سؤال غريب يقول صاحبه انا اغسل وادفن في المقبرة اعمل مع احد المراكز الاشكال ان اهل الميت المسلم وهم كفار غير مسلمين يريدون احيانا دفنه في قبور غير المسلمين. تخيل! زوجة اسلمت مسلا ولم يعلم باسلامها احد وماتت بين قومها ويريد زوجها واهلها واهله ان يدفنوها في مقابر المسلمين. او شاب اسلم وكان يكتم ايمانه. فلما قبضت روحه اراد اهله ان يدفنوه في مقابر غير المسلمين. اخونا هذا عامل في مقبرة يقول تعرض لي هذه المشكلة. ثم يقول وقبور المسلمين اغلى قبر المسلم اغنى من القبور التالية. ونحن في في بلد يتكلم فيها المال بصوت مرتفع جدا فهل يجوز؟ اريد ان استمر في هذا العمل افتوني ماذا افعل نقول له يا رعاك الله الاصل تميز قبور المسلمين عن قبور غيرهم فهذا الذي جرى عليه عمل المسلمين على مدار القرون. فلا يزال المسلمون عبر التاريخ لهم مقصد قابلهم الخاصة بهم اتفق اهل العلم على حرمة دفن المسلم في مقبرة الكفار وحرمة دفن الكافر في مقابر المسلمين الا للضرورة. فعن بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما انا اماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبور المشركين فقال لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا. لقد ماتوا قبل ان يأتي خير كثير بعدهم وهو الاسلام. ثم مر قبور المسلمين فقال لقد ادرك هؤلاء خيرا كثيرا. ومحل يعني الدلالة تميز قبور المسلمين عن قبور غير المسلمين. الامام النووي رحمه الله يقول اتفق اصحابنا على انه لا يكفل مسلم في مقبرة كفار ولا كافر في مقبرة مسلمين بحزم يقول عمل اهل الاسلام من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يدفن مسلم مع مشرك اذا تميزت مقابر المسلمين وتحيزت واحاط بها سور خارجي مثلا او فصل بينها وبين مقابر غيرهم فاصل من طريق او فراغ كبير ونحوه فقد فقد قضي الامر وتحقق التمايز المنشود ولعل هذا الامر واقع على هذا النحو في كثير من بلاد المسلمين حيث تتجاور قبور حيس تتجاور قبور ولكن مع التمايز والتحيز. وبناء على ما سبق نقول للسائل بلغ عن هذه الحالة المعينة مركز الاسلامي القريب استنفر لها جماعة المسلمين ولم يقصروا باذن الله. الاصل ان يجهز الميت من ماله وتجهيزه من ما له يقدم على قضاء ديونه وعلى انفاذ وصاياه وعلى توزيع تركته بين الورثة اذا لم يكن له مال فعلى جماعة المسلمين من حوله هم الذين يتولون تجهيزه بلونا دفنه ان عجزت عن كل ما سبق اعتذر عن دفن هذه الحالة بعينها ان كنت متيقنا من اسلامه لكن لعل هذا يقودنا الى الحديث عن اهمية الوصية فهي التي يقي الله بها من الوقوع في مثل هذه المضايق. ففي حديث عبدالله بن عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرئ مسلم له شيء يريد ان يوصي فيه يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبة عنده ما حق امرئ مسلم له شيء يريد ان يوصي فيه يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبة عنده وآآ يعني لا سيما اذا كان هذا الشيء لا يعرف الا من قبله. يعني ديون لم تثبت في فراق ولا وثائق رسمية لا تعرف الا من قبله. اذا مات ولم يوصي ضاعت على اصحابها ونفس المسلم مرتهنة في قبره بدينه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي على من مات وعليه دين ولم يترك وفاء يوفى منه وكان يقول صلوا على صاحبكم. فالامر جد خطير. المسلم يكتب وصية ويكتب ويكتب فيها انه يدفن على الشريعة الاسلامية في مقابر المسلمين والا تقام في جنازته بدعة ولا خروج عن دين الله عز وجل. وانه يبرأ الى الله من كل عمل يخالف ذلك اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين. اللهم امين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين