المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان رحمه الله. حلقات نور على الدرب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم اليومي نور على الدرب ضيف هذه الحلقة هو فضيلة الشيخ عبد الله ابن عبد الرحمن الغديان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء فباسمكم جميعا نشكر لفضيلة الشيخ تفضله بالاجابة. ونرحب به وانا كذلك ارحب بكم وبالمستمعين. اولى رسائل هذه الحلقة رسالة بعث بها المستمع محمد عبد الله من العراق. رسالة طويلة وخلاصتها انه يقول له شقيقتان ارملتان ولهما اولاد وانه شاورهما على الزواج فامتنعتا ويقول ان الكبرى منهما حاول ارغامها على رجل لا تريده. ثم قبلت بالزواج من شقيق زوجها المتوفى ويقول انها الان سعيدة ولكنها دائما تقول ذنبي وذنب اولادي برقبتك ويسأل ايضا يقول هل لي احق ان اجبر الاخرى على الزواج فانها تمتنع وتقول لو اه زوجتني اه من غير رظاي فساقتل نفسي يقول هل علي ذنب في زواجي الاولى؟ وهل لي ان اجبر الثانية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الجواب ذكر السائل ان لكل واحدة من اختيه يا اولاد فاذا كانوا او وجد منهم من هو بالغ سن الرشد اذا كان بالغا وجدت فيه علامة من علامات البلوغ فانه يكون وليا هو الذي يتولى العقد لامه واذا لم يوجد من اقاربها من هو اولى من اخيها فان اخاها هو الولي وبناء على ذلك بالنسبة في زواج المرأة الاولى اذا كان قد زوجها وهو ولي امرها فانه يثاب على ذلك ولن يحصل غالبا ظرر على الام ولا على الاولاد اذا احسنت الام رعاية اولادها وساعدها ايضا زوجها على هذه الرعاية واما بالنسبة للزوجة الاخت الثانية فان الامر راجع اليه واليها اذا كان هو الولي وعليه النظر في الاصلح فاذا كان الزامها بالزواج يحقق مصلحة راجحة فله ذلك واذا كان يحقق مفسدة الراجحة او يؤدي الى مفسدة محضة لانها قد تقتل نفسها او يؤدي الى مفسدة مساوية للمصلحة فحينئذ ليس له حق الاجبار وبهذه المناسبة فيه ظاهرة من الظواهر الاجتماعية التي لها صلة في هذا الموضوع وهذه الظاهرة هي ان المرأة اذا طلقت ومعها بنت او معها ابن او اكثر فانها يمتنع عن الزواج وقد تقع في المحظور وقد يحصل عليها مضايقات من البيت الذي تكون فيه اذا كانت عند ابيها وعند اخيها وعند امها او عند اي واحد من اقاربها لانها قد لا تستطيع الاستقلال في بيت واذا استقلت في بيت قد يحصل عليها اضرار من الناحية الاخلاقية وقد تضطروا الى ذلك بسبب الظيق من ناحية الحاجة الى النفقة والكسوة وقد تكون مستأجرة للبيت وتضطر الى توفير الاجار وعلاج هذه الظاهرة هو ان المرأة اذا طلقت او مات عنها زوجها فهذا من سنن الله الطلاق من سنن الله الشرعية والموت امر مقدر لا يستطيع احد ان يحول بين الانسان وبينه وعلى المرأة اذا كانت مطلقة وخرجت من العدة ويسر الله امرها بامكانها ان تتزوج الزوج الذي ترضى دينه يكون مرضيا في دينه وامانته وتشترط عليه الشروط التي تريدها من ناحية نفسها ومن ناحية اولادها لان بقائها بدون زوج فيه ظرر عليها والزوج يقوم بحقوقها ويكون حصنا لها لان تنال بيسوق وقد يكون الزواج سببا في ان يرزقها الله جل وعلا اولادا اكثر من الاولاد السابقين وقد يكونون ايضا اصلح بان هذه الامور راجعة الى الله جل وعلا المقصود ان امتناع المرأة عن الزواج اذا مات عنها زوجها او طلقها بحجة ان معها بنت او ابن او اكثر من ذلك وهم قصر ان هذا العمل ليس بمناسب وعليها اذا يسر الله امرها ان توافق كما سبق ولكن تشترط الشروط التي تريدها وبالله التوفيق شكر الله لكم هذا سؤال من احد الاخوة السودانيين يقول انه يعمل في شبك للاغنام فهل يجوز له ان يصلي وثيابه بها شيء من بول الاغنام وقد تكون ملطخة بشيء من الدم الجواب يقول الله جل وعلا يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد اي عند كل صلاة والانسان عندما يقف يقف بين يدي الله جل وعلا سيكون على هيئة حسنة من ناحية اللباس كما انه قد تطهر من الحدث الاكبر اذا كان عليه او من الحدث الاصغر فكما انه مسلم والحمد لله وتطهر من الاحداث فينبغي ايضا ان تكون هيئته الحسنة اما من ناحية ما ذكره من الدم فان الدم نجس لا يجوز له ان يصلي بثوب يكون فيه دم ويكون الدم كثيرا. اما اذا كان قليلا فمن قواعد الشريعة ان اليسير مغتفر لكن من حيث الجملة لا ينبغي ان يتساهل في اللباس الذي يلبسه حينما يقوم للصلاة في بعض الجزارين ابلغ من هذا في بعض الجزارين يؤدي صلاته في الثوب الملطخ بالاوساخ الكثيرة وملطخ ايضا حتى بالدم المسفوح المقصود انه ينبغي للانسان ان يأخذ زينته عندما يريد ان يصلي ولو انه اراد من يزور شخصا له قيمته المالية او قيمته الاجتماعية او قيمته السياسية فانه سيهيئ نفسه تهيئة كاملة من ناحية اللباس حتى لا يلاحظ عليه فاذا كان الانسان يتجمل من اجل ان يقف بين يدي مخلوق فلماذا لا يتجمل اذا اراد ان يقف بين يدي الخالق وبالله التوفيق سؤاله الثاني يقول ان المسجد الجامع يبعد عنهم حوالي خمسة كيلو مترات وليس عندهم سيارة وهو يحرس الاغنام ولا بديل يقوم آآ في آآ بهذا العمل نيابة عنه. فهل له ان يترك صلاة الجمعة الجواب اذا كانت المجموعة التي عنده اذهبوا لصلاة الجمعة ويبقى هو من اجل المحافظة على الاغنام خشية من ان تسرق فهذا لا شيء فيه. لكن ينبغي له الا يداوم على هذا يعني يكون بينه وبين بعض زملائه التناوب بحيث انه يجلس بعض الجمع ويجلس بعض اصحابه بعض الجمع الاخرى وبالله التوفيق هذه رسالة من المستمعة نال حاء عين من المنطقة الغربية ضمنتها مجموعة من الاسئلة سؤالها الاول تقول هل يجوز لي ان اصوم يوم عرفة تطوعا وعلي قضاء بعض ايام من رمضان الجواب ان الشخص اذا كان عليه قضى من رمظان فانه يقضي ثم بعد ذلك يصوم صيام التطوع لان مسألة صيام التطوع مع وجودي صياما واجبا على الشخص بقضاء رمضان صيام التطوع قد يكون صيام يوم الاثنين اول خميس او ايام البيض او اليوم العاشر والحادي عشر من محرم اول يوم التاسع والعاشر من محرم او يصوم محرم او يصوم يوم عرفة قصدي ان صيام التطوع واسع فحينئذ يقدم صيام الفرض يقضيه ثم بعد ذلك يصوم صيام التطوع لكن لو حصل منه انه صام بنية النفل مع وجود صيام قضاء عليه فان صيام النفل صحيح لان من قواعد الشريعة ان الانسان اذا كان عليه عبادة واراد ان يتنفل في جنس هذه العبادة فان كان وقت العبادة موسعا جاز له ان يتنفل سواء كانت العبادة اداء او كانت قضاء واذا كان وقت العبادة مضيق فانه لا يجوز له ان يتنفل من جنس هذه العبادة على سبيل المثال لو ان شخصا بقي عليه من رمظان ثلاثة ايام واراد ان يتنفل ثلاثة الايام الباقية من شعبان بهذا سيفوت قضاء الايام الثلاثة من رمضان عن وقتها فلا يجوز له ان يفعل ذلك وكما ان هذا جار في العبادات فهو ايضا جار في الاموال الشخص اذا كان عنده مال كثير وهو مطالب في حقوق الله او بحقوق الادميين ولكن الاموال التي عنده تربو كثيرا على ما يطالب به فلا مانع من ان يتصدق من ماله. اما اذا كانت الأموال التي عنده لا تفي الا بالحقوق التي عليه فيجب عليه ان يؤدي الحقوق التي عليه سواء فكان الحق المالي لله او كان للادميين والحاصل انه انه اذا كان الوقت مضيقا فانه لا يجوز له من يتنفل مع ترك القضاء يقدم النفل على القضاء ولا يجوز له ان يتصدق مع ضيق ما له عن الحقوق الواجبة عليه واذا كان الوقت موسعا الاولى انه يؤدي الحقوق التي عليه لكنه لو تنفل قبل اداء الواجب عليه عبادة او صدقة فان ذلك صحيح. وبالله التوفيق. اثابكم الله. سؤالها الثاني تقول ما المقصود بقوله تعالى ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن الجواب ان المقصود من هذه الجملة هو التنبيه على سد ذريعة من الذرائع التي تغري الرجال بالنساء فالنساء كنا يلبسن في ارجلهن لباسا اذا ضربت الرجل اللباس الذي فيها باللباس الذي في الرجل الاخرى يطلع له صوت واذا قصد الظرب فقد يكون على حركات معينة ويكون ذلك ويكون في ذلك اغراء للرجال فجاءت الشريعة لسد هذه الذريعة ومن المعلوم ان من قواعد الشريعة سد الذرائع وان هذه الذريعة مبسوسة امثلتها في القرآن وفي سنة الرسول صلوات الله وسلامه عليه وبالله التوفيق لها سؤال ايضا تقول ما هي الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم وعدم نسيانه الجواب الطريقة المثلى لحفظ القرآن وعدم نسيانه تكون على حسب الامور الاتية الأمر الأول ان المرأة او الرجل او الشاب لابد ان يقرأ القرآن على شخص متقن للقرآن من اجل ان يكون نطقه بالقرآن صحيحا لان رسم القرآن يختلف عن الرسم الاملائي في كثير من المواضع وهناك امور مرسومة لا تنطق وهناك حروف تنطق ولكنها ليست بمرسومة وفيه ايضا احكام التجويد عموما كاحكام الادغام والاظهار والاقلاب والاخفاء واحكام المدود وما الى ذلك وهي موجودة في كتب التجويد فيتقن النطق بالقرآن ثانيا يحدد الايات التي يريد ان يحفظها بحسب موضوعات القرآن فعلى سبيل المثال افتتح الله جل وعلا سورة البقرة ببيان اقسام الناس وذكر المؤمنين اولا ثم ذكر الكافرين ثم ذكر المنافقين وقد جرى كثير من المفسرين على هذه الطريقة يحدد الايات التي نتكلم عن موضوع واحد او عن عنصر من موضوع ثم بعد ذلك يتكلم عليها وهذه طريقة ابن كثير رحمه الله تعالى وقد يذكر ايات الموضوع وقد يذكر عنصر من العناصر المتعلقة بالموضوع فبعدما يحدد الايات المتعلقة بالموضوع يقرأ تفسير هذه الايات لمعرفة معاني المفردات ومعاني الجمل ويعرف ايضا سبب النزول ويعرف ايضا ان هذه الاية ناسخة او منسوخة او ليست بناسخة ولا منسوخة ويعرف بعد ذلك ما تدل عليه هذه الاية هل هي متألقة بالتوحيد او متعلقة مثلا بموضوع فقهي بالصلاة والزكاة والصيام وتتعلق مثلا بالحيض او الإيلاء او ما الى ذلك فبعدما يعرف معاني المفردات والجمل سبب النزول ومعرفة انها ناسخة او منسوخة او ليست ناسخة ولا منسوخة والمعنى العام والموضوع الذي تدور عليه بعد ذلك يحفظها ويكرر هذه الايات الى الحد الذي يستطيع بعده ان يعيدها من حفظه بسهولة ولا يعود الى المصحف فيما حفظه لانه يعتاد ذلك وبعد ذلك لا يستطيع الاستغناء عنه واذا اراد ان يستبين اية من الايات التي حصل عنده شك في النطق بها وبامكانه ان يستعين باحد يبين له الصوابع في هذه الكلمة او الجملة او الاية قصدي انه يقلل الرجوع الى المصحف بقدر الامكان بل يعتمد على حفظه وما حفظه يحرص على تكراره يعني اكرره في صلوات النوافل وفي الفرائض ايضا وفي الرواتب ويكرره ايضا اذا كان ماشيا او كان جالسا المهم انه يستعين عليه بالتكرار ولا يمل من كثرة التكرار سواء اكان ذلك للحفظ ابتداء لو كان ذلك لتثبيت المحفوظ وقد نبغ بعض العلماء السابقين في علم السنة ولما سئل عن سبب هذا النبوغ قال ان عنده في منزله سلم من الدرج ويصعد مع هذا الدرج في كل درجة يحفظ يرد الحديث مرة وعدد الدرج ثمان وسبعون درجة حتى ينتهي الى اعلى درجة ثم ينزل بعد ذلك وبهذا يكون قد رد هذا الحديث يعني مائة وما يزيد عن ست وخمسين مئة وست وخمسين مرة وعلى هذا الاساس يكون الانسان الذي يكرر ما يريد ثبوته او ما يريد حفظه ابتداء يكون التكرار من الاسباب القوية. وهناك اسباب اخرى مهمة جدا وهي استقامة الانسان على طاعة الله جل وعلا وتجنبه لما يسخط الله جل وعلا وقربه من الخير واهله وبعده عن الشر وعن اهله وعن مجالس السوء هذه من الاسباب التي تعين على آآ ما على حفظ القرآن وعلى الانسان ايضا ان يكثر من سؤال الله جل وعلا وبالله التوفيق. شكر الله لكم في نهاية هذه الحلقة ايها الاخوة نشكركم على حسن اصغائكم واستماعكم ونسأل الله جل وعلا ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه ولا يسعنا الا ان نشكر فضيلة الشيخ عبد الله الغديان على اجاباته كما نشكر مهندس التسجيل الزميل سليمان الحيدان ونستودعكم الله على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته