المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ العلامة صالح بن محمد الحيدان حفظه الله. حلقات نور على الدرب. بسم الله الرحمن رحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته نحييكم في هذا اللقاء الجديد مع مجموعة من الرسائل والاستفسارات والتي سيتولى الاجابة عنها فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الاعلى وعضو هيئة كبار العلماء لما فباسمكم جميعا نرحب به في بداية هذا اللقاء ونعرض اولى الرسائل وقد وردت من السائل ياسين احمد عبدالله يمني مقيم بالرياض يقول لقد قرأت في كتاب اللؤلؤ والمرجان الى ان وصلت الى باب الاعتكاف. وقرأت شروطه ومنها شرط ان يكون المسجد الذي سيعتكف فيه الانسان تقام فيه الجمعة وقد سبق ان اعتكفت في مسجد في احدى قرى اليمن لا تقام فيه الجمعة ولذلك فقد كنت اخرج في يوم الجمعة لاداء الصلاة في الجامع في احدى القرى المجاورة فهل علي شيء في خروجي ذلك؟ وما هي الاشياء التي يباح للمعتكف الخروج من اجلها؟ ولا تؤثر على اعتكافه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وامامنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد ف المعتكف ينبغي له ان يعتكف في مسجد جامع فان لم نجد في المسجد الجامع مكان لاعتكافه فلا بأس ان يعتكف في غيره اي في غير جامع على الا يترك صلاة الجمعة وخروجه السائل الى صلاة الجمعة لا يؤثر على اعتكافه لان صلاة الجمعة واجبة الخروج لها متعين ولا شيء عليه ان شاء الله في الخروج بل ما فعله هو الامر المطلوب والذي يجوز للمعتكف ان يفعله اذا اعتكف في غير جامع هو الخروج لصلاة الجمعة والخروج لقضاء الحاجة والوضوء والخروج لتناول الطعام اذا لم يكن الطعام يهيئ له ويؤتى به اليه في المسجد وما عدا ذلك فيتعين عنه يتعين عليه الانكفاف عنه واما اعتكاف السائل الماضي فارجو ان الله يثيبه عليه وبالله التوفيق بارك الله فيكم. هذا سؤال من المستمع عبدالرحمن سعد من جمهورية مصر محافظة مطروح يقول هو صاحب محل تجاري ولديه قريب له عاجز عن الكسب وكان كل عام يعطيه من الزكاة. والان وقد اخذ من محله مجموعة من الطلبات ولم يدفع قيمتها فهل يجوز له ان يعتبر قيمتها من الزكاة ويتنازل عنها له ام لا الجواب لا لا يجوز للانسان ان يعتبر الدين الواقع في ذمم مدينيه زكاة يسقطه عن ذممهم فان اراد ان يعطيه زكاة اعطاه واما اسقاط ما في ذمته من الزكاة فهو في الحقيقة وقاية لماله فلا يجوز ذلك وبالله التوفيق احسن الله اليكم. هذا سؤال من المستمعة ام غازي من العراق نينوى تقول هي امرأة متزوجة منذ ست وثلاثين سنة. وقد انجبت ثمانية اولاد ذكورا واناثا وطول حياتها وهي سكة بدينها تصلي وتصوم وتزكي وتقرأ القرآن ولم يمنعها من ذلك اي مانع ولكنها تشكو زوجها الذي جاوز الستين من عمره ولا يصلي ولا يصوم ولا يقيم شيئا من دين الله بل يسخر منها ويسبها ويشتمها ويسب الدين. وهي صابرة تتحمل كل ذلك خوفا من الله ومن عقابه فلا يعلو صوتها على صوته بل بكل لطف وحنان تعامله وتنصحه الى ان تجاوز كل حد وضاق بها الحال فاصبحت تصرخ في وجهه قائلة يا كافر يا منافق لم لا تصلي ولما لا تصوم ولكن كل ذلك لم يجدي معه زيادة على ذلك فهو كثير الحلف بالطلاق فلا يمر يوم الا ويحلف فيه وقد يحنث في ايمان كثيرة بالطلاق فهل يجوز لها العيش مع من هذه صفته وهذه حالته؟ وما حكم قولها له يا كافر يا منافق؟ هل هي آثمة بذلك ام لا الجواب ان سؤالها عن جواز الاستمرار معه او جواز جوابه انه يجب عليها ان تتخلى عن هذا الشخص لان من لا يصلي ولا يصوم ويسب الدين لا يصح الاستقرار معه واما قولها له يا كافر يا منافق وهي تريد بذلك وجه الله فارجو ان يثيبها الله عليه عز والثواب و وصراخها بوجهها او ردها الرد عليه تثاب على ذلك ان شاء الله ولا تؤاخذ به لان المطلوب من المرأة ان تكون لطيفة رقيقة مطيعة للزوج المؤمن واما الزوج الذي يسب دين الله فانه بما فعل قد اهدر كرامته وبعد عن الاكرام وصار حريا بكل اهانة وازدرى فعليها ان تتقي الله سبحانه وتعالى وما دامت يئست منه او ايظا فائدة من ورائه لا في