الحمد لله الذي وعد الصابرين اجرهم بغير حساب وجعل لهم العواقب الحميدة في هذه الدنيا ويوم المآبر واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الرحيم التواب الكريم الودود الوهاب واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل من شكر ربه افضل من شكر ربه واناب واصبرهم على احكام الله بلا ارتياب صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم المآب. وسلم تسليما. اما بعد فيا ايها المسلمون اتقوا الله تعالى وكونوا مع الصابرين. فانما لا يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. واعلموا ان الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد فلا ايمان لمن لا صبر له. ومن يتصبر يصبره الله. وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر وبه يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم. وبين ذوي الجبن والضعف والجور. وهو مقام الانبياء والمرسلين وحلية وحلية الاصفياء المتقين. قال الله تعالى عن عباد الرحمن اولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما. وقال عز وجل عن اهل الجنة والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ايها المسلمون ان الصبر ثلاثة انواع. صبر على طاعة الله. وصبر عن معصية الله صبر على اقدار الله المؤلمة. فاما الصبر على طاعة الله فان يحبس الانسان نفسه على العبادة ويؤديها كما امره الله تعالى. والا يتضجر منها او يتهاون بها او فان ذلك عنوان هلاكه وشقائه. ومتى علم العبد متى علم العبد في القيام بطاعة الله من الثواب. هان عليه اداءها وفعلها الحسنة ولله الحمد اذا اخلص الانسان فيها لله واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. وليس لفظله حد ولا انحصار واما الصبر عن معصية الله فان يحبس الانسان نفسه عن الوقوع فيما حرم الله عليه مما بحق الله او حقوق عباده ومتى علم العبد ما في الوقوع ومتى علم العبد ما في الوقوع في المحرم من العقاب الدنيوي والاخروي والاجتماعي والفردي وان ذلك مما يضره في دينه وفي عاقبة امره بل يضر مجتمعه اوجب ذلك له ان يدع ما حرم الله عليه خوفا من علام الغيوب بالعقوبات المترتبة على الذنوب واذا صبر الانسان عن المعصية تعودت نفسه ترك المعاصي وصارت المعاصي مكروهة عنده وبغيضة لديه يفرح بفقدها ويغتم لوجودها حتى يوفقه الله تعالى لك التوبة منها واما الصبر على اقدار الله فمعناه ان يستسلم الانسان لما يقع عليه من البلاء والهموم والاسقام والا يقابل ذلك بالتسخط والتضجر وفعل اهل الجاهلية المنكر في الاسلام وان يعلم ان لنزول البلاء اسبابا وحكما. لا يعلمها الا الله تعالى. وان نفعه ورفعه اسبابا من اعظمها لجوءه ودعاؤه وتضرعه لمولاه. واذا قابل هذه المصائب بالصبر الفرج من الله صارت المصائب تكفيرا لسيئاته. ورفعة في درجاته. قال الله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين من الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه اذى من ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه الا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها وقال صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها الا كتبت له بها درجة وموحيا عنه بها خطيئة. وقال صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة. وقال صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده او ماله او ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله فهذه الاحاديث وما ورد في معناها هي بشرى للمؤمن يحتسب من اجلها المصائب التي بها فيصبر عليها ويحتسب ثوابها عند الله تعالى. اللهم انا نسألك ان تجعلنا ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله معز من اطاعه واتقى. ومذل من خالف امره وعصاه. ومعطي الثواب لمن اتبع هداه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. من توكل عليه كفاه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن وسلم تسليما. اما بعد فاتقوا الله عباد الله. واعلموا ان المؤمن حقا هو الذي يسير على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فيصبر على المصائب ويجتنب عائب ويرضى بالله تعالى ربا رحيما. ومدبرا حكيما. ويعلم انه عبد مملوك الله تعالى يفعل فيه ما يشاء مما تقتضيه حكمته من السراء والضراء والشدة رخاء ايها المسلم اذا تكالبت عليك المصائب واغلقت في وجهك المسالك والامور فلا ترجو غيرك الله تعالى في رفع مصيبتك. وفي دفع بليتك فارفع اكف الضراعة الى الله تعالى ان يفرج همك وان ينفس كربك وان يسهل امرك. ومتى قوي من العبد الرجاء قلبه عند الدعاء لم يرد النداء. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء فقال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. واكثر من دعوة ذي النون يونس عليه الصلاة والسلام. لا لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فما دعا بها مكروب الا فرج الله كربه قال ابن القيم رحمه الله وقد جرب ان من قال ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين سبع مرات كشف الله تعالى ضره. واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فان يد الله مع الجماعة. ومن شذ شذ في النار. واعلموا ان الله تعالى امركم بامر ان بدأه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه. وثلث بكم ايها المؤمنون من جنه وانسه فقال جل من قائل علي ما ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد. اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم توفنا على ملته. اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه. اللهم اجمعنا به في جنات النعيم. مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضى عن خلفائه الراشدين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. وعن وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين. ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا مطمئنا. وسائر بلاد المسلمين. اللهم امنا في اوقاتنا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم من ارادنا واراد بلادنا وعقيدتنا وقيادتنا بسوء. فاجعل كيده في نحره. وفرق جمعه وشتت شمله. واهزم جنده واجعل تدميره في تدبيره. يا سميع الدعاء يا ذا المن والعطاء. يا من لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودنا. اللهم انصر جنودنا المرابطين على والثغور. اللهم قو عزائمهم. اللهم سدد رميهم. اللهم انصرهم على عدوك وعدوك وعدوهم يا رب العالمين اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا كربا الا تنفست ولا دينا الا قضيته ولا مريضا الا شفيته، ولا ضالا الا هديته، ولا غائبا الا رددت ولا اسيرا الا فككت اسرى. ولا ايما الا زوجته ولا عقيما الا رزقته ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة. هي لك رضا ولنا فيها صلاح الا اعنتنا على قضائها ويسرتها برحمتك يا ارحم الراحمين ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة اخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد الحمد لله رب العالمين