السؤال الاول ما حكم قراءة القرآن بالمقامات الصوتية مقام الصبا ومقام الحجاز ومقام كزا وكزا ما حكم قراءة القرآن بالمقامات الصوتية لا علم لي على وجه التفصيل بالمقامات الصوتية عند من يسألون عنها الان لكننا نقول في الجملة ان في الامر تفصيلا ان قصد بها تحسين الصوت وتجميله وجعله ادعى للخشوع والتدبر ولم يخرج بذلك عن المعهود في احكام التلاوة فذلك حسن لا شك ان النفوس تميل الى سماع القرآن سماع القراءة بالترنم اكثر من ميلها لمن لا يترنم لان للتطويب اثرا في رقة القلب واجراء الدمع اتفق اهل العلم على تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج ذلك الى تغيير لفظه وزيادة حروفه او الخروج عن المستقر في احكام التلاوة لما ثبت في ذلك من الاحاديث الصحيحة منها ما رواه الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يتغنى بالقرآن وما رواه الشيخان كذلك عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اذن الله لشيء ما اذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ابن قدامة في المغني وهو من كتب الفقه عند الحنابلة من من الكتب الجامعة نعم يقول وعلى كل حال فقد ثبت تحسين الصوت بالقرآن وتطريبه مستحب غير مكروه ما لم يخرج زارخ الى تغيير لفظه وزيادة حروفه فقد روي عن عائشة رضي الله عنها انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم وقد استمع لقراءة رجل في المسجد لم اسمع قراءة احسن من قراءته. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع لقراره ثم قال هذا سالم مولى ابي حذيفة الحمد لله الذي جعل في امتي مثل هذا وقال لابي موسى اني مررت بك البارحة وانت تقرأ فقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود فقال ابو موسى لو اعلم انك تسمعه لا حبرته لك تحبيرا وقال النووي في التبيان اجمع اجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط. فان خرج حتى زاد حرفا او اخفاه حرام والقراءة بالالحان موضع نظر. الشافعي مر نص على كراهته في موضع وقال في موضع اخر لا لا بأس به واصحابه يوجهون هذين القولين فيقولون ليس على اختلاف قولين بل يدل على اختلاف حالين فان لم يخرج بالالحان عن المنهج القويم جاز والا حرم ابن العربي في احكام القرآن يقول واستحسن كثير من فقهاء الانصار القراءة بالالحان والترجيع وكرهه مالك. وهو جائز لقول ابي موسى للنبي صلى الله عليه وسلم لو علمت انك تسمع لحضرته لك تحبيرا يريد لجعلته لك انواع عن حسانا وهو التلحين. مأخوذ من الثوب المحبر. اي المخطط بالالوان. يقول وقد سمعت تائب القراء ابن لفتة بجامع عمرو يقرأ ومن الليل فتهجد به نافلة لك فكأني ما سمعت الاية قط اسمعها لاول مرة ثم قال وسمعت ابن الرفاء وكان من القراء العظام يقرأ وانا حاضر بالقرافة فكأني ما سمعتها قط وسمعت بمدينة السلام شيخ القراء المصريين يقرأ في دار بها والسماء ذات البروج فكأني ما سمعتها قط حتى بلغ الى قوله تعالى فعال لما يريد. فكأن الايوان قد سقط علينا وما تتأثر به القلوب في التقوى فهو اعظم في الاجر واقرب الى نين القلوب وذهاب القسوة منها ثم يحكي حادثة فيقول كان صاحب مصر يعني حاكم مصر يومها الملقب بالافضل قد دخلها في المحرم سنة اتنين وتسعين واربعمائة وهو حلق عليها وعلى اهلها بحصاره لهم وقتالهم له فلما صار فيها وصلى ركعتين تصدى له ابن الكزروني ثم قرأ قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير فما ملك نفسه حين سمعه ان قال للناس على عظم ذنبهم عنده وكثرة حقد عليهم لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين. الاصوات الحسنة نعمة من الله تعالى وزيادة في الخلق ومنة واحق ما لبس هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله فنعم الله اذا صرفت في الطاعة فقد قضى بها حق النعمة الذي يتحصن من الادلة في النهاية ان حسن الصوت بالقرآن مطلوب فان لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع. ومن جملة تحسينه ان يراعي فيه قوانين النغم. فان الصوت الحسنة يزداد حسنا بذلك. وان خرج عنها اثر ذلك في حسنه. وغير الحسن ربما انجبر طاعاتها صوته في اصل غير حسد. لكن مع مراعاة هذه القواعد ينجبر النقص. وغير الحسن. ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخف الخروج عن شرط الاداء المعتبر عند اهل القراءات. والله تعالى اعلم