المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ العلامة صالح بن محمد الحيدان حفظه الله. حلقات نور على الدرب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة ضمن برنامجكم نور على الدرب اسئلتكم في هذه الحلقة نعرضها على صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن محمد الحدان رئيس مجلس القضاء الاعلى وعضو هيئة كبار العلماء مع مضغ هذه الحلقة نرحب بصاحب الفضيلة ونشكر له تفضله باجابة الاخوة المستمعين فاهلا ومرحبا بكم شيخ صالح. اهلا بكم وبالمستمعين نبدأ على بركة الله هذه رسالة وصلت من احدى الاخوات المستمعات ميم هاء من اليمن اختنا تقول قال الله جل وعلا وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ارجو بيان حد الاسراف الذي يقع فيه صاحبه بالتحذير الوارد في هذه الاية الكريمة احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الامين المبلغ عن الله رسالاته الذي ما من خير الا دل امته عليه ولا شر الا وحذرها منه صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحابته الذين حملوا هذا الدين عن رسول رب العالمين وبلغوه لعباد الله جهادا ودعوة وتعليما فرضي الله عنهم وارضاهم وبارك في كل من يحبهم ويترضى عنهم وبعد فان الله جل وعلا خلق عبادة ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا وامرهم بما ينفعهم ولم ينهاهم جل وعلا عن امر الا لما فيه من الظرر عليهم في حياتهم واخرتهم ومن ذلك نهيه جل وعلا عبادة عن الاسراف فالله ذم الاسراف حتى في النفقات نهى ان يكون الانسان جحيحا مسيكا يبخل بشيء مما اعطاه الله ونهى ان يكون مبذرا مسرفا في ذلك وفيما يتعلق بالاكل فان الله جل وعلا نهى عبادة ان يتجاوزوا الحد الذي فيه منفعتهم وتنتفي به مضرتهم وهو الاكل باعتدال كلوا واشربوا ولا تسرفوا امر بما يقوم بحياتهم ويقوم اجسامهم ونهي عن الاسراف لما فيه من المضرة واسباب الغفلة والاندفاع وراء ملذات الدنيا والدنيا وملذاتها اذا قدمت فهي ظرة الاخرة يزاحمها والمبلغ عن الله رسالاته محمد صلى الله عليه وسلم بين ما يحتاجه العبد وما ينفعه ومما قال صلوات الله وسلامه عليه بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه فان كان ولا بد فاعلا وثلث لطعامه وثلث لشرابه وصل مثل لنفسه فاذا اقتصد العبد في اكله فلم يأكل الا قدرا ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم انه حد اعلى لمن اراد ان يتجنب الاسراف وهو الثلث فان قلل وقصر فهو افظل لان النبي يقول بحسب ابن ادم ان يكفي ابن ادم لقيمات يقمن صلبه ووصفهن بانها لقيمات دليل على القلة فالحاجة تقوم باللقيمات ومن اراد ان يتجاوز ذلك فليقف عند الثلث فان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطن في هذا الحديث فمن اقتصر على الثلث فليس من اهل الاسراف في الاكل والشرب ومن زاد على الثلث دخل في جماعة المسرفين والله لا يحب المسرفين ان الاكثار من الطعام الاخذ منه زية على الحد يولد انواعا من الاسقام بالنسبة للبدن كما يورث القلب كسلا عن الطاعة وغفلة والعبد محتاج الى ان يكون قلبه يتمتع بصحة وحيوية لينشط الى ذكر الله ويألف عبادة الله ويذهب عنه الخمول والاسترخاء او الاندفاع وراء الملذات والموفق من اتقى الله جل وعلا فيما يأخذ ويدع والله المستعان احسن الله اليكم تقول هل يجوز للمرأة ان تلبس الفساتين الغالية جدا للذهاب بها الى الاعراس والحفلات وهل يكون هذا من باب التعالي على المساكين ومن باب الخيلاء جزاكم الله خيرا يبدو ان السائلة من المتعلمات اللواتي عندهن حظ من العلم ومن التوقيع ان شاء الله الاسراف في الملبس نوع من التبذير الله يقول نبيه ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فالبخل الزائد بمنزلة من تغل يده بحيث لا تلين ولا تمتد لبذل ولا لعطاء ولا لانفاق على نفسه وال بيته فان الانسان اذا قام بنفقة بيته واغناهم عن الحاجة كان ذلك نوعا من الصدقة ذلك الرجل الذي قال لنبي الله صلى الله عليه وسلم عندي دينار؟ قال تصدق بها على نفسك قال عندي اخر قال تصدق به على اهلك فبين الى اخر الحديث ان الانسان في نفقته على نفسه او على اهل بيته او ولده اذا احتسب كان ذلك نوعا من الصدقة النافعة فهؤلاء الذين يسرفون في شراء انواع من الالبسة ذات القيم العالية الغالية وهي مع ذلك مما لا يستعمل استعمالا كثيرا عملهم هذا فيه شيء من يتجرأ على انفاق فضل الله في وجه قد لا يحبه الله واذا العبد تصرف بما منحه الله من مال وجار عن الحد قد يملئ له الله جل وعلا ثم قد يعجل له العقوبة بان يسلبه ذلك المال ويجعله يتذكر تلك الجماحات في العطاء بغير حق والانسان انفاقي في ولائمة لا حاجة اليها وبذل الاموال في شرائه البسة للمباهاة والخيلاء يتحسر على ما افتقد ويندم على ما عمل مما لا شك فيه ان المسلم ينبغي ان يعتدل في نفقاته وان ينظر ويراعي من يختلط بهم من كان يعيش فيحيى بين اصحاب الثراء نساخنهم ويعايشهم ويسايرهم ويجتمع بهم ثم ينفق نفقات فيها بذل لا تكون حالته كحالة من يعيش بين متوسط الحال محدودي المكاسب او من تلجأهم الحاجات الى مواقف فيها مذلة ثم ينفق نفقات عالية هائلة يكسر قلوب الفقراء ويؤذي اولادهم بما يرون عليه وعلى اهل بيته واطفاله من مظاهر الاسراف والوان ان البستي وتجاوز الحد والمسلم مطلوب الا يؤذي اخوانه والنبي عليه افضل الصلاة والتسليم امر من عنده طعام له رائحة نفاذة ان يصل الى من وصلتهم هذه الروائح ما يسرهم به بقدر المستطاع كل ذلك من اجل بقاء اواصر المحبة واسباب التآلف تبرأ من الحقد والحسد وهذه من التربية الكريمة العظيمة التي ربى محمد صلى الله عليه وسلم عليها صحابته وربوا بعده صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم الامم التي اختلطوا بها والناس الذين انظروا تحت سلطانهم فكانوا رضي الله عنهم وارضاهم مضرب المثل بالعدل والوفاء والاحسان والبر والعطاء. الله فرضي الله عنهم من صحابة ووفقنا جميعا لحبهم والترضي عنهم وحسن متابعتهم احسن الله اليكم تقول اعطيت صديقتي رموشا صناعية واخذت ثمنها هل علي اثم في هذا المال حيث اني تصرفت فيه فماذا يجب علي الان يجب عليك التوبة الى الله جل وعلا فان هذه الرموش الصناعية من او نوع من تغيير خلق الله جل وعلا لان تلك التي تلمس هذه الرموش تهوا من يراها انا ذات رموش حسنة تؤثر بناظريها فيعجبون بها وقد ذم نبي الهدى صلى الله عليه وسلم المغيرات خلق الله ولعنهن فنصيحتي لك ان تتصدقي بمقدار ما اخذتي من تلك المرأة توبة الى الله وتكفيرا لما ارتكبته في امر الدنيا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كفارات الاعمال فقال لمن قال واللاتي قل لا اله الا الله فهذا اللفظ تكفير لذلك اللفظ السيء ومن قال تعالى اقامرك والخمار من سبل المكاسب المحرمة امره بان يتصدق لتكون تلك الصدقة كفارة لذلك العمل او ذلك التوجه فكذلك انت افعلي والله غفور رحيم احسن الله اليكم تقول انتشرت في هذه الاونة العاب معينة بين الاطفال. يستخدمونها بالاموال فيكسبون من ورائها. هل هي حرام؟ وعلى من يقع الاثم اذا كانوا اطفالا الاطفال اهله مخاطبون لمنعهم من ارتكاب المحرمات النبي صلى الله عليه وسلم لما اخذ الحسن ابن علي رضي الله عنهما تمرة من الصدقة وضعها في فيه قالوا له النبي كخ كخ واستخرجها من فمه ومنعه من اكلها مع انه طفل لم يبلغ سن التكليف لا اما علمت انا لا نأكل الصدقة وفي هذا الفعلي من نبي الله صلى الله عليه وسلم بيان لما ينبغي ان يكون الناس عليه لا يقال هذا طفل صغير لا تكليف عليه ليفعل ما اراد ولا تحرم فيه بل على اولياء الاطفال تجنيبهم هذه الاعمال ومنعهم منها واما من يعينهم فانه يكون قد اضاع الرعية وفرط في مصالحها وتعرض للمسائلة والجزاء والله جل وعلا على كل شيء قدير فحذاري لكل مسلم حذاري ان يتساهل في ذريته ونشأته ثمان الناشئة اذا نشأت على ارتكاب الاعمال المشينة او اخذ المكاسب المحرمة تبت هذه الصفات معهم ونشأت معهم من غظارة اجسامهم طراوة عقولهم ثم تمكنت وكما قال ذاك اتاني هواها قبل ان اعرف الهواء فصادف قلبا خاليا فتمكن فليحذر المسلم ان يجعل ناشئته تتعرض لهذه المحرمات او المشتبهات بالا تتمكن من عقولهم ثم بالتالي يصعب اقتلاعها احسن الله اليكم اخر اسئلة المستمعة تقول لماذا كان اهل الجاهلية يتشاءمون من صفر؟ وهل له دعاء ليس له دعاء معين يخصه بل لا صفر لا هامة ولا صفر وتشاؤم العرب من صفر لان شهر صفر يأتي بعد اشهر حرم ثلاثة وكانوا في هذه الاشهر الحرم الثلاثة ممنوعين من الغارات ومن سفك الدماء فيما بينهم فاذا جاء شهر صفر كانوا قد تهيأوا للسلب والنهب والاغارة والفتك فتشاءموا بهذا الشهر لانه يأتي بعد اشهر اشهر هدوء شهر قبل الحج وذو القعدة قبل ايام عرفة والنحر وهو كالمقدمة لتلك المواقف العظيمة في يوم عرفة يوم عرفة وايام للنحو والتشريق ويأتي محرم بعد ذلك ليستجموا فكأنها بمنزلة الاستجمام بعد مشقات الحج والسفر الى تلك البقاع ومن لم يحج محكوم بحرمية هذه الاشهر الحرم فاذا دخل شهر صفر اندفعوا فكثر الشر تعددت انواع السفك ونشط اصحاب اللصوصية فكان العرب يتشائمون بذلك الشهر وان كان لا شؤم فيه وانما الشؤم باعمال اهل الشؤم طائر كل انسان معه تؤمه معه احسن الله اليكم. هذه رسالة وصلت من سناء من مصر المستمع ابو معاذ رمضان اخونا يقول في التشهد عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هل نقول السلام عليك ايها النبي بصيغة الخطاب ام نقول السلام على النبي بصيغة الغائب؟ فقد ذكر بعض العلماء اننا نقول بصيغة الغائب وقالوا ان هذا ثابت عن الصحابة فهل هذا صحيح؟ احسن عليكم النبي عليه افضل الصلاة والتسليم علم اصحابه كيف يقولون في التشهد كما في حديث عبد الله بن مسعود المخرج في الصحيح وهو كالذي نقول التحيات لله الطلبات والطيبات السلام عليك ايها النبي عليك طيعة الخطاب وليس بصيغة السلام على الغائب فما دام علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة فينبغي ان نحرص على التقيد بها وان كان للتشهد الفاظ عدة لكن اصحها واتمها واكملها هو ما ثبت من طريق عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وهو مفرد في غيرها احسن الله اليكم يقول اين يضع المصلي يده بعد الرفع من الركوع حيث لم ارى لها ذكر في كتب الفقه التي قرأتها اذا كنت لم ترى لها ذكرا في كتب الفقه التي قرأتها فهل انت قرأت جميع الكتب النبي عليه افضل الصلاة والتسليم لما نقل الصحابة رضي الله عنهم هيأته وهو يصلي ذكروا انه اذا قام يصلي ووقف وضع كفه اليمنى على كف وساعد اليسرى ولم يقولوا ان هذا قبل الركوع اذا وقف واذا علمنا ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده اطال الوقوف فهو يركع ركوعا طويلا يقرب من قيامه ثم اذا رفع من الركوع وقفوا وقوفا طويلا يقبض يقرب من ركوعه والرواة من اهل الحديث ذكروا وضع اليد على الوقوف وهذا يشمل ما قبل الركوع وما بعده ومن ادعى من اهل العلم ان ذلك خاص بما قبل الركوع لم ينقل ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم وانهم قالوا ان ذلك خاص بما قبل الركوع وانما ظن ذلك من قال هذه المقولة انهم اذا رفعوا من الركوع لا يطيلون الوقوف تصور انه يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد واذا هو هاوي بينما فيه دعاء ولذلك في بعض الاحاديث ان الدعاء بعد الركوع طويل قد يقرب من الفاتحة او قد يزيد والخلاصة انه يشمل الوقوف بعد الركوع وقبل او قبل الركوع مسمى الوقوف والمنقول ان النبي عليه الصلاة والسلام يضع يده اليمنى على اليسرى كف اليسرى حان وقوفه واختلف اهل العلم اين يضع يديه في هذه الحالة من يقول تحت الصدر ومنهم من يقول فوق السرة وهذا كله ثابت عن الصحابة رضي الله عنهم والله اعلم احسن الله اليكم هل العذر بالجهل حجة ثابتة في امور العقائد كالتوحيد؟ وهل نعذر من يدعو القبور ويذبح لها وينذر هل يعذر هذا بالجهل ام لا يعذر وخصوصا ان هذه المسألة منتشرة عندنا لا يعذر احد بالشرك الشرك الاكبر لا عذر فيه لاحد الله جل وعلا احتج على العباد بما منحه من عقول له القلوب لا يعقلون بها عندما يدعو الانسان صاحب القبر ويقول فرج كربتي اه هل رأى صاحب هذا القبر يخرج من قبره ويفرج الكرب اشرف مقبور في الوجود محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ولما قال له رجل ما شاء الله وشئت غضب وقال اجعلتني لله للداء بل ما شاء الله وحده وصاحب الرؤيا الذي قابل في رؤية وفي رأى اليهود والنصرى هودى ونصراني ومما قالوا له قالوا له نعم القوم انتم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد فلولا الله هو محمد فنهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقال ما شاء الله وشاء وشئت يا محمد او ان يقال والله لولا الله ومحمد بل لولا الله وحده اذا هذا الذي يستغيث بالمقبورين او بالجن او بالملائكة او بالنجوم هذا شرك اكبر وقد قال الله جل من قائل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الاية الاخرى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار الانسان قد يعذر اذا لم يكن متعلما ولا عالما ولا يجالس علما ولا يعيش في وسط اسلامي في بعض الامور تكليفية اما في الشرك بالله جل وعلا فلا يعذر احد لا في بلاد الاسلام ولا في غيرها من عبد وثنان في الشرق فالذين يعبدون بوذا او في الغرب او في اي مكان من الدنيا لا يعذر بجهله حتى لو فرض ان اناسا في هذه الدنيا لم يبلغهم اي خبر عن اي رسالة من الرسالات فلا يعذرون بالشرك بالله لان الله منحهم عقولا كان عليهم ان يستعملوها لمعرفة ما اذا كان ما يشركون به قادرا على ان يدفع عنهم ضره او ان اجلب لهم منفعة او ينصرهم على الاعداء الى او يشفي اسقامهم بل كما قال الخليل واذا مرضت فهو يشفين احسن الله اليكم اخر اسئلة المستمع في هذه الحلقة يقول هل يجوز اخذ اجرة على العلاج بالقرآن والسنة مع العلم ان بعض الناس يجعله اي العلاج مهنة يكتسب من ورائها المبالغ الكثيرة. ويتفرغ لها ومن لا يدفع يكون في اخر الناس في الدور بل ربما يرفض علاجه الا من يدفع نرجو من فضيلتكم التفضل باسداء النصيحة لنا ولهم جزاكم الله خيرا من اعطاه الله علما ووسع له في الفهم في في هذا العلم وظهر اثرا لعلاجه فليحمد الله على ما من به لا شك انه لا يحرم اخذ الاجرة على الرقية الا ان الافضل للانسان ان يبذل المعروف بهذا العلم وبتلاوة كتاب الله المحتاج الى العلاج الافضل بدون مقابل وان فعل بمقابل فلا حرج الصحابة رضوان الله عليهم لما ذهبت سرية منهم بامر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فاضافوا حيا من العرب فلن يضيفوهم رفضوا ان يقروهم فشاء الله ان يلدغ قيد ذلك الحي فحاولوا علاجهم فلم يفلحوا فقال بعضهم لعل عند هؤلاء الرهق من يرفع دواء او علاج او فيه من يرقى فاتوا اليهم فقالوا لهم هل فيكم راقي فقال الصحابة لا فقال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه بلى انا ارقي ولكن ضفناكم فلن تضيفونا لا ارقي الا بجعل فاتفقوا معه على قطيع من الغنم فجاء الى ذلك الرجل الذيغ وقرأ عليه فاتحة الكتاب سبع مرات كل مرة ينفح على موضع اللدغة في نفخ وريق معه فلما فعل السابعة واذا بالرجل يقوم كأنما نشط من عقال فاعطوا الصحابة هذا الجعل وتحرجوا رضي الله عنهم كيف يفعلون ولم يعلموا ان رسول الله يأذن بذلك فاخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمهم فقال اقسموا واظربوا لي معكم بسهم وقال الراقي وما يدريك انها رقية وقالوا لهم ان خير ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله لكن ينبغي ان يتقي الله من يتولى هذا الامر ان يتجنب الاسراف ان يرفق بالفقراء والمساكين فان بعض الاطبا الموفقين اذا جاءه الفقير الذي تظهر عليه علامات الفقرة الفقر والفاقة يعالجه بدون المقابل ويرى ذلك من شكر نعمة الله عليه في تعلم هذه المهنة ومما لا شك فيه ان من تعلم القرآن وعرف كيف يستعمله اولى بان يشكر هذه النعمة العظيمة والا ليظهر من افعاله ما يدل على انه ادعاء لا يدعي انه فعل كذا وشفي وفعل كذا وشفي وفعل وفعل ليوهم الناس انه ذو اثر بالغ ونجاح باهر وانما يقول ارذل السبب والنتائج على مسبب الاسباب ومن يتق الله يجعل له مخرجا