الحمد لله الذي اباح لعباده الطيبات وحرم عليهم الخبائث والمضرات. لا اول شيء الا لحكمة ولا ينهى عن شيء الا لحكمة وهو اعلم بما تصلح به احوال البريات نحمده تعالى واشكره حمدا وشكرا عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا لا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. عباد الله يعلن من حين لاخر القبض على مئات وربما الاف من الاطنان من المخدرات. وهذا يؤكد ان بلاد مستهدفة من قبل الاعداء الذين رأوا ان اقصر واسرع الطرق لافساد شباب المسلمين هو هذا الطريق هو ايقاعهم في المخدرات. لان الشاب اذا وقع في المخدرات فقد قضي عليه تماما وقضي على معالم انسانيته وضميره الا ان يمن الله عليه برحمته. فينتشل من هذا المستنقع القدير وهذه الكميات الكبيرة من المخدرات التي تكتشف ويقبض على من يحاول تهريبها تدل على ان لها سوقا في الداخل ولولا ان لها طلابا لما جلبت بهذا القدر الكبير. وهذا يستدعي من المجتمع بجميع اطيافه التعاون والوقوف مع اجهزة الدولة ايدها الله لسد هذا البلاء وهذا السم الزعاف وان الوقوع في المخدرات لا يعني الانحطاط في معاني الانسانية انه انحطاط وتحطيم لمشاعر ذلك الانسان. والواقع خير شاهد لهذا. فانظروا الى حال من وقع في اوحال المخدرات انظروا الى واقعه واحواله. وعندما يسمع الناس الجرائم البشعة من التعدي على والديه او الاولاد او الزوجة ينصرف الذهن مباشرة الى ان هذا المعتدي من ارباب المخدرات واذكر مرة كنا في المسجد ننتظر اقامة صلاة الفجر فدخل علينا شاب ليس عليه من اللباس ما يوالي سوءته كما ولدته امه يريد ان يصلي في المسجد وحاول جماعة المسجد اقناعه بان يذهب ويلبس من اللباس ما يستر عورته ولكن لم يستطيع اقناعه لانه وصل الى هذه المرحلة من الانحطاط فانظروا كيف ان المخدرات توصل صاحبها الى هذه الدرجة واسوأ. فحق على ان فحق على المجتمع ان يهب بجميع شرائحه وطبقاته واطيافه للقضاء على هذا السم الزعاف محاصرته ونحن الان في هذا العصر امام مؤامرات خطيرة وشبكات وعصابات اجرامية وهجمات شرسة ومخططات عدوانية حاقدة يشنها اعداء الاسلام على ابناء المسلمين وبلادهم. ويستهدفون على وجه الخصوص ابناء المسلمين في هذه البلاد المباركة قبلة المسلمين بلاد الحرمين يشلون حربا عليها بشتى الاساليب يستخدمون طراسا ويستخدمون طرقا خبيثة ماكرة واسلحة فتاكة ومن اعظم هذه الاسلحة هذا السلاح سلاح المخدرات الذي وجدوا انه طريق قصير وسريع المفعول ومدبر ومدمر سريع لشباب المسلمين بانه يقضي على الامة في اعز ما تملك. يقضي على العقول ويلوث الافكار ويغزو المبادئ ويهدم المعنويات لهدم اخلاق الامة وقلبها النابض وشريانها المتدفق بشبابها وسواعد ابنائها عباد الله ان المخدرات مدمرة لصحة الانسان تقضي عليه تماما وانها مدمرة لاخلاقه ومدمرة لعقله وقد اثبتت الدراسات انه كلما زادت كلما زاد استخدامه واستعمال المخدرات في مجتمع من المجتمعات ارتفع مع ذلك معدلات اخطر الجرائم الامنية والاخلاقية. بل ارتفع مع ذلك حوادث السيارات التي بسببها الابرياء وتخلف العديد من المآسي. وان خطر المخدرات لامر مجمع عليه بين العقلاء هذا فان جميع دول العالم تجرمها وتمنع منها رسميا. حتى حتى من غير المسلمين جميع دول العالم بلا استثناء تمنع منها رسميا بما يترتب عليها من الاضرار العظيمة المدمرة لصحة الانسان. عباد الله وعند عندما نبحث عن اسباب تعاطي المخدرات في صفوف الشباب نجد ان من اعظم تلك الاسباب ضعف الوازع الديني وتدني مستوى تربية والخواء الروحي والفراغ الكبير والتقليد الاعمى وجلساء السوء وغير ذلك مما يجسد المسؤولية اولا قبل كل شيء على الاسرة وعلى ولي الامر فيها. فعلى الاباء والامهات مسئولية عظيمة في رعاية ابنائهم وحسن تربية والاهتمام بهم ومتابعتهم وابعادهم عن قرناء السوء. وشغل اوقات فراغهم بما ينفعهم في امور دينهم ودنياهم القيم والمبادئ الفاضلة في نفوسهم وغرس كراهية هذه الاوبئة وهذه السموم في نفوسهم. ان الاب الذي يغرس في نفسي ابنه خطورة المخدرات ونحوها ويبين لهم ضررها. ان هذا ينعكس على نفس هذا الطفل عندما يكبر تكون مستحضرا لخطر هذه المخدرات وعظيم تدميرها لصحة الانسان. والله عز وجل يقول يا ايها الذين امنوا ابقوا انفسكم واهليكم نارا فلم يقل قوا انفسكم فحسب وانما قال واهليكم نارا ووقاية الاهل من نار يوم القيامة ومن عذاب الله تعالى انما تكون بامرهم بطاعة الله عز وجل وبتحذيره مما يغضب الله تعالى وبامره والله سبحانه فعلى كل مسلم ان يتحمل مسؤوليته تجاه اسرته وتجاه دينه ومجتمعه وبلاده وان يكون ساهرة على جلب المصالح لمجتمعه ودرء المفاسد عن بلاده. وان يسود بين المسلمين التعاون للقضاء على هذا الوباء عضال والتبليغ عن اهله لمحاصرة هذا الداء وهذا السم. واول من ينبغي التبليغ عنهم وعدم التستر مروجوا المخدرات. فهؤلاء هم اساس البلاء والشر. هم الذين ينشرون هذا السم الزعاف وهذا الداء بين افراد الشباب فينبغي التبليغ عنهم للجهات المختصة فان هذا من انكار المنكر ومن القيام بالمسئولية التي ينبغي ان تكون لدى كل مسلم عباد الله ان تربية الاولاد تربية صعبة وشاقة وتزداد صعوبة في هذا الزمن الذي والذي انفتح العالم فيه بعضه على بعض واصبح كما يقال كالقرية الصغيرة ومطلوب من الوالدين امران الامر الاول بذل اسباب الهداية بذل اسباب هداية الدلالة والارشاد بتوجيه الولد من ابن او بنت الى القيم الفاضلة والمبادئ والمبادئ والاخلاق الكريمة وان تغرس في نفوسهم تلك المبادئ والقيم والتحذير من الشر واهله والامر الثاني الدعاء للاولاد من بنين وبنات بهداية الالهام والتوفيق. فان هداية الالهام توفيق لا يملكها الا الله تعالى وحده. حتى الانبياء والرسل لا يملكونها. لا يملكها انا ملك مقرب ولا نبي مرسل انما يملكها الله تعالى وحده. ولما بذل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه ابي طالب الذي كان في مقام ابيه ودافع عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن الاسلام دفاعا عظيما الى درجة انه يضع ابنه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم حتى اذا اصيب تكون الاصابة في ابنه ولا تكون في النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم بذل معه جهودا عظيمة لكي يسلم حتى حتى اخر لحظة من حياته وهو على فراش الموت قال له يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله لكن الله لم يرد هدايته فمات على الكفر وانزل الله تعالى قوله انك لا تهدي من احببت. انك لا تهدي اي هداية الايهام والتوفيق. انك لا تهدي من احببت ولكن الله الله يهدي من يشاء فهذه الهداية لا يملكها الا الله وحده. فعلى الاباء والامهات ان يسألوا الله تعالى هذه الهداية من يملكها وهو الله وحده ان يسأل الله تعالى الهداية لاولادهم وان يسألوا الله تعالى صلاحهم وبرهم وان من ابرز طرق العلاج والوقاية من هذا الداء داء المخدرات تثبيت العقيدة وتقوية الايمان في القلوب وتحصين الشباب والتربية الاسلامية القوية في الاسرة والمدرسة والمجتمع والعناية بالتوعية المكثفة والتعاون والتعاون البناء بين افراد المجتمع وهيئاته. ومن وقع في هذا المستنقع فعليه ان يكون شجاعا وان يسعى لانقاذ نفسه منه ان يتعاون مع الجهات المختصة التي تساعده على التخلص من الادمان. وهناك جهات مختصة في هيئة مكافحة المخدرات وغيرها تساعد الشباب الذين وقعوا في هذا المستنقع على العلاج وعلى التخلص تدريجيا من الادمان المهم ان يوجد لديهم ارادة في التوبة والتخلص من هذا المستنقع وهذا السم الزعاف المدمر. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ما استغفروه واتوبوا اليه انه هو التواب الرحيم الحمد لله العلي العظيم الجواد الكريم التواب الرحيم اولا فليس قبله شيء. واخر فليس بعده شيء. وظاهر فليس فوقه شيء. وباقن فليس دونه شيء وهو العزيز الحكيم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرة اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة عباد ان مما لا يقل خطورة عن المخدرات المسكرات والخمور. فان الله تعالى حرمها وحذر منها. فقال سبحانه يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام ركس من عمل الشيطان فاجتنبوه فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر. ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة. فهل انتم منتهون؟ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتاني جبريل فقال يا محمد ان الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها والمحمولة اليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومسقاها. اخرجه احمد بسند صحيح. واخرج احمد عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة وذكر منهم مدمن خمر في حديث ابن عباس مدمن الخمر ان مات لقي الله كعابد وثني. وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر وكل خمر وكل مسكر حرام. وعن جابر رضي الله عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه عليه وسلم عن شراب يشربونه بارضهم او مسكنه؟ قال نعم ثم قال كل مسكر خمر ان على الله عهدا لمن اشرب المسكر ان يسقيه من طينة الخبال. قيل يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال عرق او عصارة اهل النار وهذه النصوص وما جاء في معناها تدل على ان شرب الخمر من كبائر الذنوب وانه سبب للعنة الله عز وجل وسخطه وعقابه وما ذاك الا لانها ام الخبائث وجماع الاثم وتجر معها شعورا كثيرة واثرها مدمر على صحة الانسان وعلى عقله وعلى سلوكه وفكره. والله تعالى لا يحرم على الانسان شيئا الا لكونه مضرا. فالله تعالى احكم الحاكمين. لا يمنع ولا يحرمه الا لمصلحة ولا يأمر بشيء الا لمصلحة. فالله تعالى هو احكم الحاكمين جل وعلا. عباد الله فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فانه يأتي على الناس زمان يشرب فيه اناس من امته الخمر كالمستحلين لها اي يفعلون ذلك كأنها حلال يقول عليه الصلاة والسلام ليكونن في امتي اقوام يستحلون الحرى اي الزنا والحرير والخمر والمعازف اخبر عليه الصلاة والسلام بانه سيأتي بهذه الامة من يتعاطى الخمور وكأنها حلال. وهذا وان لم نجده في بلادنا ولله الحمد الخمرة ممنوعة ومعاقب عليها ومجرب تعاطيها وبيعها الا اننا نجد انتشار الخمور في في في بلدان العالم وان بعض ابناء المسلمين يتعاطونها تعاطي مستحل لها فيكاد يكون ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قد تحقق فعلى المسلم ان يتقي الله تعالى واذا اذا سافر خارج هذه البلاد عليه ان يستحضر ان الله تعالى مطلع عليه وانه وان كان ليس تحت رقابة البشر الا انه تحت رقابة العزيز الحكيم الذي يعلم السر واخفى وان بان تعاطي الخمر من كبائر الذنوب وليس من الصائر ويستحضر لعن النبي صلى الله عليه وسلم لمتعاطي الخمر وشاربها فيمتثل المسلم امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم ويبتعد عما يغضب الله عز وجل الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. وارض اللهم عن صحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اهدنا الكفر والكافرين. اللهم ابدل لامة الاسلام امرا رشدا. يعز فيه اهل طاعته ويدى في اهل معصيته. ويؤمر فيه بالمعروف وينهى في يعني منكر وترفع فيه السنة وتقمع فيه البدعة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعه. واجعلهم رحمة لرعاياهم. ووفق امامنا وولي امرنا وولي عهده وفقه لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى ولما فيه صلاح البلاد والعباد ولما فيه عز الاسلام والمسلمين وقرب منهم البطالة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي هي معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نعوذ بك من نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا اغفر ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب