فماذا نقول نحن ماذا نقول نحن الواحد منا كأنه ضمن الجنة من حيث يدري او لا يدري فالمؤمن عليه ان يحسن الظن بالله ولكن يسيء الظن بنفسه فيسأل الله الهداية يخاصم لاجل دنيا او مال بل بعضهم وصلت به الاحوال في الدناءة الى ان يخاصم في امور تافهة ويقاطع ويصارم اهله واصحابه لاجل مواقف دنيوية لا تذكر لا قيمة لها ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد معاشر المؤمنين النبي صلى الله عليه وسلم هو اعلم الخلق بربه سبحانه وتعالى لذلك علينا ان نستمسك بدعواتي وابتهالات وتوسلات النبي صلى الله عليه وسلم التي وردتنا فانها من جوامع كلمة وانها ممن عرف ربه حق المعرفة ومن هذه الادعية الجامعة التي جمعت مقامات العبودية وتوسل بها النبي صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه وتعالى ما رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول وقوله كان يدل على الاستمرار وانه كان يديم هذا الدعاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اللهم اني اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني انت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون هذا الحديث العظيم وهذا الدعاء البليغ جمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم متوسلا لربه سبحانه بين يدي سؤاله وحاجته بمقامات خمسة من اعظم مقامات العبودية فقال عليه الصلاة والسلام اللهم لك اسلمت اي اسلمت جوارحي واسلمت اقوالي واسلمت مقاصدي لاحكامك واوامرك وشريعتك فالحلال ما حللت والحرام ما حرمت والدين ما شرعت فانا مسلم منقاد لامرك متبع لشريعتك لا رأي ولا اعتراض امام اوامرك وشرائعك هذا هو مقام الاسلام الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة ويدخل في هذا المقام ايضا مقام الاستسلام الاستسلام لاقدار الله والصبر عليها الصبر على ما قدر الله سبحانه وتعالى وعدم التسخط وعدم الجزع وعدم الاعتراظ على اقدار الله سبحانه وتعالى بل نقول قدر الله وما شاء فعل فتوسل النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المقام فقال اللهم لك اسلمت وقدم الظمير لدلالة الاختصاص اي لك لا لغيرك اسلمت وانقذت وبك امنت مقام الايمان وهو التصديق واليقين بان الله سبحانه وتعالى واحد في ربوبيته وواحد في الوهيته وواحد في اسمائه وصفاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويدخل في ذلك جملة اركان الايمان من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وعليك توكلت هذا المقام مقام التوكل على الله سبحانه وتعالى لا يليق الا بمن حقق المقامين الاولين فمن اسلم وجهه لله وامن بالله سبحانه وتعالى. فكيف يتوكل على غيره كيف يفوض اموره الى غيره فالنبي عليه الصلاة والسلام ثلث بهذا المقام العظيم مقام التوكل على الله وهو تفويض الامور الى الله وتسليم زمام الامور الى الله مع الاخذ بالاسباب وعدم التماوت وانما يعلق المؤمن المتوكل قلبه بالله سبحانه وتعالى ويعلم يقينا ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق المدبر وهو الظار النافع وهو الذي يكفي عبده. كما قال الله سبحانه وتعالى اليس الله بكاف عبده ولا يمنعه ذلك من الاخذ بالاسباب كما امر الله سبحانه وتعالى ايضا وعليك توكلت واليك انبت قد يقع من المؤمن الزلل وقد يقصر خطوه عن اللحاق بركاب الصالحين جزئيا او كليا فيحتاج المسلم دوما الى عبادة الانابة والتوبة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى واليك انبت اي رجعت كلما قصرت في شيء او زللت زلة قدمي في شيء رجعت الى الله فورا وتبت وانبت الى الله فورا واليك انبت وبك خاصمت هذا المقام العظيم مقام الا تخاصما الا لله فعدوك هو عدو الله وحبيبك هو حبيب الله لا تخاصموا لاجل الدنيا بعض الناس اما المؤمن فانه يخاصم بالله سبحانه وتعالى يعني يحب لله ويبغض لله كما ثبت ايضا من حديث ابي امامة الباهلي في سنن ابي داوود بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان الذي يحكم مواقفه في هذه الدنيا منعا وعطاء وحبا وبغضا ليس انتماء فئويا او حزبيا او حتى وطنيا لا الذي يحكم مواقفه ومحابه موالاته هو مراظي الله سبحانه وتعالى فلا يوالي الكافرين ولا يناصر الظالمين مهما كانوا ومهما فعلوا ومهما كان قربهم منه وانما يوالي من استقام على دين الله سبحانه وتعالى ولو كان ابعد بعيد لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. ولو كانوا اباءهم وابناءهم واخوانهم يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم المؤمن الصادق هو الذي يحدد مواقفه قرب هذا الموقف من مراظي الله سبحانه وتعالى. وبك خاصمت لا قيمة لمن يعاديك يا رب ولا قيمة لمن يخالف امرك لان المؤمن لا يبحث الا عن رضا الله سبحانه وتعالى لا يعنيه رضا سوى الله فاذا رظي الله سبحانه وتعالى لم يأبه برظا احد وهذا هو العقل لان الله سبحانه وتعالى بيده كل شيء هو النافع وهو الضار وهو الرافع وهو الخافض وهو المعز وهو المذل فلماذا يعلق الانسان قلبه بمن هو دون هذه المكانة العظيمة رب العالمين سبحانه وتعالى وبك خاصمت وبمقدار ضئالة ايمان الانسان بهذه الحقائق تدنو همته فيوالي ويعادي على امور شخصية ومصالح دنيئة ولا هذا لاجل مال ويعادي هذا لحفنة من المال اما المؤمن فكما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال وبك خاصمت ويدخل فيه ايظا وبك خاصمت اي بحججك وبراهينك خاصمت وناقشت لا بعقلي ولا كلام ما انزل الله به من سلطان بل اتبع واخاصم بما انزل الله سبحانه وتعالى من كتاب وبما اوحى الى نبيه صلى الله عليه وسلم من سنة اسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم هذه المقامات العظيمة وان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني هنا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بعزة الله العزة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى والعزيز اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى والعزة تدل على ثلاثة معان المعنى الاول القوة والقدرة والله سبحانه وتعالى هو القوي وهو القدير الذي لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء والمعنى الثاني المنعة لا يصل اليه احد ولا يعترض على امره احد. هو ممتنع سبحانه وتعالى والمعنى الثالث القهر والغلبة فكم من قوي يهزم في النهاية لا تعني القوة النصر لكن الله سبحانه وتعالى عزيز اي قوي وقاهر وغالب لا يهزم سبحانه وتعالى هذه الصفات اجتمعت في صفة العزة لله سبحانه وتعالى ومن اراد العزة في الدنيا وفي الاخرة فلن يجدها على الحقيقة الا بالالتجاء الى العزيز سبحانه وتعالى كما قال عمر رضي الله عنه نحن قوم اذلة فاعزنا الله بالاسلام فمتى ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله فمهما بحث الانسان عن مكانة عند الكفار يسترضيهم ويتنازلوا عن مبادئه وعن قيمه وعن دينه ابتغاء كلمتي ثناء او شيئا من العزة فهذا لا يجد الا الذل والاحتقار اما العزة فعند الله سبحانه وتعالى لذلك قال الله سبحانه وتعالى مستنكرا ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا ايبتغون عندهم العزة اتريدون العزة عندهم فان العزة لله جميعا لذلك استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بعزة الله لا اله الا هو. قال اللهم اني اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني انظروا الى هذا التواضع والى معرفة حقيقة النفس فرغم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله وظمان دخوله الجنة فهو رسول الله. الا انه سأل الله الهداية وخاف من الضلالة ولمكانة وعظم وخطورة هذا الدعاء فرضه الله علينا في سورة الفاتحة فسورة الفاتحة تدور حول هذا الدعاء اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فرضا لا تصح صلاتنا الا بهذا الدعاء والصحابة رضي الله عنهم كانوا يرتجزون اللهم لولا انت ما اهتدينا ولا تصدقن ولا صلينا فانزلا سكينة علينا وثبت الاقدام ان لاقينا وهنا النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله يلتجئ يخاف يلجأ الى ربه سبحانه ان يضله الله انت الحي الذي لا يموت هنا توسل ايضا باسم من اسماء الله العظيمة وهو اسم الله الحي الحي الذي له الحياة الكاملة التي لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه. لا تأخذه سنة ولا نوم الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم فالله سبحانه وتعالى هو الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون اما بقية الخلق اللي بعضنا مغتر فيهم مغتر بقوتهم او بعزتهم او بمكانتهم او باي شيء هم احقر مما يظن بعظ الناس هم اقل مما يظن بعظ الناس فلماذا تعلق القلب بهم ولا تعلق قلبك بالله سبحانه وتعالى هذا الحديث العظيم وهذا الدعاء الكريم ينبغي ان تلهج به السنتنا فانه قد جمع خيري الدنيا والاخرة وجمع اعظم مقامات العبودية التي لا نجاة ولا عزة في الدنيا والاخرة الا بالتمسك بها اللهم اني اعوذ بك اللهم اني اللهم اني اسلمت اللهم بك اسلمت اللهم اليك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت. اللهم اني اعوذ بعزتك ان تضلني اللهم اني اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني. انت الحي الذي لا يموت. والجن والانس يموتون. اسأل الله سبحانه على باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا واياكم هذه المقامات فيجعلنا من المؤمنين المسلمين المنيبين الذي لا نخاصم الا بالله ولله سبحانه وتعالى اللهم ارفع البلاء عن اخواننا في غزة. اللهم انصر اخواننا في غزة وفلسطين. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين في غزة وفلسطين اللهم انصرهم بنصرك. اللهم احفظهم بحفظك. اللهم ارعهم برعايتك. اللهم عليك باليهود المعتدين فانهم لا يعجزونك. اللهم عليك باليهود الغاصبين فانهم لا يعجزونك. اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا ابدا. اللهم عليك بهم وبمن اعانهم على ظلمهم يا رب العالمين اللهم من ارادنا واراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله في نفسه. واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين. اللهم احفظ امير البلاد الشيخ نواف الاحمد بحفظك واشفه وعافه والبسه لباس الصحة والعافية وارزقه البطانة الصالحة تدله على الخير وتعينه عليه وكل من تولى امر هذه البلاد المباركة. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان تاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون