السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له نصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده سبحانه اشكره وامجده تمجيدا واشهد ان محمدا عبده ورسوله شرح الله صدره ووضع عنه وزره ورفع له ذكره صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه تسليما مزيدا اما بعد اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فبالتقوى يدرك المطلوب ويدفع المرهوب وتفرج الكروب قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ايها المسلمون ان في تاريخ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قضاة وعبر ومن اعظم احداث حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وللمسلمين عموما حدث هجرته صلوات ربي وسلامه عليه من مكة الى المدينة حيث كان هذا اليوم يوما فارقا مميزا بين اولياء الله واعدائه جعلها الله تبارك وتعالى مبدأ لاعزاز دينه ونصر عبده ورسوله واظهارا للمسلمين مين فمن معين الهجرة تؤخذ الدروس ومن احداثها تستلهم العظات والعبر واول العظات والعبر ان الصراع بين الحق والباطل قائم الى قيام الساعة والايام دول قال الله جل ثناؤه وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء. والله لا يحب الظالمين ثم تكون الدولة للمؤمنين والغلبة لاولياء الرحمن المتقين قال سبحانه انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ومن العظات والعبر ان الدين ان الدين اغلى شيء اغلى شيء عند المسلم فينبغي ان يقدم على كل شيء في حياة المسلم فالدين اولى من النفس والاهل والمال والوطن من فقد الاهل فسيجد اهلينا في الجنة ومن فقد المال يدخل الجنة قبل الاغنياء بخمس مئة عام ومن فقد الوطن يجد ارض الله الواسعة لكن من فقد الدين فقد كل شيء فالدين مقدم في حياة المسلم. ولهذا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم. وترك الاهل والمال والوطن في سبيل ابتغاء مرضات الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خارج من مكة ما اطيبك من بلد واحبك الي ولولا ان قومك اخرجوني منك ما سكنت غيرك رواه الترمذي وصححه الالباني ومن العظات والعبر ان الله تعالى لا يتخلى عن نصرة اوليائه وخذلان اعدائه وان اشتدت الخطوب وعظمت الاهوال ومهما كاد الاعداء ومكروا فان عاقبة كيدهم بلا ضلال ونهاية مكرهم الى خسران وزوال واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فلا تيأس ابدا مهما كان الحال واعلم ان الله ناصر دينه عباد الله مما يستلهم من العظات والعبر من الهجرة المطهرة ان المؤمن لا يفرط في الاسباب مهما كان تعلقه بالمسبب عز وجل بل يخطط ويخطط وذلك من تمام التوكل على الحي الذي لا يموت ولقد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته طريقا معاكسا للمدينة واتجه جنوبا اتقاء لطلب المشركين. واوى الى غار ثور ملجأ واستأجر هاديا ماهرا خريطا بالطريق وامنه على راحلي راحلتين له ولابي بكر رضي الله عنه وحمل معه الزاد للطريق وتأملوا ايها الكرام في هذا الموقف العظيم حين جدت قريش في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذوا يتتبعون اثار اقدامه بواسطة القافة حتى وقفوا على الغار. فقال الصديق رضي الله عنه نظرت الى اقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول الله لو احدهم نظر الى قدميه ابصرنا تحت قدميه. فقال يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما. رواه البخاري ومسلم. من حديث انس رضي الله عنه انها الثقة العظيمة بالله في قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام وصدق الله الا تنصروه فقد نصره الله فقد نصره الله اذا اخرجه الذين كفروا اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم وفي هذا بيان لفضل الصديق رضي الله عنه اذ اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لصحبته في اصعب المواقف واخطر الاحوال وفيه اثبات صحبته بنص القرآن فيه دليل على اهمية حسن الصحبة حيث اختار النبي عليه الصلاة والسلام من كان يحبه من الرجال كثيرا وفيه دليل على عظيم تضحية الصديق فلم يقل انك مطلوب واني اخاف اخوة الايمان من العظات والعبر التضحية والفداء فكان النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بنفسه وهاجر ولم يبالي بطلب المشركين وكيدهم ومكرهم وضحى الصديق فاختار صحبة النبي عليه الصلاة والسلام. وضحى علي رضي الله عنه فنام في مكان رسول الله صلى الله عليه تكلم وكل صحابي ضحى بما يقدر وبما تيسر ولنتأمل في شأن سراقة ابن مالك الذي خرج في طلب النبي صلى الله عليه وسلم ثم اذا به يرى سواد رجلين وهما النبي صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه واذا به قد قرب غاصت يدا فرسه في الارض ثم زجرها فنهضت ثم غاصتها مرة اخرى فقال قد علمت ان الذي اصابني بدعائكما فادعوا الله لي ولكما ان ارد عنكما. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه ان يخفي خبرهما ففعل فلنتأمل الى عناية الله وحفظه لرسوله صلى الله عليه وسلم وصاحبه اذ خرج سراقة بن مالك اول النهار جاهدا عليهما طالبا رؤوسهما وصار اخر النهار حارسا لهما معميا عنهما وفيه دلالة على الثبات على الامر. فما تزحزح النبي صلى الله عليه وسلم ولا خاف لانه يعلم ان الله معه في هذه الهجرة المباركة تجلت معاني المحبة والاخاء ومن اجل صوره ما كان يفعله الانصار. اذ لما سمعوا بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا بهم يخرجون كل يوم من الغداة الى الطريق القادم من مكة حتى يصبح حر الظهيرة هو الذي يردهم. وحين بلغهم قدوم المدينة. وحين بلغهم قدومه المدينة ساروا الى السلاح وتلقوه بسرور لا يوصف. حتى سمعت الرجة والتكبير في المدينة فرحا بقدومه وابتهاجا لرؤيته. يقول انس رضي الله عنه كان اضوى شيء وانوره يوم قدوم النبي عليه الصلاة والسلام او كما قال فيما رواه الدارمي وغيره غيره وبقي صلى الله عليه وسلم حين مقدمه في بني عمرو بن عوف في منطقة قباء فبنى لهم مسجدا ثم ركب راحلته الى المدينة بعد وصوله اسبوعا والناس يتسابقون الى خطامها كل يقول هلم الى العدد والعدة والسلاح والمنعة. وهو يقول لهم خلوا سبيلها فانها مأمورة حتى بركت في موضع المسجد النبوي. فيال الله ما اعظم حب الانصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم مم بارك الله لي ولكم في الوحيين ونفعنا جميعا بهدي سيد الثقلين واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة لعباده المتقين ولا عدوان الا على الظالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ينصر من يشاء من عباده وهو خير الناصرين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله جاهد في الله حق جهاده تاته اليقين. اللهم صل وسلم عليه وعلى اله وصحبه الذين اووه ونصرو وجاهدوا صبروا وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله عباد الله واعملوا بطاعته ورضاه. فان من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه اخوة الاسلام ان اول خطوة خطها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزوله المدينة في اخواله بني النجار اقامة المسجد النبوي في الموضع الذي بركت فيه ناقته عليه الصلاة والسلام. وساهم في بنائه بنفسه فكان ينقل اللبنة حجارة ويقول اللهم لا عيش الا عيش الاخرة. فاغفر للانصار والمهاجرة. وجعل المسلمون ينقلون معه ويرتجزون لئن قعدنا والرسول يعمل لذاك منا العمل المضلل ان هذا لبرهان عملي ملموس على التعاون والمحبة والتضحية في مجتمع مختلف الالوان الا في الانساب الف الله بين قلوبهم وكان ذلك بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم الى بناء مسجد قباء ومسجده الشريف لمسجد اسس على التقوى من وليومنا حق ان تقوم فيه. فيه رجال يحبون ان يتطهروا. والله يحب المطهرين. ان في ذلك اشارة الى مكانة المسجد في حياة المسلمين. ودلالة على اهميته في حياة المسلمين وفي الدعوة هذا الدين فلقد كان المسجد منارا للعلم. وروضة للعبادة. ومكانا للالفة والمحبة والمودة وفي مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم وهو العمل الثاني الذي قام به بين المهاجرين والانصار وما لقيه المهاجرين من اخوانهم الانصار من نصرة ومحبة وبذل ومواساة حتى وصل بهم الحال ان الله اخبر عنهم ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة وقال تيلان صاروا للنبي صلى الله عليه وسلم انظروا الى عظيم الايثار هذه اراضينا وزروعنا ونخيلنا اقسمه بيننا وبين اخواننا. فقال صلى الله عليه وسلم لا ولكن تكفون المؤونة ونشرككم في الثمرة. قالوا سمعنا واطعنا. رواه البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفي هذا الاخاء الحقيقي المبني على الاخوة في الله. ذابت عصبيات الجاهلية وظهرت فيه معاني الايمان الجلية. وتساقطت جميع الفوارق الظاهرية. واصبح الولاء والبراء للاسلام والمسلمين وقام النبي صلى الله عليه وسلم وهو عمله الثالث في اول مقدمه بعهد العهود مع من في المدينة من المشركين ومن ومن اليهود وما بين المسلمين. فاصبحت دولة الاسلام اول دولة اقامت وثيقة للتعايش السلمي. فكان اليهودي يعيش في ظل الاسلام حتى حصل من الخيانة فامكن الله منهم المسلمين. ونسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم الاعتبار بهدي سيدينا محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم اللهم اعز الاسلام واهله واذل الشرك واهله وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك. اللهم وفق اميرنا وولي عهده لهداك واجعل عملهما في رضاك. اللهم يا ذا الجلال والاكرام اجعل هذا البلد امنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين