الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم قال رحمه الله تعالى لا تكونوا شرعية الا بالنية لان النية شرط في صحة المأمورات فلا تصح المأمورات الشرعية الا بالنية ولعموم الادلة الدالة على وجوب الاخلاص في التعبدات كقول الله عز وجل قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وامرت لان اكون اول المسلمين. قل الله اعبد الى قوله قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه وقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات ولا اعلم في الحقيقة خلافا بين اهل العلم في اشتراط النية في الصلاة والنية المشروطة في الصلاة تنقسم الى قسمين الى نية ايقاع الفعل ونية توحيد المعمول له الى نية ايقاع الفعل وهي النية التي يتكلم عنها الفقهاء. والى نية المعمول له وهي المسماة عند اهل التوحيد بالاخلاص فالاخلاص هو توحيد المصلي نيته لارادة وجه الله عز وجل والدار الاخرة. وكلا النيتين شرط لكن النية الفقهية الاولى يوجب بطلان الصلاة فقط ولا يوقع العبد في الشرك. واما فقد نية الاخلاص وهي نية توحيد المعمول له ها هذه تبطل الصلاة وتوقع العبد في الشرك. لان الله لا يقبل عملا مشروكا. نعم ثم اعلموا رحمكم الله ان المتقرر في النية انها تتبع العلم يقول ابن تيمية قاعدة النية تتبع العلم. فمن علم ما سيفعل فقد نواه. فلا داعي الى تكلف النية واستحضارها في القلب لانها توجد اصلا مباشرة اقصد نية ايقاع العمل. فمن علم ما سيفعل فمجرد علمه وعزيمته على فعله هذا هو نيته فلا داعي الى التلفظ بها لان المتقرر عند العلماء ان النية من اعمال القلوب لا من الفاظ اللسان. ان النية من اعمال القلوب لا من الفاظ اللسان وقد انعقد اجماع العلماء كما حكاه ابن تيمية على ان التلفظ بالنية جهرا قبل اي عبادة من البدع واما التلفظ بها سرا فيما بينك وبين نفسك فقد اجازها البعض ولكن القول الصحيح انها ممنوعة وانها بدعة. فالتلفظ بالنية جهرا بدعة بالاجماع وبالمخافتة بدعة في اصح قول اهل العلم لم؟ لان النية لا تعلق لها باللسان وانما هي من اعمال القلوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا اي النية والباعث الطيب والباعث الحسن والمقاصد الشرعية انما من منبعثها ومبدأها من القلب فلو ان الناس اطلعوا عليك في عمل من الاعمال. ثم لما سمعت المؤذن رميت ما في يدك وذهبت لتتوظأ ثم اتجهت الى المسجد فان من يراك تفعل ذلك يعلم انك تنوي الصلاة. فكيف لا تعلم من نفسك ما يعلمه غيرك منك؟ فما الداعي اذا جئت عند تكبيرة الاحرام اللهم فاني نويت طب غيرك علم منك انك نويت فكيف لا تعلم من نفسك ما لا يعلم ما لا يعلمه غيرك منك ثم ان الله عز وجل مطلع على ما في قلبك اوليس الله عز وجل عليم بذوات الصدور وما يقوم فيها؟ اوليس القلب هو محط نظر الرب عز وجل؟ الجواب بلى فاذا لا تعلم الله بدينك اي عملك. قال الله عز وجل قل اتعلمون الله بدينكم. فدينك الذي هو النية لان النية من الدين الله يعلمها فالله يعلم الدين الباطني ويعلم الدين الظاهري. الدين الباطني يعني النية والمقاصد. والدين الظاهر للاعمال اعمال الجوارح. قل اتعلمون الله بدينكم فلا داعي الى ان تخبر الله بانك نويت ان تصلي كذا وكذا فان قلتها وكيف تقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم لبيك عمرة؟ او اللهم لبيك عمرة او لبيك حجا؟ اوليس هذا من التلفظ بالنية؟ الجواب وانما هذا من باب الاهلال بالنسك فهو ذكر شرع قوله عند الدخول في هذه العبادة مثل الله اكبر فهو ذكر شرع عند الدخول في الصلاة فليس هذا من التلفظ بالنية. وكذلك قولك اللهم هذا منك ولك عند الذبيحة الاضحية. اللهم تقبل مني اللهم اجعل اضحية عني مثلا وعن فلان هذا من باب الاخبار والاهلال الذكر المشروع قوله عند عند مزاولة هذه العبادة. مثل التسمية عند دخول الخلاء اليس هذا من النية؟ الجواب لا مثل البسملة عند الوضوء. ليس هذا من باب اعلان النية. لكن لو قال اللهم اني نويت ان احج متمتعا فهذا هو البدعة البدعة. لكن لبيك عمرة لبيك حجا وهكذا فهذا من باب الاهلال بالنسك ولا اعلم عالما ممن يقتدى به من الائمة الاربعة اجاز التلفظ بالنية لا جهرا ولا سرا وانما بعض الشافعية فهموا من قول الامام الشافعي الصلاة ليست كغيرها فان الصلاة لا يدخل فيها الا بذكر. ظنوا ان الذكر المراد في قول الشافعي انه التلفظ بالنية وهذا ليس بصحيح بل المقصود الشافعي لفظة الله اكبر فانه لا يدخل فيها الا بهذا الذكر المعين. فاذا هذا خطأ في فهم قول الامام الشافعي وقد نبه على ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في المعاد وهو من الكتب التي اوصي بقرائتها وكلكم اظنكم اطلعتم عليه. نعم