الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الله اليكم ما حكم قول منة الله ولا منة خلقه الجواب المنة على الانسان تنقسم الى قسمين منة لله عز وجل وهي منة العز والكمال والشرف والرفعة فالله عز وجل يمتن على عباده بالخيرات والعطاء والنعم والافضال التي تترى عليهم وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقد اثبت وقد اثبت كثير من اهل العلم اسم المنان لله عز وجل وان كان فيه شيء من الخلاف ولكن لا جرم ان ان ان الله عز وجل له المنة العظمى على عباده فهو الذي خلقنا وهو الذي امتن علينا بالنعم العظيمة والالاء الجسيمة سواء النعم المعنوية او النعم الحسية نعمة الدين نعمة الاسلام نعمة المأكل والمشرب نعمة الصحة والامن والعافية والهدى وغير ذلك. واعظمها نعمة الهداية الى الى الاسلام والى طريق اهل السنة والى الحق. والثبات عليه وما يدخره الله عز وجل من المنن العظيمة والفضائل العظيمة لعباده المؤمنين في الجنة شيء لا يأتي عليه الوصف. فلا تعلم نفس ما ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. فالله يقول ويقول هو في الحديث القدسي يقول الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين ما عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وهذا كله من منة المنان. ولا يستطيع احد ان يكافئ الله عز وجل اه بشيء وان سجد طول عمره او شكر الله طول عمره فنعم الله عز وجل لا تكافئ آآ مطلقا ولكن على العبد ان يحمد الله وان يشكره على هذه النعم التي تترى عليه في الليل والنهار فان الله عز وجل قد اذن الشاكرين لنعمه بالمزيد وتوعد الكافرين لها بالويل والعذاب الشديد فقال عز وجل واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد فنفوس الادميين تتحمل منة الله عز وجل فهم لا يزالون يسألون الله منته ويستدرون من الله عز وجل فضله بالدعاء والانطراح بين يدي الله فمهما انعم الله عليهم من النعم والفضائل والمنن فانهم لا يجدون في قلوبهم حرجا لوجود منة لله عز وجل عليهم بل هذا هو حقيقة العبودية ان يبقى العبد معترفا بمنة الله عز وجل عليه منطرحا بين يديه معترفا بتقصيره في شكر هذا الفضل العظيم تلك المنة الكبيرة فامن الله عز وجل علينا تترا. وتتابعها وكثرتها علينا لا يوجب آآ الذل ولا يوجب القهر ولكن المشكلة المنة الثانية وهي منة المخلوقين عليك. هذه منة الذل. هذه منة القهر هذه هي منة الانكسار هذه منة الخضوع للمخلوقين. فكلما كان الانسان بعيدا عن وجود منة للمخلوقين عليه كلما انا اعز فيما بينهم ولذلك اعز الناس عند الناس هو من ليس للناس عليه منا وحتى ان الفقهاء رحمهم الله تعالى راعوا هذا الجانب وقرروا بعض الاحكام الشرعية بل كثيرا من الاحكام الشرعية قرروها وسبب تقريرها حتى يكون حتى لا يكون عليك منا للمخلوقين فقال العلماء واذا كان الانسان عادما للماء وبذل له الماء هدية لم يلزمه قبوله لوجود المنة. واذا كان الانسان لا يجد سترة يستتر بها في صلاته واهدي او تصدق عليه بشيء من السترة. فان شاء ان يقبلها فله ذلك والا فلا يلزمه قبولها لوجود لوجود المنة والعلماء رحمهم الله تعالى نبهوا على ان الانسان لا ينبغي له ان يسأل الناس شيئا من اموالهم فاليد العليا خير من اليد السفلى لماذا؟ لوجود المنة. وقد اخذ النبي صلى الله عليه وسلم العهد على بعض اصحابه. الا يسألوا الناس شيئا. لماذا بوجود المنة. ولذلك كلما احتجت الى المخلوقين وصارت لهم منة عليك. كلما نزل مقدارك من قلوبهم وخف ميزان احترامك ضعف مقدار هيبتك من قلوبهم. فاذا المنة تنقسم الى قسمين. منة العز وهي منة الله عليك. ومنة الذل وهي منة المخلوقين فلتستكثر من منن الله عز وجل عليك لانك كلما استكثرت منها فانك صاحب عز وفخر ورفعة بمنة الله عليك وحاول ان تستقل ما استطعت وان تقلل ما استطعت من منن الذل عليك وهي حاجتك الى المخلوقين. فكلما استغنت استغنيت عما في ايديهم اه وعن اموالهم وعن وعن الحاجة اليهم كلما كنت اعز في قلوبهم بل واعز عند الله عز وجل. فعلى العبد الا يطرح سؤاله الا لله. ولا ينطرح الا عند عتبة باب الله ولا يسأل حاجته الا لله ولا يسأل حاجته الا الله عز وجل فقول القائل منة الله ولا منة خلقه؟ يعني ان نفوسنا تحتمل وجود منة الله علينا ولا تحتمل وجود منة المخلوقين علينا فهي كلمة طيبة وصحيحة ولا حرج وهي دافعة للانسان الا يوجد عليه منة لاحد من المخلوقين والله اعلم