السؤال الاول في هذه الحلقة بمناسبة ايام الكريسماس وهذه الانوار التي تزين البيوت والشوارع وما يكون فيها من تهادي بين الجيران والاصدقاء والزملاء والاهل والاصحاب سواء في اطار العمل او في اطار الاجتماعي البحت سؤال السائلة تقول اصحابي الشغل يعطونني هدايا وانا لست ممن يحتفلون بالكورس في مصر لكن اضطر احيانا اهديهم اقابل هداياهم بمثلها ويعني بالاضافة الى تهنئة عامة مثل هابي هوليداي وهابي نيو ييرز او نحو ذلك فاين انا من الحرج او من القبول الشرعي في هذا الموقف؟ ما هي البوصلة الضابطة لهذا الامر يقول لها يا سيدتي الاصل جواز قبول الهدية من غير المسلم تأليفا لقلبه على الاسلام وترغيبا له فيه كما قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا بعض الكفار كهدية المقوقس وغيره البخاري بوب في صحيحه فقال باب قبول هدية الهدية من المشركين وقال ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر ابراهيم عليه السلام لسارة. فدخل قرية فيها ملك او جبار فقال اعطوها اجر هاجر واهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم وقال ابو حميدة ابو حميد اهدى ملك ايلة للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساء وكتب له ببحرهم وذكر قصة اليهودية واهداها الشاي المسموم الى النبي عليه الصلاة والسلام اقصد السنة في السوابق الكثيرة جدا حول قبول النبي صلى الله عليه وسلم الهدايا من غير المسلمين لكن هذا في غير الاعياد في غير المناسبات الدينية هذا القبول العام للهدايا من غير المسكن حيث حيث يستند الى قاعدة ان لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المسطين كما يجوز اليفه وترغيبه في الاسلام لا سيما ذوي القربى والجيرة ونحو ذلك. وقد اهدى عمر رضي الله عنه لاخيه المشرك في مكة ثوبا كما روى ذلك البخاري في صحيحه لكن ننتبه ان هذا في غير ايام الاعياد الخاصة بالقوم لما يتضمنه هذا من الاقرار بما يتضمنه هذا العيد من مخزون ثقافي وعقدي ونحوه لكن من ناحية الاخرى لا حرج في استقبال الهدايا من غير المسلمين في اعيادهم. ما لم تكن محرمة في ذاتها كالخمر خنزير وما فيه تصاليب ونحوه فان هذا من جملة البر المشروع في التعامل معهم وهو المنقول عن كثير من السلف قد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واما قبول الهدية منهم يوم عيدهم وقد قدمنا عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه اوتي بهدية النيروزي فقبلها وقد روى ابن ابي شيبة ان امرأة سرت عائشة قالت ان لنا ازهارا جمع ظهر وهي المرضع ان لنا اذهارا من المجوس. وانه يكون لهم العيد فيهدون لنا قالت اما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوه يعني ما اهل به لغير الله ولكن كلوا من اشجارهم يعني التفاح والثمار والبقول ونحوها وعن ابي برزة انه كان سكان مجوس فكانوا يهنون له في النيروز والمهرجان فكان يقول لاهله ما كان من فاكهة فكلوه وما كان من غير ذلك فردوه وروي ايضا انه اهدي الى بعض السلف هدية من الحلوى في يوم النيروز فقال نورزونا في كل يوم لا بأس بمكافئتهم على هذا ولكن في اعيادنا نحن فطر والقطعة وليس في اعياد القوم هنأونا في اعيادهم ارسلوا الينا هدايا في اعيادهم في اعيادنا نكثر اليهم بالهدايا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية وكان يثيب عليها صلوات ربي وسلامه عليه اما ما يتعلق بالتهنئة ما مضى كان حول الاهداء لغير المسلم او قبول هديته اما التهنئة تهنئة القوم باعيادهم فقد صدر فيها قرار من مجمع فقهاء الشريعة بامريكا اسوقه لكم بوجهه بنصه ومنه يعلم الجواب الاصل هو البر والقسط بالتعامل مع غير المسلمين ومن ذلك الدخول عليهم بمناسباتهم الاجتماعية المشتركة كالزواج او قدوم المولود او قدوم غائب وتهنئتهم بدارهم رجاء حسن الجوار وتألف قلوبهم عليه اسلام اما المناسبات الدينية البحتة فالاصل انها من خصوصيات الملل والمحن فتبقى مختصة باهلها فلا تجوز المشاركة فيها ولا بأس عند ظهور المصلحة من تهنئتهم بكلمات عامة لا تتضمن انتهاكا بهذه الخصوصيات ولا تتضمن اقرارا على باطل ازا ولد ما يقتضيها من زمالة او جوار او او مشاركة في عمل او نحوه كأن نقول اوهابيو او نحو ذلك قد تفترق التهنئة ببعض هذه المناسبات عن الاقرار على باطنها في بعض الاحوال فاذا لا يحدث التزام حتمي بين التهنئة بمناسبة وبين الاقرار على ما تتضمنه من باطل او تفقد المناسبة الدينية بعدها الديني تصبح ثقافة اجتماعية موروثا اجتماعيا بحت ما كان من هذا القبيل يكون الامر فيه اوسع باذن الله عز وجل