ان السائل عند كثيرين انهم يظنون ان الكفار الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم غير مقرين بان الله هو خالقهم ومدبر امرهم. وهذا خطأ بين والعجب ان هذا منتشر في هؤلاء وهم يجدون في كتاب الله عز وجل الايات الصريحة الدالة على ان الكفار كانوا مقرين بان الله ربهم في قوله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله الى غير ذلك من الايات. ثم اورد الاية الجامعة في سورة يونس المذكور فيها كله متعلق بربوبية الله عز وجل فذكر الله الرزق. قل من يرزقكم من السماء والارض وذكر الله الملك في الاشياء امن يملك السمع والابصار وذكر اخراج الحي من الميت واخراج الميت من الحي ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ثم ذكر الامر الجامع ومن يدبر الامر تدبير الامر كله لمن في ظن الجاهل ان هؤلاء يقولون لاصنامنا وهذا غير صحيح بل بنص القرآن هم يقولون انه لله. هذه الاية في سورة يونس وفي اوائل سورة يونس قوله تعالى يدبر الامر. فهذا يعتقده المسلم ان الله هو الذي يدبر الامر. هنا حين سئلوا ومن يدبر الامر مع الاسئلة السابقة فسيقولون الله اذا فالكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين ان الله هو ربهم ما الفائدة؟ ان تعرف ان معنى لا اله الا الله ليس معناه الاقرار بان الله هو الخالق لان النبي صلى الله عليه وسلم لو اتى ليدعوهم للاقرار بان الله هو الخالق لقالوا نحن نقر بالله انه هو الخالق قبل ان تأتينا نحن واباؤنا كلنا نقر ان الله هو الخالق ولهذا كانوا يعبدون الاسم لله كما يعبدونه لاصنامهم. فرسولنا صلى الله عليه وسلم اسمه محمد ابن عبد الله عبد المطلب سمى ابنه عبد الله هذا بعبدالله لم يتعبدوا لله وهم كفار لانهم مشركون يعني خلطوا العبادة بالشرك والتوحيد هو الافراد ولهذا هذه الاشارة اشارة للتوحيد ولذا فالنبي صلى الله عليه وسلم ما مر بسعد وكان يشير باصبعيه في التحيات. قال احد احد يعني وحد المقصود بالاشارة هذه ليس مجرد رفع الاصوات هكذا المقصود اشارين التوحيد. احد يعني امره ان يوحد الله عز وجل هذه اشارة بالتوحيد الكفار ما كانوا كفارا بمعنى انهم كانوا يقولون اصنامنا هي التي تخلق وترزق بل يقولون الله هو الخالق والرازق والله هو الذي خلق هذه الاصنام والله هو الذي يملكها. وفي صحيح مسلم انهم كانوا اذا طافوا بالكعبة يقولون لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه امام لك. هم يعتقدون ان الله تعالى يملك هذه المعبودات والاصنام ولهذا يقول بعضهم يريش الله خالقنا ويبري ولا يبري يغوث ولا يريش الله هو الذي يخلق ويبري سبحانه. يقول اما يغوث هذا الذي هو معبود قومه لا يبري ولا يريش. هذا امر الى الله. فهم يعلمون ان مسائل الربوبية لله تعالى يقول اعرف هذي اذا عرفت هذه تبينت لك حقيقة شرك المشركين هو انهم كانوا مع اقرارهم بان الله هو ربهم الا انهم يصرفون العبادة لغيره تعالى وشبهتهم هي انهم يريدون ان تقربهم هذه المعبودات لله عز وجل طيب تأتي الى هذه الاصنام وهذه فائدة ذكرها شيخ الاسلام وذكرها ابن كثير وغيرهم وغيرهما هذه الاصنام الان شخص ينحت من خشب او من حجر صنما ثم يتعبد لهذا الصنم يقول اهل العلم لا هم يجعلون هذه الاصنام على صور يزعمونها للملائكة او للانبياء او للصالحين فيتقربون لهذه الصور يقول وعند ذلك تشفع لنا الملائكة ويشفع لنا الانبياء الذين هذه الصور نحتت على صورهم. وكذلك الملائكة وكذلك الصالحون يقول عندما نأتي ونتعبد لهذه المصنوعة من خشب او من حجر الملك الذي يزعمون ان هذا الصنم نحت على صورته يشفع عند الله عز وجل تأتيه مسألة اخرى هم هل يقرون بالاخرة؟ حتى يطلبوا الشفاعة هم لا يقرون بالاخرة والشفاعة هم في الاخرة. هذا اذا نبه عليه ابن كثير المقصود عندهم بالشفاعة الشفاعة في امور دنياهم من الرزق والنصر اما الاخرة فاكثرهم لا يقر بالاخرة وكانوا يريدون ان تشفع لهم في حاجاتهم الدنيوية انظر فقه الامام رحمه الله كيف بدأ بالقاعدة الاولى بهذه الطريقة لماذا؟ لانك اذا عرفت شرك المشركين وعرفت انهم رفضوا لا اله الا الله علمت ان لا اله الا الله ليس معناها انه لا معبود انه لا خالق الا الله. لان لو كان معناها لا خالق الا الله فهؤلاء يقرون ان الله هو الخالق الرازق اذا فما هو معنى لا اله الا الله؟ الذي ردوه يأتي ان شاء الله عز وجل. فهذه هي القاعدة العظيمة ولهذا سموا بالمشركين المشرك الذي يجمع شيئين اثنين وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا هذا الشرك يجعلون لله شيئا المعبودات شيئا ولهذا قال الله عز وجل انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لان لا اله الا الله تعني لا معبود حق فمعنى ذلك انك تترك التعبد لهذه المعبودات من دون الله فاذا عرفت حقيقة شرك المشركين عرفت الموضوع الاكبر الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم. ولاجل ذلك كانوا يهشون اذا ذكرت معبوداتهم فاذا افرد الله تعالى نفروا من ذلك وهذا بينه الله عز وجل في اكثر من موضع من كتابه فكانوا يؤمنون اذا خلط بين دعوة الله ودعوة هذه المعبودات اما ان يفرد الله عز وجل بالعبادة فيأبون وينفرون من ذلك فهذا معنى الشرك والسبب في هذا انهم كانوا يقرون ان الله هو الخالق الرازق المدبر. ولكنهم يعبدون غيره لاجل ذلك قال الله تعالى في سورة يوسف وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون المشرك هل يؤمن؟ نعم يؤمن بالربوبية ويشرك في العبادة وهذه الاية ننصح طالب العلم ان يراجع تفسير ابن جرير فيها تفسير ابن عباس تفسير قتادة تفسير مجاهد تفسير ابن زيد تفسير عامر ثمانية من السلف رحمهم الله رحمهم الله غفر الله لهم ورضي عنهم فسروا هذه الاية كيف الانسان يكون مؤمنا ومشركا في نفس الوقت فقال ابن عباس من ايمانهم اذا قيل من خلق السماء من خلق الارض من خلق الجبال قالوا الله وهم مشركون وقال قتادة لست تلقى احدا منهم الا اخبرك ان الله ربه وخالقه وهو مشرك في عبادته اذا فهم مشركون في العبادة مع اقرارهم بان الله هو خالقهم ورازقهم. فالايمان الموجود المنسوب لهم في هذه الاية وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون يعني ما يؤمنون بمسائل الربوبية الا وهم مع هذا الايمان بمسائل الربوبية يشركون في العبادة. نعم