وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار عباد الله ان هذه الحياة التي هي مدة عمرك وعمري هي التي تقيمك عند الله عز وجل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فان كانت فان كانت هذه الدقات وهذه الساعات واللحظات في طاعة الله فانها والله ثقيلة وان كانت غير ذلك فانها والله لا قيمة له وتأمل في حال المتحسر المتندم وهو يقول يا ليتني قدمت لحياتي من كان في هذه الحياة الوقتية يعمل للحياة الابدية بحيي هلا به وانعم به فانه قد عرف قيمة وقته وقيمة حياته من اسماء يوم القيامة يوم الحسرة ويوم الحسرة اذ قضي الامر سمي بهذا الاسم لانه ما من انسان الا ويتحسر على ما كان منه حتى المؤمن المطيع يتمنى لو كان يفعل اكثر من ذلك فانت ايه يا عبدالله كيف تستخدم ساعات وقتك كيف تعمل في لحظات حياتك التي هي اثمن عندك يوم القيامة من الذهب والفضة لو كنت تدرك هذا حنظلة الاسدي رضي الله عنه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم لانه رأى ان ساعاته مختلفة فقال يا رسول الله نافق حنظلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين فاذا خرجنا من عندك عافشنا الازواج والاولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ان لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات وهو يقول ولكن ساعة وساعة اخرجه مسلم وقال العلماء في تفسير الحديث يعني ساعة للرب عز وجل وساعة مع الاهل والاولاد وفي منفعتهم وساعة للنفس ويا حبذا هذا التثليث والثلث كثير وعن وهب بن منبه رحمه الله قال ان في حكمة ال داوود حق على العاقل ان لا يغفل عن اربع ساعات ساعة يناجي فيها ربه عز وجل وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفضي فيها الى اخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل فان هذه الساعة عون على هذه الساعة واجمام للقلوب وحق على العاقل ان يعرف زمانه ويحفظ لسانه ويقبل على شأنه وحق على العاقل الا يظعن الا في احدى ثلاث. زاد لميعاده ومرمة لمعاشه ولذة في غير محرم عباد الله عباد الله ان النفوس تطلب الراحة والاستجمام فيا حبذا لو جعلت ساعة راحتك ساعة راحتك واستجمامك لو جعلتها في المباحات فانها معينة على الطاعات. فحري بالمسلم ان يعطي نفسه حقها من الراحة. يغتنم ثم في الوقت نفسه اوقات الاستراحة وان الفراغ نعمة واي نعمة وها نحن في الصيف ويشتكي الناس من كثرة الفراغ وكأن البيوتات والمساجد تجدي مغلقة وساعات الاقبال على الله ليست موجودة عجبا لمسلم يشتكي من فراغ الوقت مع انه لو جلس يذكر الله لكان منشغلا بذكر الله. ومن شغله ذكري عن مسألتي اعطيته افضل مما اعطي السائلين رواه الترمذي وحسنه. عباد الله ان الفراغ نعمة فعلينا ان نقدر هذه النعمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس يعني ما يعرفون قدرها يضيعونها الصحة والفراغ. اخرجه البخاري والانتفاع بالوقت توفيق من الله وتضييعه اسف ونقمة والموفق حقا. من اغتنم شبابه وغناه ووقته وعمل لاخرته. وتذكر موته حينما يكون فريدا وحيدا في قبره وفي حشره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس. شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك. وغناك قبل وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك. اخرجه الحاكم وصححه. ووافقه الذهبي تجد رجلا كبيرا مسنا لا يستطيع الركوع والسجود. وفي نفس نفسه حسرة يا ليتني ايام الشباب اركع واسجد جد الساعات تلك والساعات تجد رجلا مسنا لا يستطيع النظر الى المصحف لضعف نظره فيقول يا ليت الشباب يعود يوما اطيعوا القراءة كما اريد من بركة الاوقات اغتنامها في العبادات والتقرب الى الله فيها بالقربات والترويح عنها مباحات وتجنب المحظورات. قال الله تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب كما ينبغي على المسلم ان يستغل وقته بما يزيد الايمان ويقوي الابدان ويشحذ الاذهان. قال احد الحكماء من امضى يومه في غير حق قضاه او فرض نداه او مجد اذله او حمد حصله او خير اسسه او علم اختبسه فقد عق يومه وظلم نفسه اخوة الايمان علينا جميعا ان نتأمل وان نتذكر فان مما مما ينبغي علينا ان ان ننظر اليه ما ينفعنا في ديننا ودنيانا. فان في هذه الدنيا انما طلب منا العبادة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وما كان استعمار الارض الا تبعيا. فحري بنا ان نغتنم اوقاتنا بالالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن في المساجد والحضور الدورات العلمية وكذلك ممارسات الرياضة المباحة حتى يكون في ذلك قوة حتى يكون في ذلك قوة لابداننا وطاعة لربنا. انا طائر بن ابي رباح قال رأيت جابر بن عبدالله رضي الله عنه وجابر ابن عمير الانصاري رضي الله عنه يرتميان فمل احدهما فجلس فقال له الاخر كسلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو او سهو الا اربع خصال مشوا بين الغرضين اي الرماية وتأديبه فرسه وملاعبة اهله وتعلم السباحة. اخرجه الطبراني والبيهقي. وصححه الالباني جعلناه واياكم من اهل التقوى والصلاح ويسر لنا سبل السعادة والفلاح. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا اليه انه خير الغافرين الحمد لله الذي خلق الالباب والابصار وجعل في الليالي والايام العظة والاعتبار. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير الورى وصفوة عباده الاخيار. صلى الله عليه وعلى اله الاطهار وصحبه الابرار وسلم تسليما كثيرا ما تعاقب الليل والنهار. اما بعد فاتقوا الله الذي خلقكم. واستعينوا في عمركم على طاعة ربكم واشكروا الله على نعمه وما حباكم يزدكم من فضله كما وعدكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي شديد ايها المسلمون اذا كان الفراغ نعمة من نعم رب البرية فان على العاقل ان يراعي تلك النعمة بدوام شكرها. وان يحذر ارتكاب المنكرات التي تؤديه الى كفرها. فيعمل الصالحات ويحرص عليها ويترك المعاصي. ولا يسعى اليها فان الصحة والفراغ من نعم الله التي لابد من استخدامها في طاعة الله. والكيس الفطن يغتنم اوقات فراغك وصحته بما ينفعه في دنياه واخرته. ويعلم انه مسئول بين يدي ربه احفظ ام ظيع عن ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزولا لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما افناه وعن علمه فيما فعل. وعن ما له من اين اكتسبه؟ وفي رواية وفيما انفقه. وعن جسمه فيما ابلاه. اخرجه الترمذي وقال حسن صحيح. ومن فضل الله علينا ان المباحات التي لا يؤجر عليها والجلوس ونحو ذلك والسباحة والرماية ونحو ذلك من الامور المباحة لا يؤجر عليها لكن انها قد تتحول بالنية الصالحة الى عمل صالح يؤجر عليه. فالحركة والسكون والاكل والشر والنوم واليقظة اعمال يثاب عليها المرء اذا اصلح النية فيها. ونوى بها التقرب الى الله وطاعة ربه ومولاه. وفي الصحيحين ان موسى الاشعري ومعاذ ابن جبل رضي الله عنهما تذاكرا القيام من الليل. فقال معاذ رضي الله عنه اما انا نام واقوم وارجو في نومتي ما ارجو في قومتي. ومعناه انه ينام بنية القوة واجماع النفس للعبادة وتنشيطها للطاعة ويرجو في ذلك الاجر كما يرجوه في قومته. اي صلاته اي عباد الله اغتنموا اوقاتكم واعملوا في حياتكم لها ولما بعد مماتكم فان اليوم عمل ولا حساب. وغدا حساب ولا عمل. قال العلامة ابن القيم رحمه الله السنة شجرة والشهور فروعها والايام اغصانها والساعات اوراقها والانفاس ثمرها فمن كانت انفاسه في طاعة فثمرة الشجرة طيبة ومن كانت في معصية فثمرته حنظل فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاوية. اللهم وفقنا لهداك. واجعل عملنا في رضاك اللهم اجعلنا ممن تعينهم على طاعتك وذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا ممن يستغلون نعمك في طاعتك والائك وما يرضيك يا ربنا. اللهم اجعلنا ممن يستغلون فراغهم وصحتهم وغناهم يا رب العالمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اجعل هذا البلد امنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. وفق ولي امرنا لما تحب وترضى. وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تحيين على طاعتك على التوحيد والسنة وان تميتنا على التوحيد والسنة. اللهم اجعلنا ممن يعرفون قدر الوقت ويغتنمون هذه الاوقات صلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين