الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول لي ثلاثة ايام اصلي واليوم اكتشفت ان القبلة غلط. فهل صلواتي مقبولة؟ ام يجب علي الاعادة؟ الحمد لله رب العالمين وبعد اذا كنت تصلي في بلاد اسلامية وانت تستطيع ان تسأل عن جهة القبلة فيها من يوجد فيها من اهلها من المسلمين فلا جرم انك مفرط في عدم سؤالك عن جهة القبلة الصحيحة. ومن المعلوم المتقرر عند العلماء ان استقبال القبلة شروط الصلاة المأمور بايجادها. والقاعدة تقول ان الشروط في باب المأمورات لا تسقط بالجهل والنسيان فاذا كنت في بلاد اسلامية وتستطيع ان تسأل اهلها عن جهة القبلة فان تركك عن حقيقة الجهة الصحيحة يعتبر تفريطا منك. وفي هذه الحالة يجب عليك ان تعيد ما مضى من الصلوات الى القبلة التي صليت اليها عن اجتهاد خاطئ. فان بلاد الاسلام ليست موضع اجتهاد اذا كان الانسان قادرا على سؤال اهلها عن الجهة الصحيحة. وانما الاجتهاد في البحث عن جهة القبلة الصحيحة يعتبر بديلا عن سؤال اهل البلد الاسلامي. فاذا لم تجد احدا تسأله من المسلمين وليست عندك القدرة على الاستدلال على الجهة الصحيحة بعلاماتها التي تعرف بها فانك حينئذ تجتهد وتصلي الى الجهة التي تؤديها يؤديك اليها اجتهادك. التي يؤديك اليها اجتهادك. ولكن هذا في غير بلاد المسلمين. واما في بلاد المسلمين الاجتهاد ممنوع لقدرة الانسان على الاستدلال على الجهة بسؤال احدهم او برؤية مساجدهم ومحاريبها. فيجب عليك في هذه الحالة ان تعيد جميع الصلوات التي صليتها الى القبلة الخطأ. واما اذا كنت في بر او بحر بعيد عن البلاد حتى في معرفة الجهة الصحيحة وصليت الى الجهة التي اداك اليها اجتهادك. فان صلاتك تعتبر صحيحة لما روى الترمذي في جامعه من حديث عامر بن ربيعة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فاشكل علينا القبلة فصلينا فلما طلعت الشمس اذا نحن صلينا الى غير القبلة. فنزلت فاينما تولوا فثم وجه الله واما اذا كنت في بلاد كافرة ولا تستطيع ان تسأل احدا من اهلها وليست عندك مراكز اسلامية تتضمن مساجد تستطيع ان تستدل على القبلة برؤية محاريبها فانك تجتهد حينئذ وتصلي الى الجهة التي يغلب على ظنك كأنها هي القبلة فبان لك بذلك ان الاجتهاد انما يكون في البر او في البحر. او في بلاد الكافرة التي ليس فيها احد تستطيع ان تسأله عن الجهة الصحيحة. واما في بلاد الاسلام فليست بلاد الاسلام موضع اجتهاد. والله اعلم