بالنسبة لموضوع التباعد بين المصلين معلوم ان الاحوال الطارئة لها تأثير في تغيير هيئة الصلاة كالمرض والخوف ها والسفر كما قال تعالى ولا جناح عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى تضعوا اسلحتكم وخذوا حذركم. نفس المعنى ممكن نطبقه في موضوع الكورونا والظروف الشديدة اللي احنا بنمر بها لان فعلا الوباء الامر في غاية الجدية ومستفحل بطريقة خطيرة يعني وقد يكون التمن فيها هو الحياة حتى في الشباب وفي الاطفال فالموضوع جد ليس فيه اي نوع من الهزل. فمثل هذه الاعذار الخوف من حصول المرض هو بغلبة الظن. طبعا عذر مبيح لترك سنن بل يمكن ايضا تترك آآ واجبات لان الواجبات تسقط بالاعذار فيما يتعلق بموضوع التباعد بين المصلين استواء الصفوف والتراص فيها هو من سنن الصلاة. وليس من اركانها ولا شروطها لان الحديث تسوية الصف من تمام الصلاة او من حسن الصلاة او من اقام الصلاة كما اه في روايتين اخريين. تعليل علة الامر بسد الخلل كما في قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تسولن صفوفكم او ليخالفن الله بين قلوبكم واضح؟ والحديث الاخر رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بين الاعناق فهو الذي نفسي بيده اني لارى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها هدف. هو الامر هنا قيل ظاهره الوجوب بعض العلماء قالوا هو الاستحباب وطبعا حتى لو قلنا ان الامر ظاهره الوجوب فهو لا يؤثر بحيث يبطل الصلاة. واضح؟ يعني التباعد لا يبطل الصلاة على القول بالوجوب. لكن معناه الذي يتباعد هو اثم اثما مستقلا في حق فاعله بدون ان يؤثر في صحة الصلاة. هذا على القول بانه للوجوب وفي نفس الوقت ما هي الواجبات تسقط بالاعذار فالخوف من حصول المرض في مثل هذا الوباء هو آآ عذر على القول حتى الوجوب. فاذا خيف من تقارب المصلين ضرر فانهم يتباعدون رفعا للضرر الواقع او المتوقع. يعني ممكن التخلف عن صلاة الجماعة لعذر انتشار المرض هذا عذر ولكن اذا امكن ان احنا نحافظ على الشعيرة ونلازم صلاة الجماعة مع الالتزام بالاحتياطات بان تكون السجادة مستقلة لكل واحد. لان هو هو بيسجد نفسه بيخرج مع الهواء. فاذا كان على سجادة ناس كتير بتيجي فيها اه تصلي في نفس الموضع ممكن يكون سببا لانتشار المرض فيكون له سجادة مستقلة يضع عليها يديه وانفه وجبهته يرتدي الكمامة بان يستر الانف والفم التباعد المسافة بين المصلين والمحافظة على تعقيم الايدي والاسطح. فان شاء الله تعالى يكون هذا خاصة كمان اذا كان تباعد بين المصلين كمان جاي من السلطات المسئولة في الاوقاف فهذا ايضا يحتم ان احنا نلتزم هذا الامر ولا يحدث في شيء يحتمل انه فعلا مبني على اساس شرعي واحتمال راجح كمان. اما ارتداء الكمامة فالعلماء تناولوه من قبل تحت باب التلثم او شد اللثام بان يوضع على الانف وفم لان هذا هو اللثام او التلاثم والاصل في الشريعة كراهة التلثم في الصلاة بغير حاجة هذا مذهب جمهور العلماء وثبتت هذه الكراهة عن السلف. صحيح في حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يغطي الرجل فاه في الصلاة والحديث يعني العلماء ضعفوه والشيخ الالباني حسنه هناك ايضا حديث ان ابن عمر رضي الله عنهما رأى رجلا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غطى فمه فقام اليه فجبذه جبذا شديدا. مثل هذه النصوص النهي عن تغطية الرجل فهو في الصلاة. او ما اتى البعض السلف هذا كله يحمل على كراهة التلثم لغير حاجة. لكن تزول الكراهة ويباح التلثم بالكمامة عند الحاجة سواء كانت حاجة عامة كانتشار وباء او حاجة خاصة شخص اصيب بانفلونزا او مزكوم او شخص صلى بجانب رجل رائحته كريهة جدا ففي هذه الحالة يرخص له في ان يتلثم او حتى لو كانت الرائحة طيبة ولكن هو عنده حساسية من هذه الرائحة ويتأذى منها فايضا له ان يتلثم. اذا تزول الكراهة عند وجود الحاجة. وفي الحديث ان من غلبه التثاؤب فليضع يده على فيه حتى لو في الصلاة واضح؟ فهنا وضع يده على فيه لايه؟ لحاجة التثاؤب يعني وايضا في الحديث لا ضرر ولا ضرار عند استفحال وباء الكورونا الذي يهدد حياة الناس هذا امر نلمسه ونعيشه في العالم كله وليس فقط في يعني بلادنا وهذا الوباء ينتقل عن طريق الرذاذ. الرذاذ سواء يستقر على الاسطح التي تتلوث به على مقادر الابواب على الازرار على الايدي الذي يبتلى بالوباء هذا يتعين عليه ان يصلي في بيته ولا يحضر صلاة الجماعة لان خروجه الى المجتمعات المفتوحة فيه اذية شديدة لاخوانه من المسلمين. فالذي ابتلي بالوباء ينعزل في بيته ولا يخالط احدا ومن خالطه من اهل بيته ليأخذ الاحتياطات بالكمامة وغيرها يجب التزام وصايا اهل للاختصاص وعدم الاستهانة بها. وقبل كل ذلك نحن نؤكد على اننا نأخذ بالاسباب ولا نتوكل على الاسباب نأخذ بالاسباب لان عدم الاخذ بالاسباب طعن في الشرع الذي امر بها. والتوكل على الاسباب طعن في التوحيد. فنحن لا تتعلق الا بالله سبحانه وتعالى. لكن ناخد بالسبب وقلوبنا معلقة بالله عز آآ وجل وفي الحديث حينما امر النبي صلى الله عليه وسلم بتغطية الاناء قال ولو ان تعرضا عودا يعني حتى لو لم تجد ما يغطيه كله فاعرض عودا على سطح الاناء بحيث يكون مجرد السبب المتاح الذي تستطيعه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يوردن او لا يورد ممرض على سحر فالاصل ان يقيننا ان يكون ان الله سبحانه وتعالى هو الحافظ. وان الاسباب تؤثر باذن الله عز وجل لا بذواتها. كما قال تعالى المتر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياؤوا. فالقلب يعلق بالله الذي لا حول ولا قوة الا به. ولكن الشرع امرنا بان نأخذ بالاسباب وربط النتائج وبالاسباب فمن ثم آآ كما قلنا ترك الاسباب طعنا في الشرع والتوكل عليها قدح في التوحيد. نسأل الله سبحانه وتعالى العافية لنا ولكم رسائل المسلمين من كل بلاء