ان خصوم الشيخ في الحقيقة كانوا فريقين اولهما من وافقوه في بطلان الواقع الموجود في وقتهم مما يقع من الغلاة من دعاء غير الله والذبح له وغير ذلك مما ما يصنعه الغلاة عند القبور وغيرها كما وافق هؤلاء الخصوم الشيخ في بطلان ما كان يفعله عدد من الجفاة في وقتهم ممن كانوا يستعلنون ويجهرون الجنة والنار والبعث. وكان هؤلاء الجهفان يسخرون من الشريعة واحكامها علانية وهذه الامور كان الجفاة يزاولونها مع علمهم بان هذا كله مما بعث الله به نبيهم نبيه صلى الله عليه وسلم. فلم يكن حالة جاهل يعلم بل كان حالهم حال معاند مصر على عناده الفريق الاول من خصوم الشيخ خطأوا الغلاة. وخطأوا الجفاة لكنهم خالفوا الشيخ. فقرروا ان هؤلاء جميعا من الغلاة ومن لما كانوا يقولون لا اله الا الله فهم مسلمون مطلقا. مهما وقع منهم من قول او فعل او اعتقاد باطل. وقرروا قاعدة من قال لا اله اما الله فهو مسلم بقطع النظر عما صدر منه من هذه العظائم بالغة في الشناعة ما بلغته. لان معنى كلمة التوحيد عندهم هو ان يقر ان الله تعالى هو ربه فمن اقر بها فهو عند خصوم الشيخ مسلم مطلقا هذا هو السبب الاول في عدم تكفيرهم من كان من الغلاة الذين يصرفون العبادة لغير الله ومن كان من الجهاد الذين يجهرون بانكار اليوم الاخر بما فيه من بعث وجنة ونار السبب الثاني عجيب جدا. وهو ان خصوم الشيخ كانوا يقولون ان من سكن في الجزيرة العربية فلا يمكن ان يقع منه شرك. سواء وكان من الجفاة او من الغلاة. فمن سكنها بزعمهم فلا يمكن ان يقع منه شرك مطلقا. وقد ناقش الشيخ هذا الفريق من بما اجمع عليه العلماء من ان من قال كلمة التوحيد واتبعها بناقض ينقضها من قول او فعل او اعتقاد فانها لا تنفعه. فما من قال كلمة التوحيد ودعا غير الله. او قال كلمة التوحيد وكذب بالجنة والنار. فقد نقض كلمة التوحيد باجماع العلماء ونقل الشيخ كلام الفقهاء من المذاهب الاربعة في هذا ونبه خصومه هؤلاء الى انهم خالفوا علماء الامة بما قرروه من هذا المعنى الباطل لكلمة لا اله الا الله. فاما زعم خصوم الشيخ ان من سكن ان من سكن الجزيرة فلا يمكن ان يقع في كفر فساد التقى الشيخ لابطاله ما وقع من المرتدين. الذين قاتلهم الصحابة رضي الله عنهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. وكانوا كلهم من اهل الجزيرة العربية وسنورد ان شاء الله عز وجل كل ذلك قريبا فهذا في بيان الفريق الاول من خصوم الشيخ وهم اسهل خصوم الشيخ اما الفريق الثاني فهم ثلة من الغلاة. الذين كانوا يرون ان ما يقع عند القبور من دعاء اهلها والذبح لهم. يعبرون هكذا هو الدين الصحيح وكتب بذلك خصم شهير للشيخ هو محمد ابن فيروز وارسل كتابه هذا للشيخ محمد بن عبد الوهاب واتجه عدد من من خصوم الشيخ الغلاة هؤلاء الى البلدان التي كان بها قبور يغلى فيها. اتجهوا لتلك البلدان حذروا اهلها من التراجع عما هم فيه من الشرك بعد دعوة الشيخ وافتوهم ان ابن عبد الوهاب قد كفر وحل دمه حين انكر الضلالات الموجودة عند هذه القبور الفريقان اللذان ذكرنا من خصوم الشيخ وان اختلفا في النظرة الى الممارسات الشركية الا انهما اتفقا على ان معنى التوحيد هو الاقرار بالربوبية. وخالفوا بذلك ما ما قرره علماء السلف وائمة الاسلام في في معناه كما سيأتي ان شاء الله