ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد عباد الله ان في تقلب الليل والنهار عبرة لاهل الاعتبار وعبرة لاولي الابصار. فينبغي للمسلم ان يتأمل في قصر النهار ويعتبرا به في قصر الاعمار. وان يتأمل في طول الليل وكيف يكون وحشته في القبر ان هو انتقل الى عالم البرزخ عباد الله في تقلب الليل والنهار حكم واحكام وفضائل والشتاء كما قيل ربيع المؤمن وقد كان السلف الصالح يفرحون بالشتاء اذا اقبل فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول مرحبا بالشتاء فيه تنزل الرحمة اما ليل فطويل للقائم. واما نهاره فقصير للصائم وهكذا يغتنم العقلاء اعمارهم في ليلهم ونهارهم لتزويد انفسهم في اخرتهم وسمى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة فقد جاء في مسند الامام احمد وحسنه الالباني عن عن عامر ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة اي عباد الله ما اسهل ان يذهب الوقت وما اصعب ان يغتنمه العبد فيما فيه زيادة رصيده في اخرته عباد الله في هذا الفصل اعني فصل الشتاء نستذكر عظمة الله جل وعلا فنرى السحب وهي تأتي وتذهب ولا احد يقدر ان يلم شعثها ولا ان يجمع تفرقتها. ولا ان ينزل ما فيها من الماء. ولا ان يلقحها الا الله جل في علاه يعتبر المؤمن وينظر كيف يتصرف الرحمن جل في علاه والقهار جل في علاه في الامطار فينزلها ها هنا وهناك دون ما ها هنا وهناك ويزيدها هنا حتى تسيل السيول. ويقتر ها هنا حتى لا تبتل الارض. عباد الله مما ينبغي ان نتذكره ان الله جل وعلا جعل لنا نعما نستدفئ فيها اذا جاء الشتاء والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون واذا كنا نلبس البسة شتوية نستدفئ بها من البرد فلنتذكر اخوانا لنا فقراء محتاجين يحتاجون الى التدفئة وكان عمر رضي الله عنه يقول ايها الناس ان هذا البرد عدو فاحتموا منه فاذا دخل العظم فانه قل ما يخرج اي عباد الله ينبغي على الانسان اذا رأى شدة البرد ان يتذكر شدة البرد الموجود الزمرير في النار فقد قال عز من قائل هذا فليذوقوه حميم وغساق. قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الغساق هو الزمهرير البارد الذي يحرق من برده اعاذنا الله واياكم من النار وجاء في الحديث المتفق عليه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار الى ربها فقالت ربي اكل بعظي بعظا فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في في الصيف فاشد ما تجدون من الحر واشد ما تجدون من الزمهرير وجاء في نقضي الدارمي بسند حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان اذا كان يوم شديد البرد فقال العبد لا اله الا الله ما شد برد هذا اليوم الا اعاذه الله من زمهرير جهنم عباد الله ربما ربما يكون الشتاء سببا لاصابة العبد ببعض الامراض فعليه ان يتحمل وان انه في بلاء وان يتصبر فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام السائب فقال ما لك يا ام السائب تزفزفين اي ترتعدين تعيشين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال صلى الله عليه وسلم لا تسب الحمى فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد رواه مسلم. والمقصود ان البلاءات من الله جل في علاه فعلى العبد ان يتصبر وان يتجلد. وان يلجأ الى الله جل وعلا وان يصمد بالعبادة لله الواحد الاحد ومن الاحكام التي ينبغي علينا ان ننتبه لها ان بعض الناس ربما لا يتقن الوضوء في الشتاء لبرودة الماء فقد قال عليه الصلاة والسلام مبينا فضل اسباغ الوضوء في البرد الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال اسباغ الوضوء على المكاره. اي اتمامه والاتيان به على اكمل وجهه اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط رواه مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ومما ينبغي مما ينبغي التنبه له التحذير من ترك النار عند النوم من غير اطفاء. سواء كان في بر او في بيت او في خيمة فقد احترق بيت بالمدينة على اهله من الليل فحدث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان النار انما هي عدو لكم فاذا نمتم فاطفئوها عنكم. متفق عليه من حديث ابي موسى رضي الله عنه ولكم في ليل الشتاء ونهاره عبرة فاعتبروا يا اولي الابصار. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. يقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد عباد الله عليكم بتقوى الله اينما كنتم في برد او حر او ربيع او خريف. فالله جل في علاه انما يبتليكم بتقلب الليل والنهار لتتعظوا وتتذكروا العزيز الغفار وتتذكروا الغفور القهار ومما ينبغي على المسلم ان يتفقه في الاحكام المتعلقة بفصل الشتاء. من ذلك ومن جملة ذلك الادعية الواردة في ذلك فيما اذا نزل المطر. فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال اصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه يعني عن رأسه حتى اصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال لانه حديث عهد بربه تعالى رواه مسلم. وكان صلى الله عليه وسلم اذا رأى المطر قال صيبا نافعا. رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها. وكان عليه الصلاة والسلام اذا رأى تلبد الغيوم تمعر وجهه واصابه الهم والغم حتى قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله ان الناس اذا رأوا ذلك فرحوا وانك اذا رأيت ذلك اصابك ما اصابك. فقال عليه الصلاة والسلام وما يدريني عائشة انه ليس قد فرح به قوم فاصابهم الله بذلك او كما قال صلى الله عليه وسلم. وصح عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما انه كان اذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول ان هذا لوعيد لاهل الارض شديد. رواه مالك في الموطأ. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الرعد صوت الملك. الرعد صوت الملك والبرق اثر صوته. وهذا الذي حسنه بعض اهل العلم ربما يظن بعض العقلاء انه مصادم لعقولهم. حيث يقولون انما سبب الرعد احتكاك سحابة باخرى بقوة معينة. واما البرق فكذا وكذا فنقول له اليس صوتك وسببه ظرب الاحبال بعظها ببعظ. فهل لكون الصوت صوتك ننكر ان يكون الصوت صوتك ننكر الاحبال وظربها في حنجرتك؟ الجواب لا. الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء. لا يقاس اموره سبحانه وتعالى بما في عقولنا وما اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم حق وصدق ما دام قد ثبت ان لم تدرك ذلك عقولنا عباد الله من لطف الله ورحمته ان شرع لنا بعض الاحكام ومنها التخفيف في البرد والمطر فمن ذلك مشروعية المسح على الخفين وعلى الجوارب بعد ان تكون طاهرة في نفسها وان على طهارة اما طهارة غسل واما وضوء. وللمسح مدة لا يجوز تجاوزها. وهي لو يوم وليلة للمقيم وثلاثة ايام ولياليهن للمسافر لما روى الترمذي وغيره وقال حسن صحيح من حديث صفوان عن ابن عسال رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا اذا كنا سفرا الا ننزع خفاف ثلاثة ايام ولياليهن الا من جنابة ولكن من غاية وبول ونوم. ومما شرع الله جل وعلا عن عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمع بين الصلاتين اعني الظهر والعصر والمغرب والعشاء جمع تقديم اذا كان المطر الذي يبل الثياب ويوقع في الحرج حتى لا يستطيع الناس الخروج فعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالمدينة سبعا وثمانية يعني يومين متتاليين الظهر والعصر والمغرب والعشاء يجمع بينهما. فقال ايوب لجابر ابن زيد وهو احد رواة الحديث لعله في ليلة مطيرة قال عسى اخرجه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اجعلنا من اهل اعتبار واجعلنا من اولي الابصار الذين يعتبرون بالائك ويتأملون في تدبيرك يا رب العالمين. اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والضراء والبأساء. اللهم ادفع عنا الغلاء. اللهم ادفع عنا الغلاء. اللهم ادفع عنا الغلاء. وادم علينا النعم وادفع عنا النقم. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل اثم. والغنيمة من كل بر اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضاه وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا غيثا مريعا هنيئا يا رب رب العالمين. اللهم اغث العباد والبلاد يا ارحم الراحمين. وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله