والخبر الى ذلكم الحين نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله في هذا الدرس المتم للعشرين من دروس مقرر اللغة العربية للمستوى الثاني في اكاديمية زاد ونحن في سنة اربعين واربعمئة والف في الدرس الماظي كان الكلام على الافعال التي تنصب مفعولين وعرفنا انها على قسمين القسم الاول هي الافعال التي تنصب مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر وهذا باب ظننت واخواتها والقسم الثاني هي الافعال التي تنصب مفعولين ليس اصلهما المبتدأ والخبر وهي افعال المنح والاعطاء وبدأنا بالكلام على باب ظننت اخواتها وعرفنا انها على ثلاثة انواع النوع الاول افعال العلم واليقين والنوع الثاني افعال الظن والنوع الثالث افعال التصير التحويل وعرفنا عملها وعرفنا شيئا من احكامها ونكمل اليوم الكلام في هذا الباب فنذكر شيئا من الشواهد الامثلة ونعرب ما تيسر من ذلك فمن الشواهد على ذلك قوله سبحانه وتعالى ووجدك عائلا فاغنى وجدك عائلا الذي وجد من هذا الباب بانها تدخل في ابواب العلم واليقين فمعنى وجدك عائلا اي علمك عائلا واعرابها ان يقال وجد فعل ماض مبني على الفتح والكاف يعودوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فهل هو الفاعل الواجد ام المفعول به الموجود نعم هو المفعول به الموجود الكاف مفعول به اول ونعربه اعراب المبنيات لانه ضمير والضمائر كلها مبنية فنقول والكاف مفعول به اول في محل نصب مبني على الفتح وعائلا هو المفعول الثاني وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة فاين الفاعل يعني من الواجد الذي وجد النبي صلى الله عليه وسلم عائلا الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود الى الله سبحانه وتعالى ومن الشواهد على هذا الباب قوله تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا وشاهدوا قوله رآه حسنا يعني ايقن انه حسن بالفعل رآه فعل ماظ مبني على الفتح المقدر لانه مختوم بالف منع من ظهورها ومنعا من ظهوره تعذر والهاء هذا الضمير يعود الى ماذا افمن زين له سوء عمله فرآه يعود الى العمل او الى سوء العمل والعمل راء او مرئي فاعل او مفعول به نعم هو مرئي مفعول به فالهاء هو المفعول به الاول ونقول في محلي نصب مبني على الضم وحسنا مفعول ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة والفاعل الرائي فرآه الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود الى من في قوله افمن زين له رؤوس عمله ومن الشواهد قول الشاعر رأيت الله اكبر كل شيء محاولة واكثرهم جنودا رأيت الله اكبر كل شيء نقف عند الرؤية هنا هل هي رؤية بصر ام رؤية علم ويقين لا شك انها رؤية علم ويقين يعني ايقنت وعلمت ان الله اكبر كل شيء وقال رأيت الله اكبر كل شيء فرأى فعل ماض مبني على الفتح المقدر لاتصاله بتاء المتكلم لا محل له من الاعراب والتافه رأيت فاعل في محل رفع مبني على الضم لانه ضمير مبني واسم الله مفعول به اول منصوب وعلامة نصبه الفتحة لانه معرب واكبر هو المفعول الثاني وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة اه ان قال قائل لماذا لا تقول في الاعراب كما يقول كثيرون لفظ الجلالة مفعول به منصوب او كقول بعضهم لفظ الجلالة منصوب على التعظيم فالجواب عن ذلك من جهتين الجهة الاولى ان قولهم منصوب على التعظيم هذا امر لا يعرفه النحويون وهو خلاف النحو والخلل الذي دخل من يقول هذا الكلام هو انهم ظنوا ان النحو يتعامل مع الذوات ولهذا قالوا لا يستساغ ان تقول الله مجرور او منصوب والحق ان اول مسألة تدرس للطالب في النحو تعريف الكلام ليعلم ان موضوع النحو هو الكلمات لا الذوات فالنحو يتعامل مع الكلمات ولهذا اذا قال منصوب يعني ان هذا الاسم عليه علامة نصب واذا قال مرفوع يعني ان هذا الاسم عليه علامة رفع واذا قال مجرور يعني ان هذا الاسم عليه علامة جر ولا يعني انه مجرور مسحوب او مرفوع على الرأس او منصوب بالمعنى اللغوي ولهذا اذا قلنا الله منصوب يعني ان هذا الاسم عليه فتحة وهذا هو الصحيح هذا الاسم اسم عليه فتحة عليه علامة نصب وهي الفتحة واما قولهم منصوب على التعظيم فهذا قد يقوله وغير المتخصصين او الذين لا يريدون ان يتعلموا النحو على اصوله ونكمل ان شاء الله الوجه الثاني بعد الفاصل باذن الله تعالى فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم فقلنا ان قولهم منصوب على التعظيم هذا امر لا يعرفه النحويون والمعربون وانما ذكره بعض المتأخرين من باب تعظيم جناب الله سبحانه وتعالى لانه ظنوا ان النحو يتعامل مع الذوات والصواب ان النحو يتعامل مع الكلمات وان معنى قولهم منصوب عليه علامة نصب ومجرور عليه علامة جر ومرفوع عليه علامة رفع وهذا وصف لواقع الاسماء ليس فيه مدح لها ولا ذم لها واما المسألة الثانية وهي التعبير عن هذا الاسم بلفظ الجلالة التعبير عن هذا الاسم الله بلفظ الجلالة لا يعرف عند السلف ولا المتقدمين وانما انتشر في القرن الخامس وربما في اواخر الرابع ثم انتشر بعد ذلك وعند التأمل فيه لغويا قد يصعب تخريجه وتأويله فما معنى كوني هذا الاسم لفظ الجلالة هذا الاسم اسم الله عز وجل وليس لفظا للجلالة الا اذا كان مقصودهم ان الله سبحانه وتعالى هو الجلالة وهذا لفظ الجلالة وهذا قطعا ليس مرادهم لان الله عز وجل رب الجلالة وليس هو الجلالة وربها وصاحبها ثم ان الجلالة اقل من الجلال الوارد في اسم من اسمائه ذو الجلال والاكرام كما يقرر ذلك اهل اللغة في المعاجم وعلى كل حال المستعمل عند السلف بذلك ان يقولوا اسم الله مرفوع او منصوب ويقولون الله مرفوع او الله منصوب او الله مجرور لانهم يعلمون ان المراد الاسم وليس صاحب الاسم سبحانه وتعالى ويمكن ان يعبر عنه بتعبيرات صحيحة كأن يقال الاسم الشريف او الاسم الحسن او الاسم الجليل او الاسم الاحسن ونحو ذلك فيكون التعبير حينئذ صحيحا والغريب انهم يخصون هذا التعبير لفظ الجلالة بهذا الاسم الله فقط دون بقية اسماء الله الرحمن الرحيم والعزيز ولهذا لا اشكال عندهم في ان يقولوا الرحمن مجرور والعزيز منصوب لكنهم في هذا الاسم بالذات يطلقون عليه هذا التعبير لفظ الجلالة ولي فتوى مفصلة في ذلك موجودة في مفظلة مفظلة حساب المفتي اللغوي في تويتر فقلت ذلك حتى لا يستشكل احد آآ ما اقوله في الاعراب طيب ومن الشواهد والامثلة على ذلك زعم الجاحدون القرآن كلام الله زعم الجاحدون القرآن كلام الله زعم ايضا من افعال هذا الباب ولكن هل زعم هنا بمعنى العلم ام بمعنى الظن نعم هي بمعنى الظن ظنوه لانهم لم يتيقنوا ذلك وانما ظنوا ذلك ظنا من اجل حرف الناس عنه فزعما فعل ماظ والجاحدون فاعله مرفوع وعلامة رفعه الواو والقرآن مفعول اول منصوب وكلام مفعول ثان منصوب. والمثال هو زعم الجاحدون القرآن كلام البشري تعامل جاحدون القرآن كلام البشر فكلام مفعول ثان وهو مضاف البشري مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة طيب ايضا من الافعال التي بمعنى ظن يعني تدل على الظن لا على العلم قلنا حسب وخال وزعم وكذلك عد وكذلك هب اب قد تدخل في هذا الباب اذا كانت بمعنى ظن بمعنى الظن كأن تقول هب الرجل حاضرا يعني ظنه حاضرا بمعنى ظلم او افترض ظنه حاضرا او افترض انه حاضر فتدخل في هذا الباب فتنصب مفعولين هب الرجل حاضرا هب فعل امر يعرب اعراب فعل الامر فنقول فعل امر مبني على السكون لا محل له من الاعراب والفاعل مستات تقديره انت هب انت الرجل مفعول به اول وحاضرا مفعول به تان طيب لو قلنا مثلا هب الدرس سهلا هل هي بمعنى الظن ام ليست بمعنى الظن نعم هي بمعنى الظن لان المعنى ظن الدرس سهلا او افرض ان الدرس سهل فاذا صارت مفعولين ابي الدرس سهلا فالدرس المفعول الاول وسهل هذا المفعول الثاني اما اذا جاءت هب على غير معنى الظن والافتراض بل جاءت بمعنى الهبة الهبة العطاء من وهباء يهبوا هب فحينئذ لا تدخلوا في هذا الباب ولا تنصبوا مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر كأن تقول هب لي مالا هب مالا لي هب امر والفاعل مستات تقديره انت وما لا مفعول به او مفعول به هب مالا لي ومن ذلك قوله تعالى رب هب لي حكما هب لي حكما يعني هب حكما لي فحكما مفعول به وهب هنا بمعنى اعطني من الهبة وليس بمعنى الظن ومن ذلك ايضا قوله تعالى رب هب لي من لدنك ذرية طيبة يعني اعطني ذرية طيبة فهو ايضا من الهبة وليس من معنى الظن فلا يدخل في هذا الباب وهذا كما قلنا مثلا في الفعل رأى رأى تدخل في هذا الباب اذا كانت فعلا قلبيا ولا تدخلوا في هذا الباب اذا كانت فعلا حسيا وسنكمل ذلك ان شاء الله بعد الشرح انتظرونا سلام عليكم ورحمة الله وبركاته قلنا كالفعل رأى فيدخل في هذا الباب اذا كان فعلا قلبيا يدل على العلم واليقين والتأكد ويخرج من هذا الباب اذا لم يكن قلبيا يعني اذا كان حسيا فاذا قلت ارأيت العلم نافعا رأيت الكتاب مفيدا رأيت الصدق منجيا بمعنى علمت هذه الاشياء وايقنت بها ها يدخل في هذا الباب وينصب مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر اما اذا كانت الرؤية رؤية حسية رؤية العين فتنصب مفعولا به واحدا ولا تدخل في هذا الباب. تكون بمعنى ابصر او بمعنى شاهد نحو رأيت البرنامج يعني شاهدته وابصرته ورأيت زيدا ورأيت الهلال هذه الليلة رأيته يعني ابصرته وشاهدته وهكذا الفعل قد يأتي على اكثر من معنى فلا يدخل في هذا الباب الا اذا كان بمعنى العلم او الظن طيب وايضا من الشواهد على ذلك قوله سبحانه وتعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا وما جعل قد يأتي من افعال التصير قلنا القسم الثالث من الافعال في هذا الباب افعال التقصير والتحويل والانتقال من حالة الى اخرى جعلناكم هنا تدل على التصير يعني صيرناكم امة وسطاء فتدخل في هذا الباب فتنصب مفعولين فنقول تعالى فعل ماظ مبني على الفتح المقدر لاتصاله بناء المتكلمين نعت لامه والوسط يتبع والنعت يتبع المنعوت وسطا نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة ومن ذلك قوله تعالى وجعل الليل سكنا جعل الليل سكنا. جعله يعني صيره ساكنا سيره اذا جعل هنا من افعال التصوير فجعل فعل ماض الليل جاعل فاعل او مجعول مفعول هذا مفعول مجعول الليلة مفعول به اول وسكن مفعول به ثان واما الجاعل الفاعل فهو ضمير مستتر يعود الى الله سبحانه وتعالى قال تعالى ولقد تركناها اية فهل من مدكر ايضا افعال التصوير والتحويل كثيرة كل ما دل على تحويل وتصير يدخل في هذا النوع قلنا مثل سير وجعل ومثلي اتخذ ورد وترك كلها اذا كانت بمعنى صير قال تركناها اية يعني صيرناها اية يعني جعلناها اية فهي بمعنى التصوير بل فعل الناسخ ترك والفاعل ناء المتكلمين والمفعول الاول هاء العائدة الى المتحدث عنها ولقد تركناها واية المفعول الثاني ومن ذلك قوله تعالى يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا اتخذ فلانا خليلا. يعني صيرته خليلا. جعلته خليلا فهي فعل تصير فاتخذ هذا فعل مضارع. اذا يعرب اعراب المضارع مضارع يرفع وينصب ويجزم وقد سبق هنا بلم الجازمة لام حرف جزم اتخذ فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون والفاعل المتخذ مستتر تقديره انا. لم اتخذ انا فلانا مفعول اول وخليلا مفعول ثان من احكام هذا الباب ما ذكرناه من ان المفعولين فيه قد يغني عنهما انى ومعمولاها ان ومعمولاها فيمكن ان تقول بدل رأيت العلم نافعا رأيت ان العلم نافع وظننت زيدا مسافرا ظننت ان زيدا مسافرا فنقول ان حرف الناسخ وزيدا اسمها ومسافر خبرها وان ومعمولاها او ان وما دخلت عليه او ان واسمها وخبرها سدت مسدا المفعولين وايضا قد يغني عن المفعولين المصدر المنسبك من ان والفعل بعدها كأن نقول ظننت ان ظننت محمدا ناجحا نصبنا المفعولين ظننت ان محمدا ناجح انه معمولاها اغنت عن المفعولين او ظننت ان ينجح محمد ظننت ان ينجح محمد ظننت ان ينجح محمد وننتوا فعل فاعل ان حرف مصدر ناصب ينجح فعل مضارع منصوب بان ومحمد فاعل ينجح وان وما دخلت عليه سدت مسد المفعولين وهكذا فبهذا نكون قد انتهينا من الكلام على باب ظننت واخواتها وهي الافعال التي تنصب مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر لنتكلم ان شاء الله في الدرس القادم عن القسم الثاني من الافعال التي تنصب مفعولين وهي الافعال التي تنصب مفعولين ليس اصلهما المبتدأ نقول انكم هي المفعول الاول في محل نصب جعلناكم ماذا؟ امة امة مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة فما اعراب وسطا جعلناكم امة مفعول اول وثاني امة وسطا وتطنعت وناء المتكلمين في جعلنا تعود الى من؟ الى الله سبحانه وتعالى وهو الجاعل الفاعل ونقول اننا فاعل في محل رفع وكن في جعلناكم تعودوا الى المخاطبين وهم مفعولون مجعولون فاء