ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اه لا يمكن ان يخفى عليه ما فعله اصحابه من خلفه من ورائه وهم يصلون مقتدين به اه لا يمكن ان يخفى هذا الرف الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اه فهذا سؤال شيخنا العلامة الشيخ ناصر يقول السائل ما هو حكم الشرع لتعدد هذه الجماعات والاحزاب والتنظيمات الاسلامية مع انها مختلفة فيما بينها في مناهجها واساليبها ودعواتها وعقائدها والاسس التي قامت عليها وخاصة ان جماعة الحق واحدة كما دل الحديث على ذلك لنا كلمات كثيرة وعديدة او الجواب عن هذا السؤال ولذلك فنوجد الكلام فيه انا اقول لا يخفى على كل مسلم اه عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم اما التحزب والتكتل جماعات مختلفة الافكار اولا والمناهج والاساليب ثانيا آآ ليس من الاسلام في شيء فلذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل باكثر من اية في القرآن الكريم منها قوله عز وجل ولا تكونوا من المشركين من الذين فرخوا دينهم وكانوا شيع كل حزب لما لديهم فرحون اه ربنا عز وجل يقول ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك الله تبارك وتعالى استثنى من هذا الاختلاف الذي لا بد منه كونيا وليس شرعيا افتى من هذا الاختلاف الطائفة المرحومة حين قال الا من رحم ربك وليست ولا ريب ان اي جماعة يريدون بحرص المالين واخلاص لله عز وجل في ان يكونوا من الامة المرحومة المستثناة من هذا الخلاف الكوني ان ذلك لا سبيل للوصول اليه ولتحقيقه عمليا المجتمع الاسلامي الا بالرجوع الى الكتاب والى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام والى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم ولقد اوضح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المنهج والطريق السليم في غير ما حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه خص ذات يوم على الارض خطا مستقيما وخط حوله خصوصا قصيرة عن جانبي الخط المستقيم ثم قرأ قوله تبارك وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيل اليه ثم قرأ عليه الصلاة والسلام الاية الكريمة وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ومر لاصبعه على الخط المستقيم وقال هذا صراط الله وهذه طرق عن جوانب الخط المستقيم قال عليه السلام وعلى رأسي كل طريق منها شيطان يدعو الناس اليه لا شك ان هذه الطرق القصيرة هي التي تمثل الاحزاب والجماعات العليلة ولذلك فالواجب على كل مسلم حريص على ان يكون حقا من الفرقة الناجية ان لينطلق تاركا الطريق المستقيم والا يأخذ يمينا ويسارا وليس هناك حزب آآ ناجح الا حزب الله تبارك وتعالى الذي حدثنا عنه القرآن الكريم الا ان حزب الله هم الغالبون نعم فاذا كل حزب ليس هو حزب الله انما هو من حزب الشيطان وليس من حزب الرحمن ولا شك ولا ريب اما السلوك على الصراط المستقيم يتطلب معرفة هذا الصراط المستقيم معرفة صحيحة ولا يكون ذلك بمجرد التكتل والتحزب الاعمى على كلمة هي سليمة الاسلام الحق لكنهم لا يفقهون من الاسلام الا شيئا قليلا فلا يكون التحزب احج ما الصحيح الفالح الا بمعرفة هذا الاسلام كما انزله الله تبارك وتعالى على قلب محمد عليه الصلاة والسلام لهذا كان من علامة الفرقة الناجية التي صرح النبي صلى الله عليه واله وسلم بها حينما سئل عنها فقال هي ما انا عليه واصحابي فاذا هذا الحديث يشعر الباحث الحريص على معرفة صراط الله المستقيم انه يجب ان يكون على علم بامرين اثنين هامين جدا جدا. الاول ما كان عليه الرسول صلى الله عليه واله وسلم والاخر ما كان عليه اصحابه عليه الصلاة والسلام ذلك لان الصحابة الكرام هم الذين نقلوا الينا اولا آآ هديه صلى الله عليه واله وسلم وسنته وثانيا هم الذين احسنوا تطبيق هذه السنة تطبيقا عمليا فلا يمكن والحالة هذه ان نعرف معرفة صحيحة سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم الا بطريق اصحابه ومعلوم لدى اهل العلم ان السنة تنقسم الى سنة قولية وفعلية وتقريرية السنة القولية واضح جدا آآ تعريفها هو ما نقله الصحابي من قوله عليه السلام والسنة الفعلية ما نقلوه عنه صلى الله عليه واله وسلم فعلا اما السنة التقريرية فهو ما نقلوه عن بعضهم وليس عن النبي صلى الله عليه واله وسلم لكن رسول الله رأى ذلك الفارس وسكت عنه هذا السكوت ليس من قوله عليه السلام وليس من فعله وانما من اقراره ومن هنا اه ينبعث في نفسي ان الفت النظر الى ان الى اهمية هذه الضميمة التي نحن ندلل حولها في مثل هذه المناسبة. وهي انه لا يكفي في اي جماعة اسلامية اه تنتمي بحق الى العمل بالكتاب والسنة لا يكفيهم ان يقتصروا على فهم الاسلام بناء على الكتاب والسنة فقط بل لا بد ايضا من معرفة تصديق اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه السنة وهناك امثلة كبيرة وكثيرة جدا آآ يمكن بها تقريب اهمية هذه الضميمة وقد ذكرت في بعض المحاضرات او الاجوبة انما هذه جميلة والان يحضرني مثال اخر الا وهو ما جاء في صحيح البخاري وسنة ابي داود وغيرهما من اكثر من طريق واحد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما امر اصحابه ان يسووا الصفوف اذا قاموا الى الصلاة قال النعمان ابن بشير وغيره فكنا او كان احدنا يلصق قدمه بقدم صاحبه ومنكبه بمنكب صاحبه هذا فعل وقع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم آآ تطبيقا منهم لامر الرسول صلى الله عليه واله وسلم لتثبيت الصفوف ومما لا شك فيه ولا ريب فيه الذي طبقه اصحابه صلى الله عليه واله وسلم تنفيذا لامره بتسوية الصفوف والتراث في الصفوف ذلك لان من خصوصياته عليه السلام ومعجزاته انه كان وهو في صلاته يرى من خلفه كما يرى من امامه فلو ان هذه التصفية لهذا التراث رص الاقدام ورفص المناكب لم يكن مشروعا لكان تكلفا ولو كان تكلفا لدعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام عنه لان هناك حديثا صحيحا ان هو عليه السلام نهى عن التكلف وان قيل انه من الممكن ان يخفى ذلك على النبي صلى الله عليه واله وسلم قال يقول بعض الانسان واسع جدا لكن ما نحن فيه ليس من هذا الباب لسببين اثنين ذكرت احدهما انفا وهو ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يرى من خلفه كما يرى من امامه والسبب الثاني وهو الاهم اماه ان فرض ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يشهد هذا الامر الذي فعله اصحابه خلفه في الصلاة فرب الرسول صلى الله عليه واله وسلم لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء اما قلناه انفا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وليس له من الوظيفة الا التبليغ من لله عز وجل وبالاولى والاحرى ان يقال ذلك عن رب الرسول تبارك وتعالى فيقال اذا كان ربنا عز وجل كما اشرنا اليه انفا اختباس من القرآن. لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء وكان الله عز وجل لا يريد ان يشرع لعباده المؤمنين هذا التراص في الصفوف لا امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان ينهاهم عن هذا التخلف. اذا لا ينبغي ان يتصور المسلم سكوته عليه السلام عن شيء الا وربنا عز وجل مطلع عليه وبالتالي اقرار الله لنبيه على هذا هو تشريع من هنا نتوصل الى الاشارة الى بعض المسائل التي جرى الخلاف فيها قديما في بعض الاحكام الفقهية بين الحنفية والشافعية حيث ان احد الفريقين يحتج بما وقع في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم ويرد الاخر بان هذا الذي وقع ليس فيه بيان ان النبي عليه الصلاة والسلام طلع عليه حتى يقال انه طلع فاقره بما سبق من الكلام يرد على هذا الرد من بعض الذهبيين اضرب لكم مثلا او اكثر جاء في صحيح البخاري ان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كان يصلي صلاة العشاء الاخرة ورأى النبي صلى الله عليه واله وسلم في مسجده ثم ينفلق الى قبيلته فيصلي بهم رأى نفسها يقول راوي الحديث وهو جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه هي له ناهلة وهي لهم فريضة فاستدل بعض الائمة المتقدمين بهذا الحديث على جواز صلاة المفترض وراء المتنفل رد ذلك بعض المذهبيين بان هذا لا حجة فيه لانه ليس فيه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يعلم ان معاذا بعد ان يصلي خلفه يعود الى قبيلته فيصلي بهم نفس الصلاة هي له نافلة وهي لهم فريضة اظنكم الان تعرفون الجواب لاننا نقول ان كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يعلم حقيقة ان معاذا كان يعيد هذه الصلاة تنفلا ربنا عز وجل كما قلنا انفا ليعلم السر واخفى فلو كان فعل معاذ غير مشروع لا جاء الحكم من السماء ببيان عدم شرعيته ومثال اخر ونقتصر به واعدد الامثلة لاهمية هذه الملاحظة والتي قلما نجدها اه فصيحة مبينة في كتب العلماء جاء في مسند الامام احمد ومستدرك الحاكم وسنن البيهقي وغيرها من كتب السنة عن جابر ايضا رضي الله تعالى عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم غزوة اصبنا فيها امرأة من المشركين اي قسمناها وهنا جملة معترضة ارجو ان تكون قصيرة لا يخالف هذا الحديث الحديث الذي فيه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان لان النهي محله في مكان وهذا القتل الذي ذكر في حديث جابر له محل اخر النهي ينصب على قتل النساء اللاتي لم يشتركنا في قتال المسلمين القرينة على ذلك والصبيان. لان الصبيان ليسوا من المقاتلة على هذا قول جابر رضي الله تعالى عنه اصبنا فيها في تلك الغزوة امرأة من المشركين يعني انها كانت من المقاتلة قال وكان زوجها غائبا فلما رجعت واخبر الخبر حلف الا يدخل القرية الا بعد ان يثأر لها ثأرا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فتتبع اثار الصحابة ومعلوم ان العرب كانت عندهم هذه المعرفة. تتبع الاثار التي بها وصلوا الى اكتشاف مأوى الرسول في الغار يوم عزم على الهجرة من مكة الى المدينة فالاثر دلهم ان الرسول عليه السلام وصل الى هذا المكان لانه قطع الاثر لكنهم اعمى الله بصرهم ولم يره الرسول عليه السلام وصاحبه في الغار بينما صاحبه رأى اقدام المشركين فخشي ليس على نفسه خشي على نبيه فقال لا تحزن ان الله معنا وهنا لابد من التذكير لان ما يذكر في بعض كتب الحديث وفي كتب السيرة ان الذي صرف كفار قريش بعد ان هداهم تتبعهم للاثر الى ان المطلوبون او المطلوبين هما في الغار زعموا بانهم رأوا الحمامة قد عششت وبارت والعنكبوت ايضا نسج خيوطه وقالوا لا يمكن ان يكون في الغارون احد فانصرفوا هذا لم يصح على طريقة اهل الحديث لم يصح اولا ثم هناك رواية اه قوية لان الله عز وجل آآ امر ملكا بان يغطي بجناحه اما الغار. ولذلك لم لم يروه اه الشاهد ان ذلك المشرف تتبع الفار الجيش الغازي لتلك القرية فوصل الى المكان الذي كان قد ادركهم المساء. فنزلوا في واد وحسب النظام العسكري النبوي قال عليه الصلاة والسلام لاصحابه من يكلؤنا الليلة فقام رجلان من الانصار الشابان عدهم من الاوس والاخر من الخزرج فقال نحن يا رسول الله قال لهما كونا على فم الشعب انطلق والمشرك يراقبهما يريد ان يستغل الفرصة للوفاء بنذره ان يأخذ بسأر زوجه ولما وصل الى مكان الذي هو موضع حراسة الجيش النائم اتفقا على ان يتناوب الحراسة هذا يحرس نصف الليل بينما الاخر ينام ثم يتبادلان ثم بدأ بالحارس الذي قام منتصبا بدأ به ان يجمع بين عبادتين في وقت واحد عبادة الحراسة وعبادة الصلاة بالليل الهادي فقام يصلي وهنا اغتنم الفرصة المشرك الذي كان مختبئا وراء صخرة فرماه بحربة ووضعها في ساقه وما كان منه الا ان رماها ارضا والدماء تسيل منه ولما رأى المشرك ان هدفه لا يزال منتصبا فهذا يشعر بانه لا يزال حيا رماه في الحربة الثانية ووضعها في ساقه وهكذا ثلاث صراف ويصيب الهدف ومن دقة تعبير جابر يقول وضعها. والوضع عادة يكون باليد لكن هذا الكناية لدقة الاصابة للهدف فكأنه يضع الحر وضعا بيده ومع ذلك فذلك الصحابي الجليل مستمر في صلاته لا يقطعها والدماء تسيل منه حتى صلى ركعتين ثم اما انه ايقظ صاحبه واما هو استيقظ لما راعى ما بصاحبه من الدماء هذا هو الامر وسأله عن السبب فقال والذي نفسي بيده لقد كنت في سورة اقرأها ولولا اني خشيت ان اضيع ثغرا وضعني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على حراسته لكانت نفسي في آآ خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة