فبقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ولولا حلمه ومغفرته لزالت السماوات والارض عن من معاصي العباد. قال تعالى ان الله يمسك السماء والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا وتأمل ختم هذه الاية باسمين من اسمائه وهما الحليم الغفور. كيف تجد تحت ذلك انه لولا حلمه عن الجناة المغفرة للعصاة لما استقرت السماوات والارض. والله هذي مسألة عظيمة الانسان عليه ان يعلم ويستيقن انه لا احلم من الله ولا اكرم من الله ولا ارحم من الله وهو الغفور الرحيم. والله الذي لا اله الا هو ان احدنا ليسخط على ابنه على زوجته على اخيه على جاره على صاحبه. اذا لم يطاوعه المرة والمرتين والثلاث. ثم ربما يقطع صلة بالكلية وارحم الراحمين واكرم الاكرمين الحليم العظيم يرى ذنوب عباده يرى شركه وكفرهم طغيانهم ظلمهم فجورهم فسوقهم ومع ذلك لا يؤاخذهم لحلمه لا يؤاخذهم لاخذ العهد على نفسه ان رحمته سبقت غضبه وغضبه لا يكون بالمعنى التام الا يوم القيامة ولذلك الرحمة السابقة الرحمة سابقة والمغفرة سابقة والعفو سابق على المؤاخذة انه كان حليما غفورا نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل