السؤال الاول كان قد جاءنا في نهاية حلقة الاسبوع الماضي يتساءل بعض الناس عن مدى العدالة في تحميل الدول تبعات بعض المتطرفين والشذاذ من ابنائها ثم يقول هب ان فردا في الدنمارك او في السويد ارتكب حماقة من الحماقات واحرق المصحف في هذه المنطقة او في تلك فلماذا تحمل الدون باكملها تبعة هذه الحماقة. ويطالب بمقاطعتها اقتصاديا وقد يبلغ الامر ببعض غلاتنا مبلغ حرق او تدمير سفاراتهم كما حدث مؤخرا في بلد مشرقي يقول ضعوا هذه المسألة تحت المجهر الشرعي وافتونا فيها مأجورين طبعا بادئ ذي بدء لا شك ان من بديهيات العدالة وابجدياتها الا تزر وزيرة وزر اخرى وان هذه سنة الهية وعدالة ربانية ضمنها الله كتبه وبعث الله بها رسلا فقال تعالى ام لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى الا تزر وازرة وزر اخرى. وان ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء توفى فمن تولى كبر حماقة من هذه الحماقات يسأل عنها وحده اصالة ثم يسأل عنها معه بالتبع من ظاهره عليها وازره وبذل له الحماية والنصرة فيكون موقف الاخرين على الاقرار او الانكار فمن اقر فعله وشايعه عليه ودعمه ونصره واشاد به فهو اثم كاثمه. على تفاوت في درجة الاثم بين الردي والمباشر اما من انكر عليه وتبرأ منه ولم يشيعه على بغيه لا بقول ولا بعمل فليس ببلوم ولا بمسؤول لقد لقد علم بالضرورة من دين الاسلام بل من دين الرسل جميعا انه لا فرق في الحكم العام بين من يكفر بالحق ابتداء ومن وبين من يتابع على هذا الكفر وعلى هذا البغي مع الرضا والمتابعة لا فرق بين من ابتدأ تحريف التوراة والانجيل وبين من توارث ذلك لاحقا من اليهود والنصارى من بعد ما داموا مقرين ومتابعين لا فرق بين من ابتدى عبادة الاصنام في جزيرة العرب عمرو ابن لحي الخزاعي وبين من تعبد لها بعد ذلك تقليدا ومتابعة ان عمرو بن لحي اول من غير دين ابراهيم اول من ادخل الاصنام الى الحجاز اول من دعا الى عباده الى عبادتها من دون الله وشرع للناس من الدين ما لم يأذن به الله. لا فرق بينه وبين من تابعه على ذلك من العرب من بعد قل لا فرق في اصل الاثم. طبعا الدرجة تتفاوت لا شك ان من دعا الى باطل واستأنفه وابتده فعليه اثمه اسم كل من تبعه وشايعه عليه الى يوم القيامة. لكن اصل الاثم واصل الجرم واصل المنكر اشترك فيه الجميع هم تأملوا معي لقد خاطب القرآن الكريم اهل الكتاب في زمن النبوة بما ارتكبه اباؤهم من قبل وما ذلك الا لاقرارهم له ورضاه وهو رضاهم به. تأملوا قول الله تعالى واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم. قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم كنتم مؤمنين. ولا واحد من اليهود في زمن النبوة قتل نبيا. صح ولا لأ؟ الانبياء ماتوا من زمان لكن الله خاطب هؤلاء الحضور في زمن النبوة. قال لهم فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين. ان كنتم صادقين في دعوى الايمان بما انزل عليكم. فلماذا قتلتم الانبياء الذين جاؤوكم بتصديق التوراة التي بين ايديكم وقد امرتم باتباعهم وتصديقهم. وهذا خطاب لليهود الذين في زمن النبوة ومن المعلوم ان احدا من هؤلاء لم يرتكب شيئا من ذلك. وانما هو امر جناه واسلاف من قبل. فخوطبوا به لرضاهم به. واقرارهم له. ومثل ذلك كثير في كتاب الله الله عز وجل فهذه الدول التي اوت المعتدين وحرستهم بشرطتها ووفرت لهم غطاء من المشروعية شريك كامل في هذا مسؤول مسؤولية كاملة عن هذه الاستطالة المقيتة ومن اجل هذا ادانت كل المرجعيات الاسلامية الكبرى في العالم. الازهر في مصر. رابطة العالم الاسلامي في في بلاد الحرمين. ومنظمة للتعاون الاسلامي وكل وزارات الخارجية في الدول الاسلامية ادانة هذا باشد عبارات الادانة وجذبته اشد انواع الشجب ودعت الى مقاطعتهم محليا وعالميا على جميع المستويات. فمن برأ هذه الدول من ذلك تزل المسئولية عن هذه الفعلة الاثمة في احمق باشرها فقد كابر الحقائق. وقد وضع نفسه بهذا خارج اطار الحس الديني والقومي والوطني والانساني خارج السياق كل فليحذر امرؤ لنفسه وكل امرئ حسيب نفسه والله تعالى اعلى واعلم