قال فمن سمعه يعني القرآن؟ فزعم انه كلام البشر فقد كفر. وقد ذمه الله وعابه واوعده او بسقر حيث قال تعالى ساصليه سقر. فلما اوعد الله بسقر لمن قال ان هذا الا قول البشر علمنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر. ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. فمن ابصر هذا واعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر علم انه بصفاته ليس كالبشر. هذه الجمل مشتملة على تقرير مسألة عظيمة وهي ان كلام الله جل وعلا لا يشبه قول البشر. وكيف يشبه قول البشر وهو كلام الباري جل وعلا الذي لا يشبه بصفاته البشر. البشر لهم صفاتهم في كلامهم وفي سمعهم وادراكاتهم وارواحهم. والله جل وعلا له صفاته في كلامه وفي سمعه وبصره وجميع صفاته. فلا يشبه في صفاته التي منها كلامه لا يشبه صفات البشر. فمن قال عن القرآن انه قول بشر او انه اوى قول جبريل او نحو ذلك وليس بقول الله جل وعلا او انه كلام جبريل وليس بكلام الله جل فان هذا كافر بالله العظيم. لان من قال ان القرآن كلام بشر فان هذا كفر كما قال سبحانه ان هذا الا قول البشر ساصليه سخر في قول الوليد