وفي حديث عبيد الله بن محصن الخطمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه يعني في بيته ومجتمعه معافا في جسده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله من عبده كان من السعداء احمده سبحانه من اطاعه نال السعادة والهناء واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في الارض ولا في السماء واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير من سعيد بربه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم لقائه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانت انتم مسلمون اما بعد عباد الله ان الحياة الطيبة الهنية والسعادة الدائمة الرظية مطلب كل البشرية وامنية كل من يروم العقبى والظفر تهفو لها النفوس وتلذ بها الافئدة وتنشرح له الصدور فما من انسان الا ويحب ان يكون من السعداء. ويكره ان يكون في زمرة الاشقياء ولكن ولكن قليلا من الناس من يسلك سبل السعادة الشرعية ويرعى اسبابها الحقيقية ولذلك لا تجده في سعادة وهنية بادنى ابتلاء ولا في اصغر بلاء تنوعت مشارب الناس في البحث عن السعادة. فمنهم من توهمها في كثرة المال وتعدد الذرية. كحال قارون وحال الوليد بن المغيرة ونحوهما ومنهم من يتخيلها في المنصب والجاه وتحقيق الرغبات الشخصية كفرعون وهامان ومن سار على منوالهما ومنهم من ينشدها في الشهرة وزيادة التابعين والمعجبين. كابليس ومن سار على دربه ومنهم من يرومها في فن يؤديه او لهو يلهيه او لعب يلعبه فاذا ما انتهى يجد ذلك يجد تلك السعادة قد فنت بفناء اللعبة او ذهبت بفناء الشهوة ظل كثيرون طريق السعادة وظلت نفوسهم حائرة ثم باؤوا بالنهاية بالصفقة الكاسدة الخاسرة فكم من ظنه الناس سعيدا مات تعيسا مخذولا لانهم طلبوا السعادة بغير الحقيقي من اسبابها. ودخلوا اليها من غير المشروع من ابوابها. ولم كن ما سعوا له وبحثوا عنه الا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابا السعادة الوقتية ليست بسعادة. وانما السعادة الحقيقية ما يجده العبد ان حينما يكون سالكا مسلك التعبد والطاعة لله جل وعلا يجد السعادة حينما يكون ساجدا يقول سبحان ربي الاعلى لا يحس بساعات ولحظات ودقائق يمر عليها وهو ساجد بين يدي مولاه واخر يتعجب من كثرة واطالة السجود عنده. لكنه في لذة لا يحس بها الا العباد واخر يفتح مصحفا يفتح المصحف ويقرأ كلام الله صفحة بعد صفحة لا يمل ولا يكل يتعجب الناس منه ومن جلوسه بين يدي مصحفه بينما هم يتقلبون الصفحات ويتقلبون وسائل التواصل من وسيلة الى اخرى. لكن انا لهم ان يجدوا السعادة الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فتحقيق التوحيد بطاعة الله عز وجل وامتثال الواجبات وتكميل المستحبات من اعظم اسباب السعادة الدنيوية قبل الاخروية وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه اخرجه البخاري فمن وحد الله توحيدا خالصا وعمل عملا صالحا صادقا عاش عيشة هنية ومات ميتة سوية ودخل الجنة راضيا مرضيا قال عز من قائل فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا هذا في الدنيا طيب ويوم القيامة ونحشره يوم القيامة اعمى فكم من سيارة بحث عنها صاحبها كانت سببا لاعاقته بعدها وكم من منصب كانت سببا للتعاسة بعدها. وكم من زوج او زوجة كان الزواج سببا للتعاسة لانهما لم يفتحا الابواب ولم يأتي الابواب من ابوابها. فالسعادة عباد الله الحقيقية وروحها التي يغذيها في قلب العبد هي طاعة الله جل وعلا كل الدنيا ملعونة بنص الحديث ملعون ما فيها خلا ذكر الله وما والاها او عالما او متعلما فمن طلب السعادة فعليه ان يغذي روحه قبل ان يغذي بدنه هل عليه ان يغذي نفسه قبل ان يغذي هذه العظام واللحم والشحم الذي اذا ما ذهب الى صار ترابا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ابراهيم هاجر من ارض وطنه فرأى السعادة في ذلك لانه عبد لربه وايوب في بطن الحوت يلتذ بلا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. ويونس يلتذ قول لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. وايوب في مرضه وهو يقول الحمد لله حتى مظى عليه السنون بعد السنين ثم قال ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين الله الله ما اعظم هذه السعادات التي عاشها الانبياء في البريات قبل الانتقال الى رب البريات ان كانوا في سعادة في الدنيا مع ما نراه نحن بعيوننا وعقولنا بابصارنا لا ببصائرنا نجد انهم اسعد الناس فكيف حالهم يوم القيامة من احب ان يحيا سعيدا فليكن عن الطمع والجشع بعيدا فما مد الانسان بصره واطال امله الا ضر نفسه وضر غيره ولا تمدن عينيك الى ما به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له جل في علاه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ومن والاه اما بعد فاتقوا الله الذي خلقكم واستعينوا على طاعته بما رزقكم معاشر المسلمين على من اراد السعادة ان يثمن ما عنده من نعم مهما عددناها لا نحصيها فلو كنت افقر الناس فان نظرت الى نعم الله عليك وجدت نفسك من احسن الناس ووالله لو لم تكن من النعم عليك الا العافية لكانت نعمة لا تحصى ولا لا تحصى ولا تشترى بمال فكيف بغيرها من النعم بصر وبصيرة يكفيك نعمة الاسلام والايمان. يكفيك نعمة السنة. فوالله انهما لمن اعظم النعم في الدنيا لمن عرف الله لمن عرف ربه وعرف نبيه وعرف دين الاسلام عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا اخرجه الترمذي وحسنه الالباني اخوة الاسلام من عاش مع الناس فالفهم وامرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر وناصحهم ولم يغشهم ليس في قلبه حسد ولا غل ولا حقد يتمنى لو كل الناس يدخلون الجنة تجده سعيدا ابدا عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس ينفعهم للناس. اخرجه الطبراني والحاكم. اخرجه الطبراني في الاوسط وغيره. وحسنه الالباني عباد الله لكل انسان يبحث عن السعادة مشروع فما مشروعك انت هذا مشروعه ان يكثر من بناء المساجد حتى اذا مات يكون اكثر الناس قد بنى بيتا لله واخر مشروعه ان ينشر العلم واخر مشروعه ان يدخل القبر ومعه كتاب الله في صدره. وانت فما مشروعك دنيا تورثه لغيرك بيت يصبح تليدا مع مرور الزمان ما الذي تبحث عنه؟ اسأل نفسك هذا السؤال عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت همه الدنيا من كانت الدنيا همه فرق الله عليه امره باه وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له ومن كانت الاخرة نيته ومن كانت الاخرة نيته جمع الله له امره وجعل غناه في قلبه وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة اخرجه احمد وابن ماجة وصححه الالباني لا تحمل هم الدنيا فان رزقك مكتوب واحمل هم الاخرة فانك بيديك تنال منزلتك عند الله. وانظر الى ركوعك وسجودك وتلاوتك لكتاب ربك. ايهما اسعد في نفسك اهذا الذي ذكرناه ام قيل وقال تقلب في صفحات وسائل التواصل الساعات تلو الساعات فان كنت الاول فانت انت فاثبت فما احد مثلك في البرية وان كنت الثاني فابكي على نفسك وسل الله العافية وان يرشدك الى سبيل السعادة الابدية اللهم انا نسألك عيش السعداء ومنازل الشهداء والصبر على البلاء والشكر على النعماء والرضا بالقضاء والنصر على الاعداء ورفع الداء والوباء. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي اليها. التي فيها معادنا اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا سخاء رخاء دار عدل وايمان وسائر بلاد المسلمين. اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضاه وخذ بناصيته للبر والتقوى واخر اولا يعني الحمد لله رب العالمين