دين ولا دنيا ونرجو الله جل وعلا ان يهدي ظال المسلمين ويصلح حالهم انه سبحانه جواد كريم بارك الله فيكم. هذه عدة اسئلة بعث بها الاخ المستمع يا يا من السودان آآ سؤاله الاول يقول اذا كان الشخص يتقاضى راتبا شهريا ولكنه قليل لا يكفي متطلباته واسرته التي يعولها فهل يجوز له الاخذ من الزكاة ام لا الجواب نعم اذا كان الشخص المكتسب لا يفي كسبه بنفقات اسرته فانه يجوز له ان يأخذ من الزكاة ما يغطي ذلك النقص ولا شيء عليه. لانه في اعداد الفقراء بالنسبة لما ينقص عن الانفاق على اولاده واسرته فلا حرج عليه في اخذ شيء من الزكاة ان شاء الله وبالله التوفيق سؤاله الثاني يقول شخص له والدة ولكنها غاضبة عليه بسبب عدم اعطائها ما لن نظرا لفقره ولمستلزمات اسرته التي يعولها ولا يستطيع الوفاء بها علما انه بار بوالدته فكيف يعمل لكسب رضاها؟ وهل يعتبر عاقا بهذا ام لا الانسان اذا لم يؤدي متطلبات متطلبات والده لعجزه عنها فان الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذه بما يعجز عنه وانما ارجو من السائل ان يحاول بقدر المستطاع ان يوفق بين رضا والدته والقيام بواجبات اسرته ولا شك ان حق الام عظيم وبرها متعين ولكن ليس من البر ان يلتزم الانسان بما لا يستطيع بل الطاعة بالمعروف اي بما اباحه الله وبما يقدر عليه الانسان فاذا طلبت منه ما لا يستطيع فقد كلفته شرطا ولا يلزمه الله الموفق سؤاله الثالث يقول اذا كان الانسان المسلم مريضا مرضا دائما لا يستطيع صيام رمضان معه ومع ذلك هو فقير لا يستطيع دفع الكفارة الا ان يقتطع لها من قوته وقوت عياله فهل يعفى منها ام تلزمه اذا قدر ان يقتطع من قوت عياله وقوته بمقدار اطعام مسكين عن كل يوم فهي لازمة فان لم يستطع ذلك ولم يستطع اطعام فقير في منزله في يوم عن كل يوم ففي هذه الحالة تسقط لان الله جل وعلا لا يكلف المرأة الا ما يطيق فان قدر في يوم من الايام قضى ما لزمه وان لم يستطع فالله جل وعلا عفو كريم والله الموفق آآ له سؤال اخير يقول فيه اذا كان الرجل المسلم تاركا للصلاة ما عدا صلاة الجمعة فهو يواظب على صلاتها مع الجماعة فهل تقبل منه وله اجر عليها ام لا الجواب ان الانسان الذي لا يصلي الا الجمعة وحدها لا استطيع اقول انه مسلم لان الله جل وعلا فرض على المسلمين خمس صلوات في كل يوم وليلة فمن تعمد ترك واحدة منها بدون عذر ولا عذر في ترك الصلاة فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه فالذي يتعمد ترك الصلوات الخمس ما عدا الجمعة قد تعمد هدم اعظم اركان الاسلام بعد شهادة ان لا اله الا الله وتسمية هذا مسلم انما هي تسمية بالتجوز لان من لا يصلي لاحظ له في الاسلام نسأل الله ان يهدي ظال المسلمين وان يصلح شأننا وحالنا انه جواد كريم اللهم امين اه هذه رسالة من المستمع ميم عين العمري من قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالمنطقة الشرقية اه يقول منذ خمسة عشر عاما كان يوجد عندنا ابقار وعددها اربعون رأسا تقريبا وكنا نعطي من يحتاج من لبنها وسمنها ونعطي لمن اراد الحرث عليها ولكن لم اذكر اننا قد اعطينا شيئا منها بقصد الزكاة ولم يطلب منا ذلك ومع طول الوقت قد انقرضت هذه الابقار فهل علينا اذا لم نؤدي زكاتها ان نؤديها الان؟ وكيف يتم ذلك الذي يظهر لي ان هذه الابقار للحراثة اذا كانت بالحراثة ولم تكن سائمة اي تقتات من الرغي وانما تقتات من ما يجلب لها من الاعلاف فلا زكاة فيها فاذا كانت تقتات من السوء من الرعي ولم تكن للحراثة فالواجب قضاء الزكوات التي وجبت عليها من حين بلغت نصاب الزكاة والمتوقع ما يلوح من سؤال السائل انها ابقار احرث واو بعضها للحرف وبعضها للحلب فاذا كانت كذلك فانه لا يجب تجب الزكاة الا اذا بلغ العدد نصابا وكان كله موفرا لا يستعمل في الحراثة وبالله التوفيق احسن الله اليكم هذان سؤالان من المستمع عبد الحميد اسماعيل سيف الشرعبي من الجمهورية العربية اليمنية سؤاله الاول يقول نحن جماعة مقيمون في مساكن في جبل مرتفع بعيد عن القرى وهي حوالي عشرة بيوت وقد كنا نصلي الصلوات كل بمفرده على سطح منزله الى ان اتفقنا وقمنا ببناء مسجد فاصبحنا نصلي فيه جميع الفروض وقد سألنا عن صلاة الجمعة لان عددنا يتراوح بين الثمانية الى عشرين شخصا ونادرا ما يزيد عن هذا فقيل لنا ان الجمعة لا تقام الا باربعين ومنهم من يقول تقام باثني عشر فما هو الحكم الصحيح في هذا؟ وبماذا تنصحون هل نقيم الجمعة في مسجدنا ولو لم يصل عدد دون عشرة افراد ام نذهب ونصلي في احدى القرى المجاورة جواب اذا كانت هناك قرية مجاورة لا يشق عليكم الذهاب اليها فان الافضل ان تذهب واخوانك الى تلك القرية فانشق ذلك عليكم فلا مانع ان تقيموا صلاة الجمعة في مسجدكم الذي بنيتموه واما اشتراط عدد معين فاختلف اهل العلم في العدد بعضهم قال يشترط ان يكون العدد اربعين رجلا بعضهم قال ان يكون اثني عشر رجلا وبعضهم قال ان يكونوا ثلاثة ولم يرد عن النبي عليه افضل الصلاة والتسليم تحديد للعدد الذي لا تقام الجمعة الا به ومن هذا نعلم انه لا مانع ان تقيموا الجمعة في قريتكم انشق عليكم الذهاب الى اقرب قلة اليكم فان كانت القرية قريبة منكم الذهاب اليها حسن واذا صليتم الجمعة في مسجدكم هذا فانه قد يكون من المفيد ان تحضره النساء ليسمعن الذكر والموعظة قال فالرجال وكذلك الاطفال الصغار في اقامة الجمعة في مسجدكم وفوائد ومصالح عدة ارجو ان يحقق الله فيها الخير والسعادة والسلامة للجميع وبالله التوفيق بارك الله فيكم. له سؤال اخر يقول فيه نسمع بعض الناس حينما يريد ان يصلي يقول قبل الصلاة نويت اصلي الظهر ثلاث اربع ركعات او اصلي فرض العصر وهكذا وكذلك قبل ان يبدأ في الصيام يقول نويت اصوم كذا وكذا فهل هذا وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ام لا لم يرد من ذلك شيء عن نبي الله صلى الله عليه وسلم فلا عرف ولم يرد لا بحديث صحيح ولا ضعيف ان النبي عليه افضل الصلاة والتسليم اذا اراد ان يصوم قالوا نويت ان اصوم او ارى اذا اراد ان يصلي قال نويت ان اصلي وانما هذا وجد بعد ذلك لما رأى بعض اهل العلم ان ذكرى ذلك يوطد النية في القلب لكن الصحيح ان النية من اعمال القلوب فنية الصلاة ليست باللسان. فلو قال الانسان نويت ان اصلي وهو ما نوى ما صحت صلاته ولو قال نويت ان اصوم وهو لم ينوي ذلك وكذلك العبادات التي تشترط لها النية لو قال بلسانه وما نوى ما صحت العبادة فمناط النية انما هو محلها القلب ذكر هذه الالفاظ عند الصلاة والصيام ذكر في غير محله وبالله التوفيق هذا سؤال من الاخت عين ميم سين من الرياض تقول هي فتاة تبلغ من العمر سبع عشرة سنة وقد تزوجت من شاب قريب لها ولكنها بعد الزواج اكتشفت انه لا يصلي ولا يصوم. فهل تبقى معه وهو على هذه الحالة ام تفارقه وكيف ذلك الجواب ان الذي لا يصلي ولا يصوم لا خير فيه لكن الذي احب لهذه الفتاة ان تصارح زوجها وتقول له اما ان تصلي واما ان يتم الفراق وتلح على ذلك فان اختارها وادى فرائض الله فانها تكون سببا في هدايته وقد ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه لا ان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حر النعم وان ابى واختار الضلالة فوجب فانه يجب عليها ان تفارقه لانه لا يحل ان تستمر المرأة مع من يتعمد ترك الصلاة ويصر على ذلك لان ترك لان الاصرار على ترك الصلاة كفر ولا يصح ان تبقى مؤمنة بذمة كافر جزاكم الله خير الجزاء. ايها الاخوة الاعزاء في حلقتنا اليوم عرضنا رسائلكم على الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الاعلى وعضو هيئة كبار العلماء وقد تفضل مشكورا بالاجابة عن اسئلة الاخوة ياسين احمد عبدالله يمني مقيم بالرياض والاخ عبدالرحمن سعد من جمهورية مصر العربية محافظة مطروح والاخت ام غازي من العراق نينوى والاخ ياء ياء من السودان والاخميم عين العمري قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالمنطقة الشرقية والاخ عبد الحميد اسماعيل سيف الشرعبي من الجمهورية العربية اليمنية واخيرا على سؤال الاخت عين ميم سين من الرياض ايها الاخوة الكرام نشكركم على حسن اصغائكم والى لقاء قادم ان شاء الله تعالى. نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته