اذا كان السحر لا يتوصل اليه اليه الساحر الا بالتقرب الى الجن. من هنا نعلم ان السحر حقيقته نوع واحد وهو ما يتوصل اليه الساحر من التقرب الى الشياطين وفعله بعض الطلاسم حتى يصل هذا الرجل الى آآ مرتبة معينة فيصبح الجن آآ خداما له ويطيعونه واما تسمية بعض خفة الحركة او الحركات الخفية سحرا فهذا يصدق عليه انه من باب اللغة والله سبحانه وتعالى ذكر شأن السحر في القرآن الكريم. وقال جل وعلا واتبعوا ما تتلوا الشياطين ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا. اليهود عليهم من الله ما يستحقون. زعموا ان سليمان عليه الصلاة والسلام ما ملك الجن الا بالسحر. وكان ذلك من وساوس الجن لهم وكان الملك الصالح والنبي المرسل سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. كان قد جمع كتب السحر كلها وقيل انه دفنها تحت كرسي عرشه ومملكته فوشى بعض الجن الى اوليائه انه انما ملك الجن بالسحر. وانظروا كيف انه كان يحمل كتبا من ذلك تحت كرسيه فلما حفروا وجدوا ذلك كذلك. فظنوا لجهلهم او لحبهم للسحر ان نبي الله سليمان كان كذلك فاتهموه عياذا بالله بانه ساحر. وانه ملك الدنيا بالسحر سيرت الريح بالسحر فقال الله جل وعلا واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. وما كفر سليمان هذا هو الحال. ومعنى هذا وما كفر سليمان اي لم يكن كافرا فلما قال وما كفر سليمان اي لم يقع في الكفر دل على انه لم يفعل السحر مطلقا ولكن ان الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر هذا هو التوجيه الذي وجه الله جل وعلا عباده الصالحين الى ان يعتقدوه. وهو ان الشياطين هم الذين كفروا ووصفهم ها هنا بالكفر مع قوله يعلمون الناس السحر الجملة تبين الوصف لماذا كفروا؟ لانهم يعلمون الناس السحر فدل على ان معلم الناس السحر كافر وحتى لا يتوهم متوهم ان المعلم هو الكافر وان المتعلم ليس بكافر اعقب الله جل وعلا ذلك بقوله وما من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. فدل على ان من يتعلم السحر ايضا يكون كافرا