الحمد لله وبعد القول الصحيح عندي والله اعلم ان الجمعة تصح بثلاثة. بل وباثنين ايضا. واحد يخطب والثاني يستمع ثم يصليان الجمعة جميعا. هذا حكم اصل المسألة. ولكن ان كنت تسأل عن صلاة الجمعة في هذه الاوقات التي منع فيها ولي الامر من باب المحافظة على الصحة وحماية الناس من الوباء ومن باب سد ذرائع ومن باب دفع الضرر بقدر الامكان فانا اقول لا تصلى الجمعة وانما يصليها الناس ظهرا في بيوتهم فلا داعي لاظهار المخالفة ولا داعي للاستخفاء بصلاة الجمعة في زاوية من زوايا المساجد في البلد. فان في هذا مخالفة لولي ولي الامر وولي الامر ما منع ذلك من باب الاعتباط او من باب كراهية التعبد. وانما ولي الامر في مثل هذه القرارات كالاب في بيته مع اولاده. فان الاب لا بد وان يتخذ الاحتياطات والاحترازات والتدابير التي تقي افراد اسرته من زوجة واولاد من الوقوع في شيء من هذا الوباء فهذا الاجتناد الذي صدر من ولاة الامر باقفال المساجد وصلاة الناس في بيوتهم لم يكن ولم يكن عن كراهية الدين. وانما كان عن فتوى لكبار العلماء. بعد النظر في المصالح والمفاسد والمآلات وبعد تطبيق القواعد الشرعية فلا ينبغي المخالفة مطلقا. فهذا والله لا يجوز ابدا. انا اقول لا يجوز بملء فمي لاني اعلم ان تلك القرارات انما اتخذها ولي الامر لمراعاة المصالح واندفاع المفاسد وسد الذرائع والمحافظة على انفس الناس وعلى صحتهم وعلى التقليل من هذا الوباء فلا ينبغي طرح مثل هذا السؤال فصلوا ايها الناس في بيوتكم. الفرائض والجمعة تصلونها ظهرا ولا ينبغي ان يستخفي احد في مسجد من المساجد ليصلي الجماعة او ليصلي الجمعة هذا ما اراه في هذه المسألة والله اعلم