ومن تركه في الحال. وان كانت بترك واجب فعله في الحال. ان كان مما يمكن قضاؤه وان كانت المعصية مما يتعلق بحقوق الخلق لم تصح التوبة حتى يتخلص من تلك حقوق فان كانت معصيته باخذ مال للغير او جحده لم تصح توبته حتى تؤدي المال الى صاحبه. ان كان حيا او الى ورثته ان كان ميتا. فان لم يكن له الحمد لله الملك الوهاب. الغفور التواب. يتوب على التائبين مهما عظمت ذنوبهم اذا تابوا اليه ويبدلوا سيئاتهم حسنات اذا اصلحوا اعمالهم وانابوا اليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب واشهد ان محمدا عبده ورسوله. الذي انزل عليه الكتاب تبصرة وذكرى لاولي الالباب الباب صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم المآب وسلم تسليما. اما بعد فيا ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى. واحذروا الاقامة على المعاصي والذنوب فانها تسخط علام الغيوب. وتوجب خزي الدنيا والاخرة وتسلب النعم الباطنة والظاهرة. توبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون واتقوه في جميع احوالكم لعلكم ترحمون. واقرنوا لذلك ندما على ما فمضى وفات وعزما على ترك الذنوب فيما تستقبلون من الاوقات. وعملا صالحا تنال به السعادة والكرامات فمن كان منكم تاركا لحق من حقوق الله فعليه ان يستدرك بفعله ما فات. ومن كان سرا على شيء من المعاصي فليتب الى الله قبل الاخذ بالاقدام والنواصي. ومن كان بينه وبين احد مظلمة في دم او عرظ او مال. فليخرج منها وليتحلل قبل ان اتعذر الوفاء الا من الاعمال ايها المسلمون توبوا الى الله تعالى من معاصيه. وانيبوا اليه بفعل ما يرضيه. فان الانسان لا يخلو من الخطأ والتقصير. وكل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون صابون وقد حث الله تعالى في كتابه ورغب رسوله صلى الله عليه وسلم في خطابه على استغفار الله تعالى والتوبة اليه. فقال تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. يمتعكم معكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. ويؤتي كل ذي فضل فضله. وقال تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. فاستقيموا اليه واستغفروه وقال تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون وقال تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا. وفي صحيح مسلم عن ابن يسار المزني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس الى الله واستغفروه. فاني اتوب في اليوم مئة مرة. عباد الله ان التوبة على الفور لا يجوز تأخيرها ولا التسويف بها. لان الله تعالى امر بها وامر بها رسوله صلى الله عليه وسلم. واوامر الله ورسوله على الفور. ولان الموت فلا يستطيع التوبة. ولان الاصرار على المعاصي يوجب قسوة القلب وظعف ايمانه. ولان الاصرار على المعاصي يوجب الفها والتشبه بها والنفس اذا اعتادت على شيء صعب عليها فراقه. وحينئذ يصعب عليه ان يتخلف من هذه المعاصي بل ويفتح عليه الشيطان ابوابا من معاص اخرى هي اكبر واعظم مما كان عليه ايها المسلمون ان التوبة التي امر الله تعالى بها هي التوبة النصوح التي تشتمل على شروط التوبة وهي خمس الشرط الاول ان تكون التوبة خالصة لله تعالى. بان يكون الباعث لها حب الله تعالى وتعظيمه ورجاء ثوابه والخوف من عقابه. فلا يريد بها تزلفا الى مخلوق ولا عرضا من الدنيا. الشرط الثاني ان يكون نادما حزنا على ما سلف من ذنبه يتمنى انه لم يحصل منه لاجل ان يحدث له ذلك الندم انابة الى الله تعالى وانكسارا بين يديه ومقتا لنفسه التي امرته بالسوء فتكون توبته عن عقيدته وبصيرة. الشرط الثالث ان يقلع عن المعصية فورا. فان كانت المعصية بفعل محرم اداه الى بيت المال وان كان لا يعلم صاحب المال تصدق به بالنية عنه. والله الله تعالى يعلم به الشرط الرابع العزم على الا يعود في المستقبل الى المعصية. لانه هذا هو ثمرة التوبة ودليل على صدق صاحبها. فمن قال انه تائب وهو عازم او متردد في فعل المعصية متى تيسرت له. لم تصح توبته لان هذه التوبة توبة مؤقتة يتحين فيها صاحبها الفرص المناسبة. ولا تدل على كراهته للمعصية وفراره الى الله تعالى وفراره الى الله تعالى والى طاعته. الشرط الخامس ان تكون توبة في زمن القبول وهو ما قبل حضور الاجل وطلوع الشمس من مغربها. قال الله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. فاولئك يتوب الله وكان الله عليما حكيما. وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا ارى احدهم الموت قال اني تبت الان. وقال الله تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يقبل العبد ما لم يغرغر اي ما لم تخرج روحه. وقال صلى الله عليه وسلم من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. ومتى صحت التوبة باجتماع شروطها وقبل محى الله تعالى بها ذلك الذنب الذي تاب منه. وان عظم. قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. بل انه اذا تاب توبة نصوحا وامن وعمل صالحا. بدل الله تعالى سيئاته حسنات. كما قال عز وجل الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وكان الله غفورا رحيما. اللهم وفقنا بالتوبة النصوح التي تمحو بها ما سلف من ذنوبنا وتيسر به وتيسر بها امورنا اه وترفع بها درجاتنا انك جواد كريم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني اياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله وكذا وسلام على عباده الذين اصطفى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك شريك له يرتجى. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى. وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن بهداه مهتدى. وسلم تسليما. اما بعد اتقوا الله عباد الله ولا تغرنكم الحياة الدنيا فان نعيمها لا يدوم. ولا تصد جنكم عما خلقتم له من عبادة الحي القيوم. ولا يخدعنكم طول الامل فان الاجل فاحذروا الدنيا. احذروا الدنيا فانها دار فناء. وتصرم وانقضاء واعرفوا قدر قيمة الحياة وتداركوا فيها من الخير ما فات. ولازم التوبة النصوح لعل الله تعالى ان يمحو عنكم الذنوب والهفوات. واعلموا رحمكم الله انكم في جميع الاوقات مضطرون الى مغفرة الله ورحمته فاسلكوا طرقها واسبابها. فكم من توبة قبلها فكم من دعوة اجابها فهو السميع لمن ناداه وناجاه وهو المجيب لدعوة الداعي اذا وهو الذي لا يخيب رجاء من رجاه. فعليكم عليكم بالدعاء والتوبة. ومن اه الاجابة وعليكم اخلاص الاعمال وتكميلها. وعلى الله القبول والاثابة. وصلوا وسلموا رحمكم الله على الهادي البشير والسراج المنير. كما امركم بذلكم المولى اللطيف الخبير فقال جل من قائل علي ما ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم توفنا على ملته. اللهم احشرنا هنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه. اللهم اجمعنا به في جنات النعيم. مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وارض اللهم عن خلفائه الراشدين. وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك وجودك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين. ودمر اعداء الدين. واجعل هذا البلد امنا الى مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا يا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم فوفقه وولي عهده واخوانه واعوانه لما فيه عز الاسلام وصلاح المسلمين. اللهم ايد هم بعونك وتوفيقك وقوهم برحمتك وتسديدك. اللهم انصر جنودنا واحفظ حدودنا اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود والثغور. اللهم اعنهم ولا تعن عليهم وانصرهم ولا اتنصر عليهم وامكر لهم ولا تمكر عليهم. وانصرهم على من بغى عليهم. اللهم اكفنا شر الاعداء واكشف عنا كل شر وبلاء. فانك نعم النصير والمولى. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة اخرتي حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه والائه يزدكم. ولذكر الله اكبر. والله اعلم ما تصنعون