الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك. جاء في فتح العلام لشرح بلوغ المرام للعلامة القنوجي عند شرحه لحديث صوم الاثنين ذلك يوم ولدت فيه ما نصه وفيه دلالة على انه يقول للفائدة التي استخرجها وفيه دلالة على انه ينبغي تعظيم اليوم الذي احدث الله فيه على عبده نعمة بصومه والتقرب فيه يقول هل هذا الاستنباط صحيح الحمد لله رب العالمين وبعد ما استنبطه العلامة القنوجي رحمه الله تعالى فيه نظر. فاننا لا نعلم دليلا يدل تعظيم اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من التعبدات بخصوصها لا صيام ذلك اليوم ولا قيام ليلته ولا احداث شيء من الفرح الزائد فيه ولا شيء من التوسعة على الاولاد في النفقة عند حلوله ولا ان يعتمر الانسان فيه ولا ان يحتفل به ولا ان يوحيي فيه شيئا مما لا دليل عليه. واما قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم من حديث ابي قتادة ذاك يوم ولدت فيه فنقول ان هذا من باب الدلالة على فضيلة صيام يوم الاثنين من كل اسبوع وهذا لا يخص صوم ذلك اليوم من كل عام وانما فيه الدلالة على شيء من فضائل الصوم في يوم الاثنين. ولذلك يشرع صيام يوم الاثنين سواء اوافق اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم او لم يوافقه. ففي كل اثنين من كل اسبوع يشرع صيامه فمن جملة ما يعظم به صيام هذا اليوم انه وافق يوما ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم. فلا يتخذ من ذلك الى احياء ذلك اليوم بما لم يدل الشرع على احياءه. به. فلا يجوز الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم ولا الاجتماع فيه ولا قول القصائد فيه. ولا ان يخص هذا اليوم من بين سائر ايام العام باي خصيصة تعبدية قولية او عملية لعدم ورود ذلك لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام. ولا نعلمه ثابتا او واردا عن احد السلف الصالح ممن يعتد في الامة باقوالهم. ويقتدى باخلاقهم وسيرهم. وتبرأ الذمة بمتابعتهم وتقليدهم فهذا الحديث المذكور في السؤال انما يدل على شيء من فضائل صيام يوم الاثنين. فيشرع للعبد الا يهمل صيام يوم الاثنين لانه يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه. ومن جملة فضائل انه يوم ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. فلو كان هذا الحديث يدل على ما ذكر او الامام العلامة القنوجي رحمه الله لكان يشرع صيام يوم الاثنين الذي ولد فيه النبي وسلم ولا يشرع صيام غيره من الايام الاخرى. ولكن العلماء لا يزالون يستدلون بهذا الحديث على مشروعية صيام يوم الاثنين من كل اسبوع مما تدل على ان الدليل اعم من اخص من الدعوى مما يدل على ان الدليل اخص من الدعوى فلا التوسعة في الاستدلال به على احياء يوم مولده بشيء مما لم يدل الدليل عليه بخصوصه الله اعلم