الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائل احسن الله اليك ان لها ابن عم اصغر منها بقرابة العشر سنوات يقول بيننا وبين عائلتهم قطيعة وهو يتواصل معنا تقول وانا اتواصل معه علما ان زوجها يعلم هذا التواصل ووالدها واباها وامها كلهم يعلمون بهذا التواصل تقول ما حكم هذا التواصل؟ علما انه يكون عبارة عن رسائل بدون صوت يطمئن على الاحوال ويأخذ منا الاخبار ونعطيه اخبارنا الحمد لله رب العالمين وبعد اولا وصيتي لكم ان تحاولوا ان تزيلوا اسباب الخلاف والخصومة والتهاجر بينكم لانكم اقارب. فلا ينبغي ان تفلحوا عليكم بهذا التحريش الذي اوصلكم الى التقاطع والتهاجر بهذه الصورة. حتى لا يستطيع القريب منكم ان ان يصل قريبه وان يسأل عن حاله الا في حال الا في حال الخفية لا العلن فهذا امر في الحقيقة محرم شرعا. فان مما جاءت به الشريعة حرمة التقاطع بين الاقارب بارك الله فيكم في الحديث المتفق عليه عن انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا كونوا عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال. وفي الحديث المتفق عليه ايضا من حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان في عرض هذا هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. وفي صحيح الامام مسلم ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى صلى الله عليه وسلم تعرض الاعمال في كل اثنين وخميس. فيغفر الله عز وجل لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا الا امرأ كانت بينه وبين اخيه شحناء اي مقاطعة وبغضاء. فيقولوا اتركوا هذين حتى يصطلحا. وفي صحيح الامام مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قد ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش في التحريش بينهم فحاولوا بارك الله فيكم ان تبعدوا عن نفوسكم حظوظ الشيطان وان يعتبر بعضكم لبعض. وان ترجع الالفة الى مجاريها وان ترجع المحبة واواصر القرابة والايمان واخوة الدين الى قلوبكم واستعيذوا بالله عز وجل من الشيطان يتدخل العقلاء فيما بينكم حتى ينظروا الى حقيقة هذه المشكلة فان غالبا المشاكل تكون صغيرة ولكن بسبب طول الهجر تكون كبيرة ونارا مضطربة وخيركم من يبدأ الاخر بالسلام. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام كما قلته قبل قليل فوصيتي لكم يا يا اخواني ان تصلحوا ما بينكم ما استطعتم. واذا علم المخطئ فالواجب عليه ان يعتذر. واذا كان ثمة حق ضائع فالواجب على من اخذ الحق ان يرده الى اهله واحذروا من النمامين الذين يسيء الذين يريدون بقاء العلاقة منفصمة بينكم. وما اكثرهم لا كثرهم الله ممن يسعون بالتفريق بمقالات السوء واما الامر الثاني في الفتوى فان سؤال ابن عمك عن حالكم هذا امر جائز وهذا يدل على علو اخلاقه وعلى مخافته من الله عز وجل وعلى كراهيته لما كرهه الله من التقاطع بين الاقارب والجيران. وصلة الارحام وجوابك عن سؤاله امر طيب ايضا. بل واخبري اهلك بارك الله فيك ان ان فلانا ابن عمنا يسأل عن حالنا دائما وابدا حتى يعلم اهلك حقيقة معدن هذا الشخص فهذا شخص طيب وفيه دين وفيه خوف من الله عز وجل ان يقع في هذه الكبيرة من كبائر وهي المقاطعة وهي الهجر وقطع الارحام ولكن لا ينبغي ان يشتمل الحديث الذي يدور بينكما على امور انتم تعرفونها وقلوبكم تنكرها ولا داعي الى تنبيه عليها تنبيهكم عليها فاذا كانت الرسائل مشتملة على السلام والسؤال عن الحال فانها جائزة ولا حرج فيها حتى وان كان اهله لا يعلمون بذلك فان استخفاءه ليس استخفاء شهوة او استخفاء خيانة وانما استخفاء حتى لا يكون في قلوبهم عليه شيء كيف تتواصل معهم ونحن قد نهيناك عن ذلك؟ فهو يستخفي خوفا من اهله. ولكنه لا يستخفيك ما يستخفي المعاكسون المغازلون المتتبعون لعورات المسلمين. وانت جوابك له يكون على قدر الحاجة نحن بخير ان شاء الله جزاك الله خيرا بارك الله فيك والدي يسلم عليك امي تسلم عليك وهكذا فاذا كانت المراسلات في هذه الحدود فلا حرج ولا بأس فيها ان شاء الله لانها تحقق المصالح ولا مفسدة فيها لكن انتبهوا ان يستجرينكم الشيطان الى ما لا تحمد عقباه. والله اعلم