ولكن الله جل وعلا ينادي عنه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فوالله ما تكلم في علم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا في جنابه احد الا هتك الله ستره الا فضح الله امره الا جعله عظة للمعتبرين. ان الله يدافع الذي امنوا فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم عصمه الله تبارك وتعالى والله جل وعلا يعصم نبيه صلى الله عليه وسلم حتى ممن يتكلم فيه فيأخذه حتى قال الله جل وعلا في الذين خاضوا في عرضه لولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا عظيم يعلمكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين. ولولا رحمة الله جل وعلا وعرض التوبة على الذين يخوضون في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لهلكهم في ساعتهم وفي لحظتهم ولولا ان ولولا ان سمعتم ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة لمستكم فيما خضتم عذاب عظيم ولا يغترن انسان بسعة رحمة الله جل وعلا فان الله سبحانه وتعالى يأخذ من الظالمين حق المظلوم فكيف اذا كان المظلوم في هذه الجهة عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعرفون بما لا يفهمون ويخوضون فيما لا يعقلون. يريد بعض الناس ان ويكتب كيفما ابتغى. وينسى هذا المسيكين ان ثم يوم حشر فسيحشر مع من؟ جاء رجل كما جاء في حديث نعم في هذه الاونة الاخيرة يتكلم بعض المنتسبين الى الاسلام في رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يدل على النقص وقد اجمع علماء المسلمين كما ذكر ذلك القاضي عياض في الشفا ونقل ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الصالم المسلوم المسلول على شاتم الرسول ان من تكلم في عرظ رسول الله صلى الله عليه وسلم او خاض في جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدل على السخرية والاستهزاء انه يقتل عنده لو كان من المسلمين لو كان المسلمون اه عندهم غيرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم لما حصل هذا الذي ولكن مع الاسف نجد عند المسلمين غيرة لانفسهم ولامهاتهم ولابائهم ولقبائلهم. ولكن قليلا او قلة ممن يتكلم في هذا المسألة ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم علينا كثيرة. اعظم هذه الحقوق الايمان به صلوات الله وسلامه عليه ايمانا صادقا بانه رسول الله وخاتم المرسلين. كما قال الله عز وجل تؤمنن به. هذا حق عظيم من حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا وهو يدعون الى جنة عرضها السماوات والارض؟ من حقه عليه الصلاة والسلام علينا نصرته وتأييده ولتنصرن ولذلك يقول الله عز وجل انا ارسلناك بالحق شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله رسوله وتعسروه وتوقروا. فتعذير النبي صلى الله عليه وسلم هي نصرته. وتوقير النبي صلى الله عليه وسلم حق من حقوقه عليه الصلاة والسلام علينا. كيف ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ونحن ليس لنا من الولايات شيء الولايات التي فيها اقامة الحدود والحكم القضائي ونحو ذلك. فان هذه الامور لمن ولاهم الله تبارك وتعالى الامر وليس له فوضى كيف نؤدي نصرة النبي صلى الله عليه وسلم علينا؟ نظهر سنته صلوات الله وسلامه عليه نظروا حبنا له عليه الصلاة والسلام باتباعه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ولا نكون في مثل هذه العواصف التي تعصف الامة لا يكون هواجين هياجين وانما نكون متبعين بالسنة حيثما نحب وحيثما نكره. فيما نحب وفيما نكره فيما يكون فيه حظ لانفسنا وفيما لا يكون فيه حظ لانفسنا نتبع في ذلك كله سنة ابي القاسم صلوات الله وسلامه عليه. من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقه عليه الصلاة والسلام فيما اخبر. وتفضيل قوله على قول من سواه من البشر. واطاعته صلوات الله السلام عليه في مهمة في كل صغيرة وكبيرة. نتبع عليه الصلاة والسلام في كل امر لانه الصلاة والسلام قد بلغ البلاغ المبين. وهو عليه الصلاة والسلام ما ترك بابا من ابواب الخير الا وارشدنا اليه. ولا شبابا من ابواب الشر الا وقد حذرنا منه. كما قال عليه الصلاة والسلام ما بعث الله نبيا الا كان حقا عليه ان يدل امته وعلى خير ما يعلمه لهم وان يحذر امته شر ما يعلمه له. فهو عليه الصلاة والسلام قد فتح لنا ابواب الخيرات واغلق علينا وعنا ابواب الشرور لو اتبعناه. اما ان الانسان ينتبه عقله ويتبعه هوى نفسه ويتبع حظ نفسك في مثل هذه العواصف ونحوها. وفي مثل هذه المدلهمات فانه ربما يضر هدي النبي صلى الله عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم اكثر مما ينفع. من حقه عليه الصلاة والسلام علينا ان نعظمه ونجله او اعظم مما نعظم اباءنا وامهاتنا. اعظم مما نعظم ملوكنا وامراءنا. اعظم مما نعظم اي صاحب حق فهذا من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قد جاء في الحديث عن عبد الله عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال والله طالب ما كنا نستطيع ان نضع عيننا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. حياء من صلوات الله وسلامه عليه كانوا يوقرونه عليه الصلاة والسلام توقيرا عظيما حتى ما كانوا يستطيعون ان يضعوا عيونهم في اعين في عين النبي صلى الله عليه ومن ومما جاء في ذلك انهم رضوان الله تعالى عليهم قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من بالنفس الينا وان كان الرجل منا لا يقوم له لما يعلم من كراهته عليه الصلاة والسلام فكانوا من حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدمون ما يرونه تعظيما وتبجيلا لانهم يعلمون ان هذا الشيء لا يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتعلمون يرى ان الانسان الذي يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر معه تريد ان تحشر مع من؟ مع الطبالين والمزمرين مع هؤلاء المغردين الذين يقولون بما لا ابن مالك في الصحيحين من الاعراب فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت جوري ان يا رسول الله فاجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحما من صوته انهاهم. فقال الرجل يا رسول الله ان الرجل يحب القوم ولم يلحق به او لما يعمل عمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب يقول انس رضي الله عنه فما فرحنا بشيء فرحنا بهذا الحديث. فانا والله نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابا بكر وعمر والا نعمل اعمالهم ووالله ان محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست بالاقوال ان محبة النبي الله عليه وسلم حقيقته من اتباع حقيقته بالاقتداء حقيقته بالنصرة حقيقته بنشر السنة حقيقته ما ظهره رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في وقت المحن صلوات الله وسلامه عليه. قد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. يعز عليه صلوات الله وسلامه عليه ان يبقى ان ان يقع بعض امته فيما يوقعه في الحرج. ان يقع بعض امة في المهلكات في الموبقات في البدع في المحدثات. ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يحمل نفسه على ماء ربما شيء يكون فوق طاقته. رجاء ان يبلغ ذلك امته حتى انزل الله عليه طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى. وكان عليه الصلاة والسلام يحمل نفسه شدة في تبليغ دين الله جل وعلا حتى قال الله عز وجل له لعلك باخرا نفسك الا يكونوا مؤمنين ولذلك الله جل وعلا قال عنه وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. رحمة للعالمين. ولذلك المنصفون من اهل الغرب اعترفوا بهذا الشيء واقروا بهذا الشيء. وقالوا ان اعظم العظماء هو محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الاعتراف الكفار فكيف بمن ينتسب للاسلام يخوض وفي عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتنقصه زورا وبهتانا كان المهاجرون والانصار في احدى الغزوات فقال رجل من المنافقين لرجل لغلام لرسول صلى الله عليه وسلم ابعد عنا هذا الحمار يعني حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم فان نثن فان نتنه قد اذانه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله انك لمنافق تقول مثل هذا الكلام. فقام المهاجرون نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنافق. فتأملوا يا رعاكم الله كيف هذا الكلام؟ كيف النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان عليه الصلاة والسلام في احد الغزوات ولعله غزوة بني المصطلق او المريسيع فقال عبدالله بن ابي بن سلول رئيس المنافقين والله لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الادب وعنا بالاعز نفسه وبالادب يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وصل الى المدينة وقد نزل الخبر والوحل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ابنه عبد الله وكان رجلا فقال والله لا تدخلها حتى تقر انك الاذل وان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الاعز هذه النصرة هذه هي النصرة الحقيقية. ان يقدم الانسان رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه وعلى ابيه ولذلك جاء في الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنهما قال لا يغني احدكم حتى اكون احب اليه من هو ولد من والده وولده والناس اجمعين. وفي رواية ومن نفسه. وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. المحبة الحقيقية ان الانسان يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه. يقول علي رضي الله والله لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الينا من انفسنا واحب الينا من المال البارد في اليوم شديد الحر وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة لمحبيه في اخر الزمان قال يتمنى احدهم ان لو يلقاني بكلف نفسه وماله وولده. او كما قال عليه الصلاة والسلام فنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم انما ذلك بالاتباع ارسله الله جل وعلا رحمة للعالمين فكيف يخاض او في عرضك او في قوله او في سنته او في هديه. قد قال العلماء رحمهم الله كما ذكر ذلك جمع من اهل العلم ان من قال ان عرق حماية رسول الله صلى الله عليه وسلم نجن انه يكفر. تأملوا هذا الكلام العظيم. وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب لزيارة بعض الانصار وقد كان فيهم عبدالله بن ابي بن سلوم رئيس المنافقين وبعض المنافقين فقال وكان ذلك في اول مقدمه عليه الصلاة والسلام المدينة فقال عبدالله بن الابي بن سلول يا هذا ان قد اذانه فاذهب عنا الى رحلك. فمن احب منا ان يستمع اليك اتاه؟ فقال رجل من المهاب من الانصار الله تعالى عليه واظن مشهد ابن زرارة يا رسول او سعد ابن معاذ يا رسول الله تغشانا في مجالسنا فانا نحب ذلك واصبح يتكلم في عبد الله ابن ابي ابن سلول رئيس المنافقين. كيف يتكلم في رسول الله صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا قد زكى لسانه فقال وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى زكى عينه فقال فقال الله جل وعلا ما زاغ البصر وما طغى زكى الله جل وعلا خلقه. فقال الله جل وعلا كان على خلق عظيم زكى الله جل وعلا عبوديته. فقال سبحانه اوحى الى عبده ما اوحى. وقال سبحان الذي بعبده حنينا من المسجد الحرام وصفه باطيب الطيبات فقال الله جل وعلا الطيبات للطيبين للطيبات اولئك مبرءون مما يقولون. اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم معرفة حق النبي صلى الله عليه وسلم وان يجعلنا واياكم ممن ينصرون سنته وينشرون هديه ويقتدون به عليه الصلاة والسلام في المحن وفي المنح وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والحمد لله رب العالمين