سؤال لطيف مهم في تشكيل وعينا وفي توجيه طريقة تعاملنا مع الاطلاقات الدعوية والخطاب الدعوي المطلق في واقعنا المعاصر. السائل يقول اريد منك النصيحة لمن بانه لا يجوز لنا ان نقول بان الفرق الضالة كالصوفية والشيعة اهل ضلال. وان من مات منهم كان من الهالكين اي من اهل النار. لا لا اتكلم عن فرد بعينه انما على طريقة مذهبهم بصورة عامة. حجته قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فما توجيهكم له؟ وما حكم مصاحبة الرجل لزميله الشيعي الجواب عن هذا في ازمنة الفتن وغربة الدين ينبغي ان نحسن اختيار الفاظنا وتصريحاتنا وان نتجنب التعميمات ما استطعنا. خاصة اذا كان الحديث عن طوائف من اهل البدع من المنتسبين الى القبلة في الجملة. ان المتصوفة يا رعاك الله على سبيل المثال ليسوا سواء. منهم اهل تمسك وزهد وربانية ومنهم اهل غلو وبدع ومنهم اهل زيغ والحاد وعقائد شركية. فده تعبير مجمل انتظم في داخله الزاهد الرباني وصاحب البدعة وصاحب العقيدة الفاسدة. ولا ينبغي ان ننظم هؤلاء جميعا في نسق واحد بل يعامل كل فريق بما يستحق. اذا كنا حقيقة حريصين على استصلاح المبتدعة العصاة. وعلى تألف قلوبهم على التوبة والانابة. وقد قال تعالى واذا قلتم فاعدلوا. ان تألف قلوب المبتدعة والعصاة على التوبة. وان استحيائهم بها احب الى الله من اهلاكهم بالاصرار والمحادة. فينبغي الرفق في الانكار عليهم وتجنب الاستعلائية في التعامل معهم او تجاهل انتسابهم الى جماعة المسلمين ما امتهد سبيل الى ذلك لا سيما في ازمنة الفتن وغربة الدين وشيوع الجهالة وقلة العلم باثار الرسالة. شيخ الاسلام ابن تيمية كان من اعلى من تحدث عن التصوف والمتصوفة. عندما ذكر خلاف الناس فيهم مذاهب الناس فيهم ثم قال في النهاية والصواب انهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من اهل طاعة الله ففيهم السابق للخيرات بحسب اجتهاده وفيهم مقتصد الذي هو من اهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من يذنب فيتوب او لا يتوب. ومن المنتسبين اليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه. وقد انتسب لهم طوائف من اهل البدع والزندقة. ولكن المحققين من اهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا. فان اكثر مشايخ الطريق انكروه واخرجوه عن الطريق القيم رحمه الله كلام في كتابه الطرق الحكمية ايضا قريب من هذا المعنى ينبثق من نفس هذه المشكاة. عندما قال واما اهل البدع الموافقون لاهل الاسلام لكنهم مخالفون في بعض الاصول كالرافضة والقدرية والجهمية وغلاة ونحوه فهؤلاء اقسام. زكر في في بداية الاقسام الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له فهذا لا يكفر ولا يفسق ولا ترد شهادته اذا لم يكن قادرا على تعلم الهدى وحكمه حكم المستضعفين الذين قال الله فيهم الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله وان يعفو عنه وكان الله عفوا غفورا. النوع الثاني المتمكن من السؤال وطلب الهداية. لكنه يترك هذا اشتغالا بنياه ورئاسته فهذا مفرط مستحق للوعيد اثم بترك ما وجب عليه من تقوى الله بحسب استطاعته. القسم الثاني ان يسأل ويطلب ويتبين الهدى ويتركه تقليدا او تعصبا او بغضا ومعاداة لاصحابه فهذا اقل درجات ان يكون فاسقا وتكفيره محل اجتهاد. الحجة التي احتج بها صاحبك يا عبدالله حجة صحيحة باعتبار العاقبة صحيحة باعتبار العاقبة فمن مات على التوحيد دخل الجنة يوما من الدهر وان اصابه قبل ذلك ما اصابه. فان قول النبي صلى الله عليه وسلم عن فرق الضلالة انها في النار ليس على سبيل تأبيد بل بل من مات منه من فرق الضلالة على اصل التوحيد لم يخلد في النار. فهؤلاء المنتسبون لهذه الفرق الثنتين وسبعين حكمهم حكم اصحاب الذنوب والكبائر من الامة مآل من مات منهم على التوحيد الى جنة الا من كان منهم مضمرا للكفر في الباطن. سؤال بقى هل يجوز ان يتخذ ان يصاحب زميله الشيعي لا ينبغي لاحد ان يتخذ له بطانة من اهل الباطل تكون موضع سره وصفوته من الناس. فقد ورد لا تصاحب الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي. اما مجرد التواصل الدنيوي والتعاون على امور المعاشر فلا حرج. فقد كان عبدالرحمن بن عوف صديقا لابي بن خلف. يحفظ كل منهما للاخر صاغيته في غيبته ان اخوة الدين لا تنفي ما عداها من اخوة النسب او القبائل او العشائر او الاوطان ولا تنكر لما ينشأ عن ذلك من حقوق وتبعات ما لم تفضي الى ابطال حق او احقاق باطل. فان للاخوة وللصداقة دوائر متداخلة وليست متقاطعة. على قمتها اخوة الدين ولكل مستوى منها حقوق. وعليه واجبه وعليه واجبات اقرتها الشريعة المطهرة. اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين