المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ العلامة صالح بن محمد الحيدان حفظه الله. حلقات نور على الدرب. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا ومرحبا بكم الى لقاء جديد نستعرض فيه جملة من اسئلتكم واستفساراتكم في برنامج نور على الدرب رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن محمد الحدان رئيس مجلس القضايا الاعلى وعضو هيئة كبار العلماء مع مطلع حلقتنا هذا نرحب بصاحب الفضيلة ونشكر له قبول دعوتنا فاهلا ومرحبا بكم شيخ صالح. اهلا بكم وبالمستمعين نبدأ على بركة الله برسالة باعثها للمستمع من الرياض ابو سعد يقول في اول اسئلته نعلم ان كثيرا من الصحابة رضي الله عنهم كان غنيا وموسرا ونعلم انهم جميعا يفدون النبي صلى الله عليه وسلم بانفسهم واموالهم ولكن اعجب من ان النبي صلى الله عليه وسلم يموت وهو يرهن درعه عند يهودي لحاجة فكيف يكون هذا على الرغم من غنى الصحابة رضي الله عنهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن اهتدى بهديهم واتبع سنتهم الى يوم الدين وبعد. هم فان النبي صلى الله عليه وسلم لو احب ان يملك المال لاعطاه الله جل وعلا ما يحب من المال ولكنه صلى الله عليه وسلم لا يبقي على المال باقيا اذا جاءه مال لم تمضي فترة الا وقد انفقه ووزعه وفي مرة من المرات لما انتهى من الصلاة واظنها العصر خرج مسرعا فلفت نظر اصحابه رضي الله عنهم خروجه خروجه معاذ فقال تذكرت شبرا بقي عندنا وجاء وقال كلمة مما يدل انه لا يحب ان يبقى لديه صلى الله عليه وسلم مال فلما ذكر لو ان عنده مثل احد ذهبا ما ود ان يبقى عنده منه خلال ليالي شيء الا ما ادخر نفقة او لنائبة كما في معناه واما الصحابة رضي الله عنهم فانهم كانوا اطوع الناس له صلى الله عليه وسلم اذا حث على الصدقة تدافعوا كل على قدر جهده وعثمان بن عفان جهز في جيش العسرة الف بعير حتى قال صلى الله عليه وسلم في حقه ما على عثمان ما عمل بعدها وكلمة نحوها واما ان الصحابة فان الاثرياء في الصحابة ليسوا بكثير في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الاثرياء الذين يتحدث بثرائهم عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف والانصار رضي الله عنهم اهل الدار لهما نخيلهم بساتينهم وكانوا يبذلون منها ويتصدقون كما تصدق ابو طلحة رضي الله عنه باحب امواله اليه بئر حاء لما نزل قول الله جل وعلا لن تنالوا البر حتى تنفق مما تحبون جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرظ عنده هذا المغنى وقال ان احب اموالي بيظ الحاء فاني اظعها صدقة فظعها يا رسول الله حيث شئت اما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم درعة وحصلوا بعض الحاجة في كثير من الاوقات حيث لا يوجد في منازله صلى الله عليه وسلم من طعام سوى تمر كما في حديث عائشة لابن اختها عروة ابن الزبير وذكر الثلاثة اهلة في شهرين لا يوقد ببيت لبيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ولما قال ما طعامكم قالت الاسودان التمر والماء فقدوا اهذه النعم مم بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك ان ذلك لحكمة ارادها الحكيم العليم ليتبين فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره تساوي وليعظم ما يدخره الله له من الثواب والدنيا يعطيها الله جل وعلا من يحب ومن لا يحب واما الصدقة فهي لا تحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم لا يرضى ايضا ان اصحابه ينفقون عليه وانما يسر الله جل وعلا عليه بالجهاد والغنائم واول الغنائم في غزوة بدر ثم ما حصل بعد ذلك من الوقائع التي صار ظفر بفظل الله للمسلمين وكما جروا اما الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ولكنها متاع والله المستعان احسن الله اليكم يقول هناك خلاف في بعض الامور بين الصحابة رضي الله عنهم مع ان هذه الامور ربما تكررت من النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة في اليوم مثل افعال الصلاة فهل معنى هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير في بعض الافعال حتى لا يشق على امته؟ ام كيف نوجه هذا الخلاف فيما يروونه عنه صلى الله عليه وسلم؟ اما الخلاف فلا ولم يحصل للنبي صلى الله عليه وسلم افعال تخالف افعال واما ان يخفف الصلاة في حالة حالاته صلى الله عليه وسلم ويطيل الصلاة في مرة اخرى اما ان يطيل القراءة في مرة ويقرأ قراءة قصيرة اخرى فهذا انما هو تشريع وبيان لاحكام هذا الدين واما اختلاف الصحابة رضوان الله عليهم فبحسب ما يبلغهم هم لا يجتمعون عنده ولا يتفرقون الا لنوم ولو فرض انهم يجتمعون عند لا كان منهم الحافظ ومنهم الاحفظ ولذلك خفي على بعض الصحابة بعض السنن التي قالها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم اما التخالف بين افعاله صلوات الله وسلامه عليه فلا تخالف العبادة وفي غيرها ولو انك ذكرت امثلة والمستندة في ذكرها ذكر للسؤال مكان واما طرح السؤال بدون تحديد المثال فالجواب هو انه لا شيء يخالف بعضه بعضا من افعال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله اعلم احسن الله اليكم من اليمن هذه المرسلة ام علي تقول نذرت قبل حوالي تسعة تسعة وعشرين سنة ست شوال ولكن كان نذري ليس لله بل كان حسب عادة قريتنا ان يقول الواحد منا اللهم اني نذرت ان اصوم ست شوال لفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم والان بعدما عرفت ان النذر لا يكون الا لله اعدت نذر ست شوال لله. هل يجوز لي ان اصوم الست النذر ثم اصوم ست شوال اخرى فضيلة على تلك الست اما الصيام ان يصوم الانسان يبتغي بصيامه وجه الله جل وعلا والدار الاخرة فلا حرج في ذلك واما الصيام التي قلتي لفاطمة رضي الله عنها امام هذا بدون شك ان ان المقصود ثواب ذلك الصيام يذهب لفاطمة غير ان ذلك لا اصل له في السنة ولا يعلم ان الناس كانوا ينذرون وصياما او صدقات عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم او عن بناته بل بعض الناس ربما ظن انه يحج او يعتمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ذلك مخالف لما كانت عليه سيرة الصحابة رضوان الله عليهم وارضاهم لان الله غفر لنبيه ما تقدم من ذنبه وما تأخر واما اصحابه من رجالا ونساء وافضل النساء في الجملة بناته صلى الله عليه وسلم وزوجاته فقد قال عليه الصلاة والسلام في العموم لو ان احدكم انفق مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه اما انت وما تقولون به من صيام فاني ارجو ان يثيبك الله جل وعلا ويثيب كل عامل يبتغي بعمله وجه الله وكان في عمله موافقا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم العمل انما ينفع العامل اذا كان موافقا للسنة وكان العامل يقصد بعمله وجه الله جل وعلا لتقربه الى ربه اما ان قصد به الله جل وعلا لكن على خلاف السنة فانه لا ينفع او انه شاب في العمل موافقا لصفة الاعمال المشروعة لكنه لم يرد بها وجه الله لن ينفع لان شرطين اساسيين لكل عمل باختلالهما او احدهما لا يعتبر العمل الا وهما الاخلاص بالعمل لله وان يوافق العمل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى المسلم ان يعتني بهذين الامرين واذا هم بعمل فكر ونظر هل هذا العمل مما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لئلا يرد عليه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح من حديث عائشة يقول من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي رواية من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد فكل عمل ليس عليه امر الشرع فهو مردود على صاحبه. فنسأل الله العصمة والهداية الله اليكم من اسئلة المستمعة سؤال غريب نوعا ما تقول بانها تملك مبلغا من المال وتضعه في خزانة ومتأكدة ان هذه الخزانة لا يصل اليها احد من افراد الاسرة ثم اذا جئت لعد هذا المبلغ وجدته ناقصا فقمنا بوضع مبلغ اخر مرة اخرى للتأكد من انه ينقص وفوجئنا بان مبلغ ينقص تؤالي هل يوجد جن يأخذون المال؟ واذا كان الجن لا يأخذون المال فما تفسير ما يحدث احسن الله اليكم احتمال ان يأخذ الجن مالا امر وارد هو احتمال ان تتحرزوا ويكون من قصد اخذ المال قد بلغ من الحذقي والقدرة على الوصول الى ما عند الناس كفة يد وجودة عملا وحيلة فهذا ايضا قد يكون واردا هل سميتم الله جل وعلا عند وضع هذا المال وذكرتم الله سبحانه وتعالى عند وضعه اذا كنتم ذكرتم الله عند وضعه وسميتم الاقرب والله اعلم ان تكون هذه من الحيل الشيطانية من شياطين الانس والله ذكر ان في الشياطين كما في الجن والله اعلم احسن الله اليكم هذه رسالة من المستمع فهد ابن سليمان فيما يبدو من الرياض يقول توفي رجل عن ارث سلم الارث احد الابناء ولم يطلع هذا الابن الورثة على الوصية ويذكر ان من ضمن الوصية عمارة دخلها السنوي خمسين الف ريال بها عدد سبع اضاحي وباقي المبلغ يتم التصدق به هل يجوز له عدم اطلاع اخوانه على الوصية؟ وهل المبلغ المتبقي من هذه العمارة بعد اخراج الاضاحي يتصدق به هو بمعرفته دون الرجوع اخوته حيث ان الاخوة يعرفون اشخاص محتاجين اكثر ويريدون ان يشملهم الاجر والدعاء. فما توجيهكم لنا احسن الله اليكم ما دام انها وصية لمورثهم فمن حقهم ان يعلموا عن هذه الوصية لو مات هذا الرجل وان كان محل ثقة اخوانه فان كان محل ثقة والده الذي قد يكون اعلمه بهذه الوصية وامره بتنفيذها لو مات لربما جهلت مصارف هذه الوصية ينبغي لهذا الشخص ان يثبت الوصية في القضاء المحكمة وان يطلع اخوانه على حقيقتها وعليهم ان يتقيدوا بما ووضعه الموصي من وجوه انفاق الوصية وصرفها في كل شيء نص عليه الا ما كان من احتمال نص عمل غير مشروع فان الوصية لا يصح تنفيذها في شيء غير جائز شرعا والله اعلم احسن الله اليكم هذا المستمع حمد من الرياظ بعث بعشرة اسئلة نختار بعض الاسئلة في هذه الحلقة ونرجئ بعضها في حلقة قادمة باذن الله تعالى اخونا يقول لي صديق دائما يكفر بعض اصحاب الاراء الاخرى فما الطريقة المثلى للتعامل معه واقناعه بان هذا الامر لا يجوز مذهب اهل السنة والجماعة الا يكفروا احدا من المسلمين الا من ارتكب مكفرا من المكفرات واستمر عليه او اعتقده واما ان يذنب ويرتقب معصية فلا يجوز تخفيره لمجرد ارتكاب معصية ما لم تكن هذه المعصية مما يبطل العقيدة او استحلها واعتقد انها حلال وهي محرمة بنص صحيح من كلام رسول الله كلام الله جل وعلا او كلام رسوله الثابت عنه الا متفق على ثبوته لدى علماء الامة وما كان فيه خلاف فلا يجوز التكفير فيه والانسان قد يكون صاحب معاص كثيرة والايمان باق اذا كان مقيما لاركان الاسلام احسن الله اليكم يقول هل يجوز استعمال المشط المصنوع من عاجل فيل؟ مع العلم ان الفيل نجس ارجو انه لا حرج في ذلك لان نجاسة الفيل ليست قطعية واستعمال هذه الاشياء التي في ظاهرها يابسة ولا تندغ رطوبة حتى ولو كانت مما يظن بنجاسة ما كانت فيه لا يفسد ذلك العمل ولا يجعلها محرمة الاستعمال احسن الله اليكم يقول اسمعوا من يقول الحمد لله لا يحمد على مكروه سواه هل هذا صحيح الله جل وعلا يحمد على كل حال فليس كل كل ما تكرهه النفس هو فاسد وخبيث ان الله بين ان الانسان قد يكره شيئا عسى ان يكره شيئا وهو الخير وعسى ان يحب شيئا ويكون ذلك المحبوب المحب والله هو والاولى ان يقول الحمد لله على كل حال او الحمد لله رب العالمين وامثال ذلك لكن حقيقة الامر انه لا يحمد على كل ما تكرهه النفس سوى الله جل وعلا احسن الله اليكم يقول من نسي قول امين في الصلاة الجهرية او السرية هل تبطل صلاته بهذا لا تبطل فان امين ليست من الفاتحة وانما على امين اللهم استجب لان سورة الفاتحة تضمنت امورا عظيمة اول الفاتحة عظم الثناء والتمجيد وتعظيم الله جل وعلا وفيما بعد ذلك تضمن اعلان العبد عبوديته لخالقه واستعانته به واخرها تضمن الرغبة الى الله جل وعلا ان يحفظ المسلم من طريق المغضوب عليهم وهم اليهود والظالين وهم النصارى ومثل هؤلاء كل من ترك الحق مع علمه به وقدرته على القيام به معرضا عنه متعمدا تركه او من ارتكب الظلال والخطأ لجهله وعدم اجتهاده في توقيه واجتنابه اما كلمة امين فهي تأمين على ما سبق وكل ما تضمنته الفاتحة فهو دعاء ايضا لان الدعاء منه دعاء مسألة ومنه دعاء عبادة فدعاء المسألة مثل اهدنا الصراط المستقيم تبطل الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ودعاء العبادة تمجيد الله والثناء عليه وتعظيمه واعلان افراده الهية والوحدانية والربوبية احسن الله اليكم يقول لي قريب ثري يستخدم اواني منزلية غالية الثمن اغلى من الذهب والفضة هل يجوز لي زيارته واستخدام هذه الاواني يجوز لك لان المحرمة بالنص الية الذهب والفضة وما سوى ذلك وان كان فيه اسراف متعد فليس حكمه في هذا كحكم الذهب والفضة. بالنسبة لاستعمال الاواني ومع هذا ينبغي للناس الا يسرفوا فان الاسراف نهى الله عنه في الاكل والشرب ويقاس على ذلك ما يكون وسيلة الاكل والشرب احسن الله اليكم اخر وسيلة هذه الحلقة من المستمع ايضا حمد من الرياض يقول ما حكم جلوس الاطفال في المسجد لغرض تعليمهم قراءة القرآن وكذلك مسهم للمصاحف رغم انهم على غير طهارة لا حرج في ذلك ان شاء الله فان صغر السن الذين لم يبلغوا ان التمييز التام غير مخاطبين فلا ذنوب عليهم فلا يعد عملهم اذا مسوا المصحف ارتكاب محرم عليهم ومع هذا فان مس المصحف من المسائل الخلافية كما ان المصلحة العظيمة في تعليم تعلمهم كتاب الله واعتيادهم تلاوته وتدبره وفهمه طريق القراءة من المصالح العظيمة الهامة كما ان تعلمهم في المسجد من التربية الهامة على مشاهدة المصلين ممن لم يخن وجبت عليه الصلاة وكذلك التدرب ممن بلغ سن التمييز وهي تمام السابعة التي جاء فيها الامر للاولياء بان يأمروا ويخلفوا تبابهم من بلغ السابعة ان يؤمر بالصلاة وبلغ العاشرة ان يؤمر واذا لم يأتمر يظرب الظرب الذي لا يظر واذا تارة مكلفا وجب ان تقام عليه احكام الاسلام والعقوبات المشروعة لمن يترك الصلاة متعمدا والله المستعان. الله المستعان جزاكم الله خيرا واحسن اليكم ونفع بعلمكم اخوتنا المستمعين الكرام اجاب عن اسئلتكم واستفساراتكم في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن محمد الحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى وعضو هيئة كبار العلماء شكر الله لفضيلته ما تفضل به من الاجابة والبيان نذكركم بعنوان البرنامج المملكة العربية السعودية وزارة الاعلام اذاعة القرآن الكريم صندوق بريد ستون الف تسعة وخمسون الرياض احد عشر الف خمسمائة خمسة واربعون برنامج نور على الدرب شكرا لكم مرة اخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته