ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم. ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد معاشر المؤمنين اتقوا الله عباد الله فان من اتقى الله وقاه وهي وصية الله تعالى للاولين والاخرين. فقال عز وجل ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم اتقوا الله عباد الله هاجر فئة من اليهود قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة بسنوات عديدة واستقروا بها. وكان في المدينة رهط من العرب. من ابناء العمومة. وهم اوس والخزرج وقد حصل بين الاوس والخزرج وهم ابناء عمومة حروب طويلة امتدت قرابة المئة والاربعين سنة ابتدأت في يوم سمير وانتهت في يوم بعاث طيلة قرن ونصف تقريبا وكانت الحروب مشتعلة وقائمة بين ابناء العمومة الاوس والخزرج تشتعل تارة وتخمد اخرى وكان وقود هذه الحرب ومسعرها هم هؤلاء اليهود كانوا وقد علموا وايقنوا ان هؤلاء العرب اذا كانوا متفقين فيما بينهم مؤتلفة قلوبهم فانهم لا عيش لهم بينهم فعلموا انه لا يستطيع اليهودي ان يعيش بينهم الا اذا اذكى الحروب والفتن واشعلها. لذلك كانوا هم وقود هذه الحرب وهم من يشعلها. حتى من الله سبحانه وتعالى على والخزرج ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم. فالف الله عز وجل بين قلوبهم بعد كحروب طويلة ومعارك دامية فالف الله عز وجل بين قلوبهم فاغتاظ اليهود وسعوا ان يعيدوا هذه الحروب مرة اخرى ولم تطب نفوسهم بتآلف الاوس والخزرج مرة اخرى وكادوا ان ينجحوا في اشعال الحرب. لما مر شاس ابن قيس احد كبار هؤلاء اليهود على نفر من الاوس والخزرج فرآهم في الفة ووئام وسلام فاغتاظ وحزن لتآلفهم. فارسل ودس بينهم من اليهود من يثير نعراتهم وقال اجلس اليهم وذكرهم بايام بعاث وما قبلها واذكر شيئا من اشعارهم فيها واسألهم من قتل فلان ابن عمك ومن قتل فلان فكادت ان تعود الحرب بينهم جذعة وتواعدوا حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فجاء مسرعا واطفأ بحكمته صلى الله عليه وسلم الفتنة وقال افبدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم ثم انزل الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردون من بعد ايمانكم كافرين. وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله. ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم واعتصموا بحبل الله جميعا. ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من ناري فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون الله عز وجل عليهم وذكرهم بما كانوا عليه من خلاف وبمنته ونعمته عليهم بتآلف قلوبهم واسكت وابطل فتنة هؤلاء اليهود. اذا كل ما يدعو الى الفتنة بين المسلمين. والى التحريش بينهم. والى القاء العداوة بينهم. فهو من فعل اليهود ومن فعل الشيطان كذلك. كما روى مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان قد ايس ان يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. في تحريش بين الناس كلهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يعبدون الها واحدا يصلون الى قبلة واحدة. رسولهم واحد ودينهم واحد. وآآ لسانهم واحد سلم منهم اليهود والنصارى ولم يسلم اخوانهم المؤمنون كذلك من صفات اليهود ايضا انهم يتلاعبون بكتاب الله سبحانه وتعالى. فيأخذون من كتاب الله ما يريدون. ويتركون منه ما لا يريدون وذلك ان اليهود في سبيل اذكاء الفتنة بين المسلمين وقبل ذلك في سبيل اذكاء الفتنة بين الاوس والخزرج كان جزء منهم يصطف مع الاوس. وجزء منهم يصطف مع الخزرج. فكان بنو قريظة وبنو النضير حلفاء الاوس وكان بنو قينقاع حلفاء الخزرج ويشجعونهم على الحرب. بل ويشاركون معهم كذلك. فربما تقاتل اليهودي واليهودي وهذا خلاف ما جاء في توراتهم التي يزعمون انهم يتمسكون بها ثم بعد ان تضع الحرب اوزارها ويأسر هذا الفريق نفرا من اليهود وهذا الفريق نفرا من اليهود يقوم هذا اليهودي بفدية اخيه اليهودي. الذي حاربه فاخذ من التوراة وجوب افتدائه. وترك حرمة قتاله. فامن ببعض وكفر ببعض لذلك انزل الله عز وجل فيهم قوله سبحانه واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون. ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان ان يأتوكم اسارى تفادوهم. وهو محرم عليكم اخراجهم. افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض. فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. ويوم يوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون. اجارنا الله واياكم من عذابه ورزقنا واياكم جنته ورضوانه. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب. فاستغفروه انه هو غفور رحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد معاشر المؤمنين هذه الصفة من صفات اليهود التي حذرنا الله عز وجل منها وهي الايمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه وقع فيها بعض المسلمين مع الاسف. بعض المسلمين وقد من الله عز وجل علينا جميعا بكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يأخذ بعض ايات القرآن فيعمل بها ويأخذ بعض اياته الاخرى في عرض عنها كأنها ليست في القرآن تجده يصلي وهذا امر حسن يؤجر عليه ان شاء الله تعالى. ويصوم وهذا كذلك من الطاعات التي يؤجر عليها لان الله عز وجل قال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم يتقون لكن بعد هذه الاية بصفحات في نفس القرآن الذي انزله الله عز وجل يقرأ وربما يحفظ قوله عز وجل الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله. ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون يقرأ هذه الايات وربما يرتلها ويختم القرآن في رمضان وامواله في بنك ربوي يصوم اتباعا لايات في القرآن. ويرابي معرضا عن ايات في القرآن اليس هذا مشابها لفعل اليهود؟ الذين قال الله عز وجل عنهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض. فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب. وما الله بغافل عما تعملون لا اتكلم عن التقصير الذي يحصل لاي احد. او السهو مع الاعتراف بالخطأ. لا. وانما اعني من يريد ان يعرض ولا يعمل ولا يريد ان يعمل ولا يسعى لان يعمل قرآن ولا يعنيه ولا كأن القرآن انزل ليعمل به كأنه انزل ليتلى فقط او اعمل لوحة تعلق بشكل جميل في قاعة من القاعات او يتلى بصوت جميل لافتتاح حفلة من الحفلات اما عند العمل فالاموال في بنوك الربا واحكام القرآن مهدرة لا يسعى للعمل بها افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض امن نفر من اليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وارادوا ان يستبدلوا بعض التشريعات الاسلامية ببعض من تشريعاتهم السابقة قالوا يا رسول الله نحن امنا بك نبيا ورسولا ولكن ابق لنا السبت متعودين على تعظيم يوم السبت. وابقي لنا من اليهودية كذا وكذا. فانزل الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. اي في الاسلام كافة ما نفرط بين ايات القرآن. اللي على مزاجنا نعمل فيه. واللي على غير مزاجنا ولا انه في القرآن يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين. لذلك اخواني الكرام يجب على كل مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ان يسعى في نفسه اولا للعمل بكتاب الله عز وجل. وان يسعى كذلك في مجتمعه ان يحكم كتاب الله سبحانه وتعالى هذه المطالبة التي خفتت اصواتها. كيف سنجيب ربنا عز وجل؟ اذا سألنا قد انزلت عليكم كتابي لماذا اعرظتم عن الاية الفلانية والاية الفلانية؟ ما جوابنا بماذا سعينا؟ هل يكفي ان نقول والله هذا ليس عملنا وانما عمل فلان وفلان. لا هو مسؤولية كل من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ان يسعى لذلك قدر استطاعته. قدر استطاعته وان يدعو لذلك وان يأمر بالمعروف وان ينهى عن المنكر حتى اذا قابل ربه عز وجل والا هو قد تأدى ما عليه لذلك يجب ان يدعى لذلك. يجب ان يقال هذا الكلام ويجب ان يسمع يجب ان يحكم كتاب الله تعالى كاملا من اوله الى اخره. ولا عذر لنا في الاعراض عن بعضه لا عذر لنا لان هذا القرآن كتاب الله وكلامه الذي خلقنا ورزقنا وهو معبود ولا يجوز لنا ان نتحكم في الاعراض عن بعضه والعمل ببعضه اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لذلك. وان نلقاه سبحانه وتعالى ونحن معذورون اذا ما سألنا لماذا لم تعملوا بكتابي؟ فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنب الا غفرته ولا عيبا الا سترته ولا هما الا فرجته ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة هي لك رضا ولنا فيها صلاح الا يسرتها واتممتها يا رب العالمين. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين. واقض الدين عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا ووفق للحق امامنا وولي امرنا يا رب العالمين. اللهم ابرم لهذه الامة امرا رشدا. يعز فيه اهل الطاعة يذل فيه اهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم. واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